الذكرى ( 41 ) لمذبحة صوريا الكلدانية

يوم غـدٍ السادس عشر من ايلـول تـمُـرُّ الذكـرى الحـادية والأربعـون على استشهاد أبـناء قـرية صوريا التي كان غالبية سكانها من الكلدان يشاركهم عدد قليل من الأكراد، راح ضحيتها (39 ) فـرداً كلدانياً و( 10) أفـرادٍ أكـراد، تعرَّضوا لنيران بشر ذوي قـلوبٍ قاسية مفعمة بالحقد والكُره العنصريَين ، والأنكى أن هؤلاء البشر مُرتكبي هذه الجريمة الشنعاء كانوا جنودا يقودهم ضابـط برتبة ملازم ثاني حيث من المفروض عليهم الحِفاظ على حياة أبناء شعبهم لا قـتلهم بدون جُـرم أو ذنـب ، وهـذا ما يَـقـتـضيه واجـبُهـم ولذلك فإن جُرمهـم يدخـل في خانة خيانة الواجب وإهانة     لشرف العسكري ، كما تُـعـتبَر هذه المأساة التي أنـزلَت عمداً بهـؤلاء الأبرياء وصمة عار على جـبـاه مسؤولي المؤسسة العسكرية ولا سيما أن هـؤلاء المسؤولين لم يُحاسبوا الفاعـليـن على فعـلتهم الشنيعـة .

 

 

 

 

وبمناسبة هذه الذكرى الأليمة لمجزرة صوريا يُـكرِّر الشعـب الكلداني نـداءَه الى القيادة الكـردية أن تُـقَيِّـمَ هذه الفاجعة وتُـنصـف ذوي هؤلاء الشهداء ، وتعتبرها جريمة من ضمن جرائم الإبادة الجماعية التي طالت مختلف شرائح الشعب العراقي ، وندعوالقيادة الحكيمة أن تقـف بحزم ضدَّ محاولات بعض الأحزاب الآشورية تجيير مأساة صوريا الكلدانية سياسياً من أجل الحصول على مكاسب حزبية ضيقة على حساب الأمة الكلدانية ، لأن شهداء مذبحة صورياكانوا كلداناً وكُـرداً ولم يكن بينهم أيٌّ من الأقوام الأخـرى . ومن المضحك والمؤسف معاً أن نرى قيام بعض الكتاب الخلط بي  ن شهداء سميل وصوريا بتسميتهم إياهم كلداناً سرياناً آشوريين ، بينما العالم كله يعـلم بأن الذين قتلوا في سميل كانوا من الكلدان النساطرة المتبنين للتسمية الآشورية أي الآشوريين حسب اصطلاحهم ولم يكن بينهم حتى كلداني واحد ولا سرياني واحد بـينما شهداء قرية صوريا من المسيحيين فكانوا كلداناً صرفاً .

 

 

 

وهنالك فـرق كبير بين شهداء صوريا وسميل فلا يجوز خلط الأوراق ، لأن أهل سميل كانوا من الآشوريين المطرودين بعد الحرب العالمية الأولى من أراضيهم التاريخية في تركيا الحالية وقام الإنكليزبجلبهم الى العراق وشكلوا من أبنائهم جيشاً أطلقوا عليه (اللفي) ليكون لهم رأس حربةٍ في قمع أية انتفاضةٍ يقوم بها العرب أو الأكراد ضدَّ المستعمر الأنكليزي، ولذلك أقدمت الحكومة العراقية بارتكاب مذبحة سميل انتقاماً من الآشوريين لتعاونهم مع الإنكـليز ،والكلدان تألموا لها وساهموا في الحفاظ على حياة الناجين منها الذين التجأوا الى بلدة القوش الكلدانية في حين أن مذبح  ة صوريا كان المُجنى عليهم كلداناً مسالمين لم يحملوا يوماً السلاح لا ضدَّ العرب اوالكرد.

 

 

 

إن الكلدان ينظرون الى الذين أطلقوا على أنفسهم إسم ” الآشوريين” كجـزءٍ عـزيز من كيانهم فقدوه ، حيث سلبه منهم العدوُّ الإنكليزي الأجنبي مستغـلاً عِـداءَهم المذهبي ضِدَّ إخوتهم الذين بإلهام من الروح القدس استعادوا المذهب الكاثوليكي القـويم الذي عليه كان آباؤهم وأجـدادهم قـبـل إجبارهم على تبني المذهب النسطوري عـنـوة ً في القـرن الخامس .إننا إخـوة وكلنا كلدان مهما تـنكـروا لكلدانيتهم ، وسنـقـف ضدَّ طـروحاتهم المنافية للحقيقة والمبنية على تشويه كُـلِّ مُجـريات التاريخ بهدف تحقيق مآربهم السياسية ، إننا نؤمن بأن الحـقَّ هو الذي سينتصر في الن  هاية .

 

 

 

المجد والخلـود لشهـداء قرية صوريا ! ! !

 

 

 

 

الشماس د. كوركيس مردو

عضو الهيئة التنفيذية

في الإتحاد العـالَـمي للكتـّاب والأدباء الكلدان في 15 / 9 / 2010

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *