المطران مار توما روكس* خنجرخان وقضية كلدان الملبار

 

في ضوء رسائل البطريرك مار يوسف أودو

قدمت الاسر المنكيشية على مر السنين عددا من أبنائها لخدمة الكنيسة ونشر كلمة الرب ،وشكلوا اكليروسا يفتخر به سكان المنطقة والكنيسة الكلدانية .ومما يؤسف عليه أنني لم أتمكن من حصر جميع الاكليروس من أهالي منكيش في العهود الاولى ما قبل دخول الكثلكة ،عدا ما ورد ذكره عن الطوباوي ( قفريانوس ) من ( بيت مكوشي ).(وقد تحدثت عنه في سلسلة مقالاتي عن منكيش والمنشورة في موقع منكيش حصرا ،الحلقة رقم 11 ) وورد ذكر القس ( خوشابا )في العهد النسطوري القريب، ويعتقد أنه كان آخر كاهن نسطوري في منكيش ،وله أحفاد في القرية ويشكلون الان عائلة ( آل قاشا ) نسبة أليه، كما أورد ذلك بعض المسنين من هذه العائلة، وينتسب أليها الاب(ممتاز عيسى قاشا )وظهر المطران مارتوما روكس خنجرخان أكثر شهرة ومكانة في تاريخ الاكليروس من أبناء منكيش القرن التاسع عشر،وعليه ساسلط الضوء على حياته كطرف رئيسي في القضية الملبارية الكلدانية.

المطران مار توما روكس خنجرخان

وهو أحد أبناء عائلة خنجرو الحالية ،ولكن جاء ذكر لقبه في سجل الرهبنة الانطونية الكلدانية وفي رسائل البطريرك مار يوسف السادس أودو ( خنجرخان )، ولد في منكيش في مطلع القرن التاسع عشر بدليل أنه دخل الرهبنة الانطونية الكلدانية في 20/ 4 /1823 . رُسم كاهنا في الموصل في كنيسة( مسكنتة ) على يد المطران ( مار يوسف السادس أودو ) بتاريخ 3/ 12 /1848 .

وقد أحتمل الاضطهادات الكثيرة التي شنها حاكم العمادية آنذاك على الاديرة الكلدانية وتحديدا على دير( مار هرمزد ) المطل على سفح جبل القوش ،وذلك بتحريض من ( بيت أبونا ) ضد هؤلاء الرهبان الكاثوليك باعتبار ان ممتلكات الدير ترجع الى هذه العائلة ، حيث نُهب الدير وتشرد الرهبان لعدة مرات،ففي سنة 1835 سجن مار توما عندما كان راهبا في الدير مع المطران مار يوسف أودو في العمادية على أثر تلك الاضطهادات .

أُنتخب في 20/ 9 / 1860 ليكون أُسقف لابرشية عقرة والزيبار ،لكنه أعتذر . وبعد ثلاثة أيام أي في 23 /9 /1860 أنتخب مطرانا للملبار في الهند عندما ظهرت بوادر القضية الملبارية مابين بطريركية بابل الكلدانية والكرسي الرسولي في روما ،تلك القضية التي ارادت روما من جعل كلدان الملبار تحت رعايتها وادارتها مباشرة ، وتغيير طقسهم الكلداني ،بينما أعترض البطريرك مار يوسف السادس أودو على هذا التصرف الصادر من روما ،مما بادر لارسال مطرانا كلدانيا الى الملبار وبطلب والحاح منهم، أي من كلدان الملبار تحديا لتلك التصرفات التي كانت تدخلا مباشرا في شوؤن الكنيسة الكلدانية .

أشترط مار توما قبل رسامته أن تكون أسامته لابرشية البصرة ،وبموافقة المطارنة المجتمعين في الموصل، أسامه البطريرك ماريوسف السادس أودو مطرانا على البصرة في التاريخ أعلاه. وسافر الى الهند عن طريق البحر ،ومكث هناك قرابة سنة واحدة،وثم رجع الى الموصل في شهر تموز عام 1862 .مكث في القلاية البطريركية منذ 24 / 4 / 1863 معاونا بطريركيا ،أي مساعدا للبطريرك في تدبير شؤون الكنيسة ،وبعدها أتجه الى ألقوش وأستقر هناك في الدير .وقد حضر الاحتفال بوضع الحجر الاساس لكنيسة اللاتين في الموصل المعروفة بكنيسة الساعة في 9 / 4 / 1866 ،وحضر أيضا مجمع انتخاب البطريرك ( مار أيليا عبو اليونان ) في دير السيدة قرب ألقوش سنة 1878 .وتوفي في 24 / 3 / 1889 ،ودفن في كنيسة ( مسكنتة ) في الموصل .* *

وقد رافق المطران مارتوما خنجرخان البطريرك المعروف مار يوسف السادس أودو منذ أن كان راهبا وثم كاهنا،ذلك البطريرك الذي أشتهر في قضية الملبار الهندية كما أشرنا أعلاه، فكسب مارتوما شهرته أيضا لموافقته أن يكون زائرا وموفدا من قبل البطريرك الى الهند في أصعب الظروف التاريخية والعصيبة والمهمة، وفي ظل أسوء علاقة بين البطريركية الكلدانية وكرسي روما حول كلدان الملبار .وفي هذه المقتطفات التي أخترتها من رسائل البطريرك مار يوسف يتبين مدى أهتمام الاخير بالمطران مار توما.

تلبية لرغبة الملباريين في الهند وفقا لرسالتهم الموقعة من قبل 187 كنيسة كلدانية و650 كاهنا الموجهة للبطريرك مار يوسف أودو في شباط 1853 ،يطالبون فيها البطريرك( ارسال اسقفا من بين الكلدان والطقس الكلداني،ليتخلصوا من عبودية اللاتين أعداء طقسنا ،هؤلاء الذين أتلفوا حوذرتنا وابطلوا كزناـ وشوهوا كتبنا الخدمية ،لقد شوهوا طقسنا واحتقروا لغتنا وصلواتنا ،فهم بالحقيقة غرباء عنا فأصبحنا نحن غرباء عن ذاك الذي هو رئيسنا الشرعي وأبونا الطبيعي ،ورغم كونهم دخلاء فهم يريدون التسلط علينا ،هؤلاء الظلام والرؤساء غير الشرعيين…..الخ ،ويصرحون بأنه لايعرفون غيره رئيسا لهم فاعتبروه بطريركهم الشرعي والقومي)( ص10- 11 رسائل مار يوسف السادس اودو بطريرك الكلدان ،ترجمة المطران ابراهيم ابراهيم والشماس خيري فومية 2010 ).

ففي رسالة البطريرك ماريوسف المؤرخة في 1 تشرين الاول عام 1860 في مدينة الموصل، والموجهة الى مار توما خنجرخان يقول فيها ( لأخينا الحبيب مار توما خنجرخان ميطرافوليط “براث ميشان ” البصرة الكلي الوقار ،بالرب السلام.

أما بعد أننا بطريرك بابل ومعنا جميع أخوتنا احبار الكنيسة الكلدانية الجزيلي الاحترام ، قد أخترناك وأمرناك بالذهاب الى بلد الملباريين في الهند ،لتقف على أحتياجات المسيحيين الكاثوليك أبناء طقسنا الكلداني في تلك الامصار….ألخ .كتبنا لك هذه الرسالة للتأكيد والاطمئنان ،وسلمناها بيدك لتكون حجة عند الحاجة وأبرازها )وكانت الرسالة موقعة من قبل سبعة مطارين ومعهم الرئيس العام لرهبنة مارهرمزد الكلدانية.

وفي رسالته المؤرخة في 12 تشرين الثاني عام 1860 في مدينة الموصل ،والموجهة الى كلدان الملبار ،وأرسلها بيد مار توما نفسه وجاء فيها : ( قد رسمنا أسقفا اخانا مار توما الموقر ،هذا الذي كان ومنذ العام 1828 م ،ولهذا اليوم يعمل بأمرتنا ،بصفته وكيلنا وهو الذي كان يرعى ويدبر جميع اعمالنا بصفته أمينا لسرنا ،ورغم ذلك فقد بترناه عنا ،وارسلناه الى طرفكم ،وقد قبلنا بهذه الخسارة كي يكون لبنائكم وفائدتكم ) ص 21. وجاء في الرسالة أيضا ( ثم أعلموا أننا هنا من جهتنا قد لبينا طلباتكم ، الطلبات التي أنتم وآباؤكم طلبتموها ومنذ زمن، وبالحاح من كرسينا البابلي،بدموع سخية ،واستغاثات حزينة وحسرات كئيبة . أي ، ها أننا قد ارسلنا لكم مطرانا كلدانيا من بني قومكم وأمتكم ، فالمطلوب منكم وما يلزم عليكم عمله الان هو : أن تقبلوه بغلية الفرح وتكرموه باطاعتكم اياه ووفاقكم معه كما يليق بدرجته المقدسة …..الخ ص 22 ).

ويأتي ذكر مارتوما في الرسالة المطولة والمؤرخة في 14 /تشرين الثاني عام 1860 والموجهة الى كلدان الملبار( واننا مستعدون اذا لزم الامر ،أن نضحي من أجلكم لتحريركم من أيدي سالبي حريتكم الكنسية ،ولاعادتكم بسلام الى طقس آبائكم الحقيقي ،الذي قبلوه من الرسل الطوباويين وسلموه لكم مع الكتب المقدسة وباللغة الكلدانية التي هي لغة مملكة بابل .ص 24 ) ويقول مار يوسف ( وعليه فبرهانا على محبتنا لكم واشفاقا عليكم نرسل اليكم أبننا العزيز وأخانا الموقر مار توما مطران البصرة حسب حقوق كرسينا عليكم.نرسل لكم هذا الاخ ليزوركم نيابة عنا ويرى أحوالكم وليثبتكم ويعزيكم لتجابهوا صنائع وتجارب الشرير،وأظهروا وبواسطة نائبنا المذكور محبتكم واستسلامكم الشامل للكرسي البابلي ص26 -27 )ويؤكد ( أن تعملوا وتواظبوا على اتمام أوامرنا وتنبيهاتنا وارشاداتنا ونصائحنا التي باسمنا يعطيكم اياها مار توما. ص 28 ).

وجاء في رسالة مرسلة من المطارنة الكلدان الى كلدان الملبار والمؤرخة في 14 تشرين الثاني عام 1860 ،حيث يقولون ( ولاظهار اهتمامكم الصادق لنا ،نرتأي انه حينما يصل مار توما بمراحم الرب على مقربة من بلدكم ،لا يليق به أن يدخله دخلا بسيطا وعاديا ،بل ليمكث في بلدة مجاورة لبلدكم ،حتى تزف لكم بشرى وصوله وغاية مجيئه مع نسخ من رسالة ابينا البطريرك حول ارساله ،فتذهبون انتم للقائه وزيارته وأظهار عظيم محبتكم وغيرتكم ووفاقكم ،ونطلب منكم ردا صريحا وموقعا من جميع كهنة ووكلاء ورؤساء الكنائس وشعب ملبار كله .حينئذ اذا قمتم جميعكم وفرزتم انفسكم من اللاتين ،واعتقتم رقابكم من نيرهم وتجاوزتم ضيقاتكم أمام العالم وأمام عظماء مملكة الانكليز ومواطنيكم ،وأظهرتم جليا بأنه هو راعيا لكم ، وأخرجتم اللاتين الذين بالاكراه يريدون أن يتحكموا فيكم ،ورافقكم عدد من أناس معروفين من لدن ” كوبار ” المحافظ والحاكم الكبير على ” مدراس ” ،وذلك لادخال المطران توما بكل وقار وزياح الى مدنكم وكنائسكم ،حينئذ يدخل كراعي الى رعيته ،وكمطران الى كرسيه ص 37 ) . ويشيروا الاساقفة في رسالتهم الى ( فأخانا مارتوما ،وبلا شك عند زيارته للكنائس سيشيد المدارس حيث يجد الحاجة اليها ،فأقبلوه كما تقبلون البطريرك بشخصه واعملوا بحسب قوانينه واكرموه كأب ،ولا تقصروا في خدمته . ص 39 ) .

وفي مستهل رسالة البطريرك مار يوسف أودو المؤرخة في تشرين الثاني 1860 الموجهة الى مارتوما ويدون فيها الوصايا والقوانين يقول ( أنا يوسف أودو بطريرك بابل لاخينا الموقر مار توما خنجرخان مطران “براث ميشان ” الموفد من قبلنا ومن قبل جميع مطارنة أمتنا الكلدانية الى الملبار وعموم الهند من الكلدان والهراطقة وغير المؤمنين الذين في تلك الامصار.ص 40 ) .

وفي رسالته من الموصل والمؤرخة في 15 تشرين الثاني لعام 1860 والموجهة الى المطران مار توما عند وصوله بابل ( بغداد ) وهو في طريقه الى الملبار يقول : ( الى أخينا الحبيب مار توما السامي الاحترام ،السلام بالرب،لتعلم وأنت في الطريق التي ستسلكها ،قد تصادفك صعوبات وتجارب كثيرة ،بأشكال وأصناف مختلفة ،ومن كل الجهات وبوجه خاص تلك التي سيثيرها عليك وبلا سبب مبغضونا المعروفون لديك ،لكن رغم كل ذلك لا تفزع ولا تخاف ولا يضطرب قلبك من أي كان لان الله معك…..ألخ ص 44 ).

وجاء في رسالة البطريرك التي تُعد رد على رسالة المطران توما والمؤرخة في 10 كانون الاول من عام 1861 في الموصل ( الى أخينا مار توما المملوء مدحا وغيرة السلام بربنا لتعلم سيادتكم،باننا اليوم استلمنا رسالتكم المؤرخة في 10 كانون الاول ،وتعرفنا على كل ما أحتوته من الافكار ،اننا نشكر الرب على سلامتك وغيرتك للرب وغيرها من اهتماماتك خدمة للقريب،كما وعلى أتمامك أوامرنا وبحرص ….ألخ ص 45 ).

وفي رسالة الملباريين في المنطقة الشرقية المؤرخة في 30 آب 1861 جاء فيها ( قارئ اللبيب ،حينما سافر مار توما الى بلاد الهند ووصل لتلك الديار ،فرح به كلدان تلك الامصار ،فأخذوا يكتبون له الرسائل ويرسلون الوفود من جهاتها الاربعة ممن كانوا تحت سلطة بطريرك بابل،أي لا ممن كانوا تحت سيطرة اللاتين …الخ ص 47 ) وأما رسالة الملبار الشرقيين المرسلة الى المطران توما في نفس التاريخ اعلاه ،جاء فيها ( كلنا نحن كلدان المنطقة الشرقية نقول : لايخفى على سيادتكم بانه ولمرات عدة أرسلنا اليكم شمامسة من لدننا ليُرتسموا كهنة ،فارسلتموهم بدون رسامة معللين بذلك بعلل شتى.والان كلنا وبصوت واحد عمداء الكهنة والكهنة وكبار القوم نستغيث بكم ونقول : سيدنا انتم هو رئيسنا ومطراننا الكلداني ،وكلنا تبعناك واتحدنا معكم ،وعليه أُعتُبرنا كلنا هراطقة ومُحرمون من قبل المطران ” برنردوس ” اللاتيني ،فالى من نذهب ؟ليس الا لدى أبوتكم …الخ ص 48 ) .

وأما الرسالة الموجهة من البطريرك مار يوسف أثناء وجوده في روما الى المطران مارتوما والمؤرخة في 7 أيلول 1861 يقول فيها : ( الى أخينا العزيز مار توما الكلي المديح والوقار،بربنا السلام ،لا يخفاكم كيف كانت الخلافات والخصومات بيننا وبين ” أماتون ” القاصد الرسولي الموقر بشأن كلدان الملبار وغيرها . وأنه أوفدناكم الى تلك البلاد . ونزولا عند رغبة ودعوة قداسة الحبر الاعظم وان صعب علينا ترك مقر كرسينا البطريركي ،بدأنا السفر الى روما ،والان وبعون الله وصلنا بسلام وبرفقتنا مار بطرس دينتالي الموقر .وبعد وصولنا روما عاصمة قداسة سيدنا البابا فقد أعلن لنا عن أرادته ، أي يجب وقبل أن يبدأ معنا بالتحقيق في الامور الخاصة بقضية الملبار ولاتمام رغبة الشعب الكلداني الذي يرغب في نيل مبتغاه قال : لتعد أحوال ملبار الى سابق عهدها ” أي كما كانت قبل وصول المطران مار توما خنجرخان ” وبما أننا مطيعون لصوت راعي الكنيسة ورأسها المنظور ،لم نشأ مضادة أرادته ،أذ طاعته هي واجبة علينا .لذا أيها الاخ الموقر أننا نطلب من سماحتكم وحال استلامكم رسالتنا هذه مغادرة أرض الملبار والعودة الى مقر كرسيكم في براث ميشان ….ألخ ص 49 ).

وكتب البطريرك مار يوسف رسالة أخرى الى مار توما وهو في روما ومؤرخة في 23 شباط 1870 جاء فيها ( الى مارتوما خنجرخان الجزيل الاحترام ،سلام ،وبعد لا يخفاكم انه قبل هذه الرسالة وبعد وصولنا روما أرسلنا لك ثلاث رسائل أخرى ،الاولى في 29 كانون الاول ،والثانية في 15 كانون الثاني ،والثالثة في 8 شباط الذي صادف اليوم الاخير من أيام صوم الباعوثا . وفي ثلاثتهم كتبنا لك كل ماكان ابلاغك ضروريا .” وهي رسالة مطولة يوضح البطريرك ما جرى من محادثات بينه وبين البابا وماجرى في المجمع من الاختلافات ،وكذلك ذكر فيها كيف خدعهم القاصد الرسولي “نيقولا ” وهم في حلب في طريقهم الى روما، لولا تلك الخدعة لرجع البطريرك ووفده الى الموصل من حلب دون حضوره المجمع كما ذكر في متن الرسالة. ص 82 – 87 ) .

وفي 18 ايار 1870 وجه البطريرك من روما رسالة اخرى الى المطران مارتوما جاء فيها ( لاخينا الحبيب مار توما خنجرخان الجزيل الاحترام ،بالرب سلام ،ليكن معلوم لديك بأننا قبل هذه الرسالة كنا قد أرسلنا لك ولجماعة الموصل وآخرين رسائل عديدة كلها ليدك وآخرها الرسالة التي ارسلتها في 11 أيار 1870 ،نطلب منك أن تبلغنا استلامك لتلك الرسائل ،وان تخبرنا بما يحدث بين ظهرانيك ،ويطلعه عن مايجري في روما من موضوعات ورفوضات في المجمع والمتعلقة ” بعصمة البابا ” تحديدا .ص 90 – 92 ) .

وجاء في رسالة أخرى من البطريرك وهو في روما والمؤرخة في 28 تموز 1870 (لاخينا مار توما خنجرخان الجزيل الاحترام ،السلام بالرب ،اعلم ،انه من جهة أعمالنا قد انتهينا ،والتأم المجمع برفض المائة والستون ” عقيدة ” العصمة وبعدم تنازلهم عن صلاحيتهم ،وكذلك نحن وبطاركة الروم والموارنة والسريان لم نحضر الجلسة الختامية ويعلم بذلك الجميع والمائتين من المؤيدين وافقوا لانهم يعتاشون على مساعدات البابا والباقون وافقوا خوفا ورياءا وطمعا بالمال والهدايا التي ينالونها بسبب مناصبهم …ألخ ص 92 – 93 ).

وجاء ذكر المطران مار توما في رسالة البطريرك ماريوسف الموجهة الى مار ايليا مطران عقرة والزيبار والمؤرخة في سنة 1874 ويشرح فيها ما آل أليه شعبنا الكلداني في الملبار .ص117 . وفي رسالة موجهة من القس أوغسطين المرسل الى الهند من قبل البطريرك أودو والمؤرخة في 6 كانون الاول 1874 جاء ذكر مارتوما خنجرخان في سياق حديثه عن الاعمال الشنيعة التي ارتكبها اللاتين في الهند تجاه الكلدان الملبار ،ويحث الرؤساء على عدم الاستماع الى الدومنيكان وأن لايخافوا من حروماتهم لان هذه الحرومات ليست من الكنيسة . ص135 .

وذكر البطريرك مار يوسف في رسالته الموجهة الى مار أيليا ميطرافوليط الملبار في 26 تموز 1875 في الدير الجديد ” وهو دير السيدة ” ذكر حضور مار توما خنجرخان في مراسيم رسامة مطرانين للكلدان . ص149 .وأخيرا جاء ذكر مار توما خنجرخان في رسالة البطريرك الموجهة الى مطران العمادية مار بولس من القوش والمؤرخة في 21 كانون الثاني 1877 ،والتي فيه يعلمه برسائل التهديد والوعيد التي وصلته من قداسة البابا عن طريق الاباء الدومنيكان .ص 180 .

يتبين من الرسائل المرسلة من قبل البطريرك مار يوسف السادس أودو الى المطران مارتوما خنجرخان مباشرة ،أو الى غيره وجاء ذكره فيها ،يتبين بوضوح:

بأن مار توما كان يتمتع بمكانة عالية ورائعة في الكنيسة الكلدانية أثناء خدمته الكهنوتية والاسقفية وخاصة في القضية الملبارية ،مما يدل أنه لعب دورا مهما في تلك الاحداث لان معظم رسائل البطريرك كانت موجهة اليه من روما ليطلعه على مجريات الامور وتفاصيلها هناك .

أن محتوى هذه الرسائل يتمركز حول القضية الملبارية الكلدانية ،واتخاذ التدابير الرعوية لتخليص كلدان الملبار من سيطرة اللاتين وفرض طقوسهم عليهم .

من قراءة تفصيلية لهذه الرسائل المتبادلة بين البطريرك ووكيله مارتوما ـ يتضح جليا مدى الضغوط التي تلقاها رجال الدين في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية من المرسلين الكرملين والدومنيكان في محاولة منهم لتغيير الموروث الكنسي الكلداني من الطقوس والتقاليد والسلطة ، ومحاولتهم لربطهم اداريا بسلطة كرسي روما مباشرة .

أستغلوا اللاتين المرسلين الى ديارنا والذين تجولوا في قرانا، طيبة الشعب الكلداني والاكليروس بشتى الوسائل كما يُذكر في الرسائل لتغيير مواقفهم والايقاع بين المؤمنين ورجال الدين ،وعليه انقسم الاهالي في القرية الواحدة والكهنة والاساقفة الى فريقين المؤيدين لروما بالضد من المؤيدين لبقاء تقاليدنا وطقوسنا وسلطتنا الكنسية.

تؤكد الرسائل المتبادلة وبوضوح وصراحة على التصرفات القمعية والمشينة والتخويفية وحتى الاستهزائية التي لا تليق برجال الدين التي استخدمت من قبل اللاتين للقمع الفكري وتغيير الاتجاهات من قبل مستويات دينية متقدمة في الرتب الكنسية كالقاصد الرسولي لاخضاع المؤمنين الى سلطة روما .

أشارة واضحة في الرسائل المتبادلة وجود الوعي القومي عند رجال الدين الكلدان في تلك الفترة اكثر مما هوعليه الان اذ نلاحظ دائما تكرار في الرسائل عبارات مثل ،الشعب الكلداني ـ الامة الكلدانية ـ وابراز اصالة الشعب وانتمائهم الى بابل ،واللغة الكلدانية. ،ويبدو جليا أن تأثير المعهد الكهنوتي الدومنيكاني في الموصل ( معهد ماريوحنا الحبيب ) كان له التأثير على هذه المفاهيم القومية على تلاميذه من حيث لا يشعرون ويدركون ما يجري حولهم، وقد درسوا فيه وأعمارهم لا تزيد عن اثنتي عشرة سنة ،وبالرغم من تدريس اللغة الكلدانية الى جانب الفرنسية.

ربما سائل يقول : ما مدى مصداقية ما نُقل عن اولئك اللاتين ؟ الرسائل المتبادلة بين رأس الكنيسة الكلدانية ووكيله وأساقفته هي خير برهان على ذلك .وعليه نتمنى ان تُبنى العلاقة المعاصرة بين الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكرسي روما على مبادئ الاحترام المتبادل وحق تقرير المصير والابتعاد عن الخضوع والوصاية السلطوية والتدخل المباشر بالشؤون الادارية لكنيستنا ووضع حلول لسلطة الكرسي البابوي على الابرشيات الخارجية وفقا لمبدأ ان الارض ليست ملكا لجهة دينية دون أخرى.وذلك بتعديل المادة القانونية الكنسية التي تعالج تعاطي الفاتيكان مع الابرشيات الكاثوليكية غير اللاتينية التي تقع خارج الحدود الجغرافية للبطريركية .أذ يعد هذا مفهوما مصطنعا بكل المقاييس لاستحواذ السلطة وفرضها على الغير ،فليس هناك حدود جغرافية تذكر لاي كرسي رسولي من الكراسي التقليدية المعروفة في الكنيسة ,لكي تفرض هذه الحدود الان .

الدكتور عبدالله مرقس رابي

باحث اكاديمي

———————————————————-

· روكس: هوشفيعه سمي به عند اسامته مطرانا

· المصادر المعتمدة

· سجل الرهبنة الانطونية الكلدانية

· رسائل مار يوسف ألسادس أودو بطريرك الكلدان ،تعريب وتحقيق المطران ابراهيهم ابراهيم والشماس خيري فومية ،مشيكن 2010 .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *