النائب رائد اسحق في اجتماع لجنة الحوار بين المجلس الحبري الفاتيكاني ودواوين الاوقاف العراقية: الحوار بين الاديان ضرورة حضارية لا غنى عنها ويجنب الكثير من المشاكل  

 

المكتب الاعلامي للنائب رائد اسحق

 

أكد النائب رائد اسحق خلال مشاركته في اجتماع لجنة الحوار الدائمية العليا بين المجلس الحبري الفاتيكاني للحوار ما بين الاديان ودواوين الاوقاف العراقية الذي عُقد في روما للفترة من 27 ـ 29 آذار الفائت. على أن “الحوار هو شأن إنساني معاصر يقوم على ايجاد المناخات المؤاتية للحياة المشتركة بين الجماعات عبر فهم بعضهم البعض واكتشاف عناصر القواسم المشتركة التي تخول كل جهة من ان تتقارب مع الجهة الدينية الاخرى”.  واضاف النائب اسحق في كلمته التي ألقاها في اليوم الاول من الاجتماع  ” ان الحوار هو ضرورة لا بد منها لكلتي الديانتين، لان الواقع الحضاري والتمدد البشري لاصحاب الديانتين أوجد تداخلات كسرت الحدود الجغرافية بل والمصالح الخاصة لدى كل جماعة، مما يعني أن الوصول الى التكيف بالعيش المشترك صار ضرورة حياتية لازمة لا يمكن تجاهلها. والامور اليوم تثبت أن الحوار هو السبيل الانجح ان لم يكن الوحيد. وان الحوار الاسلامي المسيحي هو ضرورة حضارية لا غنى عنها، وان حصوله يعني اعطاء هذه الحضارة سمة الغنى والرقي وهو أمر واجب لما له من تأثير في تجنب الكثير من المشاكل”.

بينما أكد النائب رائد اسحق في كلمته في اليوم الثاني من الاجتماع الى أن “المشاهد المؤلمة والمحزنة التي يتعرض لها الانسان وفي مناطق مختلفة من العالم بسبب الاضطهاد والقتل والتهجير نتيجة الاختلاف في (الفكر او الدين او المعتقد او الجنس او اللون)  اصبحت جزءا من حياتنا بل ظاهرة اصبح العالم يقف امامها حائرا رغم كل التطور والتقدم الذي وصل اليه الفكر الانساني”. واضاف النائب رائد اسحق ان “أحد الاسباب التي جعلت العالم ان يصل الى هذا الحال هو التطرف الديني ومحاولة فرض فكر على آخر حتى لو كان ذلك بالقوة دون الاقتناع بعدم امكانية طرف من امتلاك الحقيقة كلها.”

وذكر النائب اسحق “اذا كان الجزء العلماني أو المدني من العالم يقف حائرا امام ايجاد حل لهذه المشكلة، فان على المشاركين في الحوار ما بين الاديان الوقوف امام هذا المد الفكري التطرفي سيما وان الدين هو احد مسببات هذه المشاهد المؤلمة.”

 واستطرد قائلا “يتوجب على الذين يعتلون المنابر سواء من رجال الدين او المفكرين التأكيد على النقاط المشتركة ما بين الاسلام والمسيحية وابراز منظومة القيم الانسانية المشتركة كالتسامح والمحبة وضمان حقوق الانسان وسلامته والتي هي اركان مهمة في تعزيز السلام.” مشيرا الى انه قادمٌ من منطقة كان سكانها ضحية هذا التطرف الديني والفكر التكفيري الذي يحاول تنظيم داعش الارهابي من نشره في العالم.

وتابع النائب اسحق موضحا على ان لجنة الاوقاف والشؤون الدينية في البرلمان العراقي تعمل على تعزيز التعايش السلمي بين اطياف الشعب العراقي واصدرت وثيقة للتعايش السلمي ومكافحة التطرف والارهاب سميت وثيقة رمضان ومن المباديء الاساسية التي جاءت بها الوثيقة هي التاكيد على ان الهوية الوطنية هي الهوية الجامعة لجميع العراقيين، وان العراقيين متساوون في الحقوق والحريات التي كفلها الدستور، كما اكدت على حرمة دور العبادة وحرية العراقيين في ممارسة شعائرهم وعقائدهم، وترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي واعتماد الحوار عند الاختلاف، ومناهضة جميع اشكال التمييز والتحريض على العنف والكراهية الدينية او العرقية او القومية ومعالجة اسباب التعصب والتطرف، وعدم المساس بالرموز الدينية والوطنية، وتاكيد المسؤولية الجماعية للحفاظ على السلم المجتمعي، وبناء الدولة المدنية وسيادة القانون واستقلال القضاء، ورفض كل اشكال الارهاب والتكفير وكل من يستبيح الدم العراقي، وتعزيز ثقافة السلم المجتمعي في التربية الاسرية ومناهج التربية والتعليم، وعدم التعرض للمعتقدات الخاصة بالاديان والطوائف بطريقة تثير الكراهية والدعوة لاحترام الرموز، والحث على احترام الشعائر الدينية الخاصة وطريقة ادائها.

وزاد النائب رائد اسحق ان لجنة الاوقاف والشؤون الدينية عقدت مؤتمرين وطنيين لحماية التعايش السلمي وحظر الكراهية ومكافحة التطرف والارهاب. وبيّن بان المؤتمر الاول خرج بتوصيات توافق الكثير منها ما تصبو اليه هذه اللجنة منها (دور المرجعيات الدينية ورجال الدين في تعزيز التعايش السلمي ومواجهة الفكر التكفيري، واقتراح مشروع قانون لحماية التعايش السلمي وحظر الكراهية ومكافحة التطرف والارهاب، وتفعيل القوانين النافذة بهذا الخصوص، وتأسيس هيأة وطنية لحماية التعايش السلمي، ووضع مناهج دراسية تدعو الى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتعريف بالتعدد والتنوع في العراق، ووضع برامج عمل جادة للحفاظ على التنوع الديني والمذهبي والعرقي باعتبار التنوع في العراق وحمايته مصدر قوة وثراء للبلد ويسهم في استقرار السلم الاهلي.)

يذكر ان اجتماع لجنة الحوار الدائمية بين العراق والفاتيكان الذي عُقد في روما هذه السنة 2017 هو الثاني في سلسلة اجتماعاتها منذ تشكيلها وانطلاق اعمالها في سنة 2013.

Displaying pic002.jpg

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *