الاتحاد الوطني الكوردستاني صح النوم

ذات يوم وضعوا أمام أمير البحرين – عندما كانت البحرين إمارة – خارطة العالم، وإذا تظهر فيها إمارة البحرين نقطة صغيرة تطفوا على مياه بحر الخليج، عندها جن جنون الأمير الأمي، وصرخ في وجه موظفيه، كيف تكون إمارة البحرين نقطة في البحر، ونحن الآن واقفون على أرضها المترامية؟! سرعان ما أدرك كبير موظفي القصر الأميري غباء الأمير ورعونته، وما كان عليه إلا أن يهرول مسرعاً إلى مكتبه في القصر الأميري، وجاء بخارطة تفصيلية كبيرة لإمارة البحرين ملأت الصالة، وقال للأمير القزم، يا طويل العمر، هذه هي البحرين الحقيقية، أما تلك الخارطة التي جعلت من البحرين نقطة في البحر، بلا أدنى شك أنها من رسم الصهاينة اليهود. وبعد أن ألقى الأمير نظرة تهكمية غريزية على الخارطة، وقف وقفة عسكرية، ثم ميل عقاله نحو اليمين، وانفرجت أسارير وجهه وضحك ملء شدقيه، وقال بصوت جهوري، دوى صداه في أرجاء القصر، أي نعم، هذه هي البحرين، رغماً على أنف اليهوووود الصهاينة.

عزيزي القارئ، إن منطقة الشرق الأوسط، تزدحم بقادة أغبياء على شاكلة أمير البحرين، ابتليت بهم شعوبهم. وبما أن وطن الشعب الكوردي، كوردستان، يقع في قلب هذه المنطقة، التي تنتج قادة أغبياء بامتياز. فلذا ابتلي الكورد ببعض القادة المصابون بهذه الآفة اللعينة المدمرة. بعيد عنكم، أن عدداً من قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني (أ.و.ك)، مصاب بهذا الداء الذي يصاب به الإنسان، نتيجة النقص في ثقافته و وعيه. وبسببه، فقد حزب الاتحاد الوطني في الانتخابات التشريعية الأخيرة جانباً كبيراً من أصواته الانتخابية التي اعتمد فيها على كورد الجنسية، ولم يسعفه هذه المرة خداع وتضليل الجماهير الكوردستانية برفع شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقي من برد. والآن يقف في ذيل غريمه، حركة التغيير، التي يقودها (أنوشيروان مصطفى) والتي حصلت على المرتبة الثانية، بعد الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي أصبح الحزب الأكبر في إقليم كوردستان.إن نظرة غير الواقعية لقيادات (الاتحاد الوطني الكوردستاني) إلى موقع الحزب السياسي في كوردستان، تشبه نظرة أمير البحرين إلى خارطة العالم، لكن بطريقة مغايرة، حيث أن قيادات حزب الاتحاد الوطني، نظروا إلى الخارطة السياسية الجديدة لحجم الأحزاب الكوردستانية من خلف الزجاج السوداء لسياراتهم الفارهة، بأن شعبية حزبهم تجاوزت الآفاق، وأنه سيكون الحزب الأول في الإقليم، وإذا في حقيقتها، كتلك النقطة التي في البحر. لماذا، ومن المسئول، عن تحول حزب (الاتحاد الوطني الكوردستاني) إلى نقطة في البحر؟!. لمعرفة الهزيمة التي ألحقت بحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني في الانتخابات الأخيرة، و على أثرها حجم دوره السياسي الذي كان يلعبه على صعيد إقليم كوردستان، والعراق، والعالم، يتطلب منا، أن نلقي نظرة فاحصة على سياسة الحزب وقراراته، بعد تحرير جنوب كوردستان من براثن العروبيين، و التي لم تكن صائبة وسليمة في جانب كبير منها، ولم تخدم شعب كوردستان الجنوبي قط، وكذلك تصريحات غير المسئولة لسكرتير العام للحزب، وقياداته، التي جرحت الشعور القومي عند غالبية الشعب الكوردي، وتعاملهم الفوقي مع طبقات الشعب. الطامة الكبرى، إن سكرتير العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، ومكتبه السياسي، لازالوا أسرى سياسات سنوات الحرب الباردة، وعلى وجه الخصوص سكرتير الحزب، السيد جلال الطالباني، من كان يستمع إلى تصريحاته وخطبه، يشعر وكأنه يعيش في زمن جمال عبد الناصر. إن أصحاب القرار السياسي في الحزب الاتحاد الوطني، وبسبب انشغالهم بمصالحهم الشخصية – التجارة- التي تأتي عندهم قبل مصلحة الشعب والوطن، نسوا أن هناك اختراعات قد غزت العالم، مثل الانترنيت والستلايت والموبايل الخ، وبفضل هذه الاختراعات الجبارة قضي على شيء اسمه احتكار الأخبار، بل حتى بفضلها اخترقت المناطق المحرمة، وكشفت الأسرار والخفايا، و ويكيليكس (Wikileaks) خير دليل على ما نقول. بفضل نعمة و بركات هذه الاختراعات الجبارة، أصبح المواطن البسيط على وجه المعمورة إنساناً موسوعياً، يلم بجميع الأمور. إلا أن سكرتير الاتحاد الوطني الكوردستاني للأسف لم يعي هذا، وحين وقف مع أبناء طوران في أنقرة و وصف قيام الدولة الكوردية “بأنه حلم مستحيل التحقيق يراود بعض القوميين الكورد وبعض الشعراء الكورد” كان يتصور أن كلامه المعيب هذا، لا يتجاوز جدران قصر جنقايا، وإذا بفضل الستلايت والانترنيت انتشر بلمح البصر في أرجاء المعمورة. كيف فهم الاتحاد الوطني الكوردستاني كلام سكرتيره العام هذا…، الذي طعن الشعب الكوردي في صميم حقه القومي المشروع؟! ألم يدرك قادة الاتحاد الوطني، أن أي حزب أو إنسان كوردستاني يتجاوز على حقوق الشعب الكوردي قولاً أو فعلاً يكون ذلك التجاوز مسماراً في نعشه؟. على نقيض سكرتير الاتحاد الوطني الكوردستاني، نرى أن قومياً عربياً مثل الأستاذ (حسن العلوي) يدعوا بملء فمه، وبأعلى صوته، إلى قيام دولة كوردستان المستقلة، بينما رئيس حزب (قومي) كوردي لون نفسه بلون الاشتراكية الديمقراطية، يقول أن قيام دولة كوردستان حلم مستحيل التحقيق، عجبي. وفي تصريح آخر لسكرتير العام للاتحاد الوطني، قال بتبجح، أنه أمر مواقع الانترنيت التابعة لحزبه، أن يمتنعوا عن نشر أية مقالة تسيء إلى تركيا وإيران، هل هذا أسلوب شخص يزعم أنه اشتراكي ديمقراطي؟ يكمم أفواه الكورد الغيارى، الذين يدافعون عن حقوق شعبهم المظلوم بأسلوب حضاري متميز، إلا وهو استخدام القلم، لمواجهة الاحتلال الطوراني، الإيراني البغيض لشرق وشمال كوردستان. إن سكرتير العام لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني السيد جلال الطالباني على مدى سنوات، كان يصرح في جميع المناسبات ودونها، “پاکسازى و چاکسازى” أي تطهير الحزب وتحسين أدائه، لكننا لم نرى شيئاً من هذا قد حصل قط، بل رأينا، أنه جاء بنجله وزوجته إلى قيادة الحزب، وسلم مسئولية مركز تنظيمات السليمانية للاتحاد الوطني الكوردستاني إلى زوجته، أ هذا هو التغيير”پاکسازى و چاکسازى” الذي ناد به سكرتير العام للحزب!!! ثم، كيف بزوجة رئيس الجمهورية، وهي السيدة الأولى في البلد، أن تتقلد منصباً حزبياً، أو حكومياً، يجعلها تخضع لأوامر من هو أدنى منصباً من رئيس الجمهورية؟؟؟ ثم، كيف قبل العراقيون، أن سيدتهم الأولى، يرأسها شخص حزبي أو حكومي دون منصب رئيس الجمهورية!!! من الممكن لزوجة الرئيس، أن تترأس جمعية خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وهذا المنصب ليس حكومياً ولا حزبياً، بل هو منصب شرفي، خيري، تتقلده غالبية زوجات رؤساء الدول في العالم. من هفوات سكرتير العام للاتحاد الوطني، التي تعود سلباً على شعبية الحزب في أوساط الشعب الكوردي، أنه صرح في الإعلام “إن الإسلام خط أحمر” يقصد أنه لا يسمح أن تمس العقيدة الإسلامية من قبل بنات وأبناء الشعب الكوردي، هنا يتساءل المواطن الكوردستاني، هل هذا كلام سكرتير عام لحزب عضو في الاشتراكية الديمقراطية، ويدعي أن حزبه سكولار (Secular) علماني، لا ديني، كما جاء في منهاج الحزب ونظامه الداخلي في صفحة (9)؟!، أم أنه يزايد على الأحزاب الإسلامية في كوردستان بهذه الإدعاءات المزيفة؟ تماماً كما كانت الكومله (عصبة كادحي كوردستان) الماركسية تزايد على الحزب الشيوعي العراقي في كوردستان. للعلم، إن هذا الخط الأحمر الإسلامي، أول من جاوزه هو شخص سكرتير العام لحزب الاتحاد الوطني السيد جلال الطالباني نفسه، حين أصدر قانوناً يعاقب تعدد الزوجات، وحددها بواحدة، وهذا القانون يخالف القرآن والشريعة الإسلامية، التي حللت للمسلم، أن ينكح أربع نساء في آن واحد. إن دعاة هذه الازدواجية، الذين يتبنون فكراً أو عقيدة، من أجل المزايدة على حاملي عقيدة ما وعلى معتنقيها الشرعيون، لا يحصدوا في النهاية، غير الخيبة والخذلان، والهزيمة النكراء، لأن سرعان ما تنكشف سياسة اللعب على الحبال،و وضع قدم في الساحة الإسلامية، وقدم في الساحة العلمانية، لأنهما ساحتان مختلفتان 360 درجة عن بعضهما، ولكل منهما منهاجها وأدبياتها التي أسست عليها. فكلام السيد جلال الطالباني ” أن الإسلام خط أحمر” يتشدق به إمام مسجد في خطبة الجمعة، وليس رئيس حزب (علماني) لا ديني، لا يعرف شيئاً عن العقيدة الإسلامية إلا اسمها. من الأضرار التي ألحقت بالشعب الكوردي بسبب عشق السيد جلال الطالباني للزعامة، أنه لم يتخلى عن منصب رئيس الجمهورية لأحد من أعضاء حزبه، رغم مرضه وعدم أهليته الجسدية، حتى وقع على الأرض مغشياً عليه قبل عشرة أشهر، ولم يفق منه حتى الآن، أ هذه هي السياسة؟، تلحق الأضرار والخسائر بشعبك، من أجل أن تتربع فوق الكرسي العالي. قد يتساءل البعض ما هي الأضرار التي ألحقها بالشعب الكوردي نتيجة تمسكه بالمنصب كرئيس للجمهورية؟ الشيء أولاً: رأينا بغياب رئيس الجمهورية جلال الطالباني، كيف أن الميزانية الاتحادية مررت بالضد من مصلحة الشعب الكوردي. ثانياً: إن الأحزاب العراقية لا تمنح منصب رئيس الجمهورية للكورد بالمجان هذه المرة، وهذا أيضاً يلحق أضراراً بمصالح الشعب الكوردي . ثالثاً:إن ترك المنصب شاغراً، على مدى شهور الخاسر الوحيد منه هو الشعب الكوردي بينما نائبه الشيعي (خضير الخزاعي) يحصد النقط الايجابية لحزبه وهو يقوم بدور رئيس الجمهورية في العراق الاتحادي، وفي المحافل الدولية. لو كان الطالباني سياسياً حقاً، ويعمل من أجل مصلحة شعبه الكوردي كان عليه أن لا يتمسك بالمنصب الحزبي والحكومي حتى آخر لحظة في حياته؟. أخيراً في هذا الحقل عن شخص رئيس الحزب السيد جلال الطالباني الذي تعرض لجلطة دموية قبل عشرة أشهر – لا شك أنها ليست الجلطة الأولى قبل عدة سنوات كنت أرى أن طريقة تلفظه للكلمات قد تغير، حينها قلت للأصدقاء يظهر أنه تعرض لجلطة، لكنهم لا يعلنوا عنها، كحال جميع الرؤساء والمسئولين في الشرق الأوسط – من المعروف طبياً أن الشخص الذي يتعرض لجلطة دماغية، أن أجزاءً من دماغه تفقد وظائفها، أي أن دماغ الشخص المصاب تعمل جزئياً، فعلى الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، أن يفكر جدياً بخليفة لسكرتيره العام، والانتهاء من الحقبة الطالبانية. نرجو ونتمنى أن لا يخلفه أحد من نائبيه، ولا من أعضاء المكتب السياسي للحزب، لأنهم ملوثون بالأوزار، وغير مؤهلون لتبؤ هذا المنصب الحزبي الحساس.

نظرة على سياسة الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، إن الاتحاد الوطني، منذ تأسيسه وإلى الآن، لم يولي اهتماماً بالغاً بقواعده التنظيمية، تصور عزيزي القارئ، أنه حين تحول الاتحاد الوطني من تنظيم شبه جبهوي إلى حزب سياسي موحد، لم تعرف به غالبية قاعدته التنظيمية، وحتى حين تحول اسماً فقط، من تنظيم (قومي) إلى تنظيم (طبقي) اشتراكية ديمقراطية (Social Democracy) لم تعرف غالبية قاعدته أيضاً على هذا التحول والتغيير المصيري للحزب!!. إن تلك التصرف غير المسئول في حينه، ما هو إلا تهوراً واستهانة بقاعدة الحزب وجماهيره؟!. وفي أحيان كثيرة، قام الحزب بمفاوضات أو قتال عبثي، فقد الحزب على أثره كثيراً من أعضائه في ساحات الوغى،على سبيل المثال وليس الحصر، القتال الذي جرى بينه وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني في التسعينات القرن الماضي، والذي سموه ظلماً وبهتاناً القتال الداخلي، بينما هو قتال الحزبين فقط ،لم يكن للداخل الكوردي فيه لا ناقة ولا جمل، لأن القتال الداخلي، يطلق على حرب أهلية حين تقاتل جميع الفصائل والمذاهب والأديان في البلد بعضها بعضاً، وليس قتال حزبين من أجل استئثار قيادتيهما بالسلطة والمال. وبعد أن تصالحا الحزبان بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية و وزيرة خارجيتها السيدة (مادلين أولبرايت) لم يقدم الاتحاد الوطني الكوردستاني تقيماً أو تفسيراً إلى قاعدته لذلك القتال العبثي، الذي حصد أرواح المئات من خيرة قواته وأعضائه. وكذلك مفاوضاته في أواسط ثمانينات القرن الماضي مع نظام المجرم صدام حسين، والتي لم تنجح كسابقاتها ولاحقاتها، أيضاً لم يقدم تبريراً أو تقيماً بشأن هذه المفاوضات الفاشلة مع الديكتاتورية في العراق، لا لقاعدة الحزب، ولا للشعب الكوردي، أليس هذا تهكم ولعب بحقوق ومقدرات الشعب الكوردي؟! الذي حفظ في ذاكرته هذه التهكمات بمقدراته، وجعل الاتحاد يدفع فاتورته في جميع الانتخابات وآخرها انتخابات 2013 حيث كان حجم هزيمته أكبر نسبياً من سابقاتها. ومن الشعارات الفاشلة وغير السليمة التي رفعها الاتحاد الوطني الكوردستاني في مناسبات عديدة وآخرها في الحملة الانتخابية التشريعية، إلا وهو شعار الذي وضع في واجهة قنواته التلفزيونية “سليمانى شاره حه ياته كه” أي “السليمانية المدينة العزيزة، الجميلة” كأن مدن كوردستان الأخرى ليست عزيزة ولا جميلة عنده، هل أن حزباً سياسياً، من أي لون كان، وفي أي بلد كان، يفضل مدينة على أخرى من مدن وطنه؟؟؟، إلا أن يكون ذلك الحزب، حزباً خاصاً بتلك المدينة فقط. ورغم هذا النفاق القومي، أن السليمانية، لم تمنحه صوتها في الانتخابات الأخيرة. لا ندري، هل ستتحول السليمانية عند حزب الاتحاد (یه کێتیی) إلى المدينة اللعينة، (شاره له عنه تيكه) لأنها لفظتهم، ولم تمنحهم صوتها؟. من الأمور التي تدعو للسخرية، لم تشاهد في هذا الحزب (المودرن) امرأة في صفوف قيادته المكونة من الذكور فقط، وزوجة الرئيس التي أشرنا إليها، هي استثناء، نصبت في هذا المنصب الحزبي بإيعاز من زوجها الرئيس. كذلك لا تجد بهدينانياً واحداً في قيادته، تصور عزيزي القارئ، يبعثوا من السليمانية مسئولاً لمركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في دهوك، وموصل، لأنه يشترط على مسئول مركز التنظيمات، أن يكون عضواً في المكتب السياسي للحزب، كما وضحنا، ليس هناك بهدينانياً واحداً في المكتب السياسي، فلذا يبعثوا بمسئول للمركز من “شاره حه يا ته كه” السليمانية. إن هذا العمل الأخرق، يذكرني بسياسة جمهورية إيران الإسلامية الشيعية، حين نصبوا شيخاً شيعياً إماماً لمدينة سنندج الكوردية السنية، جاءوا به من الحوزة العلمية الشيعية في مدينة قم الشيعية؟. من الأمور العجيبة الغريبة في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، أنه زايد في العقود الماضية على البارتي، عندما كان اسم العراق يذيل اسمه، كالآتي (الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق) بينما اسم الاتحاد الوطني الكوردستاني، لم يلحق به اسم “العراق” لا شك فيه أنه شيء جيد، لكن الذي غير جيد، أن سكرتيره العام، وقادة الحزب، وقاعدته، لا يذكرون اسم كوردستان منفرداً، إلا بلاحقة “العراق” وجاءت هذه التسمية “كوردستان العراق” أربعة عشر مرة في المنهاج والنظام الداخلي للحزب، المقرر في مؤتمره الثالث المنعقد في (2010). بينما الدستور العراق الاتحادي، الذي يسود على الجميع، في العراق وكوردستان الجنوبي، لم يقل كوردستان العراق، بل جاء فيه اسم “إقليم كوردستان”. إلا أن حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، بخلاف الدستور العراق الاتحادي، يقول في منهاجه صفحة (19): “إن كوردستان جزءاً من العراق” ومن الأمور العجيبة في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني العلماني يوجد في استمارة الانتماء للحزب حقل خاص بالدين. علماني و دين، عجبي. بعد الانتهاء من فرز أصوات انتخابات إقليم كوردستان وإعلان مفوضية الانتخابات، بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني، خسر فيها، ونزل إلى المرتبة الثالثة، وتقدمت عليه منافسه (حركة التغيير) أشاع الاتحاد في الأوساط، أن غياب مام جلال اثر سلباً على شعبية الحزب، فلذا فقدوا الكثير من أصوات شعب كوردستان، إن هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلاً، لأن أصوات الحزب في نزول دائم منذ انتخابات 2005 و2009 وأخيراً في 2013 وهذا بسبب التسيب، وعدم الشعور بالمسئولية، وقبول الانتهازيين والمرتزقة في صفوفه. بسبب انشغالهم بالملذات وبعدهم عن الجماهير، لم يدرك قادة الحزب، أن قبول مرتزق (جاش) واحد في صفوفه يفقده آلاف الأصوات الشريفة في الانتخابات، أضف أن المرتزقة وأصحاب السوابق في صفوفه يعدون بالآلاف، ولم يضمن أحد أنهم يمنحوا أصواتهم للاتحاد، لأنهم مرتزقة مجبولون على الخيانة والغدر. من الأمور المضحكة المبكية، أن مسئول القاطع (كه رت) الثالث في بلد المهجر، منذ سنوات يدور على السذج من أبناء الجالية الكوردية في إحدى المدن الأوروبية، ويقول لهم انظموا إلى الاتحاد الوطني الكوردستاني، نمنحكم قطعة أرض في كوردستان، وراتب تقاعدي، بسبب هذا الإغراء الكاذب، انظم عدداً من البسطاء للتنظيم طمعاً بقطعة أرض، وراتب تقاعدي، وبعد أن فقدوا الأمل و لم يحصلوا على إحدى الحُسنيين ابتعدوا عن الحزب. إن مسئول القاطع و مساعده كانا يبغيان من وراء هذا الأسلوب الرخيص مصلحتهما الشخصية لا غير، وهي، أنهما ذهبا إلى كوردستان مع قائمة بأسماء أعضاء الحزب الجدد، لكي يحصلوا على راتب شهري لهما في كوردستان، ومسئول القاطع الآن في كوردستان من أجل الحصول على مغنم (وظيفة حزبية). من الأعمال المشينة التي حدثت في معقل الاتحاد الوطني الكوردستاني (السليمانية) أن رئيس جامعة السليمانية، أصدر بياناً، منع بموجبه طالبات و طلاب الجامعة، من ارتداء الزي الكوردي، ماذا كنا نقول، لو نظام صدام حسين المجرم، أصدر مثل هذا القرار المجحف المشين؟. وبسبب انسداد أفقهم السياسي ليس لدى قادة حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني اللغة الواضحة مع جماهير كوردستان، وبسبب ضيق أفقهم هذا يطعنوا دون دراية في صميم الشعور القومي الكوردي، ويطلقوا كلمات… مثل العالم العربي، أو الوطني العربي، ألم يطلع هذا السياسي الكوردي…، على الخارطة التي رسمتها الأنظمة العربية للعالم العربي؟ أنها لم تبقي على وطن اسمه كوردستان، كيف بهذا السياسي الأرعن، يبوح بمثل هذا الكلام السخيف، الذي يجرح شعور كل كوردي في كوردستان وخارجها؟. وفي الآونة الأخيرة، خرج علينا هؤلاء السياسيون الأغبياء، بمودة جديدة، حين يتكلموا باللغة الكوردية يقلبوا فيها حرف الپاء (P) الكوردي بثلاث نقاط، إلى حرف الباء (B) العربي، كاسم پرلمان كوردستان، أصبح عند قادة الاتحاد الوطني الكوردستاني، برلمان كوردستان، يقوم بكل هذا الاعوجاج في اللسان، من أجل أن يتباهى أمام شعبه الذي ضاق ذرعاً باللغة العربية، بأنه يجيد اللغة العربية، بينما في حقيقته ليس كذلك، لا يستطيع أن يقول جملة عربية مفيدة؟ كيف بإنسان ممسوخ مثل هذا يكون أميناً على مكتسبات الشعب الكوردي، وهو لم يحافظ على لسانه الذي في فمه؟! ثم، لماذا يريد أن يتباهى باللغة العربية الصحراوية، وهو عضو في حزب كوردستاني؟. في مقالات سابقة لي ناقشت فيها ثلاثة أمور حيوية للكورد، وطالبت من السياسيين الامتناع عن ذكرها، إلا وهي 1- تشدقهم بأننا القومية الثانية ، وهي ليست كذلك، لأننا كما نص الدستور إحدى القوميتين الرئيسيتين. 2- الامتناع عن ذكر سلسلة جبل حمرين كحدود لإقليم كوردستان، لأن الكثير من مدن كوردستان الجنوبي في الجانب العراقي من سلسلة حمرين.3- وهي الأخطر ، ترديدهم اسم “كوردستان العراق” كالببغاء، دون علم ودراية منهم حتى بالدستور الاتحادي، الذي لم يقل ولا مرة واحدة “كوردستان العراق”. إلا أن سياسيينا، كأنهم يعاندون الشعب، بإصرارهم على الخطأ الذي يقوض حق الشعب الكوردي المشروع في وطنه، ويظهره كأن كوردستان ملك العراق، والشعب الكوردي مستأجر.

إن النقاط التي ذكرناها أعلاه بلا رتوش، ونقط كثيرة غيرها التي يعرفها قادة الحزب جيداً، تقول، إن لم يراجع الاتحاد الوطني الكوردستاني نفسه مراجعة شاملة كاملة، ويطهر صفوفه من المرتزقة والوصوليين الذين حرفوا نهجه و قبحوا صورته عند جماهير كوردستان ويصحح نهجه، سيصبح في الانتخابات القادمة في عداد الأحزاب ذات المقعد الواحد في برلمان إقليم كوردستان،

منذ سنوات، ارتفعت أصوات كثيرة هنا وهناك يدعوا الاتحاد الوطني لتصحيح سياسته و تطهير نفسه، من المرتزقة والوصوليين، إلا أن هذه الأصوات لم تجد لها آذان صاغية، حتى أنهم قالوا بطريقة غير مباشرة، أن تطهير الحزب يفقدنا الكثير من الأصوات التي نحتاجها في الانتخابات، هذا ما قاله لي شخصياً (سيروان كيخا نجم) في إحدى الاجتماعات وبحضور الأخ (عبد الرزاق ميرزا) أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني، لكنه قاله بطريقة مغايرة، حيث سألته، هل الاتحاد الوطني الكوردستاني يعتمد على الكيفية أم الكمية، قال لي بصريح العبارة، كلتاهما، فقلت له هذا يعني الفوضى ، لأنه خلاف القاعدة، قبول السالب والموجب. يجب على السياسيين الكورد، وأخص منهم قيادات الاتحاد، أن يعوا جيداً، أن ذاكرة الشعب الكوردي حية لا تضعف ولا تموت، و أي حزب على مدى تاريخه السياسي يخطأ أي خطأً، صغيراً كان أم كبيراً، بحق قاعدته وجماهيره، سيكون ذلك الخطأ مسماراً يدق في نعشه، وإن أصر ذلك الحزب، السير على النهج الخطأ، والسباحة عكس التيار الشعبي الجارف، بلا أدنى شك، سيكون إصراره هذا، بمثابة آخر مسمار في نعشه. نرجو أن لا يستهين قادة الاتحاد الوطني الكوردستاني بالمقالات التي تنشر في الصحافة الورقية والالكترونية ولا بكلام الشارع الكوردي الذي يخرج من صميم معانات الشعب والتي تشير إلى مكامن الخطأ في سياستهم العوجاء. في أوقات متباينة، شاهدت في القنوات الفضائية شخصين مهمين في حزب الاتحاد يستهينان بالمقالات التي تنشر وتنتقد سياسة الاتحاد، أولهم كان سكرتيره العام، قاله باللغة الكوردية ” سه گ به‌ مانگه شه‌ و وڕێنه ئه کا ” أي، أن الكلب يهذي في الليلة المقمرة. والشخص الثاني كان ملا بختيار، في خضم الحملة الانتخابية أجرى تلفزيون (روداو) لقاءاً مطولاً معه، وقال في سياق حديثه، أن فلاناً من حزب الديمقراطي الكوردستاني قال كذا وكذا عن الاتحاد الوطني، فلذا أنا رديت عليه بالمثل،وأضاف ملا بختيار، لو قال مثل هذا الكلام كاتب في جريدة ما، لم أرد عليه.

أخيراً، الشيء الذي يسعد العلمانيين، إن الانتخابات الأخير كشفت للعالم، أن شعب كوردستان شعب ديمقراطي ليبرالي، فلذا لم يمنح صوته للإسلاميين، حتى أنهم حصلوا على أصوات أقل من الانتخابات السابقة. فلذا قال بعض المحللون، من المتوقع أن يفقدوا جميع أصواتهم في الانتخابات القادمة، أو ينتقلوا إلى صفوف الأحزاب ذات المقعد الواحد في برلمان إقليم كوردستان.

 

محمد مندلاوي


 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *