تقرير منظمة العفو الدولية: حلب مدمرة بالكامل! بفعل قصف النظام العنيف

 

الدمار في حي صلاح الدين في حلب

بحسب تقرير منظمة العفو الدولية، أصاب الدمار كل حلب بفعل قصف النظام العنيف بلا تمييز، وهجرها أهلها بسبب هذا القصف، وبسبب سوء معاملة مسلحي المعارضة لهم.

وكالات بيروت

الحرب في سوريا مستمرة، وهي إلى تصاعد أكيد في غياب المساعي الحقيقية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة المتفاقمة. وهذه الأزمة تترك بصمتها الواضحة والمخيفة على المدن السورية، الواحدة بعد الأخرى، وكأن الاعصار يمر بها، فيخلفها أثرًا بعد عين.

فالحملة العسكرية التي يشنها النظام على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة لا ترحم بشرًا ولا توفر حجرًا. في القصير، لم يبق شبرٌ ناج من الدمار. وفي حمص، تبدو المدينة وكانها عادت إلى العصور الحجرية. وها هي حلب اليوم، بشهادة منظمة العفو الدولية، مدمرة تكاد تكون خالية من أي أثر للحياة.

قبل وبعد

فقد أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير صادر اليوم الاربعاء أن حلب الشهباء، ثاني المدن السورية، قد دمرتها الحرب منذ عام، وأن سكانها يتعرضون للقصف اليومي العنيف من قوات النظام، ولسوء المعاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، أي لا نجاة لها من يد أي من طرفي النزاع. وأفادت دوناتيلا روفيرا، المسؤولة في المنظمة، بأن حلب مدمرة بالكامل، مشيرة الى فرار عدد كبير من سكانها، حفاظًا على أرواحهم.

وأصدرت المنظمة تقريرًا يشمل صورًا بالاقمار الصناعية لعدد من احياء حلب، قبل بدء المعارك بين الجيش والمعارضة في تموز(يوليو) 2012 وبعدها، عندما سيطر المعارضون على انحاء عدة في المدينة، التي بات أكثر من نصفها بين أيديهم اليوم. وبحسب تقارير صحفية، تظهر الصور الطابع المقلق لاستمرار النزاع، وسط استهتار تام بكل القواعد الانسانية الدولية، ما يؤدي إلى دمار واسع النطاق وإلى الموت والتهجير، بحسب بيان المنظمة، التي أضافت أن المدينة ما زالت حتى اليوم تشهد معارك يومية عنيفة، فيما نجم الجزء الاكبر من الدمار عن حملة قصف جوي تشنها قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد بلا تمييز.

لا اهتمام

وقال التقرير إن القوات الحكومية قصفت بلا هوادة وبلا تمييز المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، والمدنيون هم أول وأكثر من يعاني من هذه الهجمات الجوية القاتلة، فيما يتعرضون في الوقت نفسه لسوء معاملة من طرف مجموعات مسلحة معارضة تسيطر على مناطق وجودهم.

ففي عمليات القصف تلك، تعرض عدد غير محدد من المدنيين للقتل والتشويه، بحسب العفو الدولية، كما أعربت المنظمة عن قلقها حيال المواقع التاريخية في المدينة، لا سيما السوق القديمة التي احترق جزء منها، ومئذنة المسجد الاموي التي دمرت. وافادت المنظمة بأن الطرفين المتواجهين، استنادًا الى القانون الانساني الدولي، ملزمان باحترام وحماية المواقع التراثية، لكن أحدًا لا يعير هذا الأمر اهتمامًا.

من جهة اخرى، لفتت المنظمة إلى أن الكثير من السكان الذين اضطروا لمغادرة منازلهم، لاسيما في المناطق الخاضعة لسلطة المعارضة، يتلقون مساعدات قليلة أو لا يتلقون أي شيء إطلاقًا. وكررت المنظمة في بيانها المطالبة بإحالة ملف الأزمة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، لتحقيق العدالة في المسؤولين عن عمليات القتل الجماعي والتعذيب من طرفي النزاع.

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *