الموصل سترسم حريتها بالدماء

الموصل بعد سنة من احتلالها سترسم حريتها بالدماء والدموع، لكي ترفع راية النصر والحرية، مدينة الموصل التي عايشت الموت بكل تفاصيله، عانت من الوجع والألم الذي استوطن فيها سنة كاملة جرَّاء ظلم واسر داعش الذي طال البشر والحجر تاركاً أثره المؤلم في قلوب الناس الذين لم يستكينوا لكل ما حصل بهم من جوع وحصار وتشريد وتهجير، حيث  مارس تنظيم داعش المجرم خلال سنة  ابشع انواع الجرائم بحق من نعتبرهم اسرى داخل المدينة فقطعت الرؤوس وسحلت الناس بالشوارع وعلقت الجثث فوق اعمدة الكهرباء ورميت الناس من فوق العمارات وقطعت الاصابع والايدي وقسم كبير منهم في السجون  ، فلم يسلم منهم احد ، الا من كان معهم ، وقد هرب من المدينة عند احتلالها  اهلها من مختلف القوميات والمذاهب وهم اليوم مهجرين ونازحين وصودرت جميع ممتلكاتهم ، كما لم تسلم من هذا التنظيم الاجرامي بيوت الله من الجوامع والكنائس والمزارات ودمرت اثار المدينة وفرقت الطوائف والقوميات والمذاهب المتعايشة . ربما معركة تحرير الموصل سوف تكون معركة صعبة  فداعش يستخدم المكر والحيلة والوحشية والاعلام الكاذب بالاضافة الى التفخيخ داخل المدينة وخارجها  واستخدام الدروع البشرية في صد الهجمات .

لكن الآن السؤال الأبرز والذي يتداوله الناس “متى ستبدأ العمليات الحقيقية للتحرير،  فربما تحرير الموصل يكون في ليلة وضحاها أو خلال ساعات أو أيام، لا أحد يدري متى وكيف سيتم ذلك، وما هي المجريات والمعطيات التي ستكون سائدة على الأرض، إلا أنَّ الموصل الآن تفتح أبواب النصر متجهزة لاستقباله واحتضانه، راسمة حدودها المحررة بالدماء والدموع، لكي ترفع راية النصر والحرية.

 لم يبخل ابناء الموصل بمختلف مكوناتها العربية والكوردية والمسيحية  على مدينتهم  بشيء عبر التاريخ.. لم يبخلوا بمال او دم او اي تضحية طلبتها منهم . ولم يترك الموصليون مدينتهم في السراء والضراء. بنوا وعمّروا وجمّلوا وانشأوا فيها الصناعات والحدائق والمزارع.. عملوا كما لم يعمل احد، من اجل ان يظل ابناؤهم يتغنون بشوارعها واحيائها وغاباتها وكل موطئ قدم لهم.. إلا أن الأنذال الذين سطوا عليها والمجرمين الجهلة باسم الدين ، ما تركوا شيئاً لأبنائها وضيقوا عليهم الانفاس .

انني احزن، مثلما هم ابناء مدينتي الاخرين، عندما اسمع اللوم والاتهام يوجه الينا كابناء مدينة احتلها اقذر تنظيم ارهابي على وجه المعمورة  واقول ان العار سيجللنا اذا لم ننهض ونقاتل الأعداء الدواعش .

ويقيني اننا سننتصرعليهم فهؤلاء فجرة خائبون لا مستقبل لهم، ان قتالنا هذا يجب ان يبدأ بالإقرار ان وجود البيشمركة الابطال على ساحة المعركة قوة مجهزة ومتدربة  ولا بد من الإستفادة منها ، الى جانب العمل والتدريب والتهيئة السليمة للحشد الوطني الذي بلغ تعداده الالاف وهكذا تنتصر الموصل .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *