الحقيقة راستي في ذكرى ميلادها ال59 / بقلم لؤي فرنسيس

سعت ومنذ بواكير أعدادها الأولى بعد معاودتها الصدور أن تكون ملونة بألوان الطيف العراقي، لتنشر للجميع دون تفرقة، كل ما يرد اليها عبر بريدها الألكتروني  او من خلال التواصل المباشر ، وعملت بجد وتفان ولازالت من أجل لملمة شمل ابناء محافظة نينوى بمختلف أنتماءاتهم بعد ان رفعت شعار الاعتدال طريقا يفضي الى نقاء الضفاف ونشر المحبة والسلام والأخوة والتعايش والتسامح ، إيمانا منها بأن نينوى للجميع فكان صوتها واقلام مثقفيها يرسمون وبأصرار أفق أمثل تكريسا لهذه الحقيقة .

إضافة لموقفها الكبير والاساسي في الحرب ضد داعش الارهابي المجرم حيث قدمت كوكبة من شهداء الكلمة الحرة والصادقة،  ومن بينهم الزميل الشهيد مدير تحريرها ( المرحوم هاشم محمد عبد الله ، ((هاشم الفارس)) ) والذي اعدمه التنظيم الارهابي المجرم في الموصل بعد احتلالها حيث تم اختطافه وسجنه وتعذيبه واعدامه .

ومنذ ذلك التاريخ وايامه الاولى وبعد احتلال مدينة الموصل من قبل غول العصر داعش وفكره الظلامي بدأت الحرب الاعلامية ضد افكار التنظيم الارهابي المجرم ومازالت تحارب تلك الافكار الشوفينية والظلم  الذي استباح نينوى التاريخ والعراقة والاصالة والحضارة  وبجميع مكوناتها العراقية  .. كما حرصت على نقل بطولات وملاحم وانتصارات البيشمركة الابطال والقوات الامنية الاخرى  في محاور العمليات ودأبت الحقيقة راستي على نقل انجازات الحكومة المحلية في الموصل وانجازات حكومة الاقليم تجاه نينوى وساندت النازحين والهاربين من بطش داعش والمساهمة في تخفيف معاناتهم ومحنتهم ، واوصلتها للجهات المعنية  كما كان لها مواقفها تجاه مثقفي واكاديميي المدينة من خلال نقل وتوثيق نشاطاتهم واسهاماتهم وايصال معاناتهم ، وقد حرصت الحقيقة راستي على اتخاذ موقفا سلبيا شديدا مع الفاسدين والمفسدين  الذين حكموا المدينة، ممن عملوا لمصالحهم الشخصية مبتعدين عن الانصاف والحق  عبر طرق المحسوبية والمنسوبية طمعا بسرقة اموال النازحين والمهجرين .

 فيوم الاحد الماضي السابع من أيار أحتفلت أسرة جريدة الحقيقة بمناسبة مرور59 عاماً على صدورها وإيقاد الشمعة التاسعة والخمسون من عمرها وذلك برعاية صاحب أمتيازها السيد عصمت رجب ، ورئيس تحريرها الزميل لؤي فرنسيس نمرود ومدير التحرير الزميل حسين كاكئي وكادر هيئة التحرير والمصورين وجميع العاملين فيها .

 لقد واصلنا الليل بالنهار وحرصنا على إنتقاء لغة تعبر عن واقع حال الشارع الموصلي بإختلاف تناقضاته ومشاربه مما جعل الجسور بين القراء والجريدة متينة وقوية، وبذلك حققنا جزءا مما نطمح إليه وهو أن تكون الحقيقة –راستي رقما صعبا بين الصحف الموصلية”، ليتبنى تحريرها والكتابة فيها العشرات من حملة الشهادات الاكاديمية والمثقفين من ابناء مدينة الموصل ومحافظة نينوى.

 جريدة الحقيقة – راستي والتي صدر العدد الأول منها قبل 59 عاما وتحديداً في السابع من أيار من عام 1959، وأسسها كل من الأديب الموصلي المرحوم جرجيس فتح الله المحامي والكاتب المرحوم الملا أنور المائي وكانت ( الحقيقة ) حينذاك مجازة من وزارة الإرشاد ولازالت أولياتها موجودة لحد الآن في أرشيف وزارة الثقافة “حاليا ” لكنها توقفت بعد إصدار ( 24 ) عددا منها في نيسان عام 1960 في عهد الرئيس الراحل عبدالكريم قاسم بسبب السياسات الشوفينية التي كانت تتبع ضد الأحرار والمثقفين من أبناء العراق منذ ذلك الوقت،ومن بينهم الذين أصدروا الجريدة في ظروف قاسية جدا وتحت مطرقة الملاحقة من قبل السلطات الحاكمة آنذاك .

اصدر جرجيس فتح الله المحامي بعد ثورة 14 تموز / يوليو 1958 جريدة “الحقيقة – راستي ” باللغتين الكوردية والعربية ليشرف هو بنفسه على قسمها العربي ، واشرف على القسم الكوردي المثقف الكوردي الراحل أنور مائي حيث عرفت “الحقيقة ـ راستي ” بدفاعاتها عن القضية الكوردية في العراق ومطالب الأكراد القومية والتعريف بكل كوردستان العراق ولا زالت تستمر بنهجها ، وهذا ما عارضته الحكومات السابقة بدءا بحكومة الزعيم عبد الكريم قاسم وما تلاها من حكومات

وقد تعّرض مؤسسها جورجيس فتح الله حينها لمضايقات عدة وتوقيفات وأحيل إلى المحاكم العرفية ومحاكم أمن الدولة لمرات عدة.

الف مبروك لصاحب الامتياز عصمت رجب ومبروك لكادر الحقيقة ذكرى ميلادها التاسع والخمسون.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *