البابا فرنسيس يغادر الاراضي المقدسة عقب محاولة لغرس غصن زيتون

 

رأس الكنيسة الكاثوليكية حاول ترسيخ السلام الروحي في منطقة تموج بالصراعات، والإسرائيليون

استقبلوه ببناء خمسين مستوطنة جديدة!

ميدل ايست أونلاين/ القدس

غادر البابا فرنسيس، الاثنين، الشرق الاوسط في ختام زيارة استمرت ثلاثة ايام للأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل واتخذت بعدا دينيا وسياسيا في الوقت نفسه.

وأقلعت طائرة شركة العال الاسرائيلية، التي تقل رأس الكنيسة الكاثوليكية، من مطار بن غوريون في تل ابيب في الساعة 20,30 (17,30 ت غ) متجهة الى روما وذلك بعد حفل وداعي قصير.

وكان البابا طالب، في وقت سابق خلال لقائه الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، بحرية وصول المؤمنين الى الاماكن المقدسة في القدس.

وخلال وجود البابا في المدينة المقدسة، منحت بلدية القدس الاسرائيلية الاثنين الضوء الاخضر لبناء خمسين وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة جبل ابو غنيم (هار حوما) في القدس الشرقية المحتلة.

وقبل الرئيس الاسرائيلي، الاثنين، دعوة البابا فرنسيس له وللرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة الفاتيكان للصلاة من اجل السلام.

وقال البابا “لتكن القدس فعلا مدينة السلام! ولتسطع القيم الدينية والثقافية الكونية للقدس ككنز للإنسانية برمتها!”. وأضاف “كم هو جميل عندما يتمكن الحجاج والمقيمون هنا من الوصول الى الاماكن المقدسة بحرية والمشاركة في الاحتفالات!”

وتعد القدس مدينة مقدسة للمؤمنين اليهود والمسيحيين والمسلمين. ولكن اسرائيل تفرض قيودا على دخول المدينة خاصة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وأدان البابا “معاداة السامية بكل اشكالها الممكنة” وندد ايضا بأعمال التخريب “ومظاهر انعدام التسامح حال الاشخاص او اماكن العبادة اليهودية والمسيحية والمسلمة”.

وقام البابا فرنسيس قبلها بزيارة للمسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة ورافقه فيها بطريرك القسطنطينية الارثوذكسي برثلماوس.

وقال البابا في لقاء مع مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين “لنحترم ونحب بعضنا بعضا كإخوة واخوات، لنتعلم ان نفهم الم الآخر ولا يستغلن احد اسم الله لممارسة العنف، ولنعمل معا من اجل العدالة ومن اجل السلام”.

من جهته، قال المفتي أثناء استقباله البابا في مقره “السلام في هذه البلاد لن يكون إلا بإنهاء جميع مظاهر الاحتلال ونيل شعبنا حريته وحقوقه كافة”، مشيرا الى ان الجميع يتطلعون لدور البابا “الفاعل لوقف العدوان المستمر على ابناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وتمكين المسلمين والمسيحيين من ابناء شعبنا من الوصول الى اماكن عبادتهم بحرية لأداء شعائرهم في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وهذا ابسط حقوقهم الدينية والإنسانية”.

والحرم القدسي، الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى، الذي يقع اسفل باحة الاقصى، آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.

وبعدها توجه البابا الى حائط المبكى حيث صلى هناك.

واقترب البابا الارجنتيني من الحائط ووضع يده عليه لعدة دقائق وهو صامت، ثم قام بفتح مغلف ابيض واخرج منه ورقة كتبت عليها رسالة قصيرة قرأها امام الحائط.

وبعدها عانق البابا كلا من صديقيه القديمين حاخام بوينس ايرس ابراهام سكوركا، والبروفسور المسلم عمر عبود رئيس معهد الحوار بين الاديان في العاصمة الارجنتينية.

وقام البابا ايضا في خطوة غير مقررة بزيارة نصب لإحياء ذكرى القتلى الاسرائيليين الذين سقطوا في هجمات، بمرافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقام البابا بهذه الخطوة وهو في طريقه من البلدة القديمة في القدس الى نصب ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم).

وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان البابا قام بهذه الزيارة بعد ان استجاب لطلب بهذا الصدد تقدم به نتانياهو.

وكان البابا قام بزيارة غير مقررة، الاحد، الى الجدار الفاصل الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد نتانياهو، الاثنين، في لقائه مع البابا في مبنى النوتردام التابع للفاتيكان على الحدود بين القدس الشرقية والغربية، بان الجدار قام “بإنقاذ حياة ألاف الأشخاص”، مؤكدا “منذ بنائه، توقف الارهاب”.

كما ندد البابا خلال زيارته الى نصب محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم) بالمحرقة التي قتل فيها ستة ملايين يهودي في المعسكرات النازية، معتبرا انها “مأساة هائلة”.

وقال البابا امام المسؤولين الاسرائيليين “في ذا المكان، النصب التذكاري للمحرقة، نسمع تردد صدى سؤال الله ذا: آدم، اين أنت؟”. وأضاف ان “تلك الصرخة (…) وأنا امام مأساة المحرقة الهائلة تردد صدا كصوت ضاع في هوة لا قاع لها”.

وتوجه البابا ايضا الى المقبرة الوطنية الاسرائيلية في جبل هرتزل، حيث وضع اكليلا من الورود على قبر تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية.

وهذه المرة الاولى التي يقوم فيها بابا بتكريم هرتزل، بينما كان الناشطون الفلسطينيون طالبوه “بعدم تشويه زيارته بمثل هذه الاعمال”.

والتقى البابا مرة اخرى ايضا مع الطوائف المسيحية الاخرى خاصة الارثوذكسية في تقارب تاريخي كان المحطة الرئيسية في هذه الزيارة، وذلك بعد نحو خمسين عاما على القمة التاريخية بين البابا بولس السادس راس الكنيسة الكاثوليكية والبطريرك أثيناغوراس بطريرك القسطنطينية في القدس.

وانضم البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي اثارت زيارته الى الاراضي المقدسة مع البابا جدلا كبيرا في لبنان، الى الصلاة التي اقامها البابا في حديقة الجثمانية، والتي تعد الموقع الذي صلى فيه المسيح خلال العشاء الاخير قبل ان يعتقله الرومان.

وانهى البابا زيارته الى الاراضي المقدسة، التي بدأت السبت في الاردن، بقداس في علية صهيون، التي يعتبرها المسيحيون واليهود والمسلمون موقعا مقدسا.

ويفيد التقليد المسيحي ان يسوع المسيح اقام العشاء الاخير مع تلامذته في هذه العلية الواقعة في جبل صهيون خارج اسوار المدينة القديمة.

وقبل وصول البابا الى الموقع، قامت الشرطة الاسرائيلية باعتقال ثلاثة شبان يهود كانوا في مدرسة دينية تلمودية قرب العلية، وذلك كإجراء وقائي، بحسب ما اعلنت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *