بعد السريان جاء دور الكلدان


داني مراد-

قبل اكثر من مئة عام، بدأ الكلدان في التوافد الى لبنان من المناطق التاريخية لانتشارهم في ديار بكر، شمال العراق، وسوريا. استقر قسم منهم في البقاع، لاسيما في زحلة، وقسم آخر في المتن الشمالي، لا سيما بين البوشرية وسد البوشرية، ووجد قسم ثالث له مكاناً في بيروت.
هم من الطوائف المسيحية الأساسية التي تضاءلت اعدادها على مر السنين، بفعل الهجرة والتهجير. فبات الكلدان، وعلى غرار الطوائف المسيحية الصغرى الأخرى، يتواجدون في بلدان الإنتشار، اكثر من اوطانهم الاساسية في الشرق الأوسط.

اليوم، تضم السجلات اللبنانية حوالى 10 آلاف كلداني. وعلى رغم حضورهم وطاقاتهم العلمية والأكاديمية والصناعية والتجارية، الا انهم لم يتمثلوا في المجلس النيابي. وفي الدورات الأخيرة، بقي تمثيلهم من ضمن ما يعرف بالأقليات المسيحية، فكان المقعد من نصيب اللاتين، وشغل هذا المقعد عضو كتلة المستقبل النائب نبيل دو فريج.
من هنا، وفي خضم الحراك السياسي للأقليات، في غمرة البحث في قانون الإنتخاب، سجّلت في الآونة الأخيرة حركة لطائفة الكلدان، بدأها مطران ابرشية بيروت الكلدانية ميشال قصارجي، على رأس وفد من المجلس الأعلى للطائفة، على المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية المؤثرة.

المطلب واضح: رفع الغبن المتواصل عن الطائفة منذ العام 1990، من خلال تمثيل الطوائف المسيحية الصغرى بثلاثة مقاعد. اما كيف يتم ذلك؟ فطرح الكلدان بسيط، يقوم على ان تتمثل كل طائفتين من الأقليات بنائب مداورة، وبذلك تتمثّل كل الطوائف مداورة فيتأمن التمثيل الصحيح، ولا تحتكر اي طائفة هذا التمثيل، خصوصاً ان مقعد الاقليات خاضع لهيمنة حزبية وطائفية في بيروت منذ سنوات.
هذا الطرح بحسب معلومات ال tayyar.org، سيحضر على طاولة لجنة المتابعة للقاء الماروني في بكركي، المكلفة البحث في قانون الإنتخاب، الأسبوع المقبل، على ان يحدد الموعد لهذا اللقاء في الساعات المقبلة.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *