المسيحيّون يُضْطَهَدون هل العالَم أعْمَى أم مُكمم الأفواه ؟

ماذا نقول؟ وما عسانا أن نكتب، فقد توقفت لغة الكلام في خضم هذه الأفعال الدنيئة المتعاقبة، فكل كلمة وكل مقال وكل فعل بحق هذه الجرائم البشعة التي يُندى لها جبين الإنسانية جمعاء قليلُ وقليل،

 بشاعة الجرائم المُرْتَكَبَةِ بحق المسيحيين في الموصل الحدباء بإسم الدين تُقزز النفوس، وها هو المخطط الأمريكي الصهيوني الإنگليزي القذر يكشف عن أنيابه الحقيرة لتنفذه اصابع تنكّرت لأهلها ووطنها وشعبها وبدأت التنفيذ على أرض العراق الطاهرة المقدسة، جنة عدن، موطئ اقدام الأنبياء والأولياء والصالحين، العراق الملئ بالأديرة والكنائس والصوامع والجوامع والمساجد، فلا يخلو شبر من اراضيه ما لم يكن فيه أثر من آثار المسيحية فيه،

أيها العالم الأخرس / المسيحيون اليوم في نينوى تحديداً يُقتلون بإسم الدين، وأمام مرأى وأنظار الجميع، المسيحيون اليوم يُقتلون في نينوى وخاصة في الموصل الحدباء بإسم الله والدين ولا ضمير يتحرك ولا شاربٌ يهتز،

المسيحيون في نينوى يقثَلون ولا رَجُلٌ تتوافر فيه معاني الرجولة الحقّة يمكنهم أن يستجيروا به ” راحَت أْرجال الحامض السّمّاگي وظَلّت رجال بالعَصا تنساگي ” المسيحيون في نينوى أستبيحت أعراضهم وأنتهك شرفهم لا لشئ بل لكونهم مسيحيين فقط،

يؤمنون بالله وبالسيد المسيح له المجد، كما تؤمنون أنتم جميعاً ايها المسلمون في كل بقاع الأرض، ليس للمسيحيين أحد يلتجئون إليه سِوى الله جلّت قدرته عسى أن يبعث عيسى من جديد لكي يًصلب عوضاً عنهم مرة ثانيةً، الله تعالى، الجميع يلتجئ إليه ، الطارد والمطرود ، الظالم والمظلوم، القاتل والمقتول، فكيف السبيل واين المفر؟

المسيحيون في الموصل الحدباء نُهبت دورهم وعادوا أدراجهم بخفي حنين فلا سقف ياويهم ولا كسرة خبز تنقذهم من الجوع أين نحن من الأيام الخوالي زمن القائد خالد ابن الوليد حيث يروى ”  انه بعد ان زال ملك اللخميين بالفتح الإسلامي ودخل (خالد بن الوليد) فزارها في الدير وعرض عليها الإسلام فاعتذرت بكبر سنها عن تغيير دينها وقال لها: سليني حاجة، فقالت: هؤلاء النصارى الذين في ذمتكم تحفظونهم، قال: هذا فرض علينا أوصانا به نبينا، قالت مالي حاجة غير هذا فإني ساكنة في هذا الدير الذي بنيته ملاصقا لهذه الأعظم البالية من أهلي ألحق بهم، فأمر لها خالد بمعونة ومال كسوة، قالت: أنا في غنى عنه، لي عبدان يزرعان مزرعة لي أتقوت بما يخرج منها بما يمسك الرمق فقال أخبريني بشيء أدركته،قالت:

 ما طلعت الشمس بين الخورنق والسدير

إلا على ما تحت حكمنا،

 فما أمسى المساء حتى صرنا

خولا (عبيدا) لغيرنا،

 ثم أنشأت تقول:                                                                                          فبينـا نسـوس النـاس والأمـر أمرنا/

 إذا نحــن فيهــم سـوقة نتنصـف

فتبـــا لدنيــا لا يــدوم نعيمهــا/

 تقلــب تــارات بنــا وتصــرف 

ثم قالت لخالد: اسمع مني دعاء كنا ندعو به لأملاكنا: شكرتك يد افتقرت بعد غنى، ولا ملكتك يد استغنت بعد فقر، وأصاب الله بمعروفك مواضعه ولا أزال عن كريم نعمة إلا جعلك سببا لردها إليه، ولا جعل لك إلى لئيم حاجة.

ثم تركها خالد وخرج، فجاءها النصارى وقالوا: ما صنع بك الأمير؟ فقالت:
صـان لـي ذمتـي وأكـرم وجـهي/ إنمــا يكــرم الكــريم الكــريم

أين أنتم ايها الظلاميون من ذلك الزمن التليد؟

المسيحيون في الموصل يُقتلون على يد رجال دولة العراق الإسلامية بعد أن أستبيحت مقداستهم وأُهينت ، المطلوب اليوم من كل مسلم شريف وعادلٍ ومنصف، ومن كل تجمعٍ إسلامي ومن كل منظمة إسلامية شيعية كانت أم سنّية، المطلوب من كل إمام مسجدٍ وجامع وحُسَينيّة، أن يوفوا حقَّ ضمائرهم،

أن يعلنوا شجبهم وإستنكارهم وإستهجانهم لهذه الهجمة الشرسة مع كل تكبيرة على أوقات اليوم الخمسة،

فنحن جميعاً في الخَلْقِ إخوة، فلم يخلق الله المسلمين فقط وأعطى للشيطان صلاحية خلق المسيحيين، هل هي كلمات السيد المسيح له المجد تُطَبّق على أرض الواقع، المسيحيون ايها العالم الأعمى والمكمم الأفواه أناس مُخلِصون لشعبهم ووطنهم وجيرانهم، يحفظون حق الجيرة ويقدّرون قيمة الوطن وتربته، متمسكون حد الفناء بالوطن، سالت دماؤهم زكية على مذبح الوطن الطاهر من أجل أن تنمو بذرة الأخاء والمحبة فيه، المسيحيون ايها السادة حاملوا رسالة محبة وسلام، لم يعرفوا العنف طريقا وسلوكاً لهم، لم يحملوا سيفاً لم يقطعوا شجرة لم يهدموا بنياناً ولم يسيئوا إلى شيخ أو إمرة، ولم يعتدوا على طفل، ولم يسلبوا جاراً، ولم يستغلوا وقتاً،

المسيحيون ايها السادة مُخلصون حد النخاع، شرفاء، حُماة عهد، أنقياء القلوب والضمير، لا يعرفون الغش والإحتيال والمكيدة، ولا يعرف الغدر إلى افكارهم طريقا، عَلّمنا سيدنا يسوع المسيح أن لا نحمل حتى عصا ( متى 10 : 10 )  قال لنا بأنه سيرسلنا كخراف بين ذئاب، وها هو اليوم الذي نرى فيه إخوتنا المسيحيين تنهشهم انياب الذئاب، ولكنهم بالرغم من ذلك لم يجابهوا قاتليهم بالسيف بل بالوداعة والإطمئنان بأن سيدهم سوف ينقذهم حتى عندما حزَّ السيف الإسلامي رقابهم المؤمنة، ” «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.
17 وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ.
18 وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ.
19 فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.
21 وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ،
22 وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ.
23 وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.
24 «لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ.
25 يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ الْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ! فَلاَ تَخَافُوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ، وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى السُّطُوحِ، وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ ،فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!

لماذا هذه الحملة الشرسة على المسيحيين ؟ هل هي تطبيق عملي لما جاء بقول السيد المسيح له المجد ( متي 1: 23 ) وهو الذي أستقرأ الواقع الحقيقي لما سيألوا إليه الوضع بعد أكثر من ألفي عام من مجيئه ؟

يا رجال دولة العراق الإسلامية ، نداء أوجّهه إليكم لنقرأوا ما جاء بالقرآن الكريم الذي تؤمنون به عن عيسى بن مريم

* ألم يقل القرآن الكريم بأنه يعلم بالغَيب ؟ ( آل عمران 49 ) .

ألم يقل القرآن الكريم أنه روح الله وكلمته ؟ ( النساء 170 )

ألم يقل القرآن الكريم بأنه وجيهاً في الدنيا والآخرة اي شفيعاً ( آل عمران 45 )

ألم يخلق من الطين طيراً بإذن الله ؟ ( المائدة 5 : 10 )

فأي دين تتبعون ؟

أيها العالم الأعمى ، المسيحيون في نينوى يُضطهدون وإنهم يُصلبون من جديد، فهل كُتِبَ عليهم الصلب ؟ أم أن العالم راضٍ بما يفعله الظلاميون في أهل نينوى من المسيحيين الأصلاء أهل البلاد وسكّانه القدماء ؟

أيها الظلاميون / لماذا تخافون المسيحييون؟ إنهم ودعاء أتباع عيسى أبن مريم الذين آمنوا برسالته ، والذي ولد من عذراء ( مريم 20)

والذي كلّم الناس في المهد صبيا مريم 23 ، النساء 171

والذي أنفرد بالكمال وعصمته ( لقد قال النبي محمد  كل أبن آدم يطعنه الشيطان في جنبه إلا عيسى أبن مريم ذهب ليطعنه فطعن الحجاب )

وهو الكامل من كل شئ ” والكمال لله وحده ( وجيهاً في الدنيا والآخرة  آل عمران 45 )

وهو العالم الوحيد بأسرار الناس  ( آل عمران 49 )

وهو الوحيد الذي اقام الموتى ( آل عمران 49 ، المائدة 110)

وهو الوحيد صانع المعجزات و الخوارق والشفاءات  ( آل عمران 49 )

وهو الوحيد الذي تيادل مسؤولية السلطان مع الله عز وجل ( المائدة 117 وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلما توفيتني كنتَ أنت الرقيب )

 ووحده الذي صار آية للناس ورحمة من الله ( مريم 20 )

وهو وحده الذي استطاع أن يقوم من بين الأموات  ( مريم 33 سلام عليَّ يوم ولدتُ ويوم أموت ويوم أبعث حيا )

وهو وحده الذي وعده الله بأم يكون لأتباعه مركزاً مرموقاً ( وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ، آل عمران 55 )

وهو الذي قال عنه النبي محمد بأنه سيكون الديّان ( لا تقوم الساعة حتى ينزل أبن مريم حكماً متسلطاً )

أيها العالم الإسلامي ، يا مَن تؤمنون بكل هذه الآيات ، إن أتباع عيسى بن مريم اليوم يُهانون ويُطردون من بيوتهم وتُتستباح أموالهم ويُعتدى على شرف جميع نسائهم، فهل تقبل ضمائركم بذلك ؟ وإلى متى تبقون ساكتين ؟ أين هي نخوتكم المعهودة ؟ أين هو حفظكم للعرض؟ اين أنتم من توصية نبيّكم بسابع جار ؟ أين أنتم من تصرف نبيّكم مع جاره اليهودي الذي كان يرمي الأوساخ يومياً في دار النبي ؟

وإلى أن نسمع نداء دعم لصرخة الإستغاثة هذه نحن بالإنتظار

نزار ملاخا

20/07/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *