النفط في العراق ( 2 ) – بقلم: نزار ملاخا

النفط في العراق ( 2 )

( النفط ثورة )

نزار ملاخا

النفط بحد ذاته ثورة، وهل يثور النفط؟ نعم يثور ويغضب، الثورة هي أقصى حالات الرفض، والنفط عندما يثور بمعنى إنه يرفض، ولكن ماذا يرفض النفط ؟ إنه يرفض أن يقتحم عرينه أحد، لذلك عندما يقتحم البشر عرين النفط فإنه يغضب ويثور، وعندما يشعر بأن هناك حركة ما فوق مكمنه أو تقتحم أسوار مملكته فإنه يثور ضد هذا الإعتداء، وثورته تكون على شكل أزيز وفوران فينفذ من أعماق الأرض ويشكّل خروجه نافورة ويرتفع عدة أمتار في الهواء، وهذه النافورة تحمل معها الخير وإلى جانبه الدمار، مترافقين ومتعاضدين، ويستمر غضبه وثورته لحين السيطرة عليه بقوى ومعدات حربية أو آلات ومكائن،

اليوم تمكنت داعش من السيطرة على منابع النفط/ أو لنقول بصريح العبارة أن منابع النفط في كل من العراق وسوريا سقطت بيد داعش، واليوم داعش تريد تأمين السيطرة على المنفذ الحدودي أو المعبر بين العراق وتركيا لكي تكون لها المرونة في تصدير النفط العراقي عبر تركيا، ولا نعلم هل لتركيا علاقة بهذا الأمر أم لا ؟ وكيف تسكت أمريكا المحتلة عن سقوط منابع النفط العراقية بيد داعش وهي التي أسقطت نظام صدام من أجل الإستحواذ على النفط، وبهذه الحالة تكون داعش بين قوسين ( MADE IN U.S.A  ) بمباركة أمريكا تكمّل تنفيذ المخطط المرسوم، وبمباركة إسرائيل تطرد الكلدان من نينوى، فهذا هو هدف إسرائيل، لآن ملوك الكلدان سبوها مرتين وجلبوا أعزائها وأشرافها مكبلين بالأغلال إلى بابل، فاقول أحذروا يا كلدان الناصرية وذي قار فمثل اليوم الذي مر على كلدان الموصل سيمر عليكم ( لا سامح الله ) لذلك يجب توخي الحيطة والحذر.

سقطت حقول نفط عين زالة بيد داعش كما سقطت زمّار التي كانت بقبضة الأكراد ورجال الݒيشمرگة، كما وردنا الخبر الآتي

 (دبي – قناة العربية )

استولى تنظيم “داعش” الأحد على قضاء سنجار الواقع قرب الحدود العراقية السورية بعد انسحاب قوات البشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليه، ما أدى إلى نزوح جماعي للسكان، بحسب ما افاد مسؤول كردي محلي بالإضافة إلى سيطرتهم على سد الموصل بعد انسحاب الأكراد.

ورفع مسلحو التنظيم أعلامهم على المباني الحكومية في هذا القضاء الذي تقطنه الأقلية الازيدية الناطقة باللغة الكردية بعد أن هاجموه فجر اليوم الأحد واشتبكوا مع قوات البشمركة الكردية التي تركت مواقعها وانسحبت الى منطقة جبلية خارج المدينة.

وقام المسلحون الذين استخدموا سيارات عسكرية استولوا عليها في مدينة الموصل، بتفجير مرقد السيدة زينب في سنجار.

وقال خيري سنجاري، المتحدث باسم الإتحاد الوطني الكردستاني إن “قوات البشمركة انسحبت من قضاء سنجار، واقتحم مسلحي داعش المدينة ورفعوا راياتهم فوق الأبنية الحكومية ومقرات الأحزاب“.

كل هذا وحكومتنا الجليلة تتكلم عن إنتصار جزئي في تكريت وتحرير عدة أمتار في سامراء ومقاومات عنيفة على أطراف وحول بغداد ؟ يا غرابة ؟ ما هي داعش ؟ وأين التطوع الكفائي وماذا عنه ؟ وهل نسينا الموصل وأحداث الموصل ؟ يُقال بأن داعش وقوات داعش ستتجه إلى قرى سهل نينوى، أين قوات العشائر ؟ وهل يمكن لقوات العشائر المسلحة بالأسلحة الخفيفة أن تقاوم داعش ؟ ولماذا أنسحب الأكراد من زمار وكيف ؟ بالأمس استهزأوا بقوات المالكي عندما هربوا وتركوا أسلحتهم ورتبهم العسكرية وهربوا، واليوم جاء الدور لكم ايها الشجعان لقد تركتم مكاتبكم وهربتم أيضاً ما هو السبب ؟ ولماذا ؟ هل للنفط تأثير على تنفيذ هذا المخطط ؟ أم أن هناك إتفاقاً تركياً أمريكياً داعشياً كردياً مالكياً حول الموضوع ؟ ألا يحق لنا اليوم أن نترحم على ايام صدام حسين؟ وهل كان بإمكان أحد أن يهين ليس مدن العراق لا بل شبر من أرض العراق في ذلك الزمن ؟ أين الجيش ؟ اين الشرطة ؟ اين الأمن ؟ أين الحكومة ؟ اين البرلمان ؟ أين النواب ؟ اين الشرفاء ؟ ( نايمين ورجليهم بالشمس ) أما زالوا يؤمنون ويتحدثون عن خيرات العراقيين ، والعراقيين يشربون من مياه الصرف الصحي ويستوردون الغاز والنفط من إيران وتركيا ؟ ها قد ذهب العراق كله مَن المُنقِذ ؟ لقد كان العراق دولة محترمة، حدود محميّة، مكانة مرموقة، علم وعلماء، جيش وشرطة وأمن ، نفط محرر، مصانع، معامل، مشاريع، خطط تنمية إنفجارية، أما في زمن ما بعد السقوط، فهناك العديد من المشاريع الجديدة وهي، لا جيش ولا شرطة ولا أمن، لا حدود فباب العراق أصبح ملكاً شائعاً لكل مَن هب ودب، لا حرس حدود، لا بل لا حدود هناك، النفط الرهيب إلذى أعيد إلى تحت سيطرة الأجنبي، العراقي يُهجر، يُطرد من منزله، القتل على الهوية، هذا شيعي وذاك سنّي، هذا كلداني والآخر سرياني، هذا مسلم وذاك مسيحي، هذا كردي وذاك عربي، ممنوع على النساء قيادة السيارات، نصارى وروافض، جزية أو الدخول في الإسلام، زواج متعة ومسيار، نكاح الجهاد وإرضاع الكبير، التبرع بالبنات والزوجات والأخوات لإشباع رغبات داعش الجنسية، عمليات سرق ونهب وسطو وخطف وجز الرؤوس وفدية وإقتحام وهتك عرض وإعتداء في وضح النهار، تفجير كنائس، تفجير جوامع، تفجير حسينيات، تفجير مراقد الأئمة والأنبياء والأولياء الصالحين، تفجير القبور والصوامع والأديرة، لا من حسيب ولا رقيب، أفغان شيشان مرتزقة، فكل شئ مُباح، وكل شئ مسموح واصبح العراق حارة كلمن إيدو ألو، ومر ويمر العراق بمرحلة ولا مرحلة هولاكو بمثلها، وما صاحب هذه العمليات من قتل بكل أنواع الأجهزة والمعدات ( ولا نقول الأسلحة ) وتم تدمير كل شئ، فلم يسلم لا الماء ولا الهواء ولا الوطن ناهيك عن البشر، وجاءت أمريكا ولعابها يسيل من اجل النفط وهي ترفع شعار جئناكم محررين لا غٌزاة والعكس صحيح، فالنفط هو مصدر كل داء وأساس كل بلاء، وما لبثت أمريكا أن كشرت عن أنيابها فبان السم الزعاف، وتم تعيين حاكماً أمريكياً على العراق، ووقع نائبه نيابة عن العراق عقد يقضي بإستغلال حقول النفط في مجنون لصالح شركة هالي بيرتون الأمريكية ( Halliburton  ) وبهذا فإن تأميم النفط أصبح بحكم الملغي، لمن نشتكي  والشكوى لغير الله مذلّة، وها هم العراقيون يعيشون بالمذلّة منذ عام 2003 ولحد الآن ، لقد اصبح العراق سوقاً لتصريف بضائع الدول بعد أن كان بلداً مصدّراً للبضائع، ها هو العراق العظيم يستورد مشتقات نفطية بعد أن كان من أكبر الدول المصدرة للنفط،

أين هم شيوخ الكلدان والآشوريون لما يحدث لمسيحيي نينوى ولشعبنا العراقي عامةً ؟ ها هي شركة الحفر العراقية توقف أعمالها بسبب خطورة الأماكن التي تعمل فيها، وسخونتها، ولربما ستتبعها شركة نفط الشمال وغير ذلك، وها هو المخطط الأمريكي الصهيوني الرهيب يُنّفَّذ بكل هدوء، ولا مِن مُعتَرضٍ، وستصبح هذه المؤسسات النفطية في خبر كان ومن الذكريات التي سوف تؤلمنا كلما مرَّ الفكر بها، ستبقى محطات في الذاكرة فقط، اما على الواقع فلا شئ يُذكر،

ها قد مرّت الأيام والأشهر ونينوى ساقطة بيد داعش، ونسمع من هنا وهناك كلام يفعل فعل المخدر في الجسم ، تشكيل جيش النبي يونس، تشكيل قوة برئاسة النجيفي لتحرير الموصل، تشكيل جيش أحرار الموصل، والتفجيرات قائمة على قدم وساق، وتقدم داعش في كل الإتجاهات ولا يقف في طريقهم عائق، وها هي أخبار داعش التي لا تهم المسؤولين في الدولة العراقية بقدر ما يهمهم المنصب والكرسي والجاه والمال، فقد نشرت بعض المواقع الألكترونية أخبار داعش بالقول/// داعش يستولي على رواتب موظفي وزارة العمل بنينوى، نقلاً عن السومرية نيوز، أما الأندبندت البريطانية فقالت ” داعش يعزز سيطرته شمال العراق وسط إنشغال العالم بأزمة غزة، موقع ألقوش نقلاً عن المسلة يقول ” داعش يتخذ إجرء لمنع الجيش والشرطة الخروج من الموصل والإنضمام إلى القوات الحكومية” وأنا أقول وهل بقي جيش وشرطة في نينوى ؟ وماذا يفعل هناك تحت سيطرة داعش ؟ بينما يحذر تقرير أمريكي من إنتقال داعش إلى الخليج، ونحن نذكر بالمثل العراقي القائل ” يا حافر البير لا تغمّج مساحيها ،،، خوف الفَلَك يندار وأنتَ اللتگع بيها ” ………               أما كردستان فلا يهمها شئ بقدر ما يهمها خبر ربط انابيب نفط كركوك مع تركيا، وفي صلاح الدين في وسط تكريت يقوم داعش بتفجير تمثال صلاح الدين الأيوبي ، فللتكارتة والأكراد حصة بالقائد صلاح الدين الأيوبي، وداعش يُفجّر كنيسة السفينة ” الروح القدس ” في الموصل بعد دعوة بمكبرات الصوت للمسلمين لمشاهدة عملية التفجير،

ها هو التاريخ يعيد نفسه، إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية حيث نرى أن الحركة السياسية العربية إنحصرت في بلاد الشام والعراق دون سواها من البلدان العربية، وذلك لإستبداد وظلم الحكم العثماني آنذاك، مما شكّل دافعاً اساسياً لإشعال فتيل المقاومة في هذه البلاد ، واليوم نرى داعش تسيطر على نفط العراق والشام، فهل من معتصم جديد يستجار به لإنقاذ هذه البلاد  وأين الصارخ ”  وا ,,, معتصمــاه ” فهل أن الكل متواطئون ؟ وهل أن الكل متخمون ؟ وهل أن الكل نائمون ؟

وإلى أن يصحو الجميع يكون العراق قد ذهب كله وقد غرق ، وحاله يكون كحال التايتانيك

وإنّا للـــــــــــه وإنّا إليهِ راجعون

4/8/2014

 خبر ملحق


2014/08/03 21:24

صور “داعش” في مكاتب “البيشمركة” تلحق العار بالقيادات الكردية

بغداد/ المسلة: اعتبر عراقيون سقوط سنجار، “نكبة” وطنية تصب في صالح الارهاب والقوى التي تقف وراءه، مبدين قلقا من تمكن “داعش” من الدخول الى سنجار بهذه الطريقة السهلة على رغم انها محمية من قوات البيشمركة الكردية”.

وقال محلل سياسي عراقي في حديث لـ”المسلة” ان سقوط سنجار بيد “داعش” يشبه الى حد كبير سقوط الموصل فمثلما انسحب اثيل النجيفي وقواته الامنية الهائلة من الموصل، انسحبت قوات البيشمركة وسلمت سنجار الى الموصل على طبق من ذهب”.

ان تداعيات سقوط سنجار تكشف عن انهيار واضح في قوات البيشمركة التي بدت ضعيفة وخائرة وما هو ما كشفت عنه “المسلةً” قبل يوم واحد من سقوط سنجار حين نشرت تقرير لمعهد واشنطن الامريكي الذي يعني بتحليل ودراسة الاوضاع السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الاوسط، يشير الى ان قوات “البيشمركة” الكردية في اقليم كردستان في العراق تعاني من نقصٍ ملحوظ في تطوير نفسها.

واكد التقرير على انه “باستثناء كتائب الحرس الإقليمي، تبقى معدات وحداتها بدائيةٍ والأسلحة الثقيلة غائبة عنها إلى حد كبير وانها تعتمد على الإمكانيات المرتجلة من الناحية اللوجستية والاتصالات، مستعينةً بشكل أساسي بالوكالات المدنية التابعة لـحكومة الإقليم”.

الى ذلك تداول ناشطون عراقيون بأسف صور لأفراد “داعش” وهو يدنسون مكاتب قيادات “البيشمركة”، واظهرت صورة لاحد افراد “داعش” وهو يجلس في مكتب قيادي كردي في البيشمركة وقد رفع مسدسه في الهواء فيما ظهرت خلف ظهره صورة مصطفى البارزاني الذي يعتبره الاكراد الاب الروحي والمؤسس لقوات البيشمركة.

الى ذلك اعتبر الكاتب والصحافي علي الفهداوي ان نفاذ “داعش الى جبال كردستان سيصبح من المتعذر طردهم منها بسبب صعوبات التضاريس اضافة الى ان داعش عبارة عن مجموعات تجيد الكر والفر وليست جيشا نظاميا”.

وعلى حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” خاطب الكاتب عبد الرزاق علي في تدوينة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بالقول “الالم يعتصر ارواحنا على مواطني سنجار وامرلي وشيخان…

وعلى ذات الصعيد، اعتبر محل سياسي ان سقوط سنجار “امرا متوقعا”، مؤكدا ان “المواجهة مع قوات البيشمركة وداعش باتت امرا واقعا وان من غير المستبعد ان تجتاح داعش مناطق حيوية اخرى في كردستان”.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *