العدالة/ مبارك ونجليه في القفص

المجلس العسكري المصري يسير باتجاه تنظيف مصر قبل تسليم مقاليدها ومفتاحها الى “المجلس المدني المصري” وشملَ التنظيف حسب توجيه الشعب المصري وثواره الذين نظموا صفوفهم مؤخراً بحيث بات واضحاً امامهم المناطق والامكنة الموبوءة بامراض سرطان الفساد باشكاله وانواعه وخاصة الفساد المالي، ومن ثم استغلال السلطة والنفوذ لنفخ البطون والجيوب والسراويل الرجالية والنسائية ايضا، اذن الثورة كان محركها ووقودها الشباب ونصف قوتها المقابلة هم العسكر الذين ادركوا خطورة المرحلة وفهموا الدروس واستوعبوا خبرات الاخرين ولا زالوا لم يقفوا على الحياد كما يتصور البعض بل كانوا مع الثورة وشبابها والدليل طريقة قيادتهم للمرحلة خطوة خطوة بنجاح، ورئيسهم يضعونه مع نجليه ومعظم رموزه في القفص! فلماذا لم يتصرفوا ذلك قبل شهر او اكثر او اقل؟؟؟

ونحن هنا لاتهمنا الاسماء ((الرئيس مبارك ونجليه مع احترامنا الانساني للجميع) المتهم بريئ لحين تثبت ادانته/ ولكن هذا المبدأ لا ينطبق في مثل هذه الحالات لان الوثائق والمستندات والشهود حاضرة وبقوة، ومن جهة اخرى لكل بلد ظروفه الخاصة والعامة، اي هناك فروقات واختلافات في محتوى الذات والموضوع))  بل ما يهمنا الحالة المرضية المستشرية في جميع دول المنطقة دون استثناء! وعندما نسمع ونرى ان رئيس البلد ونجليه وضعوا في القفص الاحترازي لمدة 15 يوم على ذمة التحقيق متهمين بجرائم (التحريض على القتل – استغلال السلطة والنفوذ للثراء غير المشروع على حساب الشعب الفقير– من اين لكَ هذا؟) يهتز كياننا من رهبة القرار الاتهامي، الذي كان القاضي ومعه الكثيرين قبل اقل من ستة اشهر لا يتجرأ ان يفكر مجرد تفكير بينه وبين نفسه ان يتفوه ولو بكلمة حول الموضوع

لقد زالت الرهبة والخوف من قول الحق، وها هي نتائج الثورة تبرز مقدمتها في ترسيخ مبدأ العدالة ودولة القانون، حقاً ان الدنيا عجيبة بدورانها مثل الشمام / “بطيخة حمرة صغيرة” يوم في يد وغداً في يد أخرى، والعاقل يفتهم! ولكن نحن البسطاء نتساءل بقوة عندما نرى ونسمع هكذا حالات تحدث في بلدان الشرق منها العراق طبعاً، وكمثال لا الحصر/ الاف الاطنان من زيت الطعام الماليزي الذي ترك على ارض الميناء في البصرة منذ سنوات الى ان انتهت صلاحيته وبقيمة 60 مليون دولار!! وهذا مجرد مثال بسيط وصغيرجداً نسبة الى حالات الفساد بملايين لا بل ببلايين الدولارات التي ستظهر يوماً ما، نسمع ان ابن المسؤول الفلاني اشترى اصول في دولة اجنبية بقيمة 50 مليون دولار! والاخر ب 120 مليون دولار! والفقير منهم اشترى بـ 20 مليون دولار! وقال لي صديق انه وابنائه فتحوا محل لبيع السكائر والمواد الاخرى بـ 40 ألف دولار وبعرق جبينهم حينها تم تهديدهم ومحاربتهم من قبل الحساد وفاقدي القيم والاخلاق والضمير الانساني الى ان خسروا المبلغ واُجبِروا على غلق المحل

ان الماضي القريب واللحظة الراهنة تقول لنا بما لا يقبل الشك ان اي دولار او املاك او اصول او ثراء غير مشروع سترجع الى اصحابها (جماهير الشعب) شئنا ام ابينا! وشاؤوا ام ابوا! لا ندري كيف يفكر هؤلاء القادة وابنائهم وحواشيهم اليوم؟؟ لننظر ماذا استفاد الرئيس مبارك ونجليه وزوجاتهم واولادهم وحاشيتهم من المال والاملاك والاصول ان وجدت؟ مع العلم ان الرئيس حسني مبارك له تاريخ مشرف ووطني، ولكن هناك الكثيرين يفتقدون لهذه الصفة! ومع هذا لهم مئات المليارات من الدولارات وعشرات المليارات الاخرى كاملاك واصول في الخارج، ولا زالوا متمسكين بالسلطة متوهمين انهم ينتصرون على شعوبهم بالمال والرياء والكذب وشراء الذمم متناسين ان المنتصر الوحيد هو الشعب وليس الحاكم حتى وان اعتبر نفسه (نصف الاله) هذه بديهية يعرفها الجميع وسؤالنا: ان كانت هذه بديهية ويعرفها الجميع اي ابسط المثقفين والمتابعين، فكيف لا يعرفها الحكام ومستشاريهم وحواشيهم؟ ان كان الجواب: نعم انهم ايضا يعرفون ذلك واكثر منا جميعاً، اذن لماذا التعنت وسفك الدماء وتكميم الافواه بكل الطرق؟ هل يريدون المزيد؟ لا اعتقد ان الموضوع هو مزيد من الدولارات بل هو نمط الحياة وتغيير نوعية التفكير

امامنا اليوم القذافي واولاده وحاشيته (مع احترامنا للانسان وكرامته) ماذا يريد لحد هذه اللحظة؟ سفك دماء عشرات الالاف من بني شعبه، دمر الالة العسكرية والبنى التحتية وموارد الطاقة والنفط وهناك الكثير الكثيرجداً من العذارى الى 125 مليار دولار،،،،،!!!! طيب ولحد هذه اللحظة يقولون له ولغيره “أرحل” اي كفى! كسر الشعب قفل القفص ويريد تنفس الهواء النقي، حكمتَ اكثر من 40 سنة ولديك مئات المليارات! ماذا تريد بعد؟ قبل عدة شهور كتبنا وقلنا: لو ان القذافي قد وزع لكل عائلة من شعبه مليون دولار، نعم مليون دولار! لكان الان في قمة المجد ويطلق على شعبه (ليبيا المليونية) وهويعيش كامبراطور زمانه بملياراته والماكنة تدور والبقرة تحلب كل يوم ملايين جديدة! ولكن كان قبله رئيس تونس ومصر ولم يتعظ! لماذا؟؟ واليوم يرى اليمن وسوريا وكان العراق قبلهم جميعاً ولا زالت ساحة التحرير تحتضن الحرية والتوجه الديمقراطي ومحاربة الفساد بالدم والاعتقال والتضحية بكل شيئ ، نعم لكل بلد ظروفه الخاصة ولكن هناك متناقضات ومشتركات بين القادة والانظمة والشعوب

الظالم والمظلوم – الشمولي والمنفتح – الاوحد/الواحد والتعدد – القومي والوطني – الحزبي والسياسي – الملكي والجمهوري – الدكتاتوري والديمقراطي – الديني والعلماني – الظلم والحقوق – التمييز والعنصرية – العدالة والمساواة، اكيد عندما يقول قائل: والله دخنا او دوختونا، كل حزب وقوم ومذهب وطائفة ودين يقول أنا الاحسن! أنا الاقوى! انا الاحق! انا المقدس! انا الحكمة! انا الفلسفة! انا الفكر! أنا الكل في الكل!! نجاوبه ونؤكد: انتَ لستَ سوى أنتَ وبس، وأنا لستُ سوى انا وبس! وهم ليسوا سوى هم فقط!! اذن انتَ لوحدكَ لاشيئ! وانا لوحدي ايضا لاشيئ! فمتى تصبح انتَ شيئ مفيد وأنا شيئ آخر اكثر فائدة؟؟؟ عندما نصبح معهم = النحن

عندها نُقَصرالمسافة بيننا ونُضَيق الهوة بالمشتركات ونقلل من دماء الابرياء ونُقَصر عُمُر الحكام الفاسدين

Icrim1.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *