الدكتور حبيب تومي كما عرفناه!!

بمزيد من الألم والحزن تلقينا خبر فقدان (د.حبيب يوسف صادق تومي) الكاتب الكلداني والوطني والأنساني ، الغيور على شعبه ووطنه وأمته الكلدانية المهمشة والمستباحة الحقوق في تربتها التاريخية الحضارية عبر قرون من الزمن الدامي العاصف والدامع الساري والمهجرة من ديارها العامرة عنوة ورعونة.

ناضل حبيبنا الحبيب تومي لعقود من الزمن العاصف وحتى وفاته من أجل وطنه وشعبه ، مقارعاً الدكتاتوريات المتعاقبة والحكومات الأستبدادية المتلاحقة ، قدم الكثير من أجل الأنسانية في وطنه وحتى مماته في الغربة حيث أقامته في النرويج ، كان محباً لوطنه العراق لصيقاً معه ومفكراً به وببلدته العريقة المناضلة القوش التي ولد فيها وترعرع بين طيات جبالها ومنحدرات وديانها وديرها الشامخ (ربان هرمزد) الى جانب رفيقه الحميم المناضل الفذ توما توماس.

د.حبيب تومي الكاتب والمؤلف والمفكر ورئيس الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان في دورته الأولى وأحد المؤسسين له ، مثقف قدير ومتمكن ولبق وصبور ونزيه وماسي القلم في جميع المواقف القومية والوطنية والانسانية ، أنها لخسارة كبيرة لفقدان هذا الأنسان المضحي بوقته وماله وحياته من أجل المواقف المبدأية التي حملها منذ ريعان شبابه وحتى مماته بمرض عضال.

حبه ومحبته لألقوش والعراق كانت مرادفة لحياته طول الوقت ، قبل سنوات فكر بترك الغربة والعيش في بلده الأصيل العراق من خلال بلدته العريقة ألقوش ، جمع كل مدخراته الحياتية ومشقات العمل ليحصل على دار سكن لائق للعيش والأستقرار في مدينته التاريخية المناضلة ألقوش.

قمت بزيارته في ربيع عام 2013 في داره المكتمل في القوش ضمن وفد من الاتحاد ، والى جانبه أم رياض الزوجة المضحية والملبية لتطلعات شريكها وأب لأولادها ترادفه أينما حل ومكث ، كان فرحاً ومسروراً جداً لا يمكن وصفه حباً ببقائه في مدينته الخالدة التي ترعرع فيها محباً لقضاء طول وقت حياته دون أن يفارقها ، ولكن التوقعات كانت معاعسة تماماً فيما بعد.

التقيت معه في ربيع عام 2014 بعد الأنتخابات التي خضناها معاً من خلال قائمة واحدة(بابليون) تحت رقم 303 تسلسله الثاني ليأخذ مكاني دون أن يعلم ، وليصبح رقمي الثالث في القائمة أحتراماً له ولمكانته الكبيرة في نفسي ، وهذا الموقف ترك في نفسه الكثير لتطور علاقتنا في العمل المشترك ومحبته الفائقة في تطور العمل الكلداني المشترك البعيد عن حب الذات ، والعمل بنكران الذات من أجل قضية شعبنا وأمتنا الكلدانية وطنياً وأنسانياً.

سمعت بحبيب تومي وأنا طفل لم أتجاوز العاشرة من العمر ، وهو شاب يافع متطلع الى الحرية للوطن والسعادة للشعب ، محارباً فذاً وعنيداً صلباً من أجل المباديء والقيم العليا التي حملها وترعرع في كنفها.

قرأت عنه وقرأ لي ، كلمته وكلمني وكلمني هاتفياً وألكترونياً دون أن نلتقي ، لكننا التقينا معاً في أول مؤتمر كلداني عالمي عقد في آذار عام 2011 في سان ديكو \ الكهون المدينة الواقعة على الحدود المتاخمة للمكسيك ، بقينا معاً نلتقي بشكل مستمر طيلة أكثر من عشرة أيام في هذه المدينة السياحية الكبيرة.

التقينا معاً في منتصف أيار عام 2013 لحضورنا المؤتمر الكلداني العام في مشيكان ، ولمدة أكثر من خمسة أيام متتالية في الحوار المستمر والمناقشات المتواصلة طول الوقت بأستثناء فترة النوم ، عرفناه بصدقه ومرونته وحواره الشيق والمسؤول ورزانته المعروفه وهدوءه المعهود ونقاشاته المتواصلة الجادة من أجل خير وتقدم وتطور الأمة بشعبها الكلداني وطنياً وأنسانياً.

وأخيراً تفاجئنا بمرضه اللعين العضال ، كنت متواصلاً معه بين فترة وأخرى للأطلاع على وضعه الصحي والوقوف لشفائه الدائم لأستمراه في خدمة شعبه الذي هو بحاجة ماسة الى كل كلمة أعلامية تبادر من الأستاذ حبيبنا الحبيب الدكتور حبيب تومي ، ورغم مرضه بادر هو بالذات في أحدى المرات للأتصال معي شخصياً لأطلاعه على سير الأمور الثقافية والأدبية والأستفسار عن وضعنا في الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان وعن زملائه في الهيئتين التنفيذية والعامة.

مهما قيل وقلنا وذكر وذكرنا لم نفي بقدراته الجمّة ، شفافية ونزاهة وصدق وأمانة وأخلاص هذا الرجل النموذجي ، في محبة شعبه ووطنه وأنسانيته ، ومهما قيل وقلنا ويقال هو قليل بحق هذا الأنسان الفذ ، والذي هو بحق رغم مماته حي بيننا لا يمكن نسيان وجوده ومآثره الكبيرة وتفكيره الواسع..

نم قرير العينين أيها الأخ والزميل والأستاذ الدكتور حبيب تومي ، سوف نكمل مسيرتك الشاقة بعناد ما حيينا ، معاهدين شعبنا ببذل الجهود من أجل رفع شأنه وأمته وقوميته الكلدانية مهما كان الثمن.

وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأسمي وزملائي في الهيئتين التنفيذية والعامة لأتحادنا (الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان) تعازينا ومواساتنا لعائلة الفقيد (زوجته بتول \ أم رياض وأولاده رياض ورائد ونورس وبناته أنجيلا وأشواق) ولآل تومي الكرام والى جميع المنظمات الكلدانية العالمية في الداخل والخارج .

منصور عجمايا

—————————————

نبذة عن حياة المرحوم الاستاذ حبيب تومي

مواليد مدينة القوش 9 \شباط \1943 أنهى الدراسة الأبتدائية والمتوسطة في القوش واكمل الدراسة الثانوية الفرع العلمي (الثانوية الجعفرية المسائية 1969) في بغداد ، انخراط مشاركاً في قوات الأنصار البيشمركة اوائل 1963 الى عام 1968 م اكمل دراسته الجامعية في الأتحاد السوفياتي السابق اختصاص (هندسة بحرية) في سنة 1982 اشترك في دورة دراسية فنية لمدة ثلاثة اشهر في فرنسا حول الثروة البحرية والصيد التجاري في اعالي البحار

في عام 2010 منح لقب سفير السلام من قبل منظمة السلام العالمي

في نهاية آذارعام 2011 شارك في المؤتمر الكلداني العالمي المنعقد في سان ديكو وعضو منتخب لهيئة الرئاسة.

بأسلوب الدراسة عن بعد وبتاريخ 12 / 08 / 2012 منح شهادة دكتوراه فلسفة في العلوم السياسية من قبل الجامعة العربية المفتوحة لشمال امريكا وكندا (شؤون الدراسات العليا) عن اطروحته الموسومة (البارزانيون ودورهم السياسي في المسألة الكوردية)

لدى المرحوم ثلاثة كتب مطبوعة وهي (القوش دراسة انثروبولوجية اجتماعية ثقافية) و (الألفاظ المحكية المشتركة بين اللغات العربية والكردية والفارسية والتركية والعبرية والارامية) و (البارزاني مصطفى قائد من هذا العصر.)

في منتصف أيار من عام 2013 شارك في المؤتمر الكلداني العام المنعقد في مشيكان.

لدى المرحوم مئات المقالات في شتى المواضيع التراثية والأدبية والتاريخية والسياسية والأجتماعية منشورة في الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية

سنة 2009 انتخب المرحوم رئيساً للأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان وعضواً مؤسساً للأتحاد.

سنة 2014 كان المرحوم مرشح للبرلمان العراقي في قائمة البابليون رقمها 303 تسلسل رقم .2

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *