بابل…هل يعود التاريخ يوماً؟

 

 

قصر صدام الذي بناه فوق أنقاض معالم بابل

(CNN)

بابل هي واحدة من أمجاد العالم القديم، وبكيفية تشييد جدرانها وهندستها الداخلية والخارجية وحدائقها المعلقة هي واحدة من عجائب العالم السبع.

تأسست بابل قبل 4000 عام وكانت عاصمة لـ10 ممالك أسسها سلالات العموريين. وبلغت حضارة المملكة البابلية أوج عظمتها وازدهارها وانتشرت فيها اللغة البابلية بالمنطقة كلها، حيث ارتقت العلوم والمعارف والفنون وتوسعت التجارة لدرجة لا مثيل لها في تاريخ المنطقة بحيث تعد منبع الكتابة والأدب.

غير أن حكم الزمان كان قاسيا عليها بحكم ما عاشته من تجاهل تارة ونزاعات تارة أخرى.

وبادرت السلطات العراقية في السنوات الأخيرة إلى إعادة فتح بابل أمام السياح والزائرين، على أمل أن ينجح تاريخها المجيد وآثارها وشواهدها، في جلب ملايين الزائرين من مختلف دول العالم.

غير أنه ورغم القيمة التاريخية والأركيولوجية له وكذلك مشاهده الخلابة والتي لا يرقى إليها أدنى شك، لم ينجح الموقع في اجتذاب سوى قلة قليلة من السياح لا تثيرهم سوى القيمة العلمية والأكاديمية والبحوث التاريخية.

تقع المدينة نحو 85 كلم جنوب العاصمة بغداد أي نحو ساعتين بالسيارة، وفقا لانسيابية نقاط التفتيش.

وتحفل المدينة بشواهد على محاولات “صيانتها” والتي تحولت إلى “تغيير” لملامحها، إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين، كما تحفل بشواهد على خلفية الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003.

وقال أحد حراس المواقع التاريخية التي تحفل بها بابل، اسمه حسين صاحب “لقد احتلوا بابل ولم يرغبوا أن يدخلها أحد” في إشارة إلى سيطرة القوات الأمريكية على المدينة قبل أن تقيم معسكرا فيها.

وتجذب الآثار البابلية في متحف البيرغمون في برلين، 1,3 مليون سائح سنويا إلى العاصمة الألمانية.

وتعود آثار بابل برلين إلى اتفاقية أبرمتها ألمانيا القيصرية مع الحكومة العثمانية عام 1899، وعلى أثر الاكتشافات التي حققها الباحث الألماني روبرت كولدوي.

وتم نقل السيراميك الملصوق على بوابة عشتار وشارع الموكب بهيئة حطام إلى برلين، حيث قام العلماء على مدى سنوات بترتيب القطع.

ووضعت بلدية برلين الآثار العراقية السيراميكية الزرقاء والملونة في متحف واحد إلى جانب الآثار الإغريقية الرخامية البيضاء في مقارنة تحبس الأنفاس بين الحضارتين العظيمتين.

وطمرت العواصف الرملية الشواهد التاريخية في خرائب بابل، التي تأثرت سلبا بأعمال أمر بها صدام حسين ليبنيها من جديد بطابوق يحمل اسمه.

فقد قال عالم الآثار هاي كاث موسى لـCNN إن صدام أمر، بمناسبة مشروع تعمير عملاق بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، بأن يتم إنشاء قصر مماثل لقصر نبوخذ نصر الثاني فوق الآثار التي تبقت من القصر القديم.

وعلى غرار نبوخذ نصر أمر صدام بأن يكتب على الطابوق جملة “بني هذا من قبل صدام، ابن نبوخذ نصر لمجد العراق.”

وبعد حرب الخليج الأولى، أمر صدام ببناء قصر عصري له على أنقاض الآثار وعلى شاكلة الهندسة السومرية.

وبدخول القوات الأمريكية، قامت باحتلال القصر الذي يمثل من قصر نبوخذ نصر ويطل على الفرات، وتركت بدورها بصمتها.

فاليوم أكثر ما يشدك هو ملعب كرة السلة الذي تم تشييده في الموقع زيادة على السلك العملاق الشائك الذي بنته لمنع الزائرين من المعاينة القريبة لمعلم يعود إلى 2500 سنة.

وحتى هذه الأيام، تواجه بابل تهديدات متزايدة، حيث لم تتم صيانة سوى نحو 2% من المعالم، أما الكنوز التاريخية المطمورة فإنها تواجه خطر امتداد المشاريع الإنشائية والتنمية الاقتصادية.

وقال الدليل السياحي حسين العماري لـCNN إن أنبوبا لنقل النفط، يشق الجزء الشرقي من المدينة التاريخية.

وتستقطب تلك المدينة حفنات من الزائرين المحليين الذين كانت زينب محمد وعائلتها من ضمنهم عندما زارت CNN قصر صدام الماثل هناك.

ودخلت زينب القصور للمرة الأولى وهي القادمة من كربلاء رفقة أسرتها. وقالت لـCNN ” نريد فقط أن نغير الأجواء حتى نتيح لأطفالنا فرصة مشاهدة شيء مختلف.”

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *