بيان استذكار من الفرع الرابع عشر ليوم حلبجة الشهيدة

تمر علينا اليوم الذكرى الثامنة والعشرين لحادثة اليمة سوف يتذكرها العالم لمئات السنين القادمة ويتألم لما حصل لألاف المواطنين الكورد الابرياء من منطقة حلبجة التي لم تكن ثكنة عسكرية ولا بلدة اجنبية بل كانت مدينة عراقية يسكنها عراقيون اصلاء من الشعب الكوردي،  حيث صبيحة يوم السادس عشر من اذار سنة 1988 فعلت طائرات النظام الحاكم فعلتها المشينة وعن سبق اصرار بأستعمال الغازات السامة بكثافة وطلعات متكررة بقصد احداث القتل الجماعي للسكان المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ في مدينة حلبجة .

برغم  ان غارات الطائرات العراقية على مناطق كوردستان العراق لم يكن حدثا جديدا لأن الانظمة الحاكمة في العراق بدأت بقصف كوردستان ابتداءَ بقرية بارزان عام 1945 واعقبتها عمليات القصف الجوي والمدفعي لقرى كوردستان على نطاق واسع اثناء ثورتي ايلول وكولان المباركتين حتى جاءت عملية قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي في 16-3-1988 مستعملا حينها النظام الحاكم  قنابل الغازات السامة من السيانيد والخردل المحرمة دوليا والتي اوقعت مايزيد عن خمسة الاف شهيد والاف الجرحى ، وان اثار تلك الجريمة النكراء شاخصة الامها امام اعين العالم الى يومنا هذا بسبب ماخلفته من تشوهات خلقية وولادية على اؤلائك المواطنين .

لقد كانت كارثة هيروشيما وناكازاكي في اليابان اكبر حجما من حيث التدمير وعدد الضحايا لكنها لم تكن بأيدي سلطاتها الحاكمة وانما كانت من دولة معادية في الحرب العالمية الثانية وتبعد عنها الاف الكيلومترات ، لكن قصف حلبجة جاء على ايدي السلطات العراقية الحاكمة التي كانت تدعي بحرصها على حماية المواطنين وامنهم وسلامتهم .

اثار هذه الجريمة وافرازاتها ونتائجها لاتزال باقية وتفعل فعلها ، لكن ما يهدأ المشاعر ويرتاح اليه الضمير هو ان معظم مرتكبي هذه الجريمة قد نالوا جزائهم العادل في محاكم علنية وعلى شاشات التلفزة وامام انظار ذوي الضحايا والعالم لغرض تطبيق العدل وتحقيق العدالة ، وبهدف زجر وردع الانظمة الدكتاتورية والشمولية التي تستخف بالارواح البشرية وحق الانسان في الحياة .

ندعو المجتمع الدولي ليجعل من هذا اليوم يوم الابادة الجماعية بحق شعبنا الكوردي ( الجينوسايد )ونطالب بتحريم جميع انواع الاسلحة الكيمياوية .

  وبمناسبة هذه الحادثة الاليمة في ذكراها الثامنة والعشرين ننحني اجلالا لشهداء هذه الكارثة المروعة التي يندى لها جبين الانسانية، وندعوا الله لشهدائنا الرحمة والغفران وللمرضى والمعاقين الشفاء ولذوي الضحايا الصبر والسلوان ولكوردستان الوفاق والخير والتقدم والازدهار.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *