تفجيرات الأربعاء …. هل عاد زمن الأضطهاد الأربعيني على مسيحيي العراق

ما زلنا جميعاً نعيش جراحات الأحد 31/10/2010 وما زال الشعب المسيحي في العراق

 يسانده الشرفاء من المسلمين المعتدلين يئنون لجراحات وشهداء كنيسة سيدة النجاة في

 بغداد وتفجيرها بمؤمنيها ومصليها، وهذه حالة تحدث لأول مرة ، حيث سابقا يُخلى أي مكان

ومن ثم يُفجَّر، وما زالت الأمم والشعوب وحكومة العراق ومسؤوليها يعقدون الندوات

ويزورون الكنيسة الجريحة، وما زالت دول العالم تتسابق لأستقبال جرحى الكنيسة الشهيدة

سيدة النجاة، وما زالت جراحات الثكالى والأيتام والأرامل الذين خلفهم تفجير الأحد على يد

زمرة لا تعرف الله، وما زالت دماء الشهداء لم تجف بعد، وما زالت القنوات الفضائية المختلفة

تستضيف سيادة البطريرك وقداسة المطران وسماحة السيد والشيخ الجليل ورئيس الحزب

 والضيوف الكرام، لمناقشتهم حول موضوع الإرهاب الديني المتطرف والموجه للمسيحيين

العراقيين بشكلِ خاص ، والجميع مشغولين بكل هذه الضخامة والكثافة من الأحداث وبكل هذا

 الجهد الكبير من قبل الجميع، ويناقشون مسؤولية السلطة والدولة والحكومة ، ووعود

المسؤولين بتوفير الحماية الأمنية للمسيحيين، وتوجيهات حفظه الله ورعاه الله وقدّس سره

حول حماية المسيحيين والحفاظ عليهم وإنهم ” أَمانَة عيسى ذولَه وعْدنَه مودوعه ” هذه هي

 أمانة يسوع المسيح عيسى أبن مريم مودوعة لدى الإسلام ويجب عليهم المحافظة على هذه

الوديعة، وبكل هذا الزخم ، وهذا الجهد يصحوا المسيحيون في بغداد صباح الأربعاء الباكر

على أصوات قنابل المورتورز وصواريخ الهاون تتساقط على دور سكنية مسيحية مستهدفة

ضمن إثنا عشر هجوماً أسقط أربعون مسيحياً بين قتيل وجريح ،وكأنما الهجوم قد شنه

لتحرير فلسطين !!!! وشمل مناطق متفرقة من بغداد وهي / المنصور / الغدير / الدورة /

الميكانيك / بغداد الجديدة / الكرادة /أصوات أنفجارات تهز دور المسيحيين وتحرق سياراتهم

وتقتل ابناؤهم وتُشتت ما أستتب من أمنٍ وقتي في قلوبهم، فقد زرعت العبوات اللاصقة،

وسقطت القنابل واستمر الهجوم لأكثر من ساعتين في الصباح أي من الساعة السادسة وحتى

 الساعة الثامنة صباحاً ، السؤال الذي يطرح نفسه : أين هي فرقة مكافحة الإرهاب / الفرقة

الذهبية التي كنا نسمع أسمها طيلة فترة إخلاء الشهداء والجرحى من كنيسة سيدة النجاة ؟

هل تبخرت هذه الفرقة ؟ أم ماذا حدث لها ؟ واين فعلها في هذا الهجوم البربري ؟

الهجوم على المسيحيين شمل كل أنحاء يغداد ، شمالها وجنوبها كما شرقها وغربها ومن ثم

وسطها ، لم تخلُ منطقة في بغداد لم يطالها الإرهاب على المسيحيين ، فقد فُجّرت بيوت

المسيحيين في مناطق الأكثرية الشيعية كما فجرت في مناطق الأكثرية السنية ، مَنْ يتهم مَنْ?

 
 

                 
         ما ذنب هذا الطفل البرئ آدم لكي يشهد أستشهاد أبيه ومن ثم يستشهد هو أيضاً ؟

دمه على مَنْ ؟

ومَنْ يأخذ بثأرهِ ؟ سؤال مطلوب من الحكومة ونوابنا التنك( چينكو ) الإجابة عليه …..

أين الحكومة يا رئيس الحكومة ؟

أين الأمن يا مدير الأمن ؟

أين الأستقرار يا وزير الداخلية ؟ لحاياكم طويلة وشواربكم أطول ، ألا تهتز تلك الشوارب من

 هول هذه الجرائم ؟ وهل لأحدكم وجه ليقول نحن حكومة؟

أحفظوا ماء وجوهكم وأتركوا الحكم وتنازلوا لغيركم أكفأ منكم ، وإلا من المعيب أن تذكروا

شيئاً عن الأمن والأمان لمسيحيي العراق ، فهل ما زالوا وكما يقول المثل العربي ” بشاربكم ؟

” وهل ما زال المسيحيون العراقيون هم أمانة السيد المسيح مودوعة لديكم ؟ لا أعتقد ذلك ،

 فالأمانة تحملها مناكب الرجال ، فهل هناك في العراق رجال لهم مثل هذه المناكب لحمل هذه

الأمانات ؟؟؟

عند تفجير كنيسة سيدة النجاة في بغداد ، دار بخلدي أن أكتب مقالاً أطالب به  ” جنود

الشطرنج ” ممثلي المسيحيين من تقديم إستقالاتهم أحتجاجاً على تفجير الكنيسة وأسشتهاد

 وجرح مؤمنين كانوا يتعبدون لله ويطلبون السلام لهؤلاء النواب ضمن الطلبات العامة

للعراق العظيم وشعبه الأبي المخلص ، وكنتُ أتمنى أن لا يعميهم مقدار المال الذي يستلمونه

 كأجر شهري لقاء  تعيينهم نواب في مجلس النواب ” وليس أنتخابهم ” ، ولكن بعد تفجيرات

 بغداد 9 و 10 / 11 / 2010 فإني أطالب الحكومة بأكملها أن تستقيل وتتنحى عن السلطة،

 

مَنْ قَتَل هذا الكاهن لكي يُقتَل  ؟ وما هو الجرم الذي أرتكبه هذا البرئ

نداء إلى حكام العراق

ما زالت مقاعدكم على المائدة المستديرة دافئة، وما زلتم في أول أجتماعاتكم ، وهذا حال

 المسيحيين في بلدهم ، بالله عليكم أين المهرب وأين المفر، المسيحيون ومنذ القرون الأولى

للمسيحية هم ضحية الإسلام المتطرف الأصولي، ودمائهم كانت مستباحة للسلفيين دائماً ، لا

 أدري أي شرعِ خوّل هؤلاء بإستباحة دماء الأبرياء ، وهل أن الله عز وجل ضعيف ليس

بمقدوره أن يبيد أمة وهو الذي يقول كن فيكون، وهو الذي بمقدوره أن يرسل جيش من

الملائكة ليبيد العالم كله، فهل هذا الإله محتاج لسيف مجرم أو قنبلة جلاد ليفجر بها هذا هنا

وهذاك هناك ؟ لماذا لا يذهبون ويفجرون أنفسهم بين عبادي البقر أو الحجر أو النار ؟

لماذا لا تطلبوا من القادمين من خارج الحدود أن يقتلوا المستعمر في بلدانهم ؟

قديما قيل ” الغيرة قطرة وإن سقطت سقط حياء المرء” .

 
 
هذه هي قمة الشهادة الحقيقية

لا أدري هل عاد زمن الأضطهاد الأربعيني على مسيحيي العراق ؟ ذلك الأضطهاد الذي دام

أربعين عاما، منذ 340 وحتى 379 م والذي أستشهد فيه الآلاف مؤلفة من المسيحيين

والكهنة والأساقفة وتكلل بأستشهاد شيخ شهداء الأضطهاد الأربعيني البطريرك مار شمعون

برصباعي .

هناك نقاط تشابه بين ذلك الزمان وزماننا هذا، فكما أستشهد المسيحيون سابقا فهم اليوم

 يستشهدون على أيدي السلفيين والمتشددين والإرهابيين، وقد أستشهد المطران فرج رحو

شيخ شهداء الكنيسة الكلدانية في العراق ، فإلى متى يستمر هذا المسلسل ؟ وهل يبقى

المسيحيين العراقيين مشروعاً دائماً للأستشهاد ؟

هل يعلم هؤلاء الكفرة المارقين ثلة اساءت إلى الإسلام والمسلمين بأن أول وزير صحة في

العراق كان مسيحياً وهو الدكتور حنا خياط ؟

وإن أول وزير للإعلام كان مسيحياً وهو الأستاذ روفائيل بطي ؟

وأول رئيس لمجلس جامعة بغداد كان مسيحياً وهو الدكتور متي عقراوي ؟

نعود لنقول أين الحكومة ؟ وأين الأمن

وأردد قول الشاعر : ـــ

نحبكم وإن كان دينكم ألإسلام                 فحبنا لكم في ألإنجيل ليس حرام 

نحبكم فالحب دين المسيح عيسى              جربوه شهد هو وليس مجرد كلام 

نحبكم فالحب زاد الحواريين به                جاهدو في الدنيا وليس برمح أو حسام 

الرحمة لشهداء المسيحية وشهداء العراق جميعاً

الصبر والسلوان لذويهم

الشفاء العاجل للجرحى ، والعوض على الله للذين أحترقت أملاكهم وسرقت دورهم

و  عاش العراق

‏الاربعاء‏، 10‏ تشرين الثاني‏، 2010

 

نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *