المؤتمر القومي الكلداني العام وحديث عن القومية

 

خاهه عَمّا كَلذايا

إن مسألة عقد المؤتمرات القومية هي بالتأكيد عملية إيجابية تخدم القضية التي عقد المؤتمر من أجلها، ويُعتبر المؤتمر القومي أعلى جهة أو سلطة إن صح التعبير ، وذلك لأنه يمثل التنظيمات السياسية والقومية والإجتماعية وغيرها لتلك القومية أو ذلك الشعب أو الأمة، وفي مختلف دول العالم، ولكل مؤتمر يجب أن تكون له أيدولوجيته وتوجهه، لأنه ومن خلال إنعقاده، سيتم رسم سياسته والإعلان عنها، تتبع ذلك توصيات ومقررات وغيرها.

وهذه تشمل تطوير العمل السياسي والإجتماعي لتلك التنظيمات بالإضافة إلى وضع منهاج عمل في مجالات مختلفة ومتعددة منها الإجتماعية والتثقيفية، في مجال المرأة والطفل وكذلك العامة منها وفي الهوية القومية واللغة والإعلام وغيرها. الجهة التي تعقد أول مؤتمر قومي لها يجب أن تضع في حساباتها أن تعقد المؤتمر الثاني والثالث وهكذا… كانت أمنيتي أن يأخذ إنعقاد مؤتمراتنا القومية طابعاً تسلسلياً، كأن نعتبر إنعقاد المؤتمر الكلداني الأول الذي أنعقد في سان دييغو والمؤتمر الثاني الذي أنعقد في السويد برعاية إتحاد الأندية الكلدانية ومؤتمرنا الحالي الثالث الذي سينعقد في ديترويت برعاية المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد، و يتم فيه تدارس الأوضاع التي غابت عن ذهن المؤتمرين في المؤتمرين السابقين، ويكون إستكمالاً لهما، وبهذا نضمن ديمومة عمل وإستمرارية نشاطاتنا ، وان لا نبدأ في كل مرة نعقد مؤتمرنا من الصفر، يجب أن نتجاوز هذه الحالة لكي لا نعود إلى المربع الأول.

أمتنا أمة حيّة، وما إنعقاد هذه المؤتمرات إلا دليل على ذلك، والكلدان ذوو الثقل الأساس في المعادلة القومية المسيحية في العراق، كما كُنا نتمنى أن ينعقد مؤتمرنا هذا في العراق، ولنا الأمل في مؤتمرنا الرابع وبعون الله سيكون في العراق، نعم التضحية مطلوبة ، وما من مكاسب يمكن أن يجنيها الفرد بدون تقديمه التضحيات، فوصولنا إلى هذه المراحل لم يكن بالأمر السهل، فجميعنا ناضل من أجل ذلك حيث بدأ العالم اليوم يعرف مَن هم الكلدان وما هو ثقلهم الحقيقي في العراق والمهجر، ومن خلال مؤتمراتنا تعرّف العالم على تاريخنا ولغتنا الكلدانية الجميلة وتراثنا الثر وأجدادنا العظماء، فلا يمكن حجب شمس الحقيقة بغربال، إن هويتنا القومية والبحث فيها لا يمكن أن يتحول إلى نظرية، لأن النظرية ثابتة ومحدودة، والقومية واسعة لا يمكن أن يحدها حد، ولا يمكن حصرها في إطار ولا يمكن حصرها بتعريف في عدة أسطر، فالقومية عندنا هي المحبة، تنبعث من أعماق القلب ومن سويدائه، القومية نسيج متشابك ومتماسك، وهذا التشابك والتماسك هو سر القوة، قوميتنا لا تتعارض مع الدين، بل هي ملازمة له فالإثنان ينبعان من منبع واحد والإثنان ينشآن من القلب وسويدائه ومن الفكر وتشعباته، وكلاهما عقيدة وآيديولوجية، فالدين هو الذي ينتشر في القومية ويمتزج بتاريخها وليس العكس صحيح، ولا يمكن أن يصطدما أو يتقاطعا مطلقاً، وكما أسلفنا بأننا أمة حيّة حُرّة لا تقبل بالذل أو الإستعباد، فهناك فرق شاسع ما بين الحياة والجماد، قوميتنا الكلدانية لا يمكن أن يحدها حد، ولا حتى الأرض كلها، فأجدادنا القدماء تواصلوا مع السماء، ودرسوا ما حوته من أنجم وقبة زرقاء، ولهذا تمت تسميتهم ( ب أصحاب العلم المقدس ) نعم، هذا العلم الذي أختص به الكلدانيون دون سواهم من أمم الأرض، قوميتنا ليست فكرة جديدة طرأت على عقل أحد أجدادنا، ولم تكن براءة إختراع حصل عليها أحد علماؤنا، وليست هي طائفة حديثة العهد ، الكلدان لا يحتاجون لأن يتعلموا شيئاً جديداً ليصبحوا كلدانيين، بل الكلدان المتشككين هم بحاجة إلى أن يهملوا التعليم الفاشل الجامد ، ذلك التعليم المادي الذي تعلموه ممن خدعهم وأستغل طيبتهم ، ذلك التعليم الصنمي لكي تعود الحياة إليهم وتعود معها أصالتهم وصلتهم بأمتهم وبمحبة شعبهم، إذن نحن بحاجة إلى التذكير فقط للعودة إلى الينابيع الأصلية الأصيلة ، وذكَر عسى أن تنفع الذكرى

واللبيب بالإشارة يفهم .

نزار ملاخا

29/4/2013

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *