بيان الاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان بذكرى مرور عام على التهجير القسري لإبناء شعبنا المسيحي من الموصل وبلداتها

 

تمر علينا هذه الايام ذكرى مرور عام على الهجمة الداعشية الغادرة لقوى الشر والارهاب على مدينة الموصل والبلدات التابعة لها والتي أدت إلى تهجيرأبناء شعبنا المسيحي الذين غالبيتهم من الكلدان والسريان والآثوريين إضافة إلى الأرمن وبقية المكونات الأخرى من بيوتهم بعد مصادرة كل ممتلكاتهم وسرقة جهود أعمارهم وتضحيات حياتهم ومستقبل أبنائهم  وحتى مقتنياتهم الشخصية وأدوية المرضى منهم في عملية إجرامية ممنهجة لإقتلاع ما تبقى من جذورهم التاريخية الموغلة في أعماق تربة أبائهم وأجدادهم منذ ألاف السنين، فأمسوا لاجئين غرباء داخل وطنهم وفي دول الجوار يعيشون ظروف قاسية بالغة الدقة وأوضاع إنسانية مزرية قل مثيلها، لا لذنب إرتكبوه، ولا بسبب صراع هم طرف فيه، غير كونهم مسيحيون.

لقد قامت عصابات داعش الظلامية بجرائم أجتماعية وإنسانية وأخلاقية حتى بحق المرضى وكبار السن ممن لم يتمكنوا من الهروب قبل وصولهم، إضافة إلى تفجير الكنائس  والأديرة  والعبث بمحتوياتها وتشويه معالمها الحضارية وتدنيس مقدساتها إضافة إلى تدمير الأثار التاريخية النفيسة والنادرة وتهريب وبيع بعضها التي هي في الواقع إرث إنساني وعالمي، دون أن يتحرك ضمير الدول الكبرى لإيقاف تلك الإبادة الجماعية ولم تُمد يد العون لهم في محنتهم. والمؤسف المحزن فأن تلك المأسي ما زالت ماثلة أمام العالم المتحضر الذي ينتفض لمجرد حادث أو جريمة تُرتكب هنا وهناك ، بينما يقف متفرجاً أمام هذه الفاجعة الإنسانية المسيحية وهي رحيل ما تبقى من السكان الأصليين لوادي الرافدين من وطنهم إلى أصقاع الدنيا.

 إن الاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان الذي إستنكر منذ البداية تلك الغزوة الداعشية وسَخَّر أقلام كتابه للوقوف مع أبناء شعبنا المسيحي وبقية المكونات الأخرى من الأزيديين والشبك والتركمان في محنتهم ومأساتهم، يطالب اليوم الحكومة المركزية وحكومة الأقليم بزيادة وتيرة المساعدات لأبناء شعبنا المشردين وإنتشالهم من الوضع الخطير الذي يعيشونه، إضافة إلى  مناشدة جميع القوى في المركز والأقليم للتكاتف والتآزر لطرد عصابات داعش من الموصل وبلداتنا المسيحية والإيزيدية والتركمانية من أجل عودة الجميع إلى ديارهم ومنازلهم وتعويضهم إسوة ببقية العائدين بعد تحرير مناطقهم . وبذات الوقت نثمن موقف حكومة الإقليم لما قدمته من مساعدات لأبناء شعبنا إضافة إلى بعض المنظمات الإنسانية 

والباطريركية الكلدانية وكنائسها في الوطن وفي ميشيكن وسان دييكو ولبنان والشخصيات الوطنية المخلصة في عمان وكافة المنظمات الأخرى. 

                            الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان

                           مؤيد هيلو …. سكرتير الإتحاد

                                       10/8/2015

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *