ازدواجية التعامل مع ما يسمى بنظرية المؤامرة

منذ أن استلم الفكر الاشتراكي والقومي عن طريق بعض الاحزاب الشوفينية زمام الحكم في العديد من دول ما يسمى بالعالم الثالث، ظهرت نظرية المؤامرة  على الواقع وبدأت طبول تلك الاحزاب تروج لوجودها لكي تبقي نفسها على سدة الحكم وتدعي مقاتلة محيكي خيوطها, وقد تطورت فكرة المؤامرة لاحقاً الى نظرية المؤامرة التي تستهدف الدولة بأكملها بعد أن باتت تلك الأحزاب هي الدولة بكل مقوماتها.

المؤامرة ان كانت موجودة على بلدنا العراق الاتحادي وفق منظور من يدعي بوجود هذه النظرية وادعائه بمحاربتها نطرح السؤال التالي يا ترى من هم الذين ينفذون خيوط هذه المؤامرة ؟

 اهم ما يسمونه الامبريالية والاستعمار الغربي ام هم اطراف داخلية متقلبة الامزجة والادعاءات ، تارة تتدعي المؤامرة وتارة تحاربها بوسائل الاعلام والصراخ، وعندما تشتد الازمات تعود متوسلة الى من تتدعي انهم اصحاب المؤامرة طالبة العون والمساعدة لدحرها والقضاء عليها اليس هذا امر عجيب !!!.

وعلى افتراض وجود المؤامرة وصدق ادعاءات محاربيها لكان الاجدر بهم ان يحاربوا منفذو خيوط هذه المؤامرة وليس من يحيكها لأن مهما تكون المؤامرة تبقى بدون تنفيذ اذا لم يكن هناك من ينفذها وان منطق العقل كفيل بالقضاء على كل مؤامرة تحاك من الداخل او الخارج ، فان اللحمة الوطنية والتكاتف بين ابناء الشعب ومكوناته الاثنية والدينية والمذهبية هي الوسيلة الكفيلة للقضاء على أي مؤامرة وليس الانشقاق والتشرذم والطائفية ، وعلى الجميع ان يفهم بان العالم اليوم قد اصبح قرية صغير لما من وسائل التواصل والتقدم التكنولوجي وسيادة القانون الدولي على جميع الدول بما يحمي حقوق المواطن بمختلف شرائحه ومكوناته ان قبلت به بعض الدول او لم تقبل، فعلى الحكام والسياسيين ان كانوا حكماء سن التشريعات بما يتفق مع القانون الدولي لحماية مواطنيهم والمصالح الدولية ، وبالنتيجة بناء علاقات متوازنة مع الدول متجنبة الاثار السلبية للعداءات السياسية فيما بينها تجنبا للحروب وهدر الاموال والطاقات البشرية التي بدورها ترهق كاهل الدولة والمواطن .

رغم نجاح العراق جزئيا بالتحول الديمقراطي ، الا أن لا تغير جوهري حقيقي حصل فيه, فاغلب النظم البديلة التي حكمت بعد التغيير طرحت نفس الخطاب السياسي القديم  المطالب بتحمل الوضع المتردي بحجه التفرغ للمعركة الأهم وهي الوقوف في وجه المؤامرة، التي اعتبرت شماعة لتعليق جميع الاخطاء .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *