المتحف السرياني في عينكاوة ، تداخل الثقافتين الاشورية والكوردية

جاء في جريدة الشرق الاوسط العدد 11837 الصادرة في 26 ابريل 2011 (الرابط في نهاية المقال)  حيث اثار انتباهي الى ثلاث نقاط : الاولى : المتحف السرياني في عينكاوة ، والثانية: تداخل الثقافتين الاشورية والكردية ، والثالثة: وردت عبارة : وعلى الخصوص شخصيات بلدة عينكاوة من رواد النهضة الاشورية .

أن ابرز فضائل الاحتفاظ بالتراث الاجتماعي لبلدة عينكاوة تتجسد في شخصيتها الحقيقية الكلدانية وبتراثها الزاهر عبر القرون ، ان التراث العنكاوي ثروة كبيرة في القيم والعادات والتقاليد والثقافة والفنون لينقلها من جيل الى اخر ، واعتبره تراثا انسانيا ،  تراثنا عنكاويا كلدانيا ،وهو ما خلفه اجدادنا من الماضي لنستقي منه الدروس لنعبر بها من الحاضر الى المستقبل . تراثنا هو علم ثقافي شعبي يتجسد فيه عادات المجتمع العنكاوي وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وافكار ومشاعر . تستخدم مواد التراث في المتحف في اعادة بناء الفترات التأريخية الغابرة لقريتنا ،  لإبراز هويتنا الحقيقية الوطنية والقومية والكشف عن ملامحها . يتنوع التراث ما تحمله الجذور الى الشجرة قوتها ليقطف كل سلف ثمارها ويسلمها لخلفه ليفهم الانسان محتواه الاصيل القومي. ان خزائن المتحف السرياني في عينكاوة هو مستمد من تراث النهضة الكلدانية وليس من النهضة الاشورية وكذلك ليس من  تداخل الثقافتين الاشورية والكردية كما ورد في جريدة الشرق الاوسط.   ان العنكاويين كانوا وما زالوا الاشد تحضرا بممارساتهم الفعلية في الثقافة والحياة الاجتماعية ولا نقبل التهجين لان كل بلدة من بلدات العراق لها تراثها وقيمها وثقافتها . لا نريد من فئات اخرى في المجتمع العراقي احتقار الحقيقة على ارادة تراثنا وحريتنا وجعله تراثا مشوها يحمل اسم اخر ليس اسم عينكاوة الكلدانية .  مع احترامي الشديد لجميع فئات مجتمعنا ان اسم المتحف يجب ان يحمل اسم الكلدان بدلا من اسم  السريان، لأن تراثنا هو تراث عينكاوي كلداني وليس تراث سرياني اشوري كلداني ، وان نبتعد من التسمية السياسية المفروضة على شعبنا المسيحي. يتطلب من اهل عينكاوة التبصر في المقومات التكوينية الاجتماعية الحضارية لنعطي الهوية الفكرية الصحيحة  ليحل التوازن النفسي ليبين الدور الفاعل للانسان العنكاوي في الحياة العراقية من خلال المتحف ، ليتجسد احترام الاخرين لتراثنا وتوقيره . التركيبة الاجتماعية للفرد العنكاوي جعلته متحررا ومحبا للعلم والكتاب ومخلصا ومتفهما لحقيقة الاختلاف في القوميات ودون الغاء الاخر ، وقادرا على التعلم، محبا لوطنه ، رقيقا ومجاملا ، محتفظا بهويته الكلدانية بالرغم من كل اشكال التهميش والاقصاء ، ظلت الهوية ممزقة طوال الحكم البائد ولا نريد استمرار تمزيقها في الحاضر .ان ما يحصل اليوم في عينكاوة بين قيم التقدم والتمدن وبين  التعصب من اصحاب النظرية باننا قومية واحدة  اعتبره صراعا بين منظورين اجتماعيين ، لأن الانسان العنكاوي اصبح قوة ثقافية لها تأثيرها في الصراع ، ونمتلك  مؤهلات التطور من اجل العيش والحرية والعدل ، ونبذ الترويع والتهميش . أن تأريخنا يشهد بقدرتنا في السياسة والفن والطب والتعليم والاداب والصحافة . تراثنا كلدانيا اصيلا ، لا حضارة دون تراث لأنها ستصير حضارة طفيلية ترتوي من تراث الآخر شأن الطفيليات ، بل يجب ان تكون الحضارة اصيلة لا تبعية عندها ، مستقلة بجذورنا العميقة الكلدانية .
نرجو من المديرية الثقافة ( السريانية) ان تحفظ تراثنا العنكاوي الكلداني دون شائبة  وان ترد على جريد الشرق الاوسط بأن محتويات المتحف هو  تراث كلداني اصيل وليس تراث اشوري . وحبذا ان يحمل اسم المتحف  : المتحف الكلداني في عينكاوة ليعكس الوجه المشرق لعنكاوة الحبيبة . 
http://aawsat.com/details.asp?section=54&article=618876&issueno=11837[/b26/04/2011

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *