المهرجان السنوي الكلداني في سان دييغو

بدأت إحتفالات شعبنا في مدينة سان دييغو في الأونة الأخيرة وفي المناسبات التاريخية والدينية تأخذ منحاً تنظيمياً مدروساً على كافة الأصعدة نتيجة الجهود المشتركة المبذولة من قبل بعض المنظمات الإجتماعية بمباركة الكنسية والتي تزامنت مع بلورة ونضوج الوعي القومي في نفوس الكثير من أبناء الجالية في المدينة ، الأمرالذي ظهر جلياً من خلال النقاشات التي تتواصل بين مختلف شرائح شعبنا وما نتج عنها من كشف لكثير من الحقائق التي حجبتها عنهم بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية المنحازة وزيف الشعارات التي ما برحت تنادي بها منذ سنوات ، فأخذ الكثيرون يعلنون عن هويتهم الحقيقية بصراحة وبلا تردد ويتحدثون بفخر عن تاريخهم وماضيهم . وفي الأونة الأخيرة بدأوا يجاهرون بتلك المشاعر ويعبرون عما يجول بخواطرهم من أحاسيس أصيلة مكبوته وبطريقة إعتبرها بعض المتشائمين قبل سنوات نوعاً من المزايدات والأوهام أو أمنيات صعبة التحقيق حتى في الأحلام ، الأمر الذي يبشر بنهضة قومية شاملة ستعطي ثمارها بمشيئة الله في المستقبل القريب .

 ومن هذا المنطلق وجد المهتمون بهذا الشأن أن من صميم مسؤولياتهم الإستمرار بنشر الوعي القومي بين أبناء شعبنا عن طريق إقامة المهرجانات والإحتفالات تخليداً لأحداث تاريخية سابقة أو مناسبات لها دلالات مرتبطة بماضينا أوعند إستذكار لمأساة أو تأبين لشهداء المذابح التي أُرتكبت بحق أبناء شعبنا كمجزرة قرية صوريا في 16/9/1969 التي تُعتبر ذكراها يوم الشهيد الكلداني .                      

وبالأمس القريب أُقيم في سان دييغو/ كاليفورنيا ، مهرجان أكيتو الذي نظمته لجنة مشتركة من مختلف شرائح المجتمع على حدائق لايك جيني وحقق نجاحاً كبيراً فيما يتعلق بعدد العوائل التي حضرت المهرجان أو الفعاليات التي قُدمت فيه ونالت إعجاب وإستحسان أبناء شعبنا .                                                                                    وفي الرابع والخامس من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري كان المهرجان الكلداني السنوي الكبير الذي أقامته الجمعية الكلدانية الأمريكية على حدائق مدينة الكهون. بدأ الإحتفال بعزف النشيدين الوطنيين الأمريكي والكلداني وسط تصفيق وإستحسان جميع الحاضرين ، ثم ألقى السيدان رمزي مراد رئيس الجمعية والدكتور نوري بركة نائبه ورئيس اللجنة المشرفة على المهرجان ، كلمات ترحيبية أكدا فيها على مساهمة جاليتنا الفعالة في تطويرعجلة الإقتصاد في المدينة وعلى روح التعاون الموجودة بين الجالية الكلدانية والسلطات المحلية ، أعقبهما سيادة المطران مار سرهد جمو بكلمة توجيهية قيمة حول مضمون هذا الإحتفال وأهميتة من أجل ترسيخ علاقات التعاون والتنسيق بين أبنائنا وبين المسؤولين المحليين . جاءت بعدها كلمة عمدة مدينة الكهون الذي قدّم شكره للدعوة التي وٌجّهت إليه وأتاحت له فرصة حضور ذلك الإحتفال والإطلاع على فعاليات ونشاطات جاليتنا  . وكان دور السيد عزيز رزوقي نائب رئيس الجمعية متميزاً بلباقته وتعليقاته في تقديم فقرات المهرجان إضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها بقية الإخوة الذين ساهموا في إعداد وتهيئة مستلزمات وإنجاح المهرجان . حضرالإحتفال سيادة المطران باوي سورو وكهنة كنائس الكهون والمناطق القريبة منها وعدد من الشخصيات الكلدانية والأمريكية منها السيناتور الأمريكي السابق لولاية كاليفورنيا السيد وديع ددا وجمع غفير من أبناء شعبنا . وقبل مغادرتهم مكان الإحتفال إفتتح الضيوف الكرام يتقدمهم سيادة المطران سرهد جمو المعرض الفني الذي أٌقيم على جناح خاص في إحدى القاعات حيث أظهرالجميع تقييمهم وتثمينهم لبعض الأعمال واللوحات المعروضة فيه.

أما في الجانب الترفيهي فقد شارك في الإحتفال عدد كبير من المطربين والفنانين بأغانيهم التراثية المميزة وألحانها وكلماتها العذبة وبلغتنا الجميلة تخللتها الدبكات والرقصات الشعبية التي إستمتع بها المشاركون وأبهجت الحاضرين الذين إزدحم بهم متنزه الإحتفال ،  وإستمر حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم الأول والثاني .

لقد كان بحق عرساً كلدانياً رائعاً شهدته مدينة الكهون/ سان دييغو لأول مرة في تاريخها والذي نتمنى أن يبقى في ذاكرة من حضره أو من لم تسنح له الفرصة بذلك ، إلى يوم إجراء الإحصاء السكاني القادم لتثبيت كلمة عزيزة في حقل القومية . علماً بأن نسبة الجالية الكلدانية في هذه المدينة بلغت 25% من سكان المدينة حسب بعض الإحصاءات الرسمية الموثقة .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *