المعهد الكوردي في باريس يحتفل بالذكرى الثلاثين لتأسيسه

المعهد الكوردي في باريس أو “سفارة الكورد في فرنسا” كما تطلق عليه الجالية الكوردية بغض النظر عن أصولها سواء أكانت من العراق أم ايران أم توركيا أم سوريا، وهو المنزل العائلي الذي يشعر فيه كل كوردي بحرارة أجوائه، أطفأ المعهد شمعته الثلاثين في حفل أقيم يوم 14 من كانون الأول الجاري .

وكما تقتضي التقاليد، نظم المعهد المعروف بغنى نشاطاته، مؤتمرا دوليا بعنوان: الحرب الأهلية السورية، تأثيرات أقليمية وتوقعات، تمت خلاله مناقشة الوضع السوري الراهن من قبل كبار الباحثين والمختصين في هذا المجال وبحضور كبير للجالية الكوردية. المؤتمر ركز خصوصاعلى تأثيرات الحرب الأهلية ونتائجها على كورد العراق وايران وتركيا وكذلك المسيحيين في سوريا.

عقب إنتهاء المؤتمر وفي الأمسية نفسها، أقيمت احتفالية بهذه المناسبة جمعت العديد من الشخصيات وفي مقدمتها د.كندال نزان مدير المعهد ود. فؤاد حسين وشخصيات فرنسية كان لها دور كبير في تأريخ الكورد مثل برنارد كوشنر وزير الخارجية الاسبق حيث كان ضمن العاملين في منظمة اطباء بلا حدود الذي قدم الى كوردستان مع أم الكورد دانيال ميتيران أثناء أحداث عام 1992، و (د.فردريك تيسو) قنصل فرنسا الأسبق في أربيل.

وبحضور(آن هيدالكو) مرشحة الحزب الاشتراكي لمنصب محافظ باريس وعمدة دائرة باريس العاشرة، الذي من كثرة تنظيمه لنشاطات الكورد في بلديته، اطلق عليه في تلك الامسية لقب المحافظ الكوردي الاول في فرنسا مع أنه فرنسي الأصل.

أثناء خطابه، سرد د.نزان لمحة تأريخية عن المعهد ومؤسسيه، فالمعهد الكوردي مؤسسة ثفافية علمانية مستقلة غير سياسية الهدف من تأسيسه جمع المثقفين الكورد والمستشرقين المختصين بالعالم الكوردي، من أجل توعية الشباب الكورد للحفاظ على لغتهم وتاريخهم وتراثهم الثقافي، والمساهمة في دمج المهاجرين منهم في أوروبا في المجتمعات المضيفة لهم وتوعية الجمهور الغربي بماهية الكورد وثقافتهم، وبلدهم ووضعهم الحالي.

أما المؤسسون للمعهد فهم مثقفون وفنانون كورد مشهورون في كوردستان نذكر منهم ، المخرج يلماز كوناي والشاعرين جكرخوين وهزار وتوفيق وهبي العالم اللغوي ووزيرالإرشاد والمعارف الاسبق في العراق، ونورالدين زازا الكاتب واللغوي..الخ من الأسماء اللامعة في سماء الادب والتراث والثقافة الكوردية.

كما تمت الاشارة الى النشاطات العلمية للمعهد من قبل (جويس بلو) الأستاذة الفخرية في تأريخ الكورد ولغتهم، والتي تعمل في المعهد بشكل طوعي في حين يناهزعمرها ال 80 عاما، وصفها (نزان) بالناشطة الفعالة كالفتاة الشابة في العشرين من عمرها . المعهدالكوردي وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفرنسية، تخصص له ميزانية من أجل منح الزمالات للكورد في جميع أنحاء العالم، وأشارت جويس الى أنه تم قبول 447 طالبا وطالبة خلال الثلاثين سنة الماضية، 45% هم كورد تركيا و35% هم من كورد ايران و 10% من كورد العراق والبقية هم من كورد سوريا. تعطى الأولوية للفتيات في منحهم الزمالات للتضامن مع المرأة ومنحها حق المساواة مع الرجل، وفي كل عام يصل الى المعهد 400 طلب يقبل فقط 7 أشخاص لاسباب تتعلق بالميزانية العامة للمعهد.

الأمسية جمعت كل الطلاب الكورد والمناصرين للقضية الكوردية وكذلك الطلاب القدامي للمعهد الذين باتوا الآن أعضاء فعالين في بلدانهم وحتى في المجتمع الفرنسي كونهم أصبحوا أساتذة وباحثين ومحامين ومخرجين وفنانين..الخ. وأنتهت الامسية بحفل موسيقي تخللته دبكات وأجواء راقصة بأمل أن يستمر المعهد لثلاثين سنة مقبلة ويزيد .

د.تارا إبراهيم – باريس

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *