الپاطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الفكر العلمي النيّر

” خاهه عَمّا كَلذايا “

منذ مدة قصيرة أثيرت نقطة مهمة جداً وهي ما هو موقف الكنيسة من الهوية القومية؟ ما هو موقف الپاطريرك ؟ موقف الكهنة من ذلك ؟ وقد صرّح غبطته عدة مرات وقال بأن هويته القومية هي الكلدانية، كما قال نصاً أنا كلداني ، وقال بأن منصبه الديني هو پاطريرك بابل على الكلدان، وهذا يكفي لأن يعرف الجميع هوية الكنيسة وقائدها، وهذا لا يعني بأي حالٍ من الأحوال تدخل رجال الدين في أمور السياسة، أو ان يكونوا نشطاء أو اعضاء في تيارات أو أحزاب، لأن مهمتهم الكهنوتية هي خدمة الجميع من دون استثناء. فالكنيسة ليست ملزمة بأن تحمل الإنجيل وتدور في الطرقات لتقسم لكل من تصادفه بأن هويتها القومية هي الكلدانية، فكما أكد غبطته على هويته وقال نحن لا نستجدي هوية لنا، فهويتنا معروفة منذ آلاف السنين ومن يشك في ذلك عليه أن يبحث ويتأكد، أما نحن فإننا متأكدين من هويتنا.

الكنيسة والدولة الكلدانية

بالحقيقة جذبني هذا العنوان الذي نشر على شريط أخبار قناة الشرقية، وأستغربت من الأمر، وكأن هناك لعبة أو مؤامرة كبيرة يلعبها لاعبين كبار غايتهم معروفة، فبعد نجاح المؤتمر القومي الكلداني العام وحقق أهدافه، وأنجز ما تم إنجازه، فعلى الأقل تم لم شمل التنظيمات السياسية الكلدانية بكيان واحد وستدخل الإنتخابات عام 2014 بقائمة موحدة، ثارت ثائرة أعداء الكلدان فبدأوا يحيكون المؤامرات ويرسمون الخطط لإفشال ذلك النجاح، فبدأوا يرسمون من قلوبهم وعقولهم العفنة المريضة، ويخططون لإجهاض هذا الفعل الجبار،

على سبيل المثال نحن الناشطين الكلدان ومعنا قادة كنيستنا رفضنا رفضاً قاطعاً موضوع المحافظة المسيحية، كما رفضنا المنطقة الآمنة، ورفضنا أقليم آشور وغيره من مخططات الأعداء الرامية إلى تقسيم عراقنا الحبيب، كما رفضنا جميع الحلول المطروحة علينا والتي تتسم أو تؤدي إلى تقسيم عراقنا الحبيب على أسس طائفية أو دينية مقيتة، كيف أو هل يعقل أن ينادي رؤساء كنيستنا بما يسمى بالدولة الكلدانية ؟ أليست هذه خرافة ؟ نحن لدينا دولة واحدة هي العراق العظيم ولن نرض بغيرها أبداً، فعراقنا عراق الأصلاء ، عراق الكلدان، ونحن كلدان العراق، بحلوه ومره، من شماله إلى جنوبه، عراق واحد موحد، فالكلدان لكل العراق والعراق لكل الكلدان.

النقطة الأخرى التي جلبت إنتباهي هي ورود بريد أو رسالة ألكترونية معممة فيه رسالة غبطة الپاطريرك ساكو فيها جملة مزورة، نعم فقد أضافوا للرسالة جملة متكونة من ثلاث كلمات لم تكن موجودة في أصل الرسالة، وغايتها لإثارة الفتنة وخلق جو من المشاحنة بين بعض السادة المطارنة وغبطته، لقد ورد في رسالة غبطته إلى إكليروس الكنيسة الكلدانية وفي حقل القومية وموقف الكنيسة ما يلي ( بحجة حرية التعبير ، ومن المؤسف أن موقعاً يعود إلى الكنيسة ” مار بطرس الرسول في سان دييغو ” قد أنجروا وراء هذا التيار ) . وما تحته خط هو المضاف المزوّر . وهذه لها غايتها، فهي من الشرير وغايته خلق فجوة وفتح ثغرة بين رجال الدين، ولكن قادتنا هم أذكى من كل شرير، فلهم الروح القدس مرشدهم وحاميهم ومنور عقولهم فلن تمر عليهم مثل هذه الخزعبلات.

نعم ونقولها بملئ الفم، نحن مع غبطته ونرفض أن تكون الكنيسة صوتاً للقومية الكلدانية، ولذلك ومن هذا المنطلق لم تكن هناك أية وصاية على المؤتمر القومي الكلداني العام في ديترويت من قبل الكنيسة ولا من قبل رجال الدين، ولم يكن لهم أي دور في إتخاذ القرارات وتشكيل اللجان والبيان الختامي والمقررات وغيرها، لا بل أن سيادة المطران مار إبراهيم إبراهيم قد رعى المؤتمر وألقى كلمة الإفتتاح كما حضر الجلسة الأولى فقط كحال بقية الضيوف، وألقى كلمة الختام أثناء أو في نهاية القداس المقام في ختام أعمال المؤتمر، كما أن سيادته لم يحضر حفل الختام ولم يكن معنا في جلسات المؤتمر،

لذلك نقول أننا يدٌ واحدة مع قيادتنا الدينية ونحن نثق بقادة كنيستنا وسنسير في هذا المسار جنباً إلى جنب ونتواصل دون إمتزاج أو تداخل بل الكنيسة هي سندٌ قوي لنا ونحن جدار صلب لها، فهذا هو التواصل والتعاضد والمساندة.

عاش العراق العظيم وعاشت أمتنا الكلدانية المجيدة

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق العظيم

عاش العراق الواحد الموحد.

نزار ملاخا

ديترويت في 24/5/2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *