المؤتمرالكلداني,خطوة الى الأمام و ليس قفزة في الهواء/ باسم دخوكا

هنالك مقولة رائعة للفيلسوف جبران خليل جبران يقول فيها – إحفر أين ما شئت في الأرض تجد كنزا , و لكن عليك أن تحفر بإيمان الفلاح .
نعم , هذا ما نحتاج اليه نحن الكلدان أن نؤمن بقضيتنا و أن  نؤمن بشعبنا و أن نمتلك روح ذلك الفلاح الذي يحفر أرضه بإيمان , لكونه يعرف جيدا إن يوم الحصاد قادم , عندها تكتمل فرحته .. بثمرة جهده و تعبه و محبته لأرضه .
نحن شعب يؤمن بالمستقبل و الحياة و يؤمن بالاخر أيضا , و التاريخ يشهد لنا مدى قدسيتنا للوطن و من خلال ما قدمه أبناء شعبنا من تضحيات و دماء في سبيل الحرية و من مختلف الإنتماءات السياسية التي إرتبطوا بها  .. فلا نبالغ إذا ما إستشهدنا بأسماء كبيرة و كبيرة جدا سواء في التاريخ القديم أو الحديث ممن قدموا حياتهم في سبيل أن ينعم الشعب العراقي ككل بالحرية . نعم شعبنا كان و لا يزال يعمل كالجندي المجهول الذي لا ينتظر بأن يحفر إسمه ” على الجدران التي قد تتصدع بعد حين ”   .
ففي الأيام القليلة الماضية إنعقد فيها المؤتمر الأول الذي يحمل إسم ” المؤتمر الكلداني ” و إنها المرة الأولى في تاريخ الكلدان الحديث أن ينعقد لهم مؤتمر يحمل إسمهم ..فهم كثيرا ما شاركوا بمؤتمرات عديدة و كثيرة و تفاعلوا وقدموا كل ما بوسعهم ليكونوا يد العون بإنجاحها , ولم يتكدروا أو ينفعلوا أو ينفجروا لكون تلك المؤتمرات لم تذكر إسمهم أو حتى جهودهم . لكن اليوم الكثيرين ممن هم إخوة لنا لم يتركوا وسيلة إلا و إستخدموها للإنتقاص من قيمة هذا التجمع الكلداني , و المؤلم إن نقد المؤتمر كله أتى قبل أن يرى النور أو قبل أن يعرفوا حتى ما هو الهدف أو الغاية منها و كأنهم ..قضاة على جريمة لم ترتكب بعد ..هذا إن كان التجمع الكلداني يرونه أو يعتبرونه جريمة .
بالرغم من ذلك , فنحن كلنا أذان صاغية و قلوب مفتوحة
لكل ما حملته الأقلام و بكل الأتجاهات .. فالحقيقة التي نؤمن بها هي … إن الرصاصة التي لا تقتلك .. قد تجعلك أن تكون أقوى , و لا نعتقد إن هنالك إخوة يتراشقون بعضهم بالرصاص … لذلك نقول إن انتقاداتكم لنا و بكل ما ذهبتهم اليه نتقبله و نحترمه و أي كانت الغاية منه …. صدقوننا انه لسوف ينفعنا كثيرا… لكوننا لابد أن نتعلم و نتعلم لنؤهل أنفسنا لكي نكون كلدان نفتخر بأعمالنا و يفتخر بنا شعبنا .
أما عن ما نأمل أن يحققه هذا المؤتمر فهو أن يكون منطلق لتجمعات كبيرة أخرى تجمع الشمل و تساند قضية شعبنا في الوطن و تعمل لما يقربنا من إخوتنا الذين قد نختلف معهم بالرؤية ولكن يربطنا مصير و هدف واحد , وما نحتاج اليه في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ شعبنا أن نبحث عن سبل تعزيز الأواصر و العمل المخلص الشريف لكل تنظيمات شعبنا بعيدا عن الأنتهازيين الذين نجدهم دوما أخر المضحيين وأول المستفيدين و لا تهمهم سواء مواقع ومراكز و ما سوف يجنونه من أموال حتى و إن كان ذلك على حساب دماء شعبنا . يجب علينا جميعا أن نكون صريحين وصادقين سواء فيما بيننا أو مع الأخرين حينما نتناول لم الشمل و التوحد و لا نكون إذا ما تصالحنا يوما ( نتحارب دهرا ) و بين المصالحة و العداء لا تجد سوى أحزاب و حركات تبحث عن قطعة ( كعكة ) أكبر  . هذا ما شاهدناه فيما مضى من الزمن .. صراعات و مصالح وعداء مخجل لأجل مواقع في السلطة أو البرلمان  وليس من أجل قضية شعب بات من أسهل الأهداف التي يصوب اليه الجميع بنادقه . كل ما نقوله هو إن من يعمل من أجل شعبه لا ينتظر كلمة شكر و لا ينتظر بان يمجده شعبه , بل ما  ُينتظر منه أحن يكون خادما أمينا على ما اسند اليه من واجب مقدس .  
  
         dkhuka @hot mail    

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *