البي عادة بالبدن … لا الكورونا ولا ربها يبدلوها

جرت العادة في الأهوال ان تتخذ قرارات حياتية بتغيير السلوك او بعض العادات او لنقل الأطباع نحو الأفضل بوجود مشكلة او مصيبة، او أحيانا التجرد عن امور سلبية والتعلق بأشياء غير ضرورية، والسبب هو النضوج في المحن.
في زمن الكورونا والخوف العظيم مع القلق المشروع،  واستحالة التكهن بفترته او عواقبه وكوارثه، يفترض ان نرتقي انسانياً، نحدد من اطماعنا، نخفف من اسرافنا، نتنازل عن كبرياءنا، نهذب اسلوبنا، نقلل ونقلل الكثير من سلبياتا وانانيتنا.
قبل قليل انهينا اجتماعا عبر إحد وسائل الأتصال المرئي، يعقد كل يومين او ثلالة مع مجموعة طيبة من مشيغان اكن لهم الأحترام والحب منذ عرفتهم، واشكرهم كونهم استضافوني، نتبادل الحديث برفقة الكأس لمن يرغب، وشخصياً اسمع بانتباه وكلامي محدود جدا،ً لأن ما لديهم اكثر بكثير مما عندي.
أثناء الحديث والموضوع عن الكورنا حاضراً ومستقبلاً ذكر بأن الأنسان عادة يهتم بسلامته فقط، والآن يهتم بسلامة الآخرين أيضاً. وهذا ما نلمسه فعلاً عندما منع الكثيرين انفسهم زيارة والديهم او احفادهم حرصاً منهم على عدم نقل العدوى لهم ان وجدت.
فماذا عن القوميون المتعصبون؟ او بعض كهنتنا او حتى بعض اساقفتنا؟ وماذا عن من يكتب بحقد ويسيء؟ هل سيتغيرون او الأصح هل سنتغير جميعاً نحو الأفضل انسانياً واخلاقيا وكنسياً ؟
قبل شهر تقريباً ينشر اعلان من احد الأبرشيات من قبل راعيها، وهو اول ما فكر به بأزمة الكورونا، يطلب اشتراكات وتبرعات من اجل الكنيسة وامور متعلقة بها، ومن النقاط التي ذكرت كأولويات ايضاً، مصاريف الكهنة!

وجاء الأعلان  في وقت اغلب ابناء الأبرشية اوقفوا عن العمل والمصير مجهول، وكان يفترض من سيادة الراعي وكهنته مواساة الشعب في هذه الظروف وليس الضغط عليهم من اجل التبرع المادي!
الم يحن الوقت ليصرف الكهنة والأساقفة المتريشين مادياً من جيوبهم الكبيرة وحساباتهم الممتلئة؟
قرش الأرملة يعطي للكنيسة بفرح، لكن قوت الفقير كيف يطمع به كاهن غني؟

متعصبون قوميون ما زالوا بنفس نبرتهم الخشنة وخلط السم بالعسل في كتاباتهم وردودهم،  ومنها دعوة لتبني اسم امة سورايا بدل التسميات الأخرى، ومع التوضوح من قبل الكاتب، يتبين بأن اسم سورايا هو أثور وآشور! اما عن الردود في هذا المقال فغالبيتها لا تقل سوءً عن مغزى المقال نفسه ونية الكاتب.

اما عن المتباكين على التراث والأرث والذين لا يفوتوا الفرص بأهانة كنيستنا ومعها السلطة الكنيسة، فلا رادع يردعهم حتى الأزمة التي يشترك بها العالم اجمع، فالحقد والغل عدا الثمن الذي يدفع لكل كلمة سيئة بحق كنيستنا، هم المحرك لكل شرورهم، وللأسف ساحتهم رحبة لأستقبال الحاقدين ومن لهم خلافات شخصية ومواقف تجعلهم بعيدين جداً عن التفكير بالصالح العام، بل كل عقلهم مسخر لتصفية حسابات هم اوجدوها لسبب شخصي بحت قلبت توجهاتهم ومبادئهم 180 درجة.

أخيراً .. الكهنة الأستعراضيون، ابطال الظهور الأعلامي، المختصين بالإيماءات والحركات المثيرة، واللعب بالكلمات والتغيير السريع بنبرات الصوت وتجانسها من تقلبات الوجه باسلوب تمثيلي محترف، وهم قلة قليلة وبلائم كبير.
كما في كل الأزمان لا استسيغعم، في زمن الكورونا حقيقة لم اعد حتى اجرع طلتهم في مواقع التواصل الأجتماعي، ويصيبني الغثيان عند سماع اصواتهم، لأننا بامس الحاجة الى كهنة محبين ومتواضعين ويعرفوا كيف يسخروا هذا الظرف من اجل تقوية المؤمنين روحياً وايمانياً بتعابير طيبة وسلسلة ملؤها الأمل، بينما الكهنة الأستعراضيون يستعملون اسلوب الترهيب والتخويف لجعل الشعب اكثر جهلا وتخلفاً، وبدل ان يمنحوهم القوة والتفاؤل، نراهم تارة يخيفون المساكين من يسمعهم بالشيطان، حتى اصبحت مقتنعاً بأنهم يبشرون بالشيطان وليس الل.، وتارة أخرى يخيفونهم ويرعبونهم بالله.
مرة الشيطان ارسل الكورونا … ومرة الله
لذا قلت في عنوان المقال (رب الكورونا) ولم اسميه، كوني لم اتأكد من (هالقسان منو باالضبط اللي خلق الكورونا) الله (حاشا له) او ما يسمى بالشيطان.
ولو استسلمنا لكلامهم لوصلنا الى نتيجة بان يكون هناك تنسيق بينهما لسحق بني البشر؟
اما عن نار جهنم، فهناك من الكهنة من فتحها على مصراعيها لأستقبال من يغضب عليهم في وعظته، وأخرهم ارسل الحموات قاطبة لنار جهنم وهم سبب في اصابتنا بالكورونا!
لكني لن اخفي سرا، بدأنا بتشكيل فريق حالياً نحن اثنين فقط على أمل ان نكبرـ سنتابع بعض الكهنة في خطاباتهم المتخلفة التي نحن متأكدين بأنهم استندوا في تعاليمهم الى واعظين من الكنائس الأنجيلية ومستمدين اكثر افكارهم منها، تجمع الأقوال الشاذة والمنحرفة عن التعليم الكنسي، وأنا اضعها في مقال،
مع ذكر اسم الكاهن والرابط، وسيتم تخصيص سلسلة من المقالات الساخرة بعنوان:
شطحات كاهن في زمن الكورونا
بالتأكيد عند ذكر اسم الكاهن لن اقلق على اي ردة فعل وإن وصلت إلى المحاكم الكنسية او المدنية، كوني جاد جدا في تغيير خطاباتهم لجعلها مناسبة مع الظرف العصيب الذي نمر به، ومن الغير معقول ان يكون لسان كاهن اشد سوء من الوباء نفسه، وما يهمني هو احترام العقول وليس الأستخفاف بها، وتقوية ايمان الشعب وليس سلبه.
على امل ان نصبح فريق عمل لمتابعة شطحات الكهنة السلبية
ولله في خلقه شؤونِ


زيد غازي ميشو

zaidmisho@gmail.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *