الدماء الزكية التي سالت على أرض پرسوس لطخة عار أخرى تضاف إلى سجل الجمهورية التركية الطورانية الأسود – بقلم محمد مندلاوي

اليوم مر أسبوع حزين على الجريمة الشنيعة الممنهجة, التي ارتكبها أزلام النظام التركي الآثم في مدينة برسوس الكوردستانية, والتي راح ضحيتها العشرات من الشابات والشباب الأبرياء في مقتبل العمر بين قتيل وجريح. عزيزي القارئ الكريم, كما تعلم, لم يقترف هؤلاء الشباب وجميعهم طلبة الجامعات ذنباً سوى أنهم اجتمعوا في باحة المركز الثقافي في مدينة (برسوس – Pirsus) دعماً لمدينة (كوباني) المنكوبة. لا شك أن القاصي والداني يعرف جيداً, أن مثل هذه التجمعات الإنسانية, لا تروق للجمهورية التركية, التي أعلنت مراراً كراراً معاداتها العنصرية المقيتة للشعب الكوردي المسالم, ليس فقط في الجزء الشمالي من كوردستان الذي تحتله, بل إنها تعادي الأجزاء الأخرى, التي تقع تحت احتلال كيانات أخرى شبيهة لها شكلاً ومضموناً, إذا حصلت فيها تطورات إيجابية لصالحها. وما التصريحات الأخيرة لرأس النظام التركي العنصري المدعو رجب طيب أردوغان, ضد التطورات الإيجابية للقضية الكوردية في غربي كوردستان (سوريا) الذي يفصله عن الكيان التركي اللقيط, الذي أوجده معاهدة لوزان التآمرية , حدوداً سياسية معترف بها دولياً, ألا إعلاناً سافراً ودعوة علنية لإرهاب (الدولة), ضد شعب أعزل تواق للحرية والانعتاق, من نير الاحتلال البغيض, الجاثم على صدره.

قد يتساءل الذين لا يعرفون حقيقة النظام التركي السادي, وحقده الشديد ضد الشعب الكوردي المناضل, كيف لنا أن نتهمه بتنفيذ جريمة برسوس الدموية. فليسمح لي القارئ العزيز, أن أوضح له بالمختصر المفيد عدة نقاط هامة, ومن ثم أترك له الحكم. أولاً, في غالبية دول العالم المتحضرة, إذا حدث عمل ما في أي بلد ما, وذهب ضحيته مواطن بريء, وأثناء حدوث هذا العمل الجبان, كان رئيس البلاد في زيارة لإحدى الدول, سرعان ما يقطع زيارته ويعود إلى بلده, لكي يكون قريب من الحدث ويطلع على مجريات الأمور, ويشارك عموم شعبه وعائلة الفقيد أحزانهم. لكن بخلاف هذا, أن رئيس الأتراك؟ أردوغان يوم وقوع العملية الإجرامية الدنيئة في برسوس كان في زيارة إلى ربيبتها جمهورية شمال القبرص الكرتونية, التي لم تعترف بها أية دولة سوى الجمهورية الأتراك, لو كان أردوغان حقيقة يعد نفسه رئيساً لجميع المواطنين ضمن الرقعة التي تسمى بتركيا, وجب عليه بعد سماعه نبأ الجريمة النكراء وسقوط ذلك العدد الكبير من الضحايا, أن يقطع زيارته و يعود فوراً إلى بلده, لكن لم يحدث شيء مثل هذا, كأن ما جرى لا يعنيه, لا من قريب ولا من بعيد, لأن الجريمة استهدفت مدينة كوردية. الشيء الآخر, بعد عودته من شمال القبرص, كأي رئيس يشعر بالمسئولية تجاه مواطنيه, وجب عليه أن يتصل بذوي الضحايا ويعزيهم, لكنه لم يكلف نفسه ولم يتصل هاتفياً بذوي الضحايا؟. الأمر الآخر الذي يفضح دور النظام التركي في الجريمة النكراء, قال الناجون من المذبحة, أن المسئولين في المدينة منعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان وقوع الجريمة؟. وقال الجرحى الذين نجوا من الانفجار الإرهابي, أن الشرطة التركية, بعد وقوع الجريمة حضروا إلى الموقع وبدؤوا يستهزئون بنا؟. أضف إلى هذه الأعمال السادية, أن صحافة حزب أردوغان (A K P) وحزب باغجلي  (M H P) اتهموا الضحايا الأبرياء, بأنهم سبب لما جرى لهم!!. وقبل تنفيذ التفجير الإجرامي, أراد الشباب الاشتراكي التوجه إلى مدينة كوباني التي تبعد عن مدينة برسوس (10) كيلومتر فقط, ألا أن شخص المحافظ لم يسمح لهم بذلك, كأنه كان يبغي من وراء ذلك تأخيرهم لحين مجيء ذلك الإرهابي المتخلف إلى مكان تواجد المحتشدين, لكي يفجر نفسه في وسطهم؟. هنا يقفز إلى ذهن سؤال, ألا وهو, أن أي تجمع جماهيري, في جمهورية تركيا البوليسية, يحضره العشرات إذا لم نقل مئات من أفراد الشرطة التركية, ناهيك عن رجال الـمخابرات الـ”ميت” بملابسهم المدنية,  لماذا لم يحضر شرطي واحد في موقع التجمع الطلابي المشار إليه قبل التفجير؟؟. أليست هذه النقاط التي أشرنا لها, كلها دلائل دامغة تفضح و تدين النظام التركي العنصري وأجهزته القمعية سيئة الصيت؟؟؟.

نحن الجالية الكوردستانية في بلاد المهجر, نتقدم بأحر التعازي, وأسمى آيات التقدير والعرفان لذوي الضحايا, كما ندعو بالشفاء العاجل لجميع الجرحى, و نهيب بأبناء شعبنا الأبي في عموم كوردستان, أن لا يصدقوا الإشاعات المغرضة, التي تبثها أذناب المحتلين لوئد الروح الوطنية ” الکوردایەتی”. إن الواجب الوطني يحتم على عموم الشعب الكوردي, أن يواجه تلك القوى الشريرة التي تحتل وطننا, برص الصفوف, والوقوف كالطود الشامخ لدحر قواتهم الغازية, و دفن أفكارهم الهدامة, القادمة من غياهب التاريخ.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *