المطران جبرائيل كساب يفتتح مدرسة جديدة للتعليم المسيحي للكلدان في سيدني ويصدر رسالة رعوية بمناسبة الصوم
نادي بابل
رسالة راعويةبمناسبة الصوم الكبيرأصدرها سيادة المطران مار جبرائيل كسابراعي أبرشية أستراليا ونيوزيلندا للكلدانسيدني2011الصوم زمن ترويض النفس واللقاء بالرب• الآباء الكهنة الأفاضل• الأخوة الشمامسة الأعزاء• الشعب المؤمن المباركنعمة ربّنا يسوع المسيح معنا جميعًايطيبُ لنا أن نتوجه اليكم مع بداية حلول زمن الصوم الكبير ونضع بين أيديكم هذه الرسالة الرعائية لتكون ومضات نور وعلامات دالة تقودنا للسير معًا في طريق ترويض النفس لملاقات الرب القائم من بين الأموات.أيها الأبناء الأعزاء….أقبل علينا الصوم الكبير، كما تقول الصلاة الطقسية:ىا ؤومى دمرن اخيْ عل وشرا بجٌو سخرةن: نفوق لاورعى فؤيخاية ونقبليوىي قديشايٌة “أخوتي ها قد حلَّ صوم الرب بيننا: لنلاقيه بفرح ونستقبله بقداسة”.هذا الصوم الذي مارسته الكنيسة منذ بداياتها، إستعدادًا للدخول إلى إسبوع ألآم ربّنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه كاسرًا جسده المُقدس وسافكًا دمه الكريم على الصليب من أجل خلاصنا وليقودنا إلى فرح القيامة.الصوم فترة مُختارة يشعر فيها الإنسان بضعفه وبعمق حاجته للتوبة والتغيير لإتباع السيّد المسيح له المجد على طريق الجلجلة، فيصير الصوم دربًا نحو إنتصار القيامة لنمتليء من فرحها الروحي.نصوم ونتوب ونروض أنفسنا وأجسادنا لنصير قادرين على العبور من موت الخطيئة إلى قيامة الحياة ونكسب الشجاعة لمواجهة تحديات الحياة.الصوم فترة مختارة وزمن مقبول لمراجعة النفس وأخذ القرارات التي تنعش الحياة الروحية والإلتزام المسيحي، فنزداد بها قوة وقدرة على تجاوز ما يعيق تقدمنا الروحي والتحرر من العادات الذميمة والمظاهر الخداعة والتقاليد الغريبة والحفلات الصاخبة واللبس الغير المُحتشم والدينونة الباطلة واللجوء إلى العنف والكلام البذيء وغيرها. إنها عادات تُدمر فينا حياة الروح والجسد معًا، علينا أن نُزيلها من بيننا.• الصوم فترة صلاة:زمن الصوم ليس الامتناع عن بعض الأطعمة وحسب، بل هو زمن للصلاة أيضًا. كما قال الرب يسوع له المجد:”اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في التجربة”. (متّى26/41).الصلاة عنصر أساسي ومكمل للصوم. لانه من خلال الصلاة نجعل أنفسنا في حضرة الله، نضع أمامه صعوباتنا -مشاكلنا، ضيقاتنا- أفراحنا، احزاننا، لا بل خطايانا ودموعنا، فنستغفر ونطلب أن يملأنا من روحه القدّوس، ويقبل توبتنا ويترحم علينا ويبدل كل ما فينا إلى فرح روحي يعضدنا ويقوينا في مواجهة صعوبات الحياة وتحدي المعوقات.الصوم زمن توبة ورجوع إلى الله. لنسمع صوته وأرشاداته ونصغي إلى الهاماته ونعمل بتعاليمه ونلتزم بوصاياه ونتفاعل معه في بواطن ضمائرنا ولاسيما في كرسي الإعتراف.• الصوم زمن الصدقة:الصوم أيضًا زمن العطاء لما نوفره بصيامنا للذين هم أكثر فقرًا وحاجة منا، بل أكثر من ذلك محبتنا لله وللقريب تُلزمُنا أن نُزيد على هذا العطاء: ليصير مُشاركة في الخيرات، مُشاركة في حمل أثقال بعضنا بعضًا. فنجعل تحصيل رزقنا سعيًا مُشترَكًا تقوده وتنيره المحبة المسيحية، والشعور بالآخر، فيكون إيماننا مُقترنًا بالاعمال لئلا يكون باطلاً ومميتًا.”لأن الإيمان بدون أعمال باطل كما يقول يعقوب الرسول”(2/17).إننا من خلال الصوم والصلاة والصدقة وندامة القلب والمسامحة وقبول الآخر، يمكننا أن نواجه جميع القضايا التي تعترضنا، الخاصة منها في داخل بيوتنا فنعرف كيف نرافق أبناءنا وبناتنا في التحدّيات التي يواجهونها، وكيف نواجه معًا قضايا كنيستنا وهي أيضًا تعاني من جرح قديم(الإنفصال) ولم نتوصل حتّى الآن إلى تضميده في الوحدة والأخوة والمصالحة.إنَّنا من خلال الصوم والصلاة والتزود بالأسرار المُقدّسة وغيرها من المُمارسات الروحيّة التي يفرضها علينا الصوم نعيد لإنسانيتنا حلتها الأولى “صورة أبناء الله”:”خلق الله الإنسان على صورته ومثاله”(تكوين:1/26).الصوم هو زمن للتجدد الروحي: فيه ننقي ونطهر أرواحنا ونتعمق بمعنى وقيمة حياتنا المسيحية وندرك اهدافها السامية ونكتشف رحمة الله، فنصير رحومين تجاه أخواننا في الإنسانية ولاسيما المتضايقين والمعوزين والمهمشين مركزين على أعمال الرحمة السبعة التي هي تمرين على نكران الذات والتحرر من الإنانية والتجرد عن الخيرات المادية.ففي كل مرة نتقاسم خيراتنا مع قريبنا، نكتشف بأن ملء الحياة يأتي من المحبة المنزهة الصافية الصادقة….لأن محبة القريب هي مقياس لمحبتنا لله.كما يقول الرسول يوحنّا(1 يو 4-20):”إذا قال أحد أني أحب الله وهو يبغض أخاه كان كاذبًا لأن الذي لا يحب أخاه وهو يراه لا يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه”.أعزاءنا….إنطلاقًا من مسؤوليتنا ورسالتنا نرى من الضروري أن نُذكركم بهذه الأمور لأننا نشعر بقلق كبير أن الصوم فقد الكثير من قيمته الروحية وغاياته الأساسية، وصار البعض مع كل الاسف يعتبره حملاُ ثقيلاً، وآخرون يظنون أن الصومَ هو من حصة كبار السنّ والنساء فقط!ولكن أملنا أن صومَ هذه السنة يكون فرصة لتصحيح مسيرة حياتنا ونبذ ما تسلط علينا من عادات ذميمة غير مقبولة والعودة إلى مفاهيم الصوم الحقيقي كما يذكرها أشعيا النبي في الفصل الثامن والخمسين العدد السادس والسابع بقوله:الصوم الذي أُريده:(1)أن تكسر خبزك للجائع(2) أن تحلَّ قيود الظلم(3)تفكَّ مرابط النير(4)تطلق المستحقين أحرارًا(5) تفرش للجائع خبزك(6) تدخل المسكين بيتك(7) ترى العريان فتكسوه(
|
||
|