تعايش وامن … كوردستان انموذجا عالميا

 

لا شك بان تأريخ شعب كوردستان وثوراته محط افتخار واعتزاز لنا جميعا  ودلالة على ان هذا الشعب مسالم ولم يلجأ الى السلاح او ممارسة العنف في اي مرحلة او عهد مضى، بل على العكس من ذلك سعى دوما الى حل مشاكله ومعضلاته مع الحكومة عبر الحوار ، وان كان قد لجأ الى السلاح في مرحلة ما ، فان ذلك كان نتيجة لفرض القتال عليه،  وما كان حمله للسلاح دوما إلا دفاعا عن وجوده وبقائه وهويته القومية.

في تسعينيات القرن الماضي اطلقت المنظمات الدولية على كوردستان تسمية (الملاذ الامن) كونها مناطق تمت حمايتها بقوانين أممية حرمت على الطيران الحربي العراقي التحليق في أجوائها، كما منعت القوات البرية لقطعات الجيش العراقي من الاقتراب منها، فكانت جبال وقرى وحتى مدن كوردستان ينظر إليها ومنذ سنوات طويلة باعتبارها ملاذا آمنا ، خاصة للسياسيين المعارضين للنظام البعثي ببغداد، وكانت ملجأ لجميع المضطهدين كونها مناطق عشائرية تتمتع بطبيعة اجتماعية متفتحة بعيدة عن التطرف والشوفينية ، هذا بالاضافة الى ان القيادة التي حكمت اقليم كوردستان والتي سارت بنهج الحزب الديمقراطي الكوردستاني المستنبط من نهج البارزاني الخالد الذي رسم سياسات استراتيجية في مجال العدالة الاجتماعية والتعايش السلمي ونبذ التطرف والابتعاد عن الفئوية والتي قادها سيادة الرئيس مسعود بارزاني الى اليوم كان لها الدور الاساسي في نشر التسامح والتعايش بين جميع مكونات كوردستان ، واليوم اصبحت كوردستان المنطقة الاكثر امانا في الشرق الاوسط وربما في العالم فقد حصلت مدينة دهوك حسب احدى المنظمات الدولية على مرتبة متقدمة بين دول العالم من ناحية الامن والامان والاستقرار والتعايش والتاخي بين المكونات وهذا ما لم تحصل عليه اي مدينة عربية على مستوى الوطن العربي وربما الشرق الاوسط عموما .

وفي كلمة القاها جناب الرئيس نيجرفان بارزاني المرشح لرئاسة اقليم كوردستان في احدى الكنائس اثناء اداء مراسيم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد حيث قال (((لقد فرحت كثيرا وانا ادخل الى الكنيسة، فقد شاهدت لوحة جميلة تعكس الحالة في اقليم كوردستان، حيث رأيت علماء الدين الاسلامي وهم متواجدون لتهنئة اخوانهم المسيحيين بمناسبة مولد السيد المسيح، فأنا فرح جدا بهذه اللوحة، ولا استطيع ان اعبر عن سعادتي بمشاهدتها ، وأضاف نيجيرفان البارزاني، “ان هذه اللوحة وهذا التعايش في اقليم كوردستان، ولد لدينا دافعا لكي نضع يدا بيد للإستمرار بالمحافظة على التعايش السلمي الديني والقومي في كوردستان، وان نعتبر هذا الوطن، وطننا جميعا، فنحن نعيش في اقليم كوردستان بكل تآخ ووئام، وعندما تعرضت كوردستان الى المآسي والخراب، لم يقل احد ان هذه قرية او هذا الدار او الممتلكات هي لمسلم او لمسيحي، بل تعرضت قرى المسيحيين الى الخراب والدمار شأنها شأن قرى المسلمين، ناهيك عن كنائس المسيحيين وجوامع المسلمين))).

فإقليم كوردستان كان وما يزال  انموذجا للتعايش وواحة لنشر ثقافة التسامح بين الاديان والقوميات، ولم يسمح لأي شخص او جهة بخلق الفتن واثارة التناحر بين المكونات الدينية او القومية المختلفة ، ويشهد على هذه الحقيقة جميع الذين يعيشون في كنف ادارة حكومة اقليم كوردستان .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *