المربي الفاضل يونس كوريال اودو بقلم / باسل شامايا

 

 

 

 

بقلم / باسل شامايا

اتشرف دوما باستذكار المربين الذين رحلوا عنا بعد ان بذلوا كل ما بوسعهم لتنشئة اجيال يقتدي بها الوطن عموما وبلدتنا الحبيبة القوش خصوصا ليكونوا كوادر يعتمدها البلد في عملية بنائه ورقيه . في هذا العدد سيكون ضيفنا العزيز المربي الراحل يونس كوريال أودو الذي ولد في القوش عام 1945 وأكمل في مدارسة القوش الاولى دراسته الابتدائية عام 1957 ثم دخل المدرسة الكهنوتية في الموصل والتي استغرقت سنتين وفي عام 1959 ترك المدرسة الكهنوتية ليكمل دراسته الثانوية في القوش عام 1963 وغادر القوش متوجها الى بغداد عام 1964 وفي بغداد انهى دراسته الجامعية عام 1968وحصل على بكلوريوس من كلية التربية الرياضية / جامعة بغداد وفي عام 1969 صدر امر تعيينه مدرسا للتربية الرياضية ونسب الى ثانوية القوش . خلال وجوده في بلدته كان يزاول نشاطاته الرياضية دون انقطاع منطلقا من ثانوية القوش الذي كان مسؤولا فيها للنشاطات الرياضية . وكانت قد اختمرت في ذهنه فكرة تأسيس نادي رياضي في القوش يجمع الكوادر الرياضية الشابة الهدف من وراء ذلك احتضان كل الطاقات الشابة في البلدة للقضاء على الفراغ القاتل الذي كانوا يعانون منه خصوصا في فصل الصيف اثناء عطلة الدراسة الطويلة فاتصل بنخبة من الأساتذة ومحبي الرياضة وطرح تلك الفكرة عليهم فرحبوا بها واستقبلوها برحابة صدر حتى نضجت الفكرة ولاقت استحسانا كبيرا من لدن مختلف شرائح المجتمع الالقوشي ، فتشكلت هيئة من عشرة اشخاص اطلق عليها فيما بعد ( الهيئة المؤسسة ) وأربعين عضوا من

اعضاء الهيئة العامة وتم تقديم الطلب الى وزارة الشباب ، وبعد فترة قصيرة جاءت الموافقة الرسمية على الطلب وفي عام 1972 تم تاسيس النادي وأطلق عليه اسم ( نادي القوش الرياضي ) .. حيث كان للاستاذ الراحل يونس أودو دور فاعل في رفد نشاطات النادي المتنوعة ، اصبح عضوا بهيئته الادارية ومدربا للعديد من الالعاب الرياضية حيث كان عطاؤه متواصلا دون انقطاع وذلك من اجل رفع من شأن بلدته القوش في هذا المجال الحيوي . كما كان له نشاط ومشاركات في مجال الفنون المسرحية حيث شارك في مسرحية ( نقدت كالو ) مع مجموعة من زملائه والتي كان لها دورا متميزا في معالجة ظاهرة اجتماعية سلبية وقد عرضت تلك المسرحية في القوش عام 1972 وبحضور جماهيري كبير . في عام 1976 تزوج من السيدة جميلة عيسى دودا وأنجب منها ثلاث بنين وابنة واحدة . لقد تم نقله اداريا الى عدة مدارس وفي اماكن مختلفة بسبب نشاطاته السياسية وكانت المحطة الاخيرة التي استقر فيها هي العاصمة بغداد في عام 1978 وعمل مدرسا في متوسطة الابرار .. اعتقل ضمن حملات الاعتقالات والملاحقات التي تعرض شعبنا العراقي على يد رجال السلط\ة الغاشمة التي ضيقت الخناق على القوى الوطنية والتقدمية وبقي فترة وجيزظة في السجن . احيل الى التقاعد عام 1996 حيث كان حينها يشغر منصب مدير متوسطة الابرار وفي عام 1999 انضم الى قافلة الهجرة وغادر الوطن الذي كان له فيه احلى الذكريات .. كانت دولة النرويج هي البلد الثاني الذي عاش فيها غربته حيث دخلها كزائر ملبيا دعوة شقيقه عزيز
اودو لقضاء بعض الوقت بينهم ولكن بعد وصوله الى هناك وجدها فرصة لا تفوت للخلاص من تلك الظروف القاسية التي كان يعاني منها شعبنا العراقي فقدم طلبا للجوء وبالفعل تم قبول لجوئه وبعد فترة تمكن من انجاز معاملة سحب زوجته واولاده واستقر هناك حتى وافاه الاجل في 2 حزيران / 2010 غادرنا لكنه بقي معنا وبيننا بماضيه وسلوكه ومحبته لجميع الناس كبارا وصغارا رحمك الله ايها المربي الفاضل ستبقى حيا في قلوب تلامذتك وبلدتك واهل بلدتك الذين احبوك دوما .

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *