استمارة العبادي وحقل التجارب

في محاولة لرئيس الوزراء  العراقي حيدر العبادي لأسكات المجموعات الكبيرة من العراقيين الذين يطالبون بالاصلاحات اعلن عن تغيرات وزارية في وزاراته ، مستغفلا بذلك ابناء العراق بانه ربما يأتي مجموعة من الوزراء يستطيعون ادارة البلد بصورة افضل وكأن العراق والعراقيين حقل تجارب…

لقد كان على رئيس الوزراء مخاطبة البرلمان لتفويضه لاعلان حكومة انتقالية وحالة طواريء لفترة ستة اشهر يديرها هو بنفسه ، لحين احداث تغيير جذري في منهج العمل، لاتغيير في الوجوه، فمهما تغيرت الوجوه فان البلد يسير  باعتماد المنهج العام وهو الاعتماد على مجموعة كتل واحزاب رئيسية تتفق خلف الكواليس وتدير البلد باسلوب ( ماذا استفاد) من خلال قمسيونات تستقطع من الوزراء، ولكل كتلة او رئيس كتلة حصته يستفحش في الثراء ويدير حزبه من خلال  تلك القمسيونات، وفي حالة عدم قبول التفويض كان على العبادي الاستقالة والانضمام الى التظاهرات الشعبية ليجبر البرلمان على هذا التفويض كمعارض.

نعم والف نعم، السلطة في العراق تحتاج الى تغيير، ابتداءا من اسلوب عملك يا رئيس وزرائنا الى اسلوب عمل اخر ضابط في الجيش واخر موظف في الدوائر العامة والخاصة ولا نحتاج تغيير اشخاص ووجوه!!! نحتاج  الى تغير الانا والانا الحزبية والانا الكتلوية والفئوية والمذهبية والقومية ، الى الوطنية والمواطنة الحقيقية، نحتاج الى ثقافة المواطنة التي انهارت بعد عشرات السنين من الحصار الاقتصادي وعشرات السنين من الحروب والقتل والاختطاف والتهجير وتهميش الالاف المؤلفة من العراقيين بقوانين صدرت من اجل الانتقام لا من اجل خدمة المجتمع .

فهل يعلم العبادي بان الوزارات والمؤسسات في البلد تدار من خلال اشخاص بمستويات متدنية اكاديميا وثقافيا ومهنيا ؟، وهم يعملون داخل تلك الوزارات والمؤسسات “””” اكيد يعلم كونه احد اولائك المسئولين الذين يستلمون اوامرهم مِن مَن يدير الكتلة المنتمي اليها وعليه ضغوطات كبيرة من الكتلة لكل عمل يقوم به ، وكل وزير او محافظ او رئيس مؤسسة هناك من في كتلته يعمل معه وهو مسؤوله ويأتمر بامره !!!.

فهل تغيير الكابينة الوزارية هو الحل ؟ ونحن نتابع الاعلام ونلاحظ بان كل حزب متخوف على بقاء حصته مثلما هي ولا يقبل باي تغيير .

لذلك عليكم ايها المتصدون  تحديد الصورة وتحديد البوصلة بالاتجاه الصحيح وهذا الكلام معني به الجميع احزابا وكتل ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية والقضاء والنزاهة وجميع المحافظات وعلى المستويات كافة .

 بقلم لؤي فرنسيس

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *