الاقمار الصناعية ترشد المنقبين الى هيكل ضخم يعود الى العصر البابلي في أور

بغداد / المسلة:

عثرت بعثة تنقيب عن الآثار تقودها بريطانيا بمنطقة تل خيبر في محافظة ذي قار العراقية الى مجمع مباني أثري.

البعثة التي بدأت عملها في التنقيب بالمنطقة في فبراير شباط تتألف من ستة بريطانيين وأربعة عراقيين من خبراء الآثار.

وذي قار فيها أطلال مدينة أور الأثرية التي كانت عاصمة السومريين والتي تشتهر بالزقورة التي يسميها الأثريون الهرم الرافدي.

وذكرت جين مون بحسب (رويترز ) ، من قسم الآثار بجامعة مانشستر والتي تتولى إدارة التنقيب في تل خيبر أن الكشف الجديد له أهمية تاريخية كبيرة.

وقالت “ترجع أهمية تل خيبر إلى أنه كان ضمن مواقع اكتشفها أستاذ أمريكي في المنطقة عام 1966 وكان يعتقد أن فيها بقايا ربما من العصر البابلي المبكر وربما أقدم من ذلك كثيرا. تمكنا في الآونة الأخيرة من رؤية بعض صور التقطتها أقمار صناعية من الجو للمكان بها علامات تشير إلى وجود مبنى كبير جدا هناك. لسنا متأكدين من التاريخ لذلك جئنا لنستكشف سبب وجود مبنى ضخم جدا في معظم مساحة هذا الموقع.”

وأضافت “أكدنا أن المبنى يرجع على الأرجح إلى بدايات العصر البابلي القديم أي نحو 1800 قبل الميلاد.. نحو ذلك.. ما زلنا نحتاج إلى مزيد من التحديد. لكنه من عصر سابق لحمورابي وبعد سقوط أور عندما كان هذا الجزء من البلد في فوضى عارمة ويسعى لجمع شتاته مجددا.”

وحمورابي هو سادس ملوك بابل الذي وحد دويلات بلاد بين الرافدين وكون الإمبراطورية البابلية وتنسب إليه مجموعة من أقدم التشريعات في التاريخ.

وتابعت جين مون “الأشياء التي نعثر عليها ربما نتعرف من خلالها على الحياة في ذلك العصر. نبحث على سبيل المثال عن أدلة على وجود صناعة ونكتشف أنهم كانوا يصنعون قوالب الطوب والأواني الفخارية وربما يصنعون أيضا قطعا صغيرة للألعاب.”

وأهملت المواقع الأثرية في العراق عشرات السنين خلال الحروب والعقوبات الدولية كما تعرض كثير منها للسرقة. ويعتقد أن نحو 15 ألف قطعة أثرية قد سرقت من المتحف الوطتي العراقي في بغداد وأن آلاف القطع الأخرى نهبت من مواقع أثرية في أنحاء العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وذكر خبير الآثار العراقي علي كاظم الذي يشارك في مشروع التنقيب في تل خيبر أن الحاجة تدعو للاستعانة بالتقنية الحديثة لتحقيق مزيد من الاكتشافات الأثرية.

وقال “احنا محتاجين مثل ما ذكرت لك للتقنيات الحديثة.. التقنيات الحديثة باستخدام الأجهزة واستخدام.. مثل أنظمة المعلومات الجغرافية وبعض السونارات ومثل المغناطيس الجغرافي الذي يستخدم لاستكشاف ما تحت الأرض.. هذه الأمور حديثة يعني.. احنا بصراحة كنا معزولين عن العالم في هذا المجال. وهذا.. البعثات.. وتفكير الوزارة بشأن الكادر العراقي.. مواكبة مع البعثات الأجنبية للعمل بالعراق يزيد من خبراتنا ويعلمنا على هذه العلوم وتوظيفها بالآثار.”

وذكرت تقارير أن الفريق البريطاني هو أول مجموعة من خبراء الآثار تجري عمليات تنقيب في جنوب العراق منذ الثمانينات.

وكانت ” المسلة ” نشرت في وقت سابق تقريرا عن فريق منقبين يتألف من آثاريين بريطانيين وعراقيين قالوا أنهم اقتربوا من العثور على مدينة النبي ابراهيم ، الاب الروحي للديانات اليهودية والمسيحية والإسلام ، بعدما تمكّنوا بمساعدة صور التقطتها الاقمار الصناعية من العثور على بقايا هيكل بناء ضخم بحجم ملعب كرة القدم مدفون تحت الارض يتألف من حجرات منفصلة عن بعضها ، تلتف حول ساحة واسعة ، يقع على مسافة 20 كيلومترا من مدينة أور، آخر عاصمة للسومريين.

ومما يعزز احتمال ان هذه المدينة هي ذاتها التي نشأ فيها النبي ابراهيم ، عثور فريق البحث على لوح طيني بارتفاع تسعة سنتمترات ، ويجسد رجلا في وضع (عبادة) امام ضريح مقدس.

ويرتدي الرجل يرتدي وشاحا طويلا ، في لحظة تأمل وصلاة.

والنبي إبراهيم ( 2200-2000 قبل الميلاد) شخصية بارزة في الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية. وردت سيرة حياته في سفر التكوين وفي القرآن أيضاً. وتسمى العقائد الإسلامية والمسيحية واليهودية بالديانات الإبراهيمية لأن اعتقاداتهم كانت متأثرة بمعتقد إبراهيم.

ويقول ستيوارت كامبل الذي يرأس فريق التنقيب ان الاكتشاف يثير الدهشة لانه يفصح عن اسرار مدينة كبيرة.

وكانت اعمال حفر و تنقيب انطلقت في تل خيبر الذي يبعد عن بغداد بمسافة 320 كيلومترا وشارك فيها فريق بريطاني اضافة الى آثاريين عراقيين ، بعد توقف عن التنقيب الواسع منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *