المستجدات الأخيرة بازغة كالبرق وواضحة كالشمس!!!

ليس غريباً ما آلت اليه الأحداث الدامية في العراق الجديد ما بعد التغيير القاتل والفوضى الخلاقة ، التي عمت وتعم العراق لأحدى عشرة سنة خلت ، بحكم الطائفية والمحاصصة والعشائرية والنزعات القومية على حساب الوطن والشعب ، محدثة خراباً ودماراً ليس مادياً وأقتصادياً فحسب ، بل معنوياً وأنسانياً وأجتماعياً ونفسيا وسلوكياً ، حذرنا وحذر منه غالبية الكتاب الوطنيين التقدميين دون مبالاة للقادم الآثم ، بفعل وتدبير رأس الحربة القذرة أمريكا وعملائها في المنظقة ، بالتعاون مع مؤازريهم حكام العراق المالكيين والمنساقيين ورائهم طفيليين سياسيين جدد (مراهقي السياسة ما بعد 2003) ، دون مبالاة ولا حرص ولا وازع دين ولا ضمير يذكر.
فما ذنب الشعب العراقي الذي ذاق الأمرات والمرارات وذرف الدموع وتقبل الدماء مرغماً ، في فترات متلاحقة وعقود متكاملة بسنينها العجاف وحروبها المناف ، فهل كتب على هذا الشعب أن يرى الحيف والظلم والظلام والقتل ووو الخ؟؟ لا والف لا !!، لم يكون هناك شر مكتوب ومبرمج لا من الشيطان ولا من الخالق ، انه فعل الأنسان لأخيه الأنسان .. والشيطان هو الأنسان نفسه مع أحترامي للطيب والنظيف والنزيه ، منه من أجل المنافع والمصالح وحب الذات والأنانية الأنسانية والموقع والكرسي وحب الظهور والأمراض النفسية والفكرية لقادتة قبل عامة الناس .. أنه مخطط مرسوم ومدروس بحكمة لتمزيق النسيج الوطني المتكامل والبنى التحتية لعراق قبل التغيير وبعده ، لكي لا يرى النور هذا الشعب العتيد ولا الراحة ، ليس لهذا الجيل وقبله .. بل ولبعده ولأجيال قادمة.
أن ماحدث هو بالضد من جميع المكونات العراقية قاطبة ، خصوصاً التآخي والمحاباة والعيش المشترك بين الشرائح المتعددة في الموصل الجميلة أم الربيعين ، ذات موقع أستراتيجي محاذي لدول متعددة وخصوصاً سوريا وتركيا الدولتان المهمتان في المنطقة والعالم.
فما ذنب الشعب في كردستان العراق وأطرافها المحاذية للأقليم ، والمختلف عليها مع الحكومة المركزية وفق المادة 140 الدستورية المغيبة لحد الآن ، والعراق غارق في مشاكله الداخلية وسرقة المال العام من قبل سياسييه ، تاركين الشعب في تذمر يومي وبتواصل طيلة أكثر من 11 عاماً ، وهذه كارثة حقيقية بشرية ، وأموال العراق تهدر بالأسلحة والمعدات والسرقات والنهب والسلب بلا حسيب ولا رقيب وبلا أمن ولا امان ولا أستقرار ، بل هجر وتهجير وتغيير ديمغرافي وووالخ ، لأن العبرة ليس بنوع السلاح وحداثته لمعالجة الموقف المطلوب أمنياً ، بل بمن يجيد أستعماله ومستعد ومؤمن بالقتال الفعلي والتضحية لروح الوطنية الحقة لحب الوطن والشعب للدفاع عنهما حد الممات والأستشهاد ، يحمل صفات مهنية عسكرية لخدمة الوطن والشعب ، وللأسف أصبح العراق ساحة حرب داخلية حقيقية أوشكت على حافة حرب أهلية فعلية في غياب المعالجة العقلانية والموضوعية.
الأمور الأخرى والأكثر تعقيداً باتت الكارثة تجاور أقليم كردستان الآمن نسبياً وعلى حافته ، ودخان الحرب القائمة في أحتلال الحدباء أم الربيعين مدينة الموصل الحبيبة ، هي بالتأكيد شرارة حربية وصلت الى أقليم كردستان وفق منضور الحسابات العسكرية ، فلابد للأقليم دوره المشهود في الحفاظ على الموصل وضواحيها شرقاً وغرباً وشمالاً لانه المعني بالأمرلأن أمنها من أمنه والعكس هو الصحيح ، بموجب المنطق العسكري وعلومه التي تعلمناها في خدمة العلم (التعبئة العسكرية) وسنوات الحرب الفعلية التي خضناها ، ناهيك عن مشاركتنا الفعلية في حرب الأنصار ، لذا يتطلب من حكومة كردستان موقف يخدمها والمنطقة الملتهبة ، بتعاون جاد مع سلطة المركز في بغداد وبالتنسيق التام لمعالجة الخلل الحاصل في سقوط الموصل وبقية مناطق العراق بيد الأرهاب المنظم والفاعل على ارض الواقع.
المسألة المهمة جداً غياب الدولة العراقية بمعناها الواسع ، باتت سلطة عراقية وليست دولة منذ التغيير ، والسبب تبني السياسيون العراقيون الطائفية المقيتة والتصرفات الخاطئة لسلطة المركز ، في جميع الأتجاهات الخدمية والسياسية والوطنية والأجتماعية والمالية والأقتصادية ، وفقاً للمصالح الفئوية والفردية والشخصية والدينية والطائفية المقيتة ، ناهيك عن التحزب والولاءات العائلية والفساد المالي والأداري الناخر في جسد السلطة ، التي تفتقر لنظام وقانون فاعل لخدمة الانسان العراقي.
منذ فترة طويلة في ظل حكومة المالكي قلناها علناً..
ترك الموقع والرحيل هو الأفضل لك ولحزبك ، لأنهم فشلوا في أدائهم للسلطة ، وباتوا غير قاديرين للأستمرار والتواصل لبناء مقومات الدولة على أسس مفاعلة وموضوعية عادلة ، وعليهم الأعتراف الكامل وأمام الشعب بأنهم لا يملكون أدارة فعلية للسلطة ومعهم حلفائهم المقربين لهم ، بما فيهم حزب الدعوة المنقسم والمتشتت الى أجزاء متعددة ، ومناضليه الفعليين تركوا التزاماتهم وغادروه منذ زمن…
ليس العيب من يقول أنا خاطيء ، بل العيب كل العيب أن يستمر بأخطائه وتزمته وعنجهيته.
تحمل الموقع السلطوي ليس صعباً ، ولكن نجاح الأستمرار به هو الأصعب.
أحتلال الهدف العسكري ليس صعباً ، ولكن البقاء فيه هو الأصعب.
نضع هذه الأمور التي نراها مطلوبة وموضوعية من وجهة نظرنا الخاصة ، آملين الأستفادة منها لعلهم يفقهون
لأن الوطن بات محترقاً ، والشعب أصبح مقسماً
فهل من وعي وطني أصيل ، يجمع الجميع على حب الوطن والشعب معاً؟؟
أشك بهذا طالما القرار السياسي العراقي غائباً ، وقادة العراقيون مسيسون وليسوا سياسيون!!!

منصور عجمايا
14\6\2014

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *