تَعلّم وثمِن تاريخ وتراث الكلدان لقاء مع الباحث الأكاديمي عامر حنا فتوحي بمناسبة الذكرى الثالثة لصدور كتابه التاريخي الموسوعي عن سكان العراق الأصليين “الكلدان” العصيين على الفناء

 

 

*حاوره نزار ملاخا*

في القسم الأول من هذا اللقاء مع الفنان التشكيلي الكلداني والمؤرخ المعروف عامر حنا فتوحي، تم إطلاع القراء الأعزاء على البطاقة الشخصية لضيف لقاءنا المتميز، كما قمنا بأسلوب دقيق ومهنية عالية بالإشارة إلى مجريات الحملة المثارة ضده وضد عمله الأخير، من قبل مجموعة تحركها دوافع سياسية.

إضافة إلى ذلك فقد قام الأستاذ عامر حنا  فتوحي بشرح الفوارق الكبيرة والرئيسة ما بين المصطلحات المتداولة (الوطنية، القومية، والإنتماء الكنسي) وهيّ مصطلحات لا يميز فروقاتها الواسعة الغالب الأعم من القراء.

جدير بالذكر هنا، أن الأستاذ عامر حنا فتوحي قد تم أختياره عام 2009م من بين أهم عشر شخصيات مثقفة ومحترفة عالمياً، ضمن الدراسة الموسومة (أصوات ضد الظلام)، التي نشرتها المجلة الأكاديمية (الآداب العالمية اليوم) عدد تشرين الثاني/ كانون الأول، الذي صدر عن جامعة أوكلاهوما، وهذا الأمتياز والتشريف هو مبعث فخر لجميع الكلدان. لقراءة نص القسم الأول من المقابلة أنظر أحد الرابطين أدناه:

http://kaldaya.net/2015/Articles/04/20_NazarMalakha.html

http://alqosh.net/mod.php?mod=news&modfile=item_ritha&itemid=32701

                          

القسم الثاني

♦ يحتوي كتابك على آداة فريدة تتمثل بالعناصر البصرية التي يتضمنها الكتاب والتي تتصف بتميزها عما تعودنا عليه في الكتب التقليدية، هل لك أن تعطينا فكرة عن هذا الإستخدام والتضمين الرائع؟

– لقد أجتهدت بصفتي فنان تشكيلي ومؤرخ في إبتكار طريقة متميزة أقدم من خلالها المعرفة والمعلومة المباشرة في مجال تاريخ وادي الرافدين، آخذاً بنظر الإعتبار أن تكون إضافتي هذه جديرة بالتثمين وأن لا تكون من النوع الذي يُنسى بسهولة.

أن أيسر طريقة لعمل ذلك، كانت إبتكار وسائل إيضاح متفردة، مستخدماً في تنفيذها خبرتي الطويلة كفنان تشكيلي ومصمم طباعي، وهذه الأعمال (الطباعية) سبق وأن تم تثمينها عالمياً من قبل العديد من المتاحف وصالات العرض الفنية، سواء تلك التي نُفذت يدوياً أو بإستخدام الكومبيوتر، ناهيكم عن إعتزاز مديرية السياحة والآثار العراقية في بغداد، بعدد من هذه الأعمال منذ عام 1978م.

♦ هل لك أن تعطينا أمثلة على أعمالك الفريدة في هذا المجال؟

– بكل ممنونية، الحق، هنالك أربع أنواع من الإشكال (وسائل الإيضاح) التي أحتوى عليها كتابي الأخير هذا:

1- الأشكال أو المصورات (التقليدية) للآثار والمواقع التاريخية. هذه المصورات تم إستخدامها إما منفصلة أو ضمن آثار ومواقع تاريخية أخرى، وذلك تجنباً لأي إشكال مرتبط بمسألة الحقوق المحفوظة للشكل المستخدم.

2- عدد من المصورات التي تم إضافة كتابات ومقاطع مسمارية عليها، علماً بأن هذه الكتابات المضافة ليست جزءاً أصلياً من الشكل المصور. وقد كان الهدف من إستخدام هذه الأشكال، هو إعطاء تصور محدد للقاريء من دون التعرض للمسائلة القانونية نتيجة إستخدام شكل قد يكون (محفوظ الحقوق)، ولهذا فقد تحاشيت الإشارة لها بصفة قطع آثارية، على سبيل المثال: الشكل المصور على الصفحة 22 والذي يمثل لوح صلصال عليه (صورة تنين) وكلمة (كلدو) بالكتابة المسمارية، علماً بأن الخط اللاتيني المستخدم في كلمة (كلدو) هو من إبتكاري.

في حالة أخرى، تم إضافة كتابة مسمارية إلى تخطيط حديث، أنظر صفحة 238 قرص إنخيدونا مع أسمها وفق الكتابة المسمارية، مع أن القرص الأصلي لا يحتوي على أسمها على ذلك الجانب من القرص. أيضاً أنظر صفحة 314 حيث تجد مونتاج لمصورات توضيحية حديثة مع ألواح أثرية قديمة.

3- تضمين عدد من الأشكال والمواقع الأثرية في شكل واحد بأسلوب المونتاج، وذلك من أجل إعطاء القاريء فهم أوضح عن الموضوع المطروح في ذلك القسم. لاسيما وأن إستخدام هذا المونتاج التعليمي تقنياً يحمي الناشر من أية مسائلة تتعلق بالحقوق المحفوظة.

4- أن أهم وأكثر الأشكال فرادة، هيّ تلك (المرتسمات التوضيحية) التي قمت بدراستها لسنوات ومن ثم قمت بتنفيذها ألكترونياً (دجتال)، والتي تتضمن القسم الثاني من الجزء الرابع (رسوم توضيحية وخرائط) على الصفحات 506-517، والتي لا يمكن مشاهدتها في أي كتاب آخر.

♦ معروف أن دراستك وخبرتك الطويلة في هذا المجال، علاوة على المطالعات التي كتبت حول كتابك ومصادقة الأكاديميين عليه، هي من وجهة نظري دلالات إيجابية لا يمكن أن تقارن بها كثير من الكتب الآخرى، فلماذا بإعتقادك إثارة هذه الحملة الشخصية الشديدة ضدك شخصياً وضد كتابك القيم والأصيل وما هو تصورك حول هذا، لاسيما وأنني أؤكد هنا ثانية، بأن كتابك قد تم تقييمه إيجابياً وأحتفى به العديد من المؤرخين والأكاديميين؟

– إجابتي بسيطة للغاية، أنظر فقط من يقوم بهذه المحاولات غير المقبولة ضد كتابي وضدي، وبحساب بسيط يمكنك أن تتوصل إلى قناعة راسخة، بأن ليس بين هؤلاء الذين يجيشون هذه الحملة غير السليمة النوايا مؤرخ أو أكاديمي واحد مختص في هذا الحقل.

الحقيقة الأخرى التي لا غبار عليها، بأن جميع هؤلاء الذين لم يرتاحوا لكتابي هم أفراد تابعين للطائفة المسماة الآثورية / آطورايي، وهذا يفصح عن الكثير.

الجزء الثاني من كتابي يغطي أربعة عشر مغالطة تم إختلاقها من قبل ما تسمى بالأحزاب الآشورية، من أجل سحب بساط الشرعية من تحت أقدام الكلدان، الذين هم (أي الكلدان) سكان العراق الأصليين.

أن ما يجعلهم يشعرون بالغضب العارم، هو لأنه ولأول مرة في التاريخ الحديث يصدر كتاب أكاديمي من 550 صفحة يعري إدعاءاتهم الكاذبة المصنوعة بعناية فائقة.

علاوة على ذلك، فأن الأسس التي بُني عليها الكتاب لا تتفق مع الأكاذيب التي تم تغذيتهم بها لسنوات، ناهيك عن الأخذ بنظر الإعتبار بأن تعرض هؤلاء لغسيل الدماغ المتواصل وتغذيتهم اليومية بالأكاذيب والإدعاءات الباطلة من قبل الأحزاب المدعية بالآشورية ووسائل إعلامهم المدعومة مادياً، يمكن لها أن تخدع وتغش العديد من المتعلمين، فكيف بهؤلاء الذين ترعرعوا على هذه الأكاذيب منذ طفولتهم؟

وبالتالي، ألا يذكرك هذا ببرنامج (هتلر) الدعائي لإحتواء الشباب، عندما عمل النازيون على غسل أدمغة الأطفال الألمان من أجل إقناعهم وتحويلهم إلى وحوش وآلات حرب، قابلة على تنفيذ الأهداف النازية؟

معروف جداً، بأن خليطاً من العقائد (الدينية- السياسية) لأي مجموعة بشرية تعاني من (أزمة هوية) ومصاعب تتمثل في إستيعابهم وتمييزهم، بأنهم غير قادرين على إقناع المتقدمين في العمر، وأقصد بهؤلاء المتقدمين بالعمر في هذه الحالة، (النساطرة) الذين عاشوا أهوال السنوات 1914-1920م، هاربين من دولة إلى أخرى، ملمين بحقيقة (وطنهم الأصلي) الذي هربوا منه وهويتهم (غير الرافدية).

آخر تلك الأمثلة، إغتيال بطركهم إيشاي شمعون الثالث والعشرين في السادس من تشرين الثاني عام 1975م، والذي كان بالمناسبة آخر البطاركة الشمعونيين الذين أحتفظوا بختمهم البطريركي الذي ينص على التالي: (الفقير لله شمعون بطريرك الكلدان). علماً بأن طبعة هذا الختم كانت قد أستخدمت لآخر مرة عام 1975م وليس قبل آلاف من السنين!!

هذه الحقيقة جعلت هؤلاء الفارين من بلدانهم الأصلية وقبل تصديرهم إلى العراق عام 1918م يحددون (مطالبهم) بالعودة إلى بلدانهم الأصلية (تركيا وإيران)، ناهيك عن أن البديل الآخر كان (البرازيل)، وليس (سهل نينوى) الذي يدعون هذه الأيام بأنه وطن أسلافهم!!

مع ذلك، فأن الأمر يتخذ منحى آخر مع الأجيال الجديدة، لأنهم صفحة بيضاء، بمعنى أنهم أكثر عرضة للتلاعب بأفكارهم وإحتوائهم عقائدياً.

هذا النوع من الإحتواء العقائدي قادر على خلق (مجند) غير متردد وقابل على مهاجمة الآخرين أو أي هدف مرسوم له، بما في ذلك، رفض تاريخهم الصحيح كمجموعة بشرية (مستوردة) من خارج العراق، ناهيك عن إعطاء ظهورهم لهويتهم الأصلية بصفتهم (نساطرة) مُستوردين.

♦ كما تعرف، فأن وسائل إعلام هذه الطائفة مؤثر جداً، وذلك بسبب الهبات التي يستلمونها بأسم المسيحيين العراقيين. فكيف يمكن لشخص غير مطلع أن يميز ما بين الحقيقة والخيال فيما يتعلق بإدعاء هؤلاء بأنهم آشوريو الماضي، أو بإدعائهم بأنهم يمثلون الغالب الأعم من مسيحيي العراق، وبأنهم مجموعة عرقية، وليس غرباء متنقلين لا يعرفون حقيقة هويتهم؟

– أن هذا لا يشكل معضلة للغالب الأعم من المؤرخين المطلعين تماماً على دقائق تاريخ وادي الرافدين، مع ذلك فأن الأمر مختلف تماماً مع الغربيين لاسيما الناس العاديين. أن سبب عدم الوضوح هنا هو إما أن معظم الغربيين لا يعرفون عن تاريخ وادي الرافدين أو أنهم يعرفون القليل جداً، مما يؤدي إلى عدم فهم الأمر برمته.

الكلدان هم أكبر المجاميع المسيحية العراقية وتشكل نسبتهم ما يقرب من 80%، ولو أضفنا أخوتهم وأخواتهم في الدم واللغة والتاريخ (سريان العراق)، فأن نسبتهم ستقفز إلى 93%، بينما لا يشكل من يتسمون بالآشوريين نسبة 4%.

أن حضارة وادي الرافدين لم تؤسس أو تطور على أكتاف الآشوريين الأصليين القدماء (الآسيويين الأنضوليين)، سكان الجبال المعروفين بأسم الشوباريين/ السوباريين الوافدين من جبال بتليس ضمن سلسلة الجبال الممتدة في منطقة أرضروم في تركيا، وإنما بناة حضارة العراق القديم هم أسلافنا الرافديين المحليين البروتوكلديين 5300 ق.م.

معروف تماماً بأن وكالة الأخبار الآشورية الدولية (آينا إختصاراً) وتلفزيون عشتار وتلفزيون آشور وغيرها من وسائل الإعلام التي نجحت في بث الكراهية الآشورية وسياسة الأنحياز ضد سكان العراق الأصليين (الكلدان) وبضمنهم أخوتنا سريان العراق. مع ذلك نحن لم نسمع من أحد هؤلاء من دعاة الأخوة في يوم ما تذمراً ولو لمرة واحدة ضد (تطرف وأنحياز) وسائل الإعلام تلك.

أن زيارة واحدة لأي من وسائل الإعلام تلك، ولتكن آينا، فأنها أكثر من كافية لأن يستوعب هؤلاء المطلعين على الشأن العراقي وتنوعه العرقي الديني حجم المخادعة والغش، الذي هو دونما شك حجر زاوية وسائل الإعلام هذه، من أجل بث الخديعة وتحريف الحقائق.

مرة أخرى، أذكرك بأن هذا الأسلوب الماكر قد أستخدم في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية من قبل ﭘاول جوزيف ﮔوبيلز وزير الدعاية النازي.

مثال بسيط حول هذا الأنحياز غير المعقول لوسائل إعلام هؤلاء المتسمين بالآشوريين، والتي تفضح أكاذيبهم الدعائية وإستمرار غشهم من أجل فرض هوية مزيفة على سكان العراق الأصليين (الكلدان)، يمكننا أن نجد هذا المثال على الرابط أدناه، حيث تم وصف مدينة عنكاوا مع فتاتين سريانيتين بصفتهم آشوريين.

http://www.aina.org/releases/20150326013216.htm

الغربيون لا يعرفون بأن مدينة عنكاوا هيّ مدينة كلدانية 100%. هم أيضاً لا يعرفون بأن الطفلتين مريم بهنام وساندرا من بلدة آبائي بخديدا (قرقوش) هم من السريان الكاثوليك، الذين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بمدعي التسمية الآشورية، الذين تم إستيرادهم من إيران وتركيا بواسطة قوات الإحتلال البريطاني عام 1918م.

مثال آخر على هذه التجاوزات والأكاذيب الإعلامية التي يشيعونها، يتمثل في دير مار ﮔورﮔيس في الموصل، وهو دير يعود للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، مع ذلك أنظر الرابط أدناه وكيف تشير إليه وسائل الإعلام المتأشورة وفق سياستها الإخبارية المعروفة (أكذب … أكذب … أكذب):

http://www.aina.org/news/20150316182816.htm

صراحة، أنا لا يهمني إذا ما أدعى (مدعو التسمية الآشورية) بأنهم من (كوكب المريخ) أو بأنهم (زوار فضائيون) من كون مواز. لكنه أمر مقرف تماماً وغير أخلاقي أن ينزعوا عن سكان العراق الأصليين هويتهم القومية و أن يلبسوا هاتين الطفلتين التسمية الآشورية المختلقة، التي صنعها البريطانيون لهم عام 1884م والتي تم تبنيها رسمياً بواسطة الكنيسة النسطورية في عام 1976م.

♦ قد يقول شخص ما غير كلداني، ما هيّ المشكلة في إطلاق التسمية الآشورية على تلك الطفلتين؟

– إجابتي سهلة تماماً، دعنا من حقيقة، أنه لم تكن هنالك في التاريخ القديم قومية تعرف بأسم (الآشورية)، مع ذلك فأن إستخدام التسمية (آشورية) بحد ذاتها، هيّ تسمية غير صحيحة، ناهيك عن الأهم، وهو (الأجندة) التي تقف خلف إعتماد أسم مختلق وغير صحيح، وتعميمه على المسيحيين العراقيين.

أن دافع هذا الهدف السياسي بصورة رئيسة، هو إنتزاع الشرعية من الكلدان، وذلك لإستخدام قوتهم العددية الكبيرة داخل وخارج العراق من أجل إنجاح تطبيق أجندة الحصول على (وطن بديل) لهؤلاء المستوردين، على أرض دولة أجنبية (نعني بها هنا، العراق).

أنه من العار أيضاً على هؤلاء الذين يجرؤون على إطلاق التسمية الآشورية المختلقة عام 1984م على الكلدان، لأننا نحن (الكلدان) سكان وادي الرافدين الأصليين، ولسنا مجموعة أجنبية أسيوية أنضولية كما كان هؤلاء الأسيويون الأنضوليون القدماء.

يهمني هنا أن أصحح معلومات هؤلاء الشباب المحدودين فكرياً، ولا سيما دحض مغالطاتهم التي يُغرقون بها شبكة الأنترنيت، بخاصة معلوماتهم المستقاة من قبل السياسيين المدعين بالآشورية، والآخرين من خيول رقعة الشطرنج الأحداديي التفكير، وذلك منذ أن أطلقوا على كنيستهم تسمية كنيسة المشرق الآشورية، التي لا يرجع زمن تبنيها لهذه التسمية (الآشورية) إلا (أربعة عقود) وليس آلاف السنين كما يدعون ذلك باطلاً.

♦ قد سمعت بأن عدد من الأشخاص غير المرتاحين لرسالتك المرسلة بريدياً لسيادة وزير الخارجية الأميريكية السيد جون كيري، قد عمدوا إلى الإتصال بأصدقائك والمتعاونين معك في مجال العمل في ولاية ميشيغان، مدعين بأنهم سيقاطعون المركز الثقافي الكلداني الأمريكي وجميع من يتعاونون معك، لأنك قد أهنتهم بعبارتك التي تقول فيها بأن إطلاق تسمية آشوريين على الكلدان هو بمثابة إهانة، فما هو رأيك بهذا الأمر؟

– هذا التصريح المثير للرثاء ليس في الواقع إلا ضرب تحت الحزام، وذلك من أجل الإساءة إلى سمعتي. أما إجابتي على مثل هذه المحاولات الهابطة، فأنه يهمني أن أجيب عنها مباشرة، (بقوة ووضوح): هؤلاء الذين يدعون مقاطعتهم للمركز الثقافي الكلداني الأمريكي هم غير صادقين بهذا الصدد على الإطلاق، لأن هذا النوع من البشر لا يمكن له أن يتعاون في يوم من الأيام مع المركز الثقافي الكلداني الأمريكي، سواء كان ذلك ماضياً أو مستقبلاً، لأن مواقف المركز الثقافي الكلداني الأمريكي (قومياً) لا تقبل المساومة على المباديء أو مبادلتها بالمغريات من نقود ومناصب.

منذ إستلامي لرئاسة المركز في عام 1996م، فأن شعارنا كان وما يزال (نعمل الأفضل لصالح الجالية الكلدانية)، وهو شعار حولناه إلى أفعال. أن مقاطعتنا من قبل هؤلاء الفاشلين سيساعدنا للتركيز على كامل المشهد ومواصلة نهجنا بثبات.

عندما قلت بأن إطلاق تسمية آشوريين على الكلدان هو بمثابة إهانة، فقد عنيت ذلك 100%. مع ذلك، فأنني لم أكن أعني بذلك، هؤلاء المخادعين والمخدوعين من مدعي التسمية الآشورية المعاصرة، الذين يدعون بأنهم هم أنفسهم ذات الآشوريين القدماء، وإنما كنت أعني بذلك (الآشوريين الحقيقيين) الآسيويين الأنضوليين “شوبارو”، الذين كانوا غرباء من بلاد تركيا القديمة، ولا علاقة عرقية لهم مع تلك الطائفة التي تدعي اليوم زوراً إنتسابها لهم.

ولأكون أكثر وضوحاً حول هذا الأمر، أن إطلاقهم تلك التسمية على الكلدان يعني تغريب سكان العراق الأصليين “الكلدان”. ناهيك عن أن إطلاق هذه التسمية علينا، إنما يعني مساواة وجودنا في وطننا الأم بهؤلاء المستوردين والوافدين والغزاة الذين أحتلوا بلادنا، منذ ما بعد الإحتلال الإسلامي.

أن الفارق الرئيس هنا، هو أن (الكلدان) هم سكان العراق الأصليين، فيما لا ينطبق هذا على المكونات الأخرى.

أما النقطة التي لم يستوعبها هؤلاء الذين أعتبروا تصريحي ذاك بمثابة إهانة، فهو أننا لسنا دخلاء على وطننا الأم، أما توصيفنا بتسمية (آشوريين) بمعنى (غرباء) من قبل كائن من يكون، فأن ذلك هو إهانة مباشرة. أتمنى أن يستوعب هؤلاء وجهة نظري وأن يهضموها، مع أنني أشك بذلك.

♦ ماذا تقول لهؤلاء الذين يدعون بأنك تتجاهل العديد من الذين يتصلون بك من أجل توضيح عدد من الأمور الخاصة بتخصصك وبكتابك؟

– (إبتسامة كبيرة). لهؤلاء الذين لا يستوعبون الفروق بين مفاهيم الوطنية والقومية والإنتماء الديني أو الطائفي، يهمني أن أقول ما يلي: أقرأ وأستوعب، وقبل أن توجه لي سؤال ساذج ما، ينبغي أن تسأل نفسك، هل أنك حقاً ما تعتقده، وبالتالي ما هيّ الإثباتات المادية غير القابلة للشك التي تمتلكها لإثبات ما تتخيله؟

سؤالي الآخر بصدد تلك الإتصالات المتخيلة، (مِن مَن)، وما هيّ مؤهلاتهم التي تؤهلهم لمسائلة دراساتي ومؤهلاتي العلمية؟ … أما سؤالي الأخير فهو، هل ينبغي عليّ أن أجيب على كل تساؤل صبياني يرسل لي؟ … إن إجابتي الوحيدة، هيّ بكل تأكيد كلا.

أنها مرة أخرى، حالة تثير العديد من علامات التساؤل حول هذا النوع من المحاولات التي يقوم بها طلبة، وليس أساتذة مختصون، وبالتالي لماذا هذا التأكيد على تغيير الإنتباه من موضوع دراستي (النص) إلى الكاتب (الشخص)؟ … أن هذه المحاولات الصبيانية، هيّ ألعاب يصنعها سياسيو مدعي التسمية الآشورية، وهيّ بكل تأكيد ألعاب أنا وبكل وضوح (لا تهمني) ولا رغبة لي في الإنجرار إليها.

عندما تم التشكيك وتحدي سلطة ربنا بواسطة عدد من مغسولي الأدمغة العميان وغير المؤمنين، مرقس: 11 -28 … وَقَالُوا لَهُ: بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟

29 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً. أَجِيبُونِي، فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا

30 مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ أَجِيبُونِي.

لهذا، هل ينبغي عليّ أن أخذ مثل هذه المحاولات الصبيانية التي يسمونها إتصالات بنظر الإعتبار، وهل ينبغي عليّ أعير أهمية لهؤلاء الهواة؟… الجواب وبكل تأكيد لا.

على هؤلاء الهواة من مدعي الهوية القومية الآشورية، أن يستوعبوا إبتداء، بأن الآشوريين الأصليين (سوبارو/ شوبارو)، لم يكونوا شعباً سامياً أصلاً، وإنما مجاميع آسيوية أنضولية، وهذا يعني بأنهم لم يكونوا رافديين.

أن عملية خلط الأوراق، وتغذية أنفسهم بالأكاذيب، وخداع الناس غير الملمين بهذا الموضوع، يمكن أن يجوز لفترة وجيزة ولكن هذا لن يدوم:

http://www.kaldaya.net/2015/Articles/03/18_AmirFatouhi.html

كما قلت سابقاً، فأن الآشوريين الأصليين السوباريين/ الشوباريين، لا علاقة لهم بالكلديين الأوائل/ قدامى البابليين الذين أسسوا أو سلالة حاكمة وطنية في الشمال (سهل نينوى)، منذ أول ملك بابلي على آشور، شمشي أدد الأول 1813 ق.م حتى سرﮔون الثاني 722 ق.م.

أن من العار على رئاسات مدعي التسمية الآشورية الحديثة هؤلاء، أن يشنوا حملاتهم ضد سكان العراق الأصليين (الكلدان)، كما أن من العار على هؤلاء الذين يرضون على أنفسهم أن يعيشوا كذبة هابطة من هذا النوع.

♦ بتصورك، ما الذي يقف خلف خساراتنا الكبيرة، عراقياً ومهجرياً ولاسيما أمام مجموعة عشائرية نسطورية صغيرة مستوردة من قوجانس؟

– الجواب مرة أخرى بسيط تماماً، (أنهم يفعلون ما لا نفعله). أنهم ينتهزون كل فرصة متاحة ليروجوا أكاذيبهم، فيما تقف معظم رئاساتنا (العلمانية والروحية) مترددة وأكاد أقول بصورة (مقصودة) لتضيع أية فرصة ممكنة لتصحيح تلك التجاوزات، وذلك من خلال إختلاق (تبريرات) لا تنتهي.

أنه أمر لا يصدق تماماً، أن تتحاشى رئاساتنا الإشارة إلى الحقائق المتعلقة بالكلدان وحقوقهم. وهذا في تصوري هو سبب تحقيق تلك المجاميع المستوردة لمكتسباتهم فيما نخسر نحن سكان العراق الأصليين.

سأعطيك مثالاً يبين لك كيف يتمكن هؤلاء المستوردون الآثوريون (آطوراي) من حيكاري، من السيطرة على الأرض والحصول على دعم المجتمع الدولي.

كما تعلم، لقد صرفت على بحوثي في مجال التاريخ الرافدي ما يزيد على ربع قرن وأربع سنوات من العمل الدؤوب من أجل إنجاز كتابي الموسوم “القصة اللا مروية عن سكان العراق الأصليين”، ناهيك عن تخصيص مبلغ مناسب من أجل ترجمة الكتاب ونشره حتى تجاوزت الميزانية 40 ألف دولار. لكن الصادم في الأمر، أنه برغم عدد من المساعدات المادية الرمزية المحدودة، والتي (تقل عن أصابع اليد الواحدة)، فأنني (لم أستلم فلساً واحداً) من أية منظمة أو جهة كلدانية علمانية كانت أم روحية، مع أنني كنت أكتب ولسنوات مقالات وأنشر نداءات مساعدة لإنجاز نشر هذا الكتاب الموسوعي عن الكلدان!!

بالمقابل، فقد تم في شهر كانون أول عام 2012م قيام جهة بحثية تعليمية هيّ (جامعة أوبسالا) في السويد بنشر الكتاب الموسوم ” التراث الآشوري”، الذي تم تحريره من قبل أندرياس أونفير سيرتز، وهو أستاذ سويدي مختص في مجال تاريخ الأديان وعلم نفس الأديان، التابع لقسم “تاريخ الأديان” في جامعة أوبسالا والذي تم إقناعه بإبتلاع الأكاذيب التي يشيعها سياسيو النساطرة المتأشورين، من قبل (زميلين متأشورين) و(مجموعة من طلبته) المخدوعين بالتسمية الآشورية!!

الكتاب المشار إليه أعلاه، تم تحريره من قبل ذلك المحررالسويدي بدعم من أستاذين متأشورين من الولايات المتحدة وكندا، اللذين جهزاه بمعلومات (مختلقة) ومصادر (منحازة)، لكن الأهم من هذا وذاك، وهنا مربط الفرس كما يقال، أن هذا المشروع (الكتاب) كان نتاج (دعم مادي غير محدود) من قِبل القيادات والمنظمات المتأشورة، مما مكنهم من إنتاج هذه الدعاية الإعلامية المختلقة بطريقة (قابلة للتصديق).

بناء على ما جاء في مطالعة للكتاب، فأن جميع المسيحيين العراقيين هم آشوريون، مع أن التسمية الآشورية هيّ أصلاً تسمية غير عرقية.

المهم هنا أيضاً، أن هذه الأكذوبة (المعدة سلفاً) قد تم إبتلاعها ومن ثم تمريرها عبر واجهة رفيعة المستوى متمثلة في أساتذة جامعيين إلى (مؤسسات أوربية وعالمية)، علاوة على (البرلمان الأوربي) و(مقر الأمم المتحدة في جنيف)، كما تم تمريرها أيضاً إلى (وزارة الهجرة الأسترالية)، عبر قناة الأتحاد الآشوري العالمي.

مع ذلك لم تعترض جهة كلدانية واحدة، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو حتى إجتماعية على هذه الأسلوب اللا أخلاقي وهذه الممارسة المهينة.

مرة أخرى أقول لرئاساتنا العلمانية والدينية (الأفعال وليس الأقول هيّ ما تهم)، لهذا نحن نخسر وهم يربحون، برغم أنهم يشيعون الأكاذيب، بينما نحن في الحقيقية سكان العراق الأصليين.

♦ هل تعتقد بأن الأساتذة المختصين الآخرين من الكلدان سيواصلون المسير في هذا المسار الصعب، بخاصة وأن هذه المجموعة المدعومة مادياً من قبل قوى محلية وإقليمية ودولية تشن مثل هذه الحملة ضدك؟

– أنا أؤمن وبقوة، بأن بقية المختصين الكلدان مستعدون للسير في هذا الطريق، بجانب من نشروا دراساتهم، وبضمنهم أصدقائي وزملائي، منهم الكاتب المعروف د. حبيب تومي و د. ﮔورﮔيس مردو، وأنتم شخصياً من خلال بحث رسالة الماجستير الذي قدمته مؤخراً والموسوم ” منجزات الكلدان في المجالات الثقافية والدينية 1800 – 2000م”.

لقد بلغ السيل الزبى يا صديقي، لاسيما وأن هؤلاء الذين يمارسون هذه الألعاب مع الكلدان يعتقدون بأنهم من الذكاء بمكان، بحيث يستطيعون خداع الناس كل الوقت، أنهم بذلك إنما يجانبون الصواب تماماً.

عموماً أنا سأكون ممتناً لهم إذا ما ممروا مواعظهم هذه التي يرسلونها لي ومسائلاتهم للكلدان حول المصداقية والنزاهة وما إلى ذلك من سفاسف، إلى سياسييهم المستوردين الفاسدين، الذين يدعون زوراً وبطلاناً بأنهم سكان العراق الأصليين.

لقد كنت وما أزال أواجه هذه الحملة غير الأخلاقية ضد الكلدان منذ سنوات، وهؤلاء الهواة لن يكتبوا أو يقولوا لي ما لم يسبق أن كُتِب أو قِيل لي من أمثالهم.

أنهم ليسو مختصون أو قادرون حتى على إثبات إدعاءاتهم الباطلة التي ينشرونها عن الكلدان منذ عقد التسعينات. وهيّ بالمناسبة، ذات الإدعاءات الباطلة التي تم دحضها بمنطق أكاديمي في كتابي الأخير، الجزء الثاني. إلا إذا كانوا يعتقدون بأنهم أفضل من هؤلاء الذين كتبوا لي قبلهم، والذين هم بالمناسبة لم يكونوا متمكنين إلا في مجال إستخدام الكلمات البذيئة.

مرة أخرى، أنا لا أكترث إذا ما أراد أحد المتأشورين أن يخدع نفسه ويصدق أكذوبة أنه (آشوري) أو (مريخي)، لأن هذا هو حقه ومشكلته في أن يصدق ما يشاء.

لكنه تجاوز للخط الأحمر، وموضوع آخر، عندما يعمد رؤساء المتأشورين هؤلاء، على سبيل المثال النائبة آن إيشو (عن ولاية كاليفورنيا) والعميل المزدوج يونادم كنّا، ومطية الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني سركيس آغجان، وآخرون إلى تجيير الشرعية الوطنية وبأسلوب غير أخلاقي من الكلدان إلى مجموعة مستوردة (المتأشورين)، وذلك من خلال ربط أنفسهم بالتسمية الإقليمية القديمة (آشوريون)، من أجل خداع وإقناع الغربيين وصناع القرار الدوليين بأهدافهم.

دعوة أخرى للإستيقاظ من أحلام يقظتهم. بمناسبة إحتفاء العالم مؤخراً بقيامة ربنا ومخلصنا، أود أن أشير إلى حقيقة مفادها أن ربنا يسوع المسيح بالجسد الأرضي كان كلدانياً، ولا يتطلب الأمر عالم مركبات فضائية لكي يتم إستيعاب ذلك، يمكنك مراجعة الكتاب المقدس، (إنجيل متى) الآية الأولى، شجرة عائلة السيد المسيح، كما يمكنك أيضاً قراءة سفر التكوين، لفهم أصل ووطن أبو الأنبياء إبراهيم (بابن أوراهم)، قبل أن يهاجر إلى أرض الميعاد.

♦ هل ثمة من كلمة أخيرة عن الكتاب ورسالته البالغة الأهمية؟

– كتابي هذا قد صدر إلى الأسواق منذ ثلاث سنوات، مع ذلك ليس هنالك (نقد سلبي واحد) من أي (أستاذ مختص في هذا الحقل). في الواقع، أن جميع هؤلاء الأساتذة المختصون الذين قاموا بكتابة مطالعاتهم عن الكتاب كانوا أكثر من سعداء بمحتوياته وبأسلوب تغطيته الفريدة للعديد من الموضوعات الشائكة والمثيرة للجدل.

نحن فخورون بمسيحيتنا، ولكننا أيضاً فخورون بكلدانيتنا، كوننا سكان العراق الأصليين. لذلك فأنه ليس من العدالة أو الصحيح تجريدنا من هويتنا القومية، وأن يتم تجريدنا من حقوقنا أو ينظر لنا من الأعلى ولسنوات، وهذا يا صديقي هو مبعثُ إهتمامي ومبرري الرئيس لتأليف هذا الكتاب.

* نزار ملاخا، ماجستير تاريخ: كاتب محترف ومؤرخ، وهو أيضاً عضو مؤسس وسكرتير الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان/ الدورة التأسيسية.

دعوة لتنشيط ذاكرة المتأشورين

الحقائق هيّ ما تهم وليس الأوهام … الغلبة للنزاهة

معادلة علمية في ست خطوات – تذكير مهذب

تؤكد جُلّ المصادر التاريخية الرصينة ومصادر الكتاب المقدس على أن تسميتي (بابل) و(آشور) هما تسميتان (إقليميتان) وبأن الشعوب التي قطنت هذين الإقليمين أخذت تسميتهما منهما مثلما أخذ العراقيون والأمريكيون تسميتهم الإقليمية من العراق وأمريكا

تؤكد جُلّ المصادر التاريخية الرصينة ومصادر الكتاب المقدس على أن أصل جميع السلالات (الآشورية) الوطنية، كانت فرع من (البابليين)

تؤكد جُلّ المصادر التاريخية الرصينة ومصادر الكتاب المقدس على أن (الكلدان) هم قدامى (البابليين)

تؤكد جُلّ المصادر التاريخية الرصينة ومصادر الكتاب المقدس على أن الكلدان (قومياً) هم مؤسسو إقليمي (بابل) و(آشور)

تؤكد جُلّ المصادر التاريخية الرصينة ومصادر الكتاب المقدس على أن أول وآخر ملك رافدي كان (كلداني)

تؤكد جُلّ المصادر التاريخية الرصينة ومصادر الكتاب المقدس على حقيقة (علمية ومنطقية) مفادها:

لما كان (الآشوريون) الرافديون (فرع من البابليين) وبأن (الكلدان هم قدامى البابليين)، فأن (الآشوريين) الرافديين هم (كلدان) بالنتيجة

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *