الإتحاد ليس عنواناً للقوة بل مصدراً لها ولكن !

أنا لا أعرف السيد يونس كوكي شخصياً ، لكنني مُتابع لبعض كتاباته غير مهتم لصياغتها العربية ، وإنما لشدة انصهاره ببودقة منتحلي التسمية الأشورية الوثنية وعـدائه السافر للأمة الكلدانية عن طريق مهاجمة المثقفين والكتاب والمفكرين مِن أبنائها المخلصين البررة واصفاً إياهم ” بمُدَّعي القـومية والأمة الكلدانية ” لا أبناءها ! ولولا إشارته بأن أحدهم يقول لأسياده منتحلي الآشورية : كلدان الجبال :ولم يذكر إسمه بل أعرب السيد كوكي عن يقينه بأن الذي عَرَّفهم بأنهم كلدان الجبال يقصد أنه يُشير بذلك الى اللقب المتداول عنهم بين أبناء الشعب الكلداني ” دببة الجبا  ل ” وهذا اليقين جاءَه كردِّ فعل وامتعاظ من المقولة الشعبية الكلدانية . بيدَ أن الـحـقـيـقـة ليست كذلك فالقائـل هو باحث تاريخي قـد تصفح بطـون امهات الكتب التاريخية ولمدة تتجاوز الربع قـرن ولذلك فهو على درايةٍ تامة بتاريخ هـؤلاء المنتحليـن للتسمية الوثـنية الآشورية الغريـبة عـنهم والتي أسبغها عـليهم وأغراهم بـها بعض دهاة الإنكليز الذين تعرفـوا عليهم في عرينهم الجبلي وأعـني بهم أعضاء البعثة التبشيرية الأنكليكانية عملاء المخابرات الإنكليزية . ثمَّ السيد كوكي لم يذكر التسمية بالكامل بل اختصرها بـ” كلدان الجبال ” بينما الباحث قال عنهم : < الك  لدان النساطرة / كلدان الجـبال > وقد عَـرَّفهم بأنهم جـزء عـزيز مِن أبناء الكـنيسة الكلدانية النسطـورية أو اخـتـصاراً ” الكنيسة النسطورية ” . أصرّوا على التشبث بالمذهب النسطوري نكاية ً بالغالبية العظمى من إخوتهم الذين قرَّروا في منتصف القرن السادس عشر تصحيح مسار كنيستهم الخاطيء والمنبوذ من كافة كنائس العالم ، فانعـزلوا عنهم وتمركزوا في المناطق الجبلية يلفهم الجهل والتعصب القاتلين .

 

 

 

 

 

ما كنت لأردَّ على السيد كوكي كما قلت فيما سبق لولا إشارته إليَّ ولكن بدون ذكر اسمي لأنني أنا الذي كشفت اللعبة الأنكليكانية بإسهابٍ تلك التي انطلت على هذا الجزء العزيز من أبناء الكنيسة الكلدانية النسطورية بل التي إستمرأوها تشفياً وانتقاما من إخوتهم الذين بهداية الروح القدس استعادوا مذهب آبائهم وأجدادهم ” المذهب الكاثوليكي / مذهب كنيسة المسيح الجامعة ” وتمشياً مع روح التعصب لهرطقة النسطرة التي توافقت مع أهـداف الكنيسة الأنكليكانية التي كانت العدوَّ اللدود للكنيسة الكاثوليكية وبخاصةٍ في القرنين الثامن والتاسع عشر ، هذه الكنيسة التي حالت ب  عثتها التبشيرية التي غـزت معاقـل أتباع مار شمعون دون قيام الوحدة بين الكلدان الكاثوليك وإخوتهم الباقين على النسطرة . وقد يقف السيد كوكي على تفاصيل ذلك من خلال كتابي الذي سيصدر بعون الله في نهاية تشرين الثاني المقبـل بعنوان ( الكلدان والآشوريون عبر القـرون ) .

 

 

 

 

 

وهنا أود تـوجيه السؤال الى السيد كوكي : ما هو سبب العِـداء الذي تكنه للكلدان وانخراطك في خندق الحاحقدين عليهم بكل هذا العنفوان ؟ هل قرأت التاريخ الأكاديمي العلمي أم أنك تعتمد على الدجـل السياسي الذي يُـروجه عتاة منتحلي التسمية الآشورية ؟ الإنسان الواعي لا تجرفه الدعايات الإفترائية المغرضة التي تختفي وراءَها أجندة إيديولوجية تعصبية إستعلائية آتية من عقدة الشعور بالنقص التي يُمليها التشبث بالباطـل لمحاربة الحق . مع مَن تُـريد أن يتحد الكلدان ؟ مع الذين يدعون الكلدان للعودة الى الهرطقة النسطورية ؟ وهل تعلم أن شرطهم الوحيد هو الإنقلاب على ا  لكرسيي الرسولي والعودة الى المذهب النسطوري ؟ ليست مؤسستهم الكنسية التي طالبت بذلك فحسب بل كُل مؤسساتهم السياسية والثقافية والإجتماعية ، أليس هذا مطلباً تعجيزياً ؟ متى تزنوا الأمور بميزان العدل أنتم معشر الكلدان المتعاطفين مع أعداء امتكم الكلدانية ، لماذا ضَمُرَ شعوركم القـومي الى هذه الدرجة التي لا تُـصدَّق ؟

 

 

 

 

 

أما بالنسبة لأحداث سميل ، المحرك الوحيد لإرتكاب تلك المأساة كان الإنكليز وبتحريض سري للزمرة الحاقدة التي قامت بالتنفيذ ، والمنكوبون بها يعرفون ذلك أكثر من أية جهةٍ اخرى حيث قالوا إذا لم يكن الأمر بتحريض وتحديد معين، لماذا لم يُعتـدى على الكلدان ؟ والرواية التي سقتهاهي تصنيف من تصانيف العامة وتخميناتهم ، فهل يمكن الركون إليها ؟ وكيف عرفـوا وسمعوا الملكة عالية تُهديء من روع إبنها وتبدد مخاوفه وبهذا الإسلوب المعرفي بأحوال المسيحيين ؟ كفاكم الجري وراء الشائعات وضربكم المثلَ بها . إذا كنت تُلقي اللوم على أبناء الكلدان ذوي المواقف الدفاعية ،ل  ماذا لم تزجر يوماً أصحاب المواقف الهجومية ؟ كم من مرة طالب الكتاب والمثفون الكلدان بـوقـف هذه المهاترات ؟ ولكن منتحلي الآشورية والمتأشورين والمقتاتين على موائد المعادين لأمتهم الكلدانية ظلوا سادرين في غِيِّهم خـوفاً من انقطاع أجرهم .

 

 

 

 

هل الكتابات الموثـقة تاريخياً تثير الغثيان أم كتاباتـك على عِلاتها وكتابات أمثالك هي التي تشمئز منها نفـوس الكلدان وتزدريها ؟ هل كتبت يوماً بنزاهةٍ وحيادية ؟ في كُلِّ مقالاتك نلاحظ تهجمك على بني قومك الكلدان يحمل نبرة الشدة والإنتقاص من كرامتهم ناصباً من نفسك محامياً لأعدائهم ! ليكن في علمك يا أخ يونس ، لو لم تقف زمرة الكلدان المتأشورين الى جانب منتحلي التسمية الآشورية الوثنية ضِدّ امتهم الكلدانية ، لكان هؤلاء اليوم في خبر كان ! فلنجاريك بقـولك أننا جميعاً في قارب واحد مثقـوب ، ولكن مَن ثقـب هذا القارب ، بالتأكيد تعرف الثاقب ولكنك لا تجرؤ  على البوح ! أليس أمراً عجيباً أن يخذل بعض الكلدان امتهم وينحازوا الى ناصبي فخاخ الشر لها !

 

 

 

 

يا أخ كوكي ، سلوككم بالدفاع عن فئةٍ انعزالية والتوقيع لها بأصابعكم العشر ، سيكون مردوده سيئاً لكم ولمَن جعلتم منهم أسياداً لكم ، إذ ستضطر القيادة الكلدانية الكنسية والسياسية لعمل كُلِّ ما بوسعها،لجلب الكلدان الى المهجر ، وترككم أنتم وأسيادكم الذين ستمثلون حفنة من الديمغرافية ، فاستعدوا للعودة وإحياء الدولة الآشورية المنقرضة وهنيئاً لكم !!

 

 

 

 

 

الشماس د. كوركيس مردو

عضو الهيئة التنفيذية

في الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان

في 26 / 10 / 2010           

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *