التظاهرات وأثرها في تحقيق المطالب

 

التظاهرة هي حالة من حالات الرفض، ومن ثم هناك ما يطالب به المتظاهرون ويطلبون تحقيقه، وهي بمعنى تعاضد ودعم ومساندة تكون على شكل مسيرة جماعية أو تجمع جماهيري في مكان ما، كما هي حالة إحتجاج على عمل ،

كنتُ في الأسبوع الماضي في زيارة إلى دولة السويد، وقد اقام الأب الفاضل ݒول ربّان قدّاساً بعده، كانت هناك ندوة جماهيرية حضرها السيد وزير الإسكان والشؤون الدينية السويدي كما حضرها عضو البرلمان السويدي روبير خلف والأخ منير جبّو عضو المجلس البلدي لبلدية سودرتاليا، وقام بالترجمة السيدة الفاضلة أم نور.

لقد تحدث السيد الوزير عن جملة أمور، كثيرة ومتعددة منها ما اراد أن يوصله لنا بأنه والحكومة متعاطفين مع محنة الشعب العراقي بشكل عام وما يحدث لمسيحيي العراق بشكل خاص، فالهجمة أخذت مدى كبيراً وخاصةً في الموصل وقرى سهل نينوى، ما يهمني من قوله هو مدى تأثير التظاهرة وأثرها الفعال في الضغط على الحكومة لتحقيق المطالب التي تظاهروا من أجلها، وهي وسيلة ضغط على الحكومة لإتخاذ قرارات لصالح مطالب المتظاهرين، وقد أكد على التظاهرة التي اقيمت في السويد تضامناً مع مسيحيي العراق، حيث شارك بها شخصياً مع عدد من الوزراء والتي كانت سبباً رئيسياً في الضغط على الحكومة السويدية ولفت نظرها إلى الجرائم البشعة التي تطال المسيحيين في العراق، مما دفع هذه الحكومة إلى القيام بإرسال مساعدات عاجلة لمسيحيي العراق، حيث ومن خلال هذه التظاهرة تم جلب نظر المجتمع السويدي والحكومة ومن ثم الرأي العام المحلي والعالمي، حيث تناقلت الصحف ووكالات الأنباء نبأ القيام بتظاهرة في هذه الدولة وتلك، من خلال هذا السرد أود أن أقول لأبناء شعبنا في الداخل، واقصد داخل بلدنا العزيز العراق ومن ثم لبقية أبناء شعبنا في المهجر، لا تستهينوا بمشاركتكم بتظاهرة ما، إنها أمضى سلاح سلمي للضغط على حكومات الدول للمساهمة أو المساعدة في تقديم مساعدات عاجلة لأبناء شعبنا المظلوم، ومن ثم لربما التدخل من أجل إيجاد الحلول السلمية أو غيرها بالشكل الذي يضمن حقوق أبناء شعبنا، لا تستهينوا بالتظاهرات مطلقاً، إن الزعيم التاريخي غاندي كان سلاحه سلمياً، لم يحمل عصا ولم يقاتل بمدفع مطلقاً ولم يؤمن بذلك،

يا أبناء شعبنا في الداخل، كل مظاهرة مسانِدَة تقوم مُطالِبَةً بحقوقكم، او دعماً لكم أو مناشدة الدول الكبرى للتدخل من أجل إنقاذكم هي تسريع للحل، وهي جذب أنظار الرأي العام العالمي لما تعانونه من ظلم وقهر وإعتداء، فأنتم في الداخل محرومون من ذلك، وليس لديكم الوسائل والإمكانيات لإيصال صوتكم لمن بيده الأمر، نحن إخوتكم في دول المهجر، صوتكم الهادر، نحن في دول المهجر من خلال تظاهراتنا وتقديم الرسائل والتي تعتبر من وسائل الإحتجاج ضد الوضع المأساوي الذي تمرون به نستطيع من إيصال هذه المعاناة ونقل هذه الآلام وهذا المخاض إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وجميع القِوى الشريفة في العالم والمناضلة من أجل حرية الإنسان أي إنسانٍ كان، ونطالبهم بالتدخل السريع والفوري من أجل رفع الحيف والظلم الذي لحقكم وأنتم لم تكونوا لا طرفاً ولا سبباً فيه، لذا لا تستهينوا بالتظاهرات، كما ومن خلال هذا المقال أناشد جميع أبناء شعبنا على مختلف تسمياتهم وإنتماءاتهم أن يساهموا ويشاركوا في كل تظاهرة تدعم مطالب أبناء شعبنا من أجل أن يحيوا حياةً حرة كريمة.

أيها الأعزاء بالأمس القريب قامت التظاهرات السلمية في السويد والبارحة كانت في الدنمارك واليوم في فرنسا وغداً ستكون في دول أخرى كما قامت تظاهرات مماثلة في أستراليا وعدة ولايات في أمريكا، كما قامت في الأردن وغيرها من الدول الأخرى كلها تدعم وتسند وتشرح وتوضح معاناة أهلنا في الموصل الحدباء وقرى سهل نينوى.

كما تقوم حملات مستمرة لجمع التبرعات لأبناء شعبنا في كل تظاهرة تقام، حماكم الله أيها الصامدون، أعانكم الله على هذا الظرف الصعب والبالغ الخطورة الذي تمرّون به، راجين من رب المجد جلّت قدرته أن يحميكم ويحمي العراق وشعب العراق بحمايته ورعايته.

نزار ملاخا

25/08/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *