الباعوثة ما هو صوم الباعوثة ؟؟؟ بقلم الاب روني حنا

 كلمة الباعوثـا تعني:طِلبة ، تضرع ، التماس صوم الباعوثة قد يكون يرمز إلى النبي يونان. هي ذكرى لتوبة اهل نينوى الذين سمعوا كرازة يونان النبي فقضوا اياما بالصوم والصلاة نادمين على خطاياهم وسائلين الرحمة من الله. ذكر يونان في الكتاب المقدس وعاش في مملكة إسرائيل الشمالية في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. وهو شخصية محورية في سفر يونان، وتشتهر قصته بإبتلاعه من قبل الحوت . يشير سفر الملوك الثاني أنَّ يونان هو ابن أمتّاي من جت حِفر (بالعبريَّة: גַּת חֵפֶר) وهي بلدة قديمة تقع على بعد بضعة أميال إلى الشمال من مدينة الناصرة. ويذكر سفر الملوك الثاني أن يونان قد تنبأ بأنَّ بريعام بن يهوآش، ملك إسرائيل سيرد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة (خليج العقبة). يونان هو الشخصية المحوريَّة في سفر يونان. حيث وفقًا للسفر أرسل الله يونان إلى أهل «نينوى» وهي: مدينة كبيرة تقع على نهر دجلة أو قريبة منه، تجاه مدينة الموصل من أرض آشور (في القسم الشمالي من العراق الحديث)، وكان عدد أهل هذه المدينة مئة ألف أو يزيدون. وهي المملكة التي قامت بتدمير مملكة إسرائيل في سنة 722 ق.م. اما الآن فتقع المدينة باكملها وسط الموصل وسور المدينة على شكل تلال داخل الموصل انظر سور نينوئ. والذي يظهر أن رسالته كانت خلال القرن الثامن قبل ميلاد يسوع. وبحسب السفر أمر الله يونان أن يذهب إلى أهل نينوى، ليردهم إلى عبادة الله وحده، وذلك بعد أن دخلت فيهم عبادة الأوثان. لكن يونان لم يقتنع بأن المدينة يمكن أن تتوب بالإضافة لكونها مدينة غير يهودية وبالتالي، هرب في سفينة من خلال الذهاب إلى يافا بإتجاه معاكس إلى ترشيش. ولكن الله أهاج البحر وكادت السفينة أن تغرق فحاول الركاب معرفة السبب غضب الألهة (فقد كانوا وثنيين) فإعترف يونان بذنبه وبأنه رفض طاعة إلهه فرمي خارج السفينة وسكنت العاصفة. أما يونان فقد أعد الله له حوت عظيم لكي يبتلعه وبقي في جوف الحوت ثلاثة أيام بلياليها فدعا الله معترفا بذنبه فقذفه الحوت للساحل. وأخيرا أذعن يونان إلى أمر الرب فانطلق إلى نينوى ليبشر أهلها بالخلاص وذهب للمدينة العاصية ووعظ سكانها فأعلنوا صوما عاما للتوبة ابتداء من الملك وحتى عامة الشعب والأطفال الرضع والبهائم فعفا الله عنهم، وهذا يدل على أن الخلاص ليس حصرًا في قوم بني إسرائيل. بيد أن نجاحه هناك وإقبال الناس على التوبة أثارا غضبه، فلقنه الله درسا عمليًا مستخدمًا مثال النبتة. عندما غضب يونان من الله وخرج خارج نينوى ونصب هناك مظلة وجلس تحتها في الظل فأعد اعد الرب النبتة فارتفعت فوق يونان ليكون ظل على رأسه ففرح يونان بالنبتة فرحا عظيما ثم اعد الله دودة عند الفجر فضربت النبتة فيبيت فلما أشرقت الشمس وضربت على راس يونان فأغمي عليه عندها قال الله ليونان ايحق لك ان تغضب من اجل النبتة؟ فقال يونان يحق لي ان اغضب حتى الموت. فقال الله اشفقت انت على النبتة التي لم تتعب فيها افلا اشفق انا على نينوى العظيمة التي فيها اكثر من مئة وعشرين الف نسمة لا يعرفون يمينهم من شمالهم فظلا عن بهائم كثيرة؟؟؟. ونحن اليوم نحيي سنويا باعوثة نينوى تذكارا لباعوثة نينوى التي حدثت في القرن الثامن قبل الميلاد. ما هو اصل صوم الباعوثة ؟؟؟ فصوم الباعوثة له علاقة بصوم نينوى وبإنتشار وباء الطاعون الذي اكتسح مناطق عديدة من العراق في القرن السابع، بعد الميلاد ، وبسببه قرر البطريرك والأساقفة وقتذاك القيام بهذه العبادة لرفع الصلوات، والصوم على نية وقف الكارثة التي حلت بالناس، فكانت النتيجة أن بطل الموت وزال شبح الطاعون، فاتفق رؤساء الكنيسة، منذ ذلك الوقت، على أن يحيوا هذه الذكرى سنويا من خلال صوم الباعوثة الذي تواصل الكنيسة القيام به إلى يومنا هذا.

الاب روني حنا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *