العراق الواحد لاوجود له

ربما يستاء البعض من الذين مازالوا يحملون فكرا عفا عليه الزمن من عنوان المقال وهم يعلمون بان العراقيون عاشوا في العراق الواحد منذ تأسيسه سنة 1920 ، مختبئين من القدر الذي يلاحقهم فلو لاحظنا طريقة بناء البيوت العراقية المسمات بالبناء الشرقي في جميع المدن والقرى نجدها تحتوي على سراديب واماكن للاختفاء والاخفاء،  كونه ( أي العراق الواحد ) ربما اكثر بلدان العالم عنفا وليس السبب (كما يتجه البعض) الى انه بلد غني بقدر ما كان يخيف اهله من بعضهم البعض، واذا  دخلنا الى تراثه الشعبي والقصص المحكاة للطفولة ايضا لانجد فيها مايجعلنا مطمئنين، فاغلبها قصص عنف وقتل على الهوية ان كان مذهبيا او قوميا او دينيا ، فالمجازر التي ارتكبت في هذا البلد كثيرة جدا ودائما ينفذها الطرف الذي تكون السلطة بيده وهكذا سار العراق لأكثر من 90 سنة ، فالحاكم ومن يواليه بالمذهب او القومية يحاول التخلص من الاخرين المختلفين عنه ، مع ان ما اتحدث عنه هو مع ظهور النهضة العلمية واغلب بلدان العالم اتجهت نحو التقدم والتطور والبناء والاعمار واخيرا تكنولوجيا الاتصالات . 

 فلمقابر الجماعية والقتل والتهجير على الهوية وحروب مستمرة خارجية  كحرب ضد الجارة ايران.. وغزو الكويت.. وحرب عاصفة الصحراء .. و حرب عام 2003.. وحصارات اقتصادية مرعبة.. وحروب داخلية شبه مستمرة ضد الكورد بالاسلحة المحرمة وحروب ابادة ضد الشيعة.. وتبيض للسجون بقتل المعارضين بالجملة.. ودكتاتوريات وانظمة فاسدة.. واتبعت حتى سياسات الارض المحروقة بتجفيف الاهوار وقطع ملايين النخيل.. وقطع الاذان والالسن والرقاب .. غير ابواب الانقلابات العسكرية ، كل ذلك نزيف من محيطات مهولة من الدماء التي سالت على مختلف الاصعدة من حروب داخلية.. وحروب خارجية.. لم تتوقف واصبحت كمنحى يصعد وينزل يكشف بان (العراق الواحد مشروع قتل ودماء).

واليوم وبعد ظهور ما يسمى بتنظيم داعش الذي فاق ارهابه وقتله للمختلفين عنه جميع السنوات الماضية ، استبانت لنا ربما حقائق كان على ابناء العراق بمختلف انتماءاتهم ان يعوها منذ زمن ، فهذا المذهب لايقبلابالمذهب الاخر وتلك القومية لاتقبل باخرى متعايشة وهذا الدين يكفر الاديان الباقية ويحاول بقوة السلاح اجبار الاخرين للانضمام اليه وهكذا اصبح حال العراق الواحد وهو بالتاكيد متجه نحو تقسيم مذهبي وقومي وربما يكون التقسيم افضل الحلول، وقد كنت في السابق اطالب بالفدرالية وتوسيع صلاحيات الاقاليم أي فدرالية قريبة من الكونفدرالية ، اكثر مما تكون فدرالية ، لكن الان علينا بوضع حدود سياسية وادارية لكل مذهب وقومية ، يحميها حراس حدود لذلك المذهب او تلك القومية.

حرب المذاهب العراقية ليست وليدة 2003 كما يزعم البعض بل هي حرب متجذرة منذ صدر الاسلام ، والعداء للكورد ليس وليد 2003 ، كون المقابر الجماعية والكيمياوي والابادات الجماعية وثورتي ايلول وكولان تشهد .

في الختام تقسيم العراق بالطبع سيكون معه المؤيدون والمعارضون, اما المؤيدين فهم الناس البسطاء الذين يريدون وقف حمام الدم العراقي ومعهم كل من يريد السلام الحقيقي بعيدا عن النفاق والرياء والمصالح الشخصية.

اما المعارضون فهم بقايا ازلام النظام السابق ومن يقتاد على الازمات والحروب من اشباه السياسيين  .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *