السيستاني: هروب السجناء فضيحة والعراق يتعرض لخطر كبير قادم

 

محتجو الانبار يؤدون صلاة جمعة موحدة

هاجم المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني، المسؤولين الأمنيين العراقيين، معتبرا أن هروب السجناء من سجن ابوغريب فضيحة كبيرة للعراق. وأكد خطباء الجمعة أن ظلم الحكومة للسنة قد جعلهم يعيشون في غربة.

د أسامة مهدي/ ايلاف لندن

اعتبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله السيد علي السيستاني، أن هروب السجناء مؤخرًا من سجن ابو غريب، من عتاة تنظيم القاعدة فضيحة كبيرة، وهاجم المسؤولين الأمنيين وقال انهم لا يكترثون بأرواح المواطنين. فيما أكد خطباء الجمعة في ساحات الاعتصام في محافظات عراقية غربية وشمالية، من أن ظلم الحكومة للسنة قد جعلهم يعيشون في غربة، وحذروا من أن مقابل عجز الحكومة عن حمايتهم من المليشيات، فهم سيلجأون إلى تشكيل فرق مسلحة لحماية أنفسهم. ودعا خطيبان سني وشيعي خلال صلاة موحدة، العراقيين إلى تعزيز المشتركات فيما بينهم وترك المفرقات.

السيستاني: هروب السجناء فضيحة

فقد اعتبر السيستاني هروب السجناء الأحد الماضي من سجن ابو غريب في بغداد من عتاة تنظيم القاعدة، فضيحة كبيرة، وهاجم المسؤولين الأمنيين وقال إنهم لايكترثون بأرواح المواطنين.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجعية العليا خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم “هناك تساؤلات تحتاج إلى جواب مهني وواقعي، يشخّص الأسباب الحقيقية لوصول هذه العملية التي تعد نوعية ودقيقة ومنظمة جداً والتي ادت إلى هروب ما بين 500 إلى 1000 سجين من عتاة مجرمي القاعدة والذين ثبت قيامهم باعمال ارهابية كبيرة”.

واشار الكربلائي إلى أن سجن ابو غريب بضواحي بغداد يشتمل على تحصينات قوية، تمنع حصول أي خرق أمني، مما جعل الكثير من المراقبين والمتابعين للأوضاع في العراق يستغربون كيفية هروب هذا العدد الكبير من السجناء، الذين يمثلون اخطر الارهابيين.

وقال ان بعض كبار المسؤولين في دائرة الاصلاح التابعة لوزارة العدل التي تشرف على السجن، أعلنوا أن لديهم معلومات استخبارية دقيقة عن نية المجاميع الارهابية مهاجمة السجن لتهريب كبار الارهابيين بل ان تنظيم القاعدة اعلن صراحة ومن خلال مواقعه الالكترونية، عزمه على تنفيذ ما يسمى بعملية هدم الاسوار. واشار إلى انه حتى المواطنين العاديين في قضاء ابو غريب قد تناهى إلى سمعهم قبل ايام قليلة من موعد العملية ان تنظيم القاعدة سيقوم بها مما جعل بعض المواطنين القريبين من السجن يغادرون المنطقة.

واضاف ان هذه العملية تعكس مدى ضعف وهشاشة الاستعدادات الأمنية وعدم مبالاة واكتراث المسؤولين المعنيين بالملف الأمني حينما يعرف الجميع أن هناك عملية تهريب ستحصل قريباً، ومع ذلك لا تتخذ الاستعدادات الكافية.

وقال ان هذه العملية وبهذا الشكل لم تحصل حتى في دول أضعف بكثير من العراق، في أجهزتها الأمنية والاستخبارية وما تملكه من استعدادات ودعم مالي. واكد الكربلائي في خطبته التي نقلتها وكالة “نون” من كربلاء، ان هذه العملية تشكل خرقاً امنياً فاضحاً بل هي فضيحة ما بعدها فضيحة وهو امر يدمي القلب ان هؤلاء المجرمين الذين سفكوا دماء المواطنين الابرياء، وتركوا اللوعة والحزن والأسى لدى الآلاف يتمكنون بكل سهولة من الافلات من العقاب في عملية تمثل استهانة كبيرة بالاجهزة الأمنية والعسكرية العراقية.

واشار الكربلائي إلى “ان الأفظع من ذلك، استهانة المسؤولين بالامر فبعد هذه الحوادث الكثيرة من هروب السجناء وفي مدن عديدة مثل البصرة وديإلى والموصل وصلاح الدين وبغداد، فقد اصبحت عمليات الهروب لعتاة المجرمين امراً عادياً لدى المسؤولين، ولا نجد اجابات شافية ومهنية ولا تتخذ الاجراءات الأمنية الكافية لمنع تكرار هذه العمليات بل الذي نجده هو العكس حتى اصبح هذا التنظيم الارهابي يستخف بالاجهزة الأمنية والاستخبارية، ويعلن صراحة وفي مواقعه الالكترونية انه سيقوم بعملية (هدم الأسوار) لسجن ابو غريب وسجن التاجي وينفذ العملية فعلا ً .

واكد الكربلائي قائلا “في الواقع، هناك خلل جذري وفاضح في المنظومة الأمنية والاستخبارية ولذلك فان المسؤولين يتحملون المسؤولية امام الله تعالى وامام الناس… وهي تؤشر مدى تردي الاستعدادات الأمنية إلى ابعد الحدود… وشدد على ضرورة وضع الأجهزة الأمنية والمؤسسات المعنية لخطط تستطيع تدارك الاثار الخطيرة لعلمية الهروب هذه .

ووضح ان هذا الهروب ترك حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين، وجعلهم يشعرون بوجود خطر مستقبلي كبير على أمنهم، مما أثر على الحالة النفسية العامة للمواطنين، حيث ولّد حالة من الإحباط الكبير لديهم… كما ترك اثراً نفسياً سيئاً على ضحايا العمليات الارهابية، حينما يشعرون ان المجرم الذي سفك دماء آبائهم وابنائهم وزوجاتهم تمكّن من الافلات من قبضة العدالة.

وقال ان هذه العملية قد اساءت كثيراً لسمعة الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية، وبدّدت ما بقي من الثقة لدى المواطن بهذه الاجهزة. واشار إلى انها تركت ايضا اثارا سيئة على الاجهزة القضائية والأمنية والاستخبارية حيث بذل افرادها ومنتسبوها الكثير من الجهود والتضحيات للقبض على المجرمين والتحقيق معهم وإصدار الأحكام بحقهم، بل اصبحوا يشعرون الآن بالخطر بسبب ما يتوقعونه من احتمال قيام العصابات الارهابية بملاحقتهم ومحاولة اغتيالهم. وخاطب الكتل السياسية جميعاً قائلا “لقد اصبح من المعيب بقاء حالة التناحر والصراع وقيام كل كتلة بتسقيط الاخرى وتحميلها المسؤولية بل المطلوب هو الشعور بالخطر الكبير القادم على مستقبل العراق”.

خطباء يؤكدون ان ظلم المالكي للسنة يدفعهم لتشكيل قوات تحميهم

ومن جهتها شهدت ساحات الاعتصام في المحافظات الغربية والشمالية الست المحتجة، صلاة موحدة وحراكًا شعبيًا اليوم الجمعة تحت شعار “على خطى أهل بدر سائرون” حيث قالت اللجان الشعبية في محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك وديإلى ونينوى وبغداد ان المحتجين مستمرون باعتصاماتهم ومصرين على مطاليبهم، حتى ترفع الحكومة الحيف عنهم وانهاء ممارساتها الطائفية ضدهم . واكدت اللجان حرصها على سلمية الاحتجاجات التي شددت على انها ستستمر حتى تحقيق هذه المطالب.

وقال خطيب جمعة ساحة “العزة والكرامة” في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) الشيخ سعد فياض إن المسلمن انتصروا في معركة بدر، وهم قلة ولذلك فإن المعتصمين سينتصرون، ويحققون مطاليبهم لأنهم على حق. واضاف أن نوري المالكي (رئيس الوزراء العراقي) يمارس ظلمه على العراق كله وخاصة السنة منهم ولذلك فهم يتعرضون للقتل وانتهاك الحرمات . وشدد بالقول “اذا كان المالكي لايستطيع حماية السنة من جرائم المليشيات فأنهم سيشكلون فرقا لحماية انفسهم”.

وهاجم الخطيب من ساهم “بعض ابناء جلدتنا” السنة بخيانة حركة الاحتجاجات واللجوء إلى الحكومة من اجل حفنة من الدولارات بحسب قوله. واشار إلى ان هذه فتنة تشجع عليها الحكومة التي بايعها اولئك الاشخاص وجاءوا ليحاربوا المعتصمين، وقال ان هذا ليس غريبا عليهم، فهم سبق ومدوا ايديهم إلى الاميركيين، وهم اليوم يتعاونون مع حكومة بغداد الظالمة. واضاف “انهم اصبحوا يسألوننا لماذا تخرجون على الحكومة فنقول لاننا اهل السنة مظلومون ويجب ان نعمل من اجل رفع هذا الظلم عن انفسنا وسننتصر باذن الله”.

وشدد بالقول “هنالك قتل وتهجير بعلم الحكومة وكأن شيئا لم يكن، وهي مستمرة في تجاهلها كون الحكومة هي الراعي الرسمي لتلك المليشيات التي تقتل وتهجر على الهوية بدعم من الحكومة وعلمها”.

وشدد خطيب جمعة الرمادي بالقول”اذا لم تستطع حكومة المالكي حمايتنا نحن اهل السنة، فسنلجأ إلى تشكيل فرق لحماية انفسنا من جرائم المليشيات وممارساتها في القتل والاختطاف والتهجير”. واشار إلى ان الحكومة العراقية ترل مليارات الدولارات إلى ايران لانقاذ اقتصادها المنهار فيما العراقيون يعيشون الفقر والعوز.

يذكر ان محافظات الأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدارعفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.

صلاة موحدة تدعو لتعزيز المشتركات والتخلي عن المفرقات

وبالترافق مع ذلك شهدت العاصمة بغداد صلاة جامعة موحدة شيعية سنية للأسبوع العاشر على التوالي، منذ أن دعا اليها رئيس الوزراء نوري المالكي العراقيين في التاسع عشر من ايار (مايو) الماضي قائلا في بيان “ان الصلاة الموحدة يفهم منها انها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا مانتمناه، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب ان تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد، وانا ادعو إلى إقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في أحد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعة”.

وقد اقيمت الصلاة اليوم في جامع 17 رمضان بساحة الفردوس وسط بغداد، حيث قال الشيخ علي الخطيب وكيل رئيس الوقف الشيعي إن أعداء الاسلام اصبحوا يشجعون على الارهاب في جميع الدول الاسلامية، حتى تزهق ارواح المسلمين، وهدفهم من ذلك تشويه سمعة الاسلام والتنفير منه. وقال انه لذلك فأن على النخب العراقية واجب إرشاد الاخرين وتوعيتهم بما يخطط لهم للابتعاد عن العنف وانتهاك المحرمات. واشار إلى ان استهداف الارهاب للمساجد هدفه ابعاد المسلمين عن اماكن عباتهم وخلق شروخ فيما بينهم.

ومن جهته دعا خطيب جامع 17 رمضان العراقيين إلى تعزيز المشتركات فيما بينهم وترك المفرقات من اجل تعضيد الالفة والمودة فيما بينهم. ودعاهم إلى عدم السماح لمن اسماهم بحفنة من من المتهورين بان يعيثون فسادا في البلد ويقتلون ابناءه. وقال “لابد لنا نحن العراقيون من البحث عن المشتركات ولسماع بعضنا للآخر سواء كنا في موقع المسؤولية ام لم نكن ولابد لنا من تطبيق عناصر الألفة بين العراقيين أن نعكسها على واقعنا من خلال ثلاثة عناصر، هي ايجاد المشتركات واهتمامنا ببعضنا وانصاتنا للآخر، فتحقيقها في المجتمع واجب علينا فيما لو كنا شيوخ عشائر وأئمة وخطباء ودعاة “.

واضاف “لو بحثنا عن المشتركات بين العراقيين فإنها كثيرة فربنا واحد هو الله عز وجل نتوجه اليه بالدعاء ونداء لا إله الا الله نسمعه في اليوم خمس مرات، ونحن اتباع الحبيب محمد (ص) سنبقى رحماء بيننا إلى قيام الساعة بإذن الله”. واكد “ان المشتركات بين العراقيين لاحصر لها ويجب يتنازل كل منا عن مكنونات قلبه ويسمع وينصت للآخر ، ويقدم اخاه لعل الله عز وجل يحقق فينا آية من آياته ويوحدنا”.

وقال “أود ان اوجه ندائي إلى من يقودنا، وأقول لهم اجعلوا ابوابكم مفتوحة للناس واسمعوا منهم واعطوهم حقوقهم ، فالعراقي لابد ان يُكرم في بلده وان تصان حقوقه فإنه يستحق الكثير”.

واليوم اعلن في بغداد عن مقتل 719 شخصا في العراق واصابة 1581 بجروح في اعمال العنف اليومية منذ بداية الشهر الحالي. وفي شهر رمضان، الذي بدا في العاشر من الشهر الحالي فقد قتل في مناطق مختلفة من العراق اكثر من 500 شخص واصيب المئات بجروح بينهم من قضى او تعرض للاصابة في هجمات استهدفت خصوصا المساجد والحسينيات.

ويشهد العراق الذي يعيش سكانه على وقع اعمال القتل اليومية منذ عام 2003 موجة عنف متصاعدة حيث قتل اكثر من ثلاثة الاف شخص في الاشهر الثلاثة الاخيرة، وفقا لارقام الامم المتحدة. وتحمل اعمال العنف طابعا طائفيا متزايدا بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربا اهلية طائفية بين عامي 2006 و2008 قضى فيها الالاف.

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *