افتتاح أول متحف من نوعه لتراث شعبنا في عنكاوا


عنكاوا كوم – عنكاوا

بحضور اعلامي كبير أفتتح أمس الأحد في عنكاوا متحف التراث السرياني

في مديرية التراث والفنون الشعبية السريانية التابعة للمديرية العامة للثقافة

والفنون السريانية.

وأقيم في هذه المناسبة إحتفال حضره وزير الثقافة والشباب في اقليم

كردستان كاوه محمود، ومحافظ اربيل نوزاد هادي، ومطران أبرشية أربيل

الكلدانية بشار وردة وعدد من الضيوف التابعين الى منظمة الامم المتحدة

واليونامي وبحضور مدراء الدوائر والمؤسسات وجمع غفير من ابناء

شعبنا.

وفي مستهل حفل الافتتاح ألقى فاروق حنا مدير التراث والفنون الشعبية

السريانية كلمة رحب فيها بالضيوف مقدماً استعراضاً موجزاً عن فكرة

وتاريخ إنشاء هذا المتحف والموجودات التي يحتويه مثمنا جهود جميع

العاملين فيه وشاكرا كل من أهدى قطعا تراثية له، وخص بالشكر رئاسة

بلدية عنكاوا والكوادر الهندسية التي عملت على تشييد بنايته.

المطران وردة : حماية المسيحيين ليست في بناء الكنائس بل في حماية

تراثهم

بعدها القى المطران بشار وردة كلمة عبر فيها عن شكره لحكومة اقليم

كردستان على هذا الأنجاز.

وقال وردة: ” نأسف على حكومة بغداد التي لم تفعل شيئا للمسيحيين”.

وطالب وردة الحكومة ان ” تضع في كتب التاريخ فصلا تعريفيا عن تاريخ

وثقافة المسيحيين لما يملكونه من اطباء وادباء وادباء وفلاسفة وغيرهم

ممن اغنوا تراث العراق لكنهم متنكرون لهم منسيون والكل يعمد الى تناسي

ونكران هذا التاريخ وهذا الارث وهذا هو اول اشكال الارهاب ان تنكر للاخر

حقه في الحياة وتتناسى انه اغنى هذه الامة لذلك لانريد حماية الكنائس

فحمايتهم تكون في تراثهم في اجلاء ابداعاتهم وتوفير فرص الحياة الامنة

لهم”.

وأردف المطران وردة القول: “حماية المسيحيين ليست في بناء الكنائس

وحمايتها، بل في حماية تراثهم وبيان إبداعاتهم وتوفير فرص الحياة الآمنة

لهم وأولها ان نقول لهم شكرا على ما قدموه لهذه البلاد فما نفع أن نبني

كنيسة وهي فارغة لان الناس رحلوا وتركوا بيوتهم وأرضهم”.

وفي ختام كلمته بارك سيادته للعاملين على هذا الجهد شاكرا حكومة الإقليم

على هذا الانجاز الذي سيؤدي خدمات جليلة للجميع مؤكدا باننا كلنا أهل

ونسعى للعيش بسلام في بلدنا.

وزير ثقافة كردستان: هذا المتحف ليس فضلا او منة بل من صلب واجباتنا

من جهته قال وزير الثقافة والشباب كاوه محمود لـ”عنكاوا كوم” : ” نحن

معنيون بحماية التراث العراقي بشكل عام فهو متنوع لكل المكونات التي

ساهمت ببناء الحضارة العراقية وفي كردستان عندما نفتح هكذا معرض فهو

ليس تجميعا لمواد عفى عنها الدهر بل هذا جزء من التاريخ المادي الذي

يشكل هويتنا الحضارية”.

وأضاف محمود في كلمة القاها في الحفل :  ” ليس فضلاً ولامنة ان يكون

هناك متحف للتراث السرياني فهو من صلب واجباتنا في حكومة الاقليم

نؤديها لابناء شعبنا من مواطنين يتميزون بخصوصية قومية ودينية كما

اتميز انا بخصوصية قومية ودينية في اطار المواطنة الكوردستانية”.

وزاد القول:” ونحن نتحدث عن حماية المسيحيين في الاقليم ليس القصد

منها حمايتهم والتعامل معهم كلاجئين بل هم مواطنون اصلاء ساهموا في

بناء الحضارة العراقية، ونحن جميعا بخصوصياتنا الدينية والمذهبية

والقومية نتفاعل لتكوين هويتنا المتميزة بالتنوع وهو مصدر غنى لنا اذا ما

احسنا التعامل معه وسيكون وبال علينا اذا تعاملنا معه من منطلق التضاد

والمجابهة”.

محافظ أربيل : المتحف مكسب من مكاسب حكومة أقليم كردستان

أما محافظ اربيل نوزاد هادي فقال لـ”عنكاوا كوم” ان هذا المتحف احد

مكاسب حكومة اقليم كردستان الذي نفذته وزارة الثقافة وقامت بلدية عنكاوا

بتنفيذه للحفاظ على هذا التراث الكبير للشعوب العريقة التي ساهمت ببناء

حضارة الرافدين .

الدكتور سعدي المالح : المتحف هو الاول من نوعه ليس في العراق فحسب

بل في العالم بالنسبة لشعبنا

وقال سعدي المالح مدير عام الثقافة والفنون السريانية” لعنكاوا كوم” ان

العمل في المتحف استمر لاكثر من سنتين وتمكنا خلال هذه الفترة من جمع

اكثر من الفي قطعة من الاثار منها الملابس والمواد الزراعية وغيرها التي

عملت مديرية التراث على جمعها والتي كانت اغلبها هدايا من ابناء شعبنا .

واضاف المالح ان بناية المتحف هدية مقدمة من رئاسة بلدية عينكاوا .

وقال اننا نريد ان نوسع هذا المتحف في المستقبل كما اننا بحاجة الى المزيد

من الاجهزة و الادوات.

كما القى المالح كلمة رحب في مستهلها بالضيوف الكرام شاكرا مشاركتهم

في افتتاح هذا  المتحف الذي يعد الأول والوحيد من نوعه ليس في

كوردستان والعراق فحسب بل في العالم بالنسبة لشعبنا الكلداني السرياني

الآشوري، ليكون مرآة تعكس غنى تراثنا ويبرز قيمنا الإبداعية ويعرف

العالم بنا، ولم يكن هذا ليتم لولا دعم حكومة إقليم كوردستان ممثلة بوزارة

الثقافة والشباب واهتمامها بثقافتنا القومية واحترامها للتنوع الثقافي في

الإقليم من جهة وحرص أبناء شعبنا على الحفاظ على تراثهم من الضياع

والفقدان وصونهم خصوصيتهم الثقافية من جهة أخرى، والتي حاولت

الحكومات السابقة طمرها من خلال التشويه والتهميش والإقصاء.

وأضاف:”جمعنا خلال سنتين من عمر مديرية التراث، أكثر من ثلاثة آلاف

مادة تراثية من ملابس وصور وأدوات وكتب ووثائق ومخطوطات وأغانٍ

وتراتيل وحكايات وأجهزة ومنسوجات وغيرها، قدمت اغلبها كهدايا من قبل

أبناء شعبنا مشكورين، ولا ندعي أن عملنا هذا متكامل بل نؤكد إن ما

انجزناه حتى الآن لا يشكل إلا اللبنة الأولى في مدماك هذا الصرح الحضاري

ليكون الأساس لمتحف متكامل”.

وتابع ” هذا المُتحف الذي تمكنّا أن نجمعَ فيه بعضٌ مما تبقى من تراثنا

إنقاذاً له من الاندثار والنسيان هو جزءٌ من هويتِنا، هو مرآتُنا القومية

والثقافية التي تَعكِسُ خصوصيتَنا التي تميُّزُنا عن بقية مكوناتِ شعبنا

الكوردستاني والعراقي وتوحِّدُنا معهم في آنٍ، باعتبار أن هذا التراث هو في’

الوقتِ نفسهِ اغناءٌ للثقافة الكوردستانية والعراقية والميراثِ الثقافي

الإنساني المتنوع. لأن فقدانَ هذا التراث يعني فقدانٌ لجزءٍ كبير من الذاكرة

القومية والوطنية الكوردستانية والعراقية. ولا سيما أن تراثَنا زاخرٌ بشتى

أنواع العلوم والمعارفِ والآداب والشواهدِ والقيمِ التي أغنت الحضارةَ

الإنسانيةَ.”

مدير بلدية عنكاوا فرهاد منصور: المتحف خطوة لاحياء تراثنا

وقال فرهاد منصور مدير بلدية عينكاوا لـ “عنكاوا كوم”: ” تتم افتتاح

المتحف التراثي الذي يلم كل تراث ابناء شعبنا وكما نعلم ان حكومة الاقليم

تسير على منهج ثابت هو تثبيت الاخوة والتعايش المشترك في الاقليم

والمتحف ستتم ادارته من قبل مديرية الثقافة”.

واضاف منصور: ” لكل شعب تاريخ وحضارة واليوم وضعنا خطوة ايجابية

لاحياء تراثنا فنحن من سكنة هذا البلد فنحن اول من شيد الحضارة في

العراق ولكن للاسف الاحداث التي شهدتها الساحة العراقية مؤخرا من

ارهاب سببت هجرة الكثير من ابناء شعبنا ونحن نشكر الله وحكومة الاقليم

والقيادة الكردية لما تقدمه لنا نحن المسيحيون” .

وتابع منصور القول: ” نتمنى من حكومة بغداد ان تخطو مثل هذه الخطوة

وتحمي المسيحيين لان لنا بصمة في تاريخ وحضارة العراق فنحن خدمنا

العراق موطننا الاصلي” .

واخيرا شكر منصور مهندسي البلدية والعاملين في مديرية الثقافة وكل من

ساهم في بناء المتحف السرياني .وبعد زيارة الحضور الى ارجاء المتحف

والاطلاع على مايحويه تم تقديم وجبة غداء من الاكلات الشهيرة التي يتميز

بها ابناء شعبنا .

توجه بعدئذ السادة الضيوف لافتتاح قاعة المعروضات، وقد عبروا عن

غبطتهم بما شاهدوه من معروضات تمثل غنى التراث السرياني وعمق

حضارة شعبنا الموغلة في القدم، يرافقهم الدكتور سعدي المالح  والسيد

فاروق حنا عتو اللذان قدما شرحا وافيا عن تاريخ المعروضات والملابس

والمواد البيتية والزراعية والصور التراثية لاعلام شعبنا من فنانين

وموسيقيين وآثاريين وادباء وكتّاب وسواهم ممن اثروا الحركة الفكرية في

العراق قديما وحديثا، فضلا عن صور مدارس شعبنا التي رفدت العراق

باجيال من الاطباء والمهندسين والمثقفين.

فعاليات فنية وغنائية

وضمن مراسم حفل الافتتاح قدمت فعاليات فنية غنائية شارك فيها المطرب

هندرين مجيد وفؤاد زمارا ورومل لاوندو وتشابكت أثناءها الأيدي في دبكات

تراثية على أنغام الموسيقى الشعبية السريانية، قدمتها كوكبة من موظفي

المديرية مرتدين الملابس الفلكلورية لقرى وبلدات شعبنا. وفتح في نهاية

الحفل للجمهور بوفيه للمأكولات الشعبية والتراثية السريانية ضم أكثر من

15 أكلة مختلفة.

هذا وقد حضر مراسم حفل الافتتاح المطران اسحق ساكا النائب البطريركي

للدراسات السريانية فضلا عن رؤساء الدوائر الحكومية وممثلي القنصليات

الاجنبية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحشد غفير من ابناء شعبنا

وعدد كبير من الفضائيات ووسائل الإعلام الاخرى.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *