الربط الجدلي بين الأممية والقومية 

مامن احد غير البروليتاريا في ايامنا يذود عن الحرية الحقيقية للامم وعن وحدة عمال جميع الامم . ولكيما تعيش الامم المختلفة بحرية وسلام جنبا الى جنب او لكيما تنفصل ( عندما ترى ذلك افضل لها ) وتشكل دولا مختلفة لابد من ديمقراطية كاملة تذود عنها الطبقة العاملة . لاينبغي الاقرار باي امتياز كان لاية امة كانت او لاية لغة كانت : ينبغي الحؤول دون تضييق على أي الاقلية القومية او أي بتر لحقوقها : وهذه مبادى الديمقراطية العمالية.
الرابط أدناه:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=229403
لابد أن يكون هناك نضال حاسم ضد محاولات إعطاء حركات التحرر الثورية في البلدان المتخلفة، والتي ليست شيوعية بحق، لونا شيوعيا. إن واجب الأممية الشيوعية هو تأييد الحركات الثورية في المستعمرات والبلدان المتخلفة فقط بهدف تعبئة العناصر المكونة للأحزاب البروليتارية المستقبلية، والتي ستكون شيوعية حقا وليس فقط اسما في البلدان المتخلفة، وتثقيفهم وتوعيتهم بمهمتهم الخاصة، وهي النضال ضد الاتجاه البرجوازي الديمقراطي في بلدانهم. لابد على الأممية الشيوعية التعاون الأولي مع الحركات الثورية في المستعمرات والبلدان المتخلفة، وحتى التحالف معها، ولكن ليس الاندماج فيها. ولابد أن تحافظ بشكل غير مشروط على استقلالية الحركة البروليتارية حتى وإن كانت في مرحلتها الجنينية..الرابط أدناه:
https://revsoc.me/theory/lmrksy-wlmsl-lqwmy-0/
لقد شرح ماركس، منذ زمن بعيد، أن تطور القوى المنتجة هو الذي يجعل الثورة حتمية. إنه يقوي الطبقة العاملة وفي النهاية يزيد من حدة التناقضات داخل النظام. صحيح أن تطور القوى المنتجة في أوروبا منذ عام 1945 قد تسبب في مشاكل خطيرة للحركة الثورية. كان الأساس الموضوعي لعزلة الطليعة البروليتارية وانهيار الأممية الرابعة. لكنه أدى أيضا إلى تقوية الطبقة العاملة وشفاء جراح هزائم الماضي. لقد قضى بلا رحمة على الفلاحين في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، وبذلك أضعف القاعدة الاجتماعية للردة الرجعية.
موقع المسألة القومية في الفكر الماركسي لا يخرج عن مراحل التطور الرأسمالي، فكل مرحلة من هذا التطور كان يقابلها تطور سياسي للطبقة البورجوازية، فتطور سيطرة رأس المال على الصناعة أدى إلى ظهور الدول القومية الأولى. 

ومع بداية هذه المرحلة ستتداخل، حسب التوصيف الماركسي، مصلحة الأمة مع مصلحة البورجوازي الصناعي، وتصبح مصالح البورجوازية هي نفسها المصالح القومية. 

فحسب البيان الشيوعي الصادر سنة 1848، فإن البورجوازية تمركز ملكية وسائل الانتاج، وتاتي المركزية السياسية (الدولة القومية) كنتيجة محتومة لهذا التمركز. 

لقد وضعت الماركسية لنفسها هدفا رئيسيا هو تدعيم الوعي الطبقي، وتشجيع التضامن الأممي بين صفوف الطبقة العاملة في العالم، ومن هذا المنظور ، عارضت الايديولوجية القومية ومناورات الفئات الرجعية، التي وظفت، في كثير من الأحيان، هذه الايديولوجية من أجل تأخير إنضاج الوعي الطبقي. 

لذلك، واجه الماركسيون بعد كارل ماركس وفريدريك أنجلز سؤالاً جوهريا هو: هل يجب عدم التعاطي مع المسألة القومية وطرح مسألة سعي الطبقة العاملة إلى السلطة طرحا طبقيا فقط؟ أم يجب توظيف المسألة القومية في خدمة الثورة الاشتراكية؟ 


إن الوحدة الألمانية ، بالنسبة لماركس وأنجلز، هي جزء من التقدم التاريخي الكبير، جزء من التحول البورجوازي، الذي يسعيا ويخططا كي يكون ثورة بورجوازية ديمقراطية: الديمقراطية، استئصال الاقطاعية والعهد القديم، تحريك أوسع الجماهير الشعبية. 

وكان أنجلز، في كتابات 1848 – 1852، قد دعا إلى الوحدة الألمانية بأقص ما يمكن من الحماس، حمل بشدة على التجزئة الألمانية التي “تمزق جسد الأمة وتبدد طاقتها”، ودعا إلى الحرب ضد أعدائها، واستثار في عام 1859 الحماس القومي للألمان ضد نابليون الثالث والقيصر الروسي. 


لقد كان لينين ، في البداية، وحتى الثورة الروسية، يقدر عمق الشعور القومي لدى العمال الأوروبيين أقل من قدره، وتجلى ذلك من خلال الدهشة التي أصابته عندما راى ردود الفعل إزاء اندلاع الحرب العالمية الأولى. 

وفي حين كان معتادا أن يعارض “القومية البورجوازية” بالأممية البروليتارية، فإنه قد أظهر، من خلال ترحيبه بالحركات القومية في البلدان المستعمرة، أن هناك مكانا في تفكيره لمقولة ثالثة. 

ففي البلدان التي ما زالت الحركة القومية فيها فتية يمكن لهذه الحركة أن تسير “يدا بيد” مع الديمقراطية والاشتراكية، كما كان الأمر في اوائل القرن التاسع عشر في أوروبا. 

وقد لاحظ أيضاً، أن القومية يمكن أن تكون قادرة على نقل الفلاحين، الذين يغلب عليهم الطابع المحافظ، إلى طريق التقدم والثورة الاجتماعية .
وعن تجربة ماويتسي تونغ في الصين نقتبس الآتي:
وسط هذا التراث من العمل الثوري القومي ولد ماوتسي تونغ، كان مولده عام 1893 من والد إقطاعي في هونان. وفي سن الثالثة عشرة شاهد ماو رؤوس أصدقائه فوق أوتاد سور مزرعة والده. فقد حاولوا نهب مخازن السيد فحاكمهم السيد نفسه وقطع رؤوسهم ووضعها فوق أوتاد سور مزرعته.كان المشهد بالغ التأثير في نفس تسي تونغ فحاول قتل والده، ثم حاول الانتحار ولكنه لم يفلح في المرتين. فنذر نفسه لإنقاذ معذبي الأرض من سادة الأرض والحروب.وفي حركة 4 أيار 1919، كان تسي تونغ أحد أبرز القادة الطلاب الذين قادوا تظاهرات الاحتجاج ضد المطالب اليابانية الأحد والعشرين.إثر ذلك، اتصل الماركسي شن دوكسيو بالفتى ماو يدعوه لتبني الماركسية فكان رد الأخير أن الماركسية بنت الثقافة الأوروبية وهي لا تصلح للصين. وكان رد شن أن بالإمكان توطين الماركسية في الصين وجعلها صينية.وربما لم يكن شن يعني تماماً ما كان يقوله لماو ذلك أنه هو نفسه لعب دور بليخانوف بالنسبة للصين فمثل الجمود العقائدي والأورثوذكسية في مواجهة محاولات التغيير.
قام كارل ماركس وفريدريك إنجلز بتفسير القضايا المتعلقة، بالجنسية على أساس تطوري اجتماعي. يدعي ماركس وإنجلز أن إنشاء الدولة القومية الحديثة، هو نتيجة استبدال الإقطاع بالنمط الرأسمالي للإنتاج. مع استبدال الإقطاعية بالرأسمالية، سعى الرأسماليون إلى توحيد وثقافة ولغة السكان داخل الدول، من أجل خلق ظروف مواتية لاقتصاد السوق، من حيث وجود لغة مشتركة لتنسيق الاقتصاد، حيث تحتوي على عدد كبير من السكان، بما يكفي في الدولة لضمان التقسيم الداخلي للعمل، أيضاً تحتوي على مساحة كبيرة بما يكفي لدولة للحفاظ على اقتصاد قابل للبقاء.
وقد تطوَّر مفهوم الأممية مع تحوّل رأسمالية المزاحمة إلى الرأسمالية الاحتكارية (الإمبريالية)، ومع نهوض الحركة العمالية الثورية، وبدء حركات التحرر الوطني في البلدان المستعبَدة، واتساع نطاقها.. لقد شمل الاضطهاد والاستثمار الإمبرياليين عمال البلدان المتقدمة وشعوب الشرق المستعمرة، وهذا ما تطلَّب تطوير شعار ماركس وإنجلز بالشعار الذي أطلقه لينين والقائل: (يا عمال العالم، وأيتها الشعوب المضطهدة.. اتحدوا)، فكان تعبيراً عن تلاحم فصيلتي الحركة الثورية العالمية: الحركة العمالية، وحركة شعوب المستعمرات.
كتب لينين حول الروح العملية في مسألة القوميات ما يلي:
(الطبقة العاملة لا تؤيد البرجوازية الاّ في صالح السلم القومي)، حيث تعجز البرجوازية عن توفيره كاملاً فلا يمكن تحقيقه، الا بقدر ما تسود الديمقراطية سيادة تامة. لذلك فان البروليتاريا تقتصر على مطلب الاعتراف بحق تقرير المصير للأمم، وتربي الجماهير بروح الديمقراطية المنسجمة وروح الاشتراكية، لكننا أعداء لكل تعصي قومي. أن حق تقرير المصير من وجهة النظر الماركسية عموماً، لا يثير أية صعوبة. فليس ما يدعو جدياً الى الاعتراض على قرار لندن في عام 1896 ولا الى فهم حرية تقرير المصير، ولا الى الشك في أنشاء دولة قومية مستقلة.  
 

المصادر:
1.دراسة في موقع الهدف: المفكرون الماركسيون والمسألة القومية(1-2).
2.موقع البناء:القومية بين التجدد والتعديل وتصيين الماركسية والأفتراق الأيديولوجي.
3.العلوم السياسة، ماهي القومية اليسارية؟
4.موقع النور: الموقف المبدئي من القضية القومية… منظور أممي بروليتاري.
5.كراس حق الأمم في تقرير مصيرها- فلاديمير لينين. شركة دار الرواد العراقية.

منصور عجمايا
آذار\2021

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *