الأخ عـبـد الله رابي لا شك هي معـجـزة ولكـن بماذا تـصف الأعـظم منها ؟

بعـد أحـداث 9 آب 2003 فـرِضَتْ الـديمقـراطية عـلى النـظام السياسي الجـديـد في العـراق قـبل أن تمهَّـد لها الأرضية المناسبة في نـفـسية ووعـي شعـبه فـلم يستـوعـبها بعـد أن كان قـد عانى من الـدكـتاتـورية طوال عـمره ، وكان من متـطلبات الوضع الجـديـد أن يكـون هـناك ممثـلون لكل فـئة من الشعـب ، وبطريقة غـير منـصفة من جانب القائمين عـلى السلطة خـصصت بعـض المقاعـد للمسيحـيّـين في الـﭘـرلمان ، وحـتى هـذه المقاعـد حُـرِم منها الكـلـدان بحجة أو بأخـرى إنْ كان في المركـز أو الإقـليم .

إنَّ تأريخ عـراقـنا مليء بالمآسي في زمن مضى فـكان القـتل والنهـب والسلب والإغـتـصاب من حـصة شعـبنا ، لكـنـنا اليوم نـقـف أمام مـذبحة فـريـدة من نـوعـها يعاني منها شعـبنا الجـريح يعجـز القـلم عـن وصفها ، فـهي طامة كـبرى حـلـتْ بكافة أطيافه عامة وأقـلياته خاصة ، ونـركـز عـلى أبناء شعـبنا المسيحي الـذي أصابته مأساة بأيـدي القـوى الإسلامية الإرهابـية لم يواجهـوا مثـلها عَـبر التأريخ .

فـقـد هُـجِّـروا عـنـوة من ديارهم بملابسهم فـقـط وهـم السكان الأصلـيون منـذ آلاف السنين تاركـين دورهم ومقـتـنياتهم وجهـد عـمرهم ومُنِعـوا من إصطحاب حـتى وثائـقهم وهـوياتهم الشخـصية ، وهم ليسـوا أساساً طرفاً في الـنـزاع الحالي ولا في أي نـزاع في الـزمن الماضي ، بل وُلِـدوا وتـرعـرعـوا وخـدموا وعـلـَّـموا وشـيَّـدوا وبنـوا وطنهم العـراق ودافـعـوا عـنه في محـنه حـتى الإستـشهاد  بكـل محـبة وإخلاص وتـفانٍ ، إن المسيحـيـين شعـب مسالم يستـمـدون أخلاقهم وسـلوكـياتهم من عـقـيـدتهم المسيحـية الغـنية عـن الـتعـريف ولا يمكـن لآحـد أن ينـكـرها عـليهم .

إزاء هـذا الموقـف الصعـب وشعـبنا مـشرَّد من دياره تائهاً في الوديان والجـبال والسهـول يـبحـث عـن مأوى ، والسالمون منهم تبعـثـروا أخـيراً بـين القـرى والأرياف والمـدن الأكـثر أماناً لـيتـنـفـسوا أولاً بعـض الصعـداء صامـدين بكـل صبر أمام كارثـتهم التي لا حـول لهم عـليها ولا قـوة ، بل أن الحـكـومة ذات القـوة العـسـكـرية وقـفـتْ عاجـزة أمام هـذه المشكـلة .

هـذا الشعـب صار مجـرداً من حاجاته الأساسية كالسقـف والمأكـل والمشرب والملـبس والغـطاء والـدواء ثم من الـدراسة وفـرص العـمل ومن كـل ما تـتـطـلبه حـياة الفـرد والأسـرة ، فـما الحـل ؟ لا بـد لـذوي الضمائـر الحـية والمنـظمات الإنـسانية المتـواجـدين في البـلـد الـذي أصابته النـكـبة وكـذلك في يقـية بـلـدان العالم ، أن يهـرعـوا وينـهـضوا ويـبادروا ويعـملـوا عـلى إنـقاذ هـذه الجـموع الـبـشرية من الموت المحـقـق ، فـتعالت الـنـداءات من أجـل حـملة شاملة لجـمع الـتبرعات بكـل أنـواعـها لأجـل المشردين الأبرياء ، وكان لـغـبطة الـﭘـطريرك لـويس ساكـو الصوت المـدوي في الـداخـل والخارج يناشـد الجـميع كي يساهـمـوا في التخـفـيف من هـذه المعـضلة .

ولا شـك بأن أصحاب الغـيرة والنخـوة كـثيرون ، سـواءاً من أبناء شعـبنا متيسّري الحال أو من الكـنائس في العالم والمنظمات الخـيرية والحـكـومات ، ولأجـل هـذا الهـدف الإنـساني أقـدمتْ إذاعة صوت الكـلـدان في ديترويت ذات الـ 200000 كـلـداني لـتـؤدي دَورها عَـبر نـداء من الإذاعة في يوم 16آب 2014 وبهـمة كادرها النـشط عـلى حـملة واسعة لجـمع الـتبـرعات فـتـمـكـنـوا من إستحـصال مبلغ قـدره150000 $ خلال ثلاث ساعات ، ولا شك إنه جـهـد جـبار يستحـق الـثـناء والـتـكـريم فـكـل الشكـر لهم .

 

Displaying الأولى.jpg

 

ولم يألُ جـهـداً الأخ عـبـد الله رابي فـقـد كـتب مقالاً رائعاً بعـنـوان ــ مٌعجـزة طاقم أذاعة صوت الكـلـدان في ديترويت ……… وذلك بتأريخ 20 آب 2014 أثـنى عـلى هـذا الجـهـد واصفاً إياه بالمعـجـزة ، ومما جاء بـين ثـناياه ::

نعـم لنحـيي طاقـم إذاعة صوت الكلدان في ديترويت والأيدي السخـية التي تبرعـت ، ونـقـدر شعـورهم بالمسؤولية تجاه شعـبنا المضطهَـد ولهم كل الحب والإحـترام فهم في الحـقـيقة فـرسان الكـرامة والشموخ والإنسانية الصادقة عَـبر الأثير وعـلى الأرض 

.

وقـد سبق أن تـبرعـتْ كـنيسة مار توما للكـلـدان في سـدني بأكـثر من 100000 $ لـذات الغـرض وتعـداد شعـبنا الكـلـداني فـيها المخمن بحـدود 25000 كـلـداني بالإضافة إلى أبناء شعـبنا الآثـوري الكاثـوليكي .

أما في سان ديـيـﮔـو ، وهـنا المفاجأة !!

Displaying الثانيـــة.jpg

فـقـد جاء في مقال نـشِـرَ عـلى موقع كـلـدايا . نت تحـت عـنـوان :

أكـثر من نـصف مليون دولار ريع الحـفـل الخـيري الذي أقامته أبرشيتـنا لمنـفعة مسيحـيي العـراق

http://kaldaya.net/2014/News/08/Aug28_A3_ChNews.html …. جاء فـيه ::

مساء يوم الاربعاء المصادف 27 اب 2014 في مشهد لم يكن له مثيل في تاريخ كـنيسة مار ﭘـطرس الكـلدانية الكاثوليكـية في سانديـيـﮔـو – كاليفورنيا ، إجـتمع جمع غـفـير من مخـتلف أطياف الشعـب الأمريكي قارب الألف شخـص ، إمتلأت به قاعة الكـنيسة وذلك لمساعـدة وجمع تبرعات للشعـب المسيحي العـراقي .

Displaying الثالثة.jpg

 

وكان عـريف الحـفـل السيد مارك لارسن المذيع المعـروف والذي أتى خـصيصا للمساعـدة في إقامة هـذه الأمسية الخـيرية .

وألقى سيادة المطران مار سرهـد يوسب جمو راعي الأبرشية كلمة قـيمة أبكى بها الجـميع حـيث ذكر مآسي شعـبنا الكـلداني في العـراق والبلدان التي هاجـر إليها ، وربط كـذلك بـين ما يعاني منه شعـبنا المسيحي والكـتاب المقـدس والتي بدء كـلمته :

 ” وهـناك ، عـند صليب يسوع ، وقـفـتْ أمه ، وأخت أمه مريم زوجة قـليوﭘا ، ومريم المجـدلية ” (يوحنا 25:19) … وكـيف كانت صامتة لم يزعـزعها مشهـد إبنها المصلوب لأنه كانت واثـقة بمن أنه سوف ينـتصر ، وأما بقـية النسوة كانت تبكي .

Displaying الرابعة.jpg

وقـد قام الجـميع بحملة جمع التبرعات فـكانت أكـثر من 250 ألف دولار وبعـد ذلك قارنتْ عائلة أميركـية متمكـنة فـتـبرّعـتْ بـ 250 الف دولار فـبلغ المجموع أكـثر من 500000 $ .

ونعـيـد الـشـكـر لإذاعة صوت الكـلـدان في ديرويت ولكـنيسة مار توما في سـدني وللجـمعـيات المتـبرعة في العالم كافة لجهـدهم وسخائهم ، ولكـنيسة مار ﭘـطرس الكـلدانية الكاثوليكـية في سان ديـيـﮔـو ، كـما نـشكـر الأخ عـبـد الله رابي عـلى تـوثيقه الجـميل .

وإذا كانت حـملة كادر إذاعة صوت الكـلـدان الموقـرين وجـهـودهم مشكـورة وُصِـفـتْ بالمعجـزة … تـرى بماذا نـصف حـملة جـمع تبرعات الـنـصف مليون دولار في كـنيسة مار ﭘـطرس الكـلدانية الكاثوليكـية في سان ديـيـﮔـو – كاليفورنيا ؟ .

 

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *