اللاجئين العراقيين المبعدين مأساة العودة والأفلاس المادي والمعنوي / بقلم : هيثم ملوكا

 مثل باقي العراقيين الذين سبقوهم حزموا أمتعتهم ورحلوا، حملوا معهم ماخف وغلً ثمنه ،خرجوا من أرض الوطن العزيز رغما عنهم  وفوق إرادتهم تاركين وراءهم كل ذكرياتهم واحلامهم الجميلة ،خرجوا  ومعهم بصيص من الأمل في حياة حرة كريمة  في أي دولة على كوكب الارض لتحويهم. وأقلها  لضمان سلامتهم وسلامة أبنائهم.
و من بعد معانات الخروج والوصول الى بلدان الجوار وتحمل كل انواع الذل والعمل الشاق هناك، وبعدها دفع كل مافي جعبهم من أموال للوصول الى اي دولة من دول العالم وخصوصا الأوربية منها (هذا اذا لم يغدر بهم وتنهب اموالهم).
 وبعد الوصول الى احدى هذه الدول تنشرح قلوبهم وينفتح لهم باب جديد وأمل أاخير للخلاص و الأستقرار.
  ولكن هنا تبدأ الماساة الجديدة حيث ترفض طلباتهم ولا أحد يدري لحد الان لماذا يقبل فلان ويرفض فلان اخر والحقيقة واضحة للجميع ان كل عراق موجود داخل رقعة العراق معرض للأرهاب والموت والى الان . ولكن الحظ يبتسم للبعض والبعض الآخر يعيش في مأسات حقيقية يجب التوقف عندها،  وتوصيل صرخات العشرات من العراقيين الذين بدأت بعض الدول الاوربية بطردهم ، هذه صرخات الاستغاثة علها تجد صدى في اذان المسؤولين الذين تناسوا معانات شريحة من المجتمع العراقي.لابل الأنكى من ذلك ان اللاجئيين الذي طردتهم الدول الأوربية حيث تم تسفيرهم قسرا بطائرات خاصة الى العراق ، تم اعتقال البعض منهم والتحقيق معهم  حال نزولهم من الطائرة هذا ماحصل فعلا …
السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. لكل مسؤول في الدولة الذي عارض البعض منهم أعطاء طلبات اللجوء للعراقيين في الخارج .
 هل تستطيعون ضمان سلامة هؤلاء اللاجئيين حين عودتهم الى ارض الوطن ؟ هل ستوفرون لهم كل ماخسروه ؟هل ستمنحون لهم فرص عمل يكسبون ارزاقهم منها ؟هل تستطيعون توفير أقل المستلزمات الحياتية اليومية لهم وابسطها كالكهرباء والماء النقي مثلا؟؟؟؟ أسئلة كثيرة نبحث لها اجابات منكم.
  بالتأكيد بأن الحكومة التي ستشكل بالقريب ستكون مهمتها أصعب وأشق  من أجل الشروع في النظر في هموم العراقيين وللتقليل من معاناتهم والآمهم. نتمنى ان لايكون السعي وراء المنصب والمال هو الهدف الرئيسي لكل مسؤول سواء في الحكومة أو البرلمان .وحينما يستتب الأمن والأمان ويعيش كل عراقي في وطنه بكرامته وحريته حينها سوف يعود الالاف من العراقيين بكل فرح الى حضن الوطن و سوف يدخل أبناء العراقيين( الذين طردتهم الدول كالسويد وفنلندا) الى هذه الدول لا من أجل اللجوء بل من أجل الدراسة أو السياحة،  وتستقبلهم هذه الدول معززين مكرمين وحينها هي التي ستمنح لهم الجنسية اذا رغبوا بها. هكذا يجب أن يكون العراقي منذ عشرات السنيين  لكن جشع النظام المستبد السابق أضاعت أحلام أجيال بأكملها.  ولكن لاتنفع الحسرة والألم على مافات و لتكن تجارب الماضي دروس تنير عقل كل حاكم أو مسؤول من اجل الأجيال الجديدة الذين هم ابناءنا ومن اجل خلق عراق ديمقراطي حر ولكي ينعم أبنائه من خيراته بدلا من ان يطردوا ويذلوا وهم اغنى الشعوب بكل شئ.
 
ملبورن/استراليا
hythamluka@yahoo.com.au

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *