اللغة الكلدانية في كتاب كلدو وآثور (5 )

” هفوة رجل دين “

” خاهه عما كلذايا “

يحتفل الكلدان بعيد أسموه عيد أو يوم اللغة الكلدانية ( عامر حنا فتوحي / الكلدان منذ يدء الزمان / ص 265 ) وهذا دليل على أن الشعب الكلداني من شدة إحترامه للغته فقد افرد لها عيداً خاصاً بها ويوماً يتذكر مناقبها وجمال حرفها ، وللأخ الدكتور الشمّاس گورگيس مردوبحثاً عن اللغة الكلدانية منشور تحت هذا الرابط http://www.kaldaya.net/2010/Articles/09_September_2010/09_Sep04_2010_GorgeesMardo.html

ويدور البحث حول ما جاء عن اللغة الكلدانية في كتاب ( الـفـانـتـوغـرافـيـا / للمؤلـف إدمـونـد فـري ) وقـد تناول اللغات بحسب الحروف الأبجـديـة للغة الإنكليزية ، وكُـل ما كان يهمـُّني مِنه هـو الـفـصل الخاص بالـلغة الكـلدانية

وهذا يدل على مدى إهتمام الأجانب بلغتنا الكلدانية وشعبنا الكلداني، بما أننا نطالع كتاب كلدو وآثور النسخة الأصلية عثرنا على نسخة أخرى كان قد طبعها السيد سركيس أغا جان وهي نسخة طبعت عام 2007 وتم طبع منها 1000 نسخة، وتم توزيعها مجاناً لضمان نشرها، ويبدو أن الأستاذ سركيس أغاجان مصمم ومصر على تزوير تاريخنا الكلداني وتراثنا وهويتنا ولغتنا الكلدانية بأي ثمن كان، وهذا واحد من اسباب الصراع المخفي، فقد استخدم هذا الرجل سلطته وإمكانياته ليس لضرب الأعداء بل لتدمير الكلدان ويبدو أن هناك عدة إحتمالات لكسب بعض الكلدان إلى جانبه من بين هذه الإحتمالات أنه استطاع شراء ذمم البعض من مختلف إنتماءاتهم وجذورهم، أو أنه أخذهم في غقلة، أو دفع لهم ثمناً للكلمات التي كتبوها،

ما أثار إستغرابي هو أن يقوم بتقديم الكتاب الخوري گورگيس گرمو خوري كنيسة أم الله في ساوثفيلد / أمريكا قبل أن يصبح مطراناً ، ولا أدري ما علاقة الخوري ( المطران لاحقاً تغمده الله برحمته الواسعة ) گورگيس گرمو أن يكتب تقديماً للكتاب بدليل ليس من اقارب المغفور له ولا من المؤرخين المعروفين وعلى ما أعتقد لم يكن له إهتمامات قومية أو غير ذلك، مع العلم بأن مقدمة الطبعة الجديدة كتبها الأب فرنسيس شير بتاريخ 6/9/2006 ،ولم يحيد عن الخط العام للكتاب أوأنه كان أميناً لفكر الكاتب وصادقاً في تقديمه للكتاب، ولكن ما علاقة الخوري بتقديم الكتاب ؟

أعتقد أن التقديم لم يأت بجديد ولا بزيادة عما كتبه الأب فرنسيس شير سوى نقطة مهمة واحدة طعننا بها السيد سركيس أغا جان طعنة نجلاء من خلال تقديم الخوري گورگيس رحمه الله، حيث ذكر جملة واحدة كانت هي غاية ذلك التقديم، ومن الغرابة أن تدخل تلك الجملة هناك، يقول المغفور له الخوري ( المطران لاحقاً ) : ـــ ” إن الكلدان الذين يبحث عنهم مؤلفنا هم الشعوب التي سكنت منذ الألف الثاني ق . م في وسط وخاصة في جنوب ما بين النهرين ، او عراقنا اليوم، وكانت عاصمتهم بابل، أما الكلدان اليوم ، فهم المسيحيون الذين ارتد أجدادهم عن النسطرةعام 1455 وخلع عليهم البابا أوجين الرابع هذا اللقب، بينما قبيل ذلك كانوا يسمون بالمشارقة او السريان ” …. رحمك الله يا سيدنا ما الذي أجبرك على ذلك ؟ ما هو دليلك يا سيدنا ؟ وما هو المصدر الذي أعتمدت عليه في هذه المقولة ؟ وهل تأكدت من صحتها ؟ وكيف تأكدت من أنها خلعة ؟ وهل هذا اللقب يعتبر هدية تقديرية من البابا ؟ ولماذا يخلع على هؤلاء دون غيرهم !؟ ما هي الاسباب التي دعت السيد أغاجان ليسمح لك بتقديم للكتاب بالرغم من وجود المقدمة ؟ ويبدو لي بأنه السيد أغاجان لم يتمكن من تمرير مخططه على الأب فرنسيس شير فوجد ضالته في الخوري المذكور، وأنا لا أدري هل أن المغفور له الخوري گورگيس گرمو ( المطران لاحقاً ) قد طالع الكتاب وقدّم له ؟ أم أن المقدمة كانت مكتوبة وكان عليه التوقيع فقط ؟ وإلا كيف فاته ما ذكره المغفور له المطران أدي شير ( المؤلف ) في كتابه الذي يقدم له نفسه الخوري وهو يقول في ص دَلَث من المقدمة : ــ ولما رجع نساطرة قبرص إلى حضن الكنيسة الرومانية سنة 1444 طلبوا إلى أوجين الرابع بابا رومية أن يأمر ألاّ يعود أحد يسميهم نساطرة بل كلداناً ” .

مشكلة كبيرة جداً وعلامة أستفهام أكبر أن يقوم شخص غير مختص بتقديم لكتاب تاريخي كبير بمثل هذا الكتاب وأن يسئ إلى ما ورد فيه، فهل تعمد ذلك ؟ أم سقط سهواً ؟ أم ليس له إلمام بالتاريخ ؟

كيف فات الخوري أن النساطرة الذين طلبوا من البابا أوجين الرابع سنة 1444 بتسميتهم كلداناً لم يكونوا أجدادنا !!! بل كانوا نساطرة قبرص ، هل فاته ذلك ؟ وهل فاته أن يميّز بين نساطرة قبرص ونساطرة العراق ؟

ثانياً هل فات المرحوم الخوري أن لا يميز بين النسطرة كمذهب والكلدان كتسمية قومية ؟ لماذا يا رجال الكنيسة ؟ لماذا تقعوا في أخطاء تاريخية يحاسبكم عليها التاريخ ؟ لماذا هذا الظلم والتجني على أمة الكلدان ؟ هل صحيح بأنه لم يتمكن من التمييز بين عبارة ( الكلدان اليوم هم الذين ارتد أجدادهم عن النسطرة ) وعبارة ( نساطرة قبرص ؟ ) وهل صحيح بأن الخوري المذكور لم يكن وقتها يميز بين النسطرة كتسمية مذهبية وبين الكلدان كتسمية قومية ؟ كيف أقتنع أنا ؟ وكيف يقتنع غيري ؟ ولما لم تكن لديه المقدرة على التمييز لماذا يكتب مقدمة كتاب تاريخي بحجم كتاب ( كلدو وآثور ) ؟؟؟؟ لماذا ؟؟؟؟؟ هل هناك ثلاثين من الفضة تم قبضها ؟ لا أدري عسى أن أكون مخطئاً راجياً ومتمنياً من أحد أن يبرر هذا الموقف ؟ لا أدري هل تمكن رابي سركيس من أن يستدرج الخوري ويغريه لكتابة تلك الجملة ؟ الحمدلله بأن المرحوم الخوري لم يذكر شيئاً عن لغتنا الكلدانية، لكان الحادث جللاً .بينما يذكر المطران أدي شير بأن الكلدان القدماء هم أجدادنا وذلك في أكثر من مرة وفي نفس الكتاب، اتمنى أن تكون العبارة التي أوردها المغفور له الخوري ( المطران لاحقاً ) هفوة وزلة قلم لا غير.

نزار ملاخا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *