بين كركوك وخط التالوك

خط التالوك هو مصطلح جغرافي بحري يُستخدم في العراق دلالةً على الخط الواقع وسط المجرى الرئيسي الصالح للملاحة عند انخفاض منسوب المياه إبتداءً من النقطة التي تنزل فيها الحدود البرية.

تالوگ معناها الحرفي “طريق الوادي” لأنها مشتقة من كلمتي “تال” بمعنى وادي و ويگ بمعنى طريق وتستخدم في اللغة الألمانية للإشارة إلى الطريق الذي يتبع قعر الوادي. دخلت هذه الكلمة إلى اللغة الإنجليزية واللغات العالمية الاخرى بمعنى متعلق بالقانون الدولي للإشارة إلى أعمق خط تحت سطح الماء لغرض ترسيم الحدود على أسس تسمح لطرفي الحدود بالملاحة في المسطح المائي.

تم الاتفاق في عام 1913 اتفاقية بين إيران والدولة العثمانية حول الحدود، وتتحدث الاتفاقية عن نقطة خط القعر وهي التي يكون شط العرب فيها بأشد حالات انحداره .

إيران اعتبرت نقطة خط القعر -التي كان متفقا عليها عام 1913 بين طهران والعثمانيين- بمثابة الحدود الرسمية، في عام 1937 تم توقيع اتفاقية بين إيران والعراق للترسيم الحدودي اعتبرت شط العرب نهرا عراقيا وان الحدود في بعض المناطق هي حافة النهر، وأن قطعة معينة في شط العرب غير خط القعر هي الحدود البحرية بين العراق وإيران الحكومات المتلاحقة في إيران رفضت اتفاقية 1937 للترسيم الحدودي واعتبرتها صنيعة من الحكومة البريطانية حيث اثرت يريطانيا في المفاوضات بقوتها باعتبارها الدولة الأولى في العالم في وقتها، عام 1969 أبلغ العراق  دولة إيران أنها لا تعترف بفكرة خط القعر ( التالوك) ، وأن شط العرب كاملا هو مياه عراقية  وفي عام 1975 قام نائب الرئيس العراقي صدام حسين وشاه ايران محمد رضا بهلوي في الجزائر بحضور الرئيس الجزائري  بتوقيع اتفاقية الجزائر مع إيران وتم خلال هذه الاتفاقية منح نصف شط العرب واجزاء حدودية اخرى من العراق لايران ، لغرض اضعاف الثورة الكوردية بقيادة الخالد مصطفى البارزاني واليوم يعاد نفس السيناريو لكن بين العبادي وايران وبهدف اضعاف كوردستان يمنح نفط كركوك لايران ، وهناك اتفاقية مبرمة بين ايران والعراق تتضمن تصدير النفط من كركوك وهي منطقة كوردستانية خارج ادارة اقليم كوردستان وفق المادة 140 من الدستور العراقي، هي تشمل حقل نفط خانة في خانقين ايضا، وان حقل نفط خانة كان قبل اندلاع الحرب العراقية الايرانية عام (1980) ينتج يوميا 25 الف برميل، ويحتاج الان لاعادة تأهيل ومن المقرر المباشرة بذلك وفق الاتفاقية المبرمة بين ايران والعراق.

والنفط الذي يتم الاستحواذ عليه في هذه المناطق العراقية من قبل ايران والمليشيات التابعة لها  وبمساعدة قوات الحرس الثوري الايراني ، جاء بعد اوامر الحكومة العراقية  لمنح نفط كركوك لايران بهدف اضعاف كوردستان ومحاصرتها اقتصاديا  .

في الختام مهما حصل للعراق من تغيرات في انظمة الحكم وتحولات ديمقراطية سوف تبقى سياسة المتصدين في العراق دائما تحارب جميع التحولات الديمقراطية وتبقى الشوفينية العربية متصدرة في جميع المواقف .

 بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *