تخلُّف الكنيسة النسطورية في فهم سر الكهنوت!

 قبل خمس سنوات شنَّت المؤسسة الكنسية للكلدان النساطرة المتأشورين حملةً تشهير ظالمة

وبشعة بحق خيرة أساقفتها ونبراسها المضيء ألا وهو الحبر الجليل واللاهوتي القدير مار

باواي سورو الذي قلّما يجود بمثله الزمن قداسةً وعلماً وورعاً، فكانت النتيجة خسارتَها له

وهي خسارة لا تُعوَّض . كُلُّ ذَنبِه أنه سعى الى تقويم مسار هذه المؤسسة الخاطيء بإعادة

كنيستها الى حظيرة كنيسة المسيح الجامعة، الكنيسة التي بناها المسيح على الصخرة

البطرسية وعاهدها بأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، ولرئيسها بطرس زعيم حواريه أعطى

مفاتيح ملكوت السموات قائلاً له : إن كُلَّ ما تربطه على الأرض يُربط في السماء وما تحلّه في

الأرض يُحَل في السماء، فأين الكنيسة الكلدانية النسطورية التي حُرِّفت الى الأشورية من

وصية المسيح؟                                     

                                                                                                                                       لقد تعددت أسماءُهذه الكنيسة منذ انعزالها في منتصف القرن السادس عشر وبحسب أهواء

رؤسائها، فكانت “الكنيسة النسطورية” حتى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن

العشرين ، حيث تلقفت أبناءَها البعثة الأنكليكانية فأغرتهم باستبدال تسميتهم من الكلدان

 النساطرة الى الأثوريين ثم أطلقوا على كنيستهم “الكنيسة الأثورية النسطورية” ولكن

بطاركتهم احتفظوا باللقب التقليدي ” الضعيف بطريرك الكلدان” وبعد انشطارها الى قسمين

في ستينات القرن العشرين،عرفت كنيسة الذين اعتمدوا التقويم الحديث بـ “كنيسة المشرق

الآثورية” وكنيسة الذين استمروا على اعتماد التقويم القديم بـ”الكنيسة الآثورية القديمة”

وبعد اغتيال البطريرك ايشاي شمعون الحادي والعشرين عام 1975 الذي كان مستمراًعلى

اللقب التقليدي لأسلافه . ولكن مجيء البطريرك الحالي دنخا الرابع، أطلق على كنيسته اسم

“كنيسة المشرق الآشورية” وغيَّر اللقب البطريركي التقليدي الى بطريرك الأشوريين.أما

أصحاب التقويم القديم، فأطلقوا على كنيستهم “كنيسة المشرق الآثورية”. تُرى، أليس هذا

تخبطاً وتسييساً لإسم كنيستهم !

 

 

أرجو المعذرة لسردي جزءاً يسيراً جداً عن الكنيسة النسطورية بل بالأحرى عن مؤسستها لأن

ذلك له صلة بما نحن بصدده وهو تخلف هذه الكنيسة وعدم فهمها للأسرار الكنسية على

حقيقتها وروحانيتها ولا سيما سر الكهنوت، وإلا لًما أقدم ما سمَّته “بمجمع سنهاديقها”

المنعقد في11 من تشرين الثاني 2010 الى اتخاذ إجراءٍ انتقامي مجحف وغير شرعي بحق

 الأسقف الجليل الذي كان بمثابة الجوهرة المتلألئة بين أساقفة هذه الكنيسة المنطفي سراجهم

الروحي. إن رسالة هذا المجمع الموجهة الى المؤمنين الكلدان الكاثوليك طالباً منهم عدم

اقتبال الأسرار الكنسية من يد الأسقف القديس مار باواي سورو استناداً الى القرار الجائر

لسنهاديقهم المنعقد عام 2008 بحقِّه والمعنون “تحريم وعلمنة”. إننا نفند ما توخاه هذا

المجمع البعيد كُلَّ البعد عن المحبة والروحانية المسيحية والمتبني للحقد والكره العلماني

وللأسباب التالية :

 

 

إن عدد الأسرار في الكنيسة الكاثوليكية كنيسة المسيح الحقيقية هي 7 أسرار مقدسة، ثلاثة

منها لا يجوز تكرارها ولا تقبل المحو بالمطلق وهي: 1 – سر العماذ 2 – سر الميرون

(التثبيت) 3 – سر الدرجات المقدسة وتشمل على ( الرسامات: الإنجيلية، الكهنوتية

والأسقفية ) وعليه فإن الذي أعطي له حق منح الرسامة يقوم بذلك مستعيناً بالروح القدس

الراسم الحقيقي وليس بقوته الشخصية أو عمله الفعلي، فينال المرسوم وسماً روحياً ثابتاً

ليس باستطاعة أي كائن مَن كان محوه أو إبطاله أبداً إلا الله الكلي القدرة وحده.وقد يحصل

أحياناً وفي حالات نادرة جداً ايقاف المرسوم أو تجميده عن مزاولة واجباته الكنسية .

 

 

وهنا اوجه السؤال الى أساقفة السنهاديق النسطوري الذين وافقوا اسقفهم كاتب البيان أو

الرسالة وهو:

 

 

بأي حقٍّ يمكنكم ” إبطال ” سر الكهنوت الحقيقي؟ وهل بإمكانكم إثبات السر الذي أعطي

 للأسقف مار باواي بأنه كان قد أعطي له بشكل خاطيء وغير قانوني، فإذا أثبتم ذلك حينها

يمكنكم نزعه، بالتأكيد لأنه أعطي بطريقة مزيفة .

 

 

وفي هذه الحالة نقول لكم وبكل أمانةٍ وصراحة:إذا اعتبرتم رسامة الأسقف مار باواي سورو

غير صحيحة وغير قانونية ولذلك تجرأتم على المساس بها دون سندٍ لاهوتي أو قانون

كنسي، وهو الذي قد خدم في كنيستكم ردحاً من الزمان . إن ذلك يدعو الكنيسة الكاثوليكية

الجامعة الى التشكيك بصحة الرسامات التي تُجريها رئاسة الكنيسة النسطورية التي حُور

إسمُها أخيراً الى “كنيسة المشرق الآشورية” وعليها إجراء التحقيق في مدى صدقيتها

وشرعيتها القانونية من الناحية اللاهوتية في منحها الدرجات الكهنوتية، لا سيما أن سنهاديق

 هذه الكنيسة قد نادى ببطلان إحدى رسامات كنيسته معتبراً إياها غير ذات مفعول .

 

 

إن انضمام سيادة الحبر الجليل والقديس مار باواي سورو مع كهنته ولفيف كبير من أبناء

شعبه الى أبرشية مار بطرس الكلدانية الكاثوليكية لغرب الولايات المتحدة، إحدى أبرشيات

الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الوريثة الشرعية الوحيدة لكنيسة المشرق العريقة الكلدانية

الأصل والمنشأ،هو حدث عظيم وخطوة جبارة في الإتجاه الصحيح، فقد كانت عودة سارة الى

بيتهم الحقيقي أثلجت صدور إخوانهم التائقين الى هذه العودة المباركة . شكراً جزيلاً لسيادة

المطران مار سرهد جمو لترحيبه بأخيه المطران الجليل مار باواي سورو بتأييد ومباركة

وقبول أبوي من قبل غبطة أبينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي الجالس سعيداً.

 

 

واستهجاناً لرسالة الأسقف الناطق باسم سنهاديق الكنيسة النسطورية التي أضاعت دربها

الصحيح واستمرأت انعزالها الموحش، ندعو الله القدير أن يُهدي مُسيِّريها الى طريق الحق .

ونقول لهم : إن محبة الكلدان قاطبة  واحترامهم وتقديرهم لسيادة الحبر الجليل مار باواي

سورو لا حدود لها، سيستمرون وبكل شوق بتناول القربان المقدس من يديه المباركتين،

سيؤدون سر الإعتراف بين يديه، سيستمعون الى مواعظه وإرشاده ، سيطلبون بركته

ملتمسين زياراته لبيوتهم و . . .

 

 

 

الشماس د. كوركيس مردو   

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *