الرب يسوع والتلاميذ / الجزء الثاني/ الشماس سمير يوسف كاكوز

الرب يسوع بعد أن أكل عشاء الفصح مع تلاميذه خرج وذهب مع تلاميذه الى بستان الزيتون الذي يدعى أسمه جتسيماني وبمعنى معصرة الزيتون وأصلها أرامية ( يو 18 : 1 ) البستان كان يملكه شخص من أحباء يسوع وأحتمال أسمه مرقس والرب يسوع وتلاميذه كانوا كثيراً ياتون للبستان ومعتادون عليه دائما وكان يجتمعون أغلب الاوقات لغرض الصلاة والتعليم ( يو 18 : 2 ) وكان يهوذا يعرف المكان جيداً وان الرب يسوع سوف يذهب اليه بعد الانتهاء من عشاء الفصح للصلاة الرب يسوع وقبل القبض عليه اراد الصلاة ولكن ليس مع كل التلاميذ بل أبقى التلاميذ في مكان قريب من صلاته ما عدأ بطرس ويوحنا ويعقوب أخذهما معه الى مكان صلاته هؤلاء الثلاثة هم المقربين وهم شهدوا تجلي يسوع على الجبل وظهور لهم النبي موسى وايليا والرب يسوع أختار بستاناً يقع خارج مدينة اورشليم ولكي لا يحدث أي شغب من قبل الشعب أو الاصدقاء وبين الحراس الرومان واليهود وأحتمال صاحب البيت سوف يقع في حرج بسبب حدوث معركة وعندها سوف تسفك دماء بسبب الرب يسوع وقال الرب يسوع لتلاميذه نفسي مكتئبة وحزينة الى الموت وطلب منهم أن يمكثوا في مكانهم بقرب الرب يسوع يصلي في هذه الليلة والتلاميذ نيام فصلاة الرب يسوع كانت بحرارة قوية بسبب أن التجربة أتية فاستعد لها وأطاع الاب طاعة كاملة والرب يسوع في هذه الليلة المؤلمة كان يعاني ألاماً قوية وحزناُ شديد لسببين الاول هو الانفصال عن الاب وتحملهُ ألآمه الجسدية ضربه وجلده الرب يسوع بسبب خطايانا تحمل كل شيء من أجلنا لكي يصالحنا مع الله الاب ومات من اجلنا ليغفر معاصينا فهل أنت مستعد للموت في سبيل المسيح وتتحمل الضرب والجلد والطرد دليلك هو باعمالك وأقوالك وأيمانك ومحبتك للجميع الرب يسوع يصلي في ضيقته فكم بالاولى نحتاج نحن للصلاة في ضيقاتنا فيسندها الله الرب يسوع كان وحده في الصلاة وهذا دليل على تحمل الالام وحده أيضا وان التلاميذ لم يتحملوا التجربة فناموا جميعا التعارض كبير جداً الرب يسوع يصلي وهم ينامون وينسون انه اوصاهم ان يسهروا

المؤمن الحقيقي ما عليه سوى السهر وانتظار المجيء ثانية ولا نجري ونركض وراء أشياء تبعدنا عن يسوع ونبحث عن أنبياء ومسحاء كذبة ودجالون الرب يسوع في هذه الليلة عرف مسلمهِ وأن ساعته قد جاءت فصلى بحرارة وحزن وألم لكنه أخذ قوته من الله الاب وشركته معه الرب يسوع أتى الى هذا العالم ليحمل أتعاب الاخرين ولا يريد أن يحمل أحداً اتعابه المؤمن الحقيقي بالمسيح أن يلقي همومه ومشاكله على سيده وهو يخلصها منه حزن وموت الرب يسوع يعادل ما طلبه أيليا من الله بان ياخذ نفسه وأنه ليس خيراً من آبائه وألتمس الموت لنفسه أيليا بعد التعب والاحباط طلب هذا الشيء من الله وقبلها أنتصر بهزيمة البعل وصلاته من أجل المطر ( 1 مل 19 : 4 ) الله لم ينته من أيليا بل أراد أن يعود الى خدمته ويواصل عمله يسوع وصفِ بالعبد المتالم البار ( مز 31 : 23 ) في جزعي كنت أقول إني من أمام عينيك أنقطعت ولكنك سمعت صوت تضرعي عندما اليك صرخت الانسان في وقت الضيق عليه الرجوع والالتجاء الى الله الاب والتسليم الكامل له  من أنه سوف ينقذه من محنته وشدته التي أصابته وهكذا فعل يسوع كان أتكاله على أبيه في محنته المسيح دخل البستان عن طريق وادي قدرون الذي يقع شرقي اورشليم على الجبل الذي يفصله نهر أسمه نهير عن المدينة ولا يتجاوز عرضه 6 الى 7 اقدام النهر أخذ أسمه من كلمة قيدار العبرية ومعناها النهر الاسود على لسان النبي داود من النهر يشرب في الطريق لذلك يرفع الراس أذا المسيح وهو في طريقه الى الامه وعذاباته لخلاصنا شرب من ماء النهر فدعي بالاسود بسبب ظلامه لانه ووقوعه في الوادي ( مز 110 : 7 ) الرب يسوع في مهمته هذه عمل بكل ما أمره الله به وهو حمل خطايا العالم بموته على الصليب وأنه يعلم بكل ما سيحدث له من ألالام وضرب وجلد وشتم وهو الذي لا خطيئة له شرب الكاس الاخيرة مما يدل انفصاله عن الاب وتحمله كل هذه الالام من اجلنا لكي يخلصنا من براثم الخطيئة الرب يسوع بقى وظل ساهراً الى الصباح لم يذق النوم والى حد الصلب لم تغمض عينه عكس تلاميذه لم يتمكنوا من السهر بل تركوا سيدهم في محنته واما هم فاخذهم النعاس وناموا جميعاً وهذا دليل على عدم الكفاح من أجل يسوع وتركهِ وحيداً للقبض عليه الرب يسوع أجاب التلاميذ الروح نشيط وأما الجسد فضعيف وبمعنى أخر أن روحهم قوية ونشيطة ولكن جسدهم ضعيف الرب يسوع كانت صلاته ليس كما يريده هو بل كما يريده الاب يعمله هو الرب يسوع يعلمنا من عذابه ومحنته هذه التحمل وهذا الشيء ياتي من خلال صلاتنا كما صلى هو أيضاً طلب المساعدة من الاحبة والاصدقاء ومن كل من يريد الخير لنا والشيء المهم لنا هو أن نضع ثقتنا بالله وبيسوع ومريم العذراء والقديسين من انهم سوف يخلصونا من خطايانا ومن أعدائنا ومن الذين يقفون أمامنا ويسدوا الطريق كي لا نؤمن بيسوع وكتابه يسوع مر في تجربة قاسية جداً ويعلمنا أن القضاء على حيل وتجارب الشيطان هي بالسهر والصلاة هذان الشيئان مهمان بالنسبة لنا وخاصة الصلاة الايمانية النابعة من القلب تعطينا القدرة والغلبة على الشيطان واعوانه الرب يسوع لما صلى الى الله الاب سمع صلاته بسبب أن يسوع من خلال حياته البشرية والعلنية كان يصلي ويطلب الى الله الاب أن ينقذه من موته يسوع لم يكن ما يوماً يحب الالم والضرب والشتم والموت لكن أختياره كل هذه لان أطاع الاب كما يطيع الاب أن أباه هكذا نحن أيضا يجب تحمل التجارب لا لاننا نحبها بل بعملنا هذا أننا نطيع الله كما علمنا يسوع لما أطاع الله فلا نخاف من أي شيء لما نقع في التجارب الله ويسوع ومريم وجميع القديسين يكونون معنا ( عب 5 : 7-9 ) هذا هو الايمان الحقيقي هو أن نسير كما يريد منا الرب يسوع فلا خلاص لنا بدونه وكما ضحى هكذا نحن أن نضحي من اجل المسيح والاخرين

الصلاة المطيعة الايمانية والقلبية يسمعها الله لنا وأن عملنا ما يريده الله منا يجب علينا الصلاة بالروح والفكر الرب يسوع أطاع الله بكل ارادته وحريته ولم يكن يوماً ما مجبوراً على تحمل الالم والموت وهذا دليل أنه يعلمنا أن نتحمل التجارب بارادتنا وبكل قوانا العقلية ولا نكون مجبورين على تحمل العذابات الرب يسوع يعلمنا ان وقعنا في محن يجب علينا الصلاة بحرارة الى الله الاب لكي يخلصنا من شدائدنا هكذا المسيح طلب من الاب أن يعفيه لكن كارادته هو لا ارادة المسيح الرب يسوع لما ذهب الى بستان جتسيماني والتي تعني معصرة الزيت طلب من تلاميذه أن يصلوا كي لا يقعوا في التجربة أخذ معه تلاميذه لا أن يدافعوا عنه بل أن يشهدوا ألالامه وعذاباته من اجلهم ومن اجل البشرية جمعاء التلاميذ كانوا يحتاجون بعد الى قوة وهي الصلاة أن قطرات دم سقطت على الارض من خلال صلاته لله الاب هذه القطرات بسبب عرقه فتحولت الى قطرات دم ومن خلال تراءى له الملاك يقويه ويشدد عزيمة يسوع لمواجهة التجربة  لكنه في النهاية أنتصر على الشيطان واستمر في المواجهة الى النهاية المسيح في هذه الليلة تالم كثيراً لكنه تحمل كل هذه الالم من اجلنا كي يصالحنا مع الله الان ويفتح لنا باب الملكوت السماوي . في هذه الليلة نهاية حياة يسوع على الارض بعذابات ومشقات وشتم وضرب وجلد وبصق عليه وعطش وجوع والاستهزاء به والسهر للصباح وعدم النوم والدماء تخرج من جسده المقدس والشوك الموضوع على راسه واجباره على حمل صليبه الى مكان صلبهُ الجلجلة وموته عليه كل هذه تحملها من أجلنا ومن أطاعة أبيه السماوي ( لو 22 : 43 ) الرب يسوع قبض عليه في ليلة مظلمة ومن أحد تلاميذه الاثني عشر هذا جاء مع العسكر الروماني ومع رؤساء اليهود وحراسهم والله يعلم كم هو كان عددهم لما جاءوا ليقبضوا على يسوع هؤلاء جاءوا بالسيوف والعصي وبمشاعل لكي يقبضوا على يسوع كان يعرف كل سوف يحدث له فلما أنتهى من صلاته الى الاب التي لا يذكرها أنجيل يوحنا في الحال شاهدة الذين جاءوا للقبض عليه خرج اليهم وسائلهم من تطلبون أجابوه في الحال يسوع الناصري هنا يهوذا الاسخريوطي كان واقفاً مباشرة أمام يسوع لكن هنا يوحنا الحبيب لم يذكر قبلة يهوذا ليسوع عند تسليمه ( مر 14 : 45 ، 26 ، 49 ، لو 22 : 47 ) يهوذا أخبر رؤساء اليهود وأتفق معهم أن الذي أقبله هو المسيح قبلة يهوذا كانت بمثابة قبلة الصداقة والمحبة والاحترام والتقدير لكن هذه القلبة هي فقط للخيانية المسيح أجاب لهؤلاء الحراس أنا هو وبمعنى أخر أنا يسوع الناصري ودليل على لاهوته جواب يسوع لهم أحدث نوع من الارتباك والبلبة والخوف فيما بينهم بطرس لما شاهدة ماذا سوف يحدث لمعلمه أستهل سيفه وقطع أذن خادم رئيس الكهنة وأسمه مخلس ( يو 18 : 10 ) الوحيد يوحنا يذكر أسم العبد ولم يذكره باقي البشيرين الرب يسوع في هذه الحالة وبخ بطرس على عمله هذا ورفض العنف وأستعمال السيوف بل يجب أطاعة الاب وعليه محبة المسيح شفقة على عبد رئيس الكهنة فشفى أذنه اليمنى المسيح جاء ليحمل الشفاء والمحبة والخلاص لا لموت الاخرين بطرس أخطا بسبب تصرفه الفردي وعدم تلقي أوامر من سيده يسوع مع العلم أن يسوع قال عدم مقاومة الشر بالشر ومع ذلك بطرس قطع أذن العبد ملخس ونسى وصية يسوع له الرب يسوع حتى في اوقات الشدائد يشفينا من امراضنا وعاهاتنا وخطايانا لولا يسوع ماذا كنا نفعل الان نبقى في قضبة الشيطان واصدقائه واعماله لكن نشكر الله بيسوع فادينا خلصنا من يد ابليس وأجلسنا معه في الملكوت السماوي الرب يسوع كان بامكانه الهرب مع تلاميذه ولم يتمكنوا من القبض عليه لكن كيف تكمل الكتب من أن المسيح سوف يتالم وصلب ويموت وفي اليوم الثالث يقوم يجب تتميم ما هو مكتوب في كتب موسى والانبياء والمزامير . الحراس سماعهم جواب يسوع في الحال رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض ساجدين ليسوع وكانه ضربتهم عاصفة قوية فلم يسيطروا على توازنهم فوقعوا على الارض ويهوذا سقط أيضا معهم بصفته أداة الشيطان ضد يسوع  كان بامكان يسوع أن يامر الارض وتبتلع هؤلاء كما كما حدث مع داثان وقورح وجماعته ( عد 16 : 49 ) لكن يسوع لم يفعل ذلك بل سلم نفسه اليهم الرب يسوع كان يمكنه أن يقضي عليهم في لحظات ولكنه لم يفعل ذلك يسوع كان بامكانه أن يطلب من أبيه جيش من الملائكة لينقذنه من ورطته ومحنته هذه ولكن أبى ذلك وليكمل مسيرته الى النهاية وينتصر على الشيطان واعوانه يسوع يرفض منطق العنف وجاء ليعلن أنه مثل العبد المتالم ( أش 53 ) المسيح جعل موته ليحيا به الكثيرين الرب يسوع يجاوب هؤلاء اللصوص أنا هو بمعنى أنه هو الله وانا الكائن الدائم ( خر 3 : 14 ) لما سال موسى الله ماذا اقول لبني اسرائيل اجابه الله أهية أنا الكائن الرب يسوع قال لليهود قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن ( يو 8 : 58 ) الشيطان في هذه الليلة ليلة القبض عليه انتصر على يسوع ولكن هذا الانتصار لن يدوم سوى بضعة ساعات بسطوع القيامة من ساعة القبض عليه قال له المجد لهؤلاء العسكر فان كنتم تطلبوني فدعوا هؤلاء يذهبون بمعنى أذا كنتم تحتاجون ألي فلا يكون مع تلاميذي لكم أي تصرف الرب يسوع استقبل ساعة القبض عليه برحابة صدر وسلم نفسه الى اللصوص ليقتله وفي اليوم الثالث يقوم من بين الاموات ويصعد الى السماء وكما كان قبلاً في السماء أزلي ويفتح لنا باب الملكوت مجدداً والمجد لله امين

الشماس سمير يوسف كاكوز

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *