إن حبل الكذب قصير يا سيد تيري

كنت قـد عـزمـت أن لا أردَّ على أيِّ كاتبٍ مِن أتـباع الكنيسة الإنعـزالية النسطورية بشقـيها ، الذين يدَّعـون أنـهم آشوريون رغم عـلمهم بأنهم مزيفـون ، ولكنهم على الكـذب مُصرّون . لم أستـطع الحفاظ َعلى عـزمي فقـد أثارني المُـنـظـرالآثـوري السيد تيري بطرس بما جاء بمقاله المنشور في موقـع عنكاوا بعـنـوان ” التعداد العام للسكان وموقف سياسيينا  ، أبـلـحـد أفـرام ساوا مثالاً ! ”

الرابط  : http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=428449.0 

       
لست في مـوقـف الدفاع عن السيد أفـرام ، لأن ما تـطـرَّق إليه في مـقالـه الموسوم ” الكلدان والتعـداد السكاني المُقـبـل  ” هـو الحقـيقـة بعينـها، وكـزعيم سياسي كلداني عليه أن يُـنبـِّه أبناء امتـه الكلدانية على اخنلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والسياسية وما يحملـونـه مِن ميول ، أن يـبادروا الى إدراج تسمـيـتهم القـومية في استمارة الإحـصاء السكاني  في حـقـل القـوميات  سواءً كانت مُـدرجة في استمارة التعـداد بشكل واضح  أو خـُـصص لها مربع أو مستطيل فارغ . وإنـما تـفـنـيداً لـبعـض أقـوال تـيري المنافية للحقيقة ومنها : <<  الآشوري يـقـول ، إنـنا جـميعأً آشوريون ، ويعني بذلك أن من يتسمّى بالسرياني أو الكلداني أو الآشوري ، فهذا الإنسان الآشوري ، لا يطالب باستعمار إخـوته ، ولا بالإستيلاء على حـقـهم ، ولا بالتعالي عـليهم ، فهو عندما يقـول ذلك يُعـبِّـرعن تربـيـته الـقـومية المستمـدة مِن إرث الحـركة القـومية التي أطـلـقـت على نفسها التسمية الآشورية والتي ابـتدأت قبل مائة وخمسين سنة . فـرواد العـمل القـومي اخـتاروا الآشورية كـتسمية لتأطير العمـل القـومي >> انتهى الإقتباس .

يا سيد تيري ،لا يجـوز إلقاء الكلام على عـواهـنه ، أين النص وايـن المصدر ؟ تُرى ، مَن هم اولئك الـرواد ومتى عقـدوا اجتماعاً أو مؤتمراً قـرَّروا فيه إطلاق التسمية الآشورية على حـركـتهم ، ولـنـفرض جـدلاً أن الأمر ليس من تلـفـيقـك أنـت  وأمثالك المتعصبين للأشورية الأسطـورة الـويكـرامية ، كيف يمكن أن تتبنى هذه الحركة الـمزعـومة التي ينتمي أعـضاؤها الى كنائس مختلفة كما تدعي ، التسمية الآشورية التي انتحلتها شرذمة من أبناء الكلدان النساطرة نتيجة لإغـراء وتشويق ووعـودٍ كاذبة من رئيس بعـثة كانتيبري الأنكلـيكانية المنفـذة لأوامر استخبارات دولـتها المملكة المتحـدة ، والذين لم يكن يتعـدى تعدادهم نسبة 10 % م من تعداد الكـلدان ، هل كان اولئك الـرواد بهذا القـدر من الجهالة لـيصدرعنهم مثل العـمل الذي لا يقبله لا العـقـل ولا المنطـق ! أما إذا قـلـتَ بأن ذلك من صنع الإنكـليـز الـذين أنعـمـوا على آبائكـم السذج الـبسطاء بالتسمية الآثورية  بدلاً من تسميتكم الأصلية ” الكلدان النساطرة ” التي يؤكـدها كافة المؤرخـيـن ، ثـم حولـتـمـوها أنـتـم أحفادهم المعاصرون الى ” الآشورية ” في العـقـود الأخيرة من القرن العشرين المنصرم لتتـوافـق مع أهـدافكم السياسية فتكون قـد أقـرَرتَ بالـواقع .

ثـم أليست أهدافـكم احتـواء الكلدان عن طريق إنكاركم لـوجـودهم ، تحويـركم الخـبيث لقـوميتهم واعتباركم إياها مذهباً ، اليست أعمالكم بإغـراء وشراء ذمم الكثيرين من الكلدان مطابقة لِـمَ فعـلـه الإنكليز مع آبائـكم ؟ حيث قلـبوا مـفاهــيمـهم وبـددوا أفكارهم وإذ لم ينجحـوا بتغـيير مذهـبهم النسطوري الى الأنكليكاني ، أدخـلـوهم في مآزق وويلاتٍ وحـروب ضِدَّ الدولة العثمانية التي كانوا مواطنين فيها ، فخسروا أكـثر من نـصـف عددهم وطـرد الباقـون من ديارهم ، فاضطر الإنكليز للإتيان بهم الى العراق . وها أنـتم تفعـلون نفس أفعال الإنكـلـيز ، لقـد أغريتم أبناء الكلدان بحـجـة ” إننا كلنا مسيحيون ” قلبتم الكوتا القـومية الى الكوتا المسيحية لكي تستحوذوا على أصوات الكلدان بالحجة المسيحية بينما أنتم من المسيحية بـراء !

لقد كانت الآشورية نقمة كما دعاها في إحدى مقالاته المتعصب الآشوري المتزمت عـويشو ملكو ، للشعوب في الماضي القديم ، والآشورية المنتحلة اليوم هي الأكثر نقمة ً من الأولى على كافة مسيحيي العراق ولا سيما الكلدان منهم ، فصـبَّ منتحلـوها ناكرو أصلهم الكـلداني جامَ غـضبهم على أبناء الكـلدان  الذين يُمثلـون الرقم الأصعب في المعادلتـين الـقـومية والدينية ، ولذلك تراهم يرتعـبون من سماع اسم الكلدان  .

وفي مكان آخر يـقـول السيد تيري : << فإذا كنتَ تعتمـد على ما قالـه في قصيدةٍ له ماروثا الميافرقيني ، فإنَّ تفسير ذلك وبكـل بساطة ، سيكـون  أن حتى الكـلدان ستـفسر ( بمفهـومها الـلغـوي ولـيس بمعـناها تسمية للشعـب ، أي أصل معـنى التسمية الكلـدانية والتي تعـني المنجـم أو الساحـر ) أي أن حتى المنجمـون والسحـرة تعجـبـوا لهـول ما رأوا، أليس هذا معـقـولاً ، رغم أنني لا أتبنيه ولكـنه تفسير من ضمن تفاسير معـقـولة اخرى >> انتهى الإقتباس

أنظروا مـدى عـنفـوان العـنف لـدى أشباه الكتاب الذين  لم يتعلموا اللغة العربية بطريقةٍ فجـة إلا للدفاع عن باطـل الآشورية ، فها هم يُـفسرون  ترنيمة القـديس مار ماروثا اسقـف ميافارقـين (الواقـعة ضمن الأراضي التركية) على هـواهم ومزاجـهم لحـرفـها وإفـراغـها من معــناها الـواضـح وضوح الشمس ، هـذا الـتـفسيـر الـذي يسـتهـجـنه أبسط مسيحي ، لأنـه تـفسيـر سياسي غـبيٌّ مُـتَـعـمـَّد ، وحتى تـيري نفسه دانـه ضميـرُه واستـدرك بالـقـول بأنه لا يتـبـنى هذا الـتـفسير ، ولكي لا يـؤاخـَذ عليه ، أدخـله ضمن تفاسير سماها معـقـولة ، لاحـظـوا الـتـناقـض والـفـذلـكة الكـلامـية  الـتي تـفـضح قائـلـها . ولكي يـقـف الـقـراء الكـرام على نـص الترنيمة فإني مُدرجـها أدناه باللغة الكلدانية التي ألفها بـها مار ماروثا مع ترجمتـها بالعربـية : ــ

ܡܼܿܠܟܵܐ ܕܪܵܘܡܵܐ ܥܼܿܡ ܦܵܠܚܘ̈ܗܝ ݂ ܣܼܿܝܼܿܥ ܠܓ݂ܘܕܵܐ ܕܼܿܡܗܼܿܝܡܢܹ̈ܐ ݂ ܢܦܼܿܩ݂ ܦܘ݂ܩܕܵܢܵܐ ܕܢܸܬ݂ܩܼܿܛܠܘܢ ݂ ܣܵܗ̈ܕܹܐ ܟܹܐܢ̈ܐ ܒܝܼܿܕ݂ ܣܼܿܝܦܵܐ ݂ ܬܗܼܿܪܘ ܟܼܿܠܕܵܝ̈ܐ ܟܼܿܕ݂ ܩܵܝܿܡܝ݂ܢ ݂ ܘܼܿܙܩܼܿܦ݂ܘ ܨܹܒ݂ܥܵܐ ܟܼܿܕ݂ ܐܵܡܿܪܝ݂ܢ ݂ ܕܪܼܿܒܿ ܐܼܿܠܵܗܗܘܿܢ ܕܼܿܡܗܼܿܝܡ̈ܢܹܐ ݂ ܕܟܼܿܕ݂ ܠܵܐ ܡܸܬ݂ܚܙܹܐ ܦܵܪܹܩ ܠܗܘܿܢ ؛
” إن ملك العـلى مع جُـنده . كان في عـون جميع المؤمنيـن . فـقـد صـدر الأمـر: أن يـُقـتـَل الشهـداءُ الأبـرار بحـد السيـف . بـُهِـت الكـلـدان وهم وقـوف ، ورفـعـوا الإصبـع قائلـيـن : عـظيـم هـو إلـهُ المؤمنيـن ، فهـو يـُخـلـِّـصهم وإن هـو لا يـُرى ” ( من ترانيم الشهداء المخصصة ليوم الجمعة ) فانظر كيف أن الـمؤلـف يـُسـمـّي الـشـعـبَ القائم وقـتـذاك كلداناً يرفـعـون إصبعـهم علامة التشهـد ببـطـولة الشهـداء . تُـرى، لماذا لم يُسمي المؤلـف ذلك الشعب بالآشوريين ، مع أن مـوقع مدينته ميافارقين تقع في منطـقـة آثـور ، السبب بسيط جداً لعـدم وجود آشوريين آنـذاك لإنقـراضهم قـبل الميلاد بستة قـرون .

الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية

نـنـقـلها مِن البحث الذي نشره سيادة المطران د. سرهـد جمو راعي أبرشية مار بطرس الرسول الكلدانية في غرب الولايات المتحدة الأمريكية ، عبر الموقع الكلداني الالكتروني ( كلدايا . نيت  Kaldaya . net )  بتاريخ الرابع مِن كانون الثاني لعام 2006 م  بعنوان (  الهـوية الكـلـدانـية في الوثائـق الـتاريخـية Chaldean Culture ) .

1 – شهادات السُّواح الغـربيين

إن شهادات السُّواح مهمة جداً ، وهي أهم من طـروحات وفذلكات بعض المستشرقيـن الذيـن يقـتـنـون معلوماتهم من كُـتُـبٍ ومصادر في مـقـرات عمـلـهم دون الإحـتكاك الشخـصي بأهـل الشرق وواقـعهم وأحـوالهم . أما السُّواح فلأنهم يكتبـون ما يرون ويسمعـون ، لذلك هم مصدر أكثر أمانة ً ,مطابــقـة ً للـواقع الشرقي . فهوذا بعضاً مِن شهاداتهم :ـــ

>  ماركو بولـو الذي قام برحـلـةٍ مع والـده وعَـمـِّـه مِن 1271 – 1291 ، سجـَّـلَ لاحـقـاً مذكـراتـه في كـتابـه ( II Millione   طـبـع برعاية روجيرو روجيري في فـلـورانس ، 1986 ) ونحن نورد منها المقـطـع التالي في ترجمةٍ مباشرة عن الإيطالية ” الموصل موقع كـبيـر ، فـيها من الـقـوم مَن يـُدعـون عـرباً . . . وفيها قـوم آخـرون يـتـخـذون الشريعة المسيحـية ولكـن لـيس بحسب ما تأمر به الكـنيسة الرومانية . . . إنـهم يـُـدعَـون نساطـرة ويعـاقـبة وأنَّ لهـم بـطريركاً يــُدعى جاثالـيقاً . وهـذا الـبـطريـرك يصنـع أساقـفـة ورؤساء أساقـفـة ورؤساء ديـورة حـتى في بلاد الهـنـد ، وفي بغـداد وبلاد الصين . . . وفي جبال هـذه المملكة هـناك أيضاً قـوم من المسيحـيين يـُـدعَـون نساطرة ويعاقـبة . . . ”          ( ص 122 )

>  ريـكـولـدو دي مـونـتي كروجي ( Peregrinationis Liber  ) نـترجم مقـطـعاً مِن مذكراته عن الأصل اللاتيني الذي كتبه المؤلـف سنة 1292 ، وقد طـُبـع مؤخـراً مع ترجمة فـرنسية : ” عَـن النساطـرة. . . إن النساطـرة هم الـهـراطـقـة الذيـن يتبعـون نسطـوريوس وتيودوروس . . . مع ذلك فإن هـؤلاء النساطـرة الشرقـيـيـن  هم جـميعـاً كـلـدان  وبالكـلـدانية يـَقـرأون ويـُصلـون ”  ( صفحات 136 – 138 )  .

عَـن قـوم الأكـراد . . “إنهم مسلمون يتبعون القرآن . . . أظـهروا أنـفسهم إنسانيـيـن كـثيراً معـنا . . . لـقـد كانـوا مِن قـبـل كـلـداناً ثـم أصبحوا مسيحيين وفي مرحلةٍ ثالثة مسلمين ، لأن الشريعة الإسلامية هي أكثـر تساهـلاً ” ( ص 118 – 120 )  .

>جـوفاني الراهب الدومنيكي الإيطالي ـــ رئيس أساقـفـة السلطـانية
في مذكراته المسجلة باللاتينية في سنة 1404 ، طـبعة انـطـون كـيرن الألمانية (  Libellus de Notizia Orbis)
” الى الجنوب الشرقي من فارس ، هناك بلاد كـلدو وهي نقـطة في أقصى الشمال من مملكة الكلدان ــ التي تـبـدأ من مدينةٍ تـُسمى  مـراغـا، وهي تمتد جنوباً حتى بحر المحيط ، ومدينتهم الرسمية بغـداد ، التي هي في الكتاب المقدس بابلـونيا وإن ليست في نفس الموقع إذ إن هذه على الفرات . في هذه المملكة سهول كثيرة وجبال قليلة ومياه شحيحة تجري في المنطـقة . هناك شعب كثير من العرب والكلدان والسريان والنساطرة والأرمن ولكاثوليك . وقد بعثتُ أنا الى هؤلاء الكاثوليك راهباً واحـداً مـما أزاد عـدد هؤلاء الكاثوليك ! ”

فانظر كيف أنَّ هؤلاء السّواح الذين يسبقـون البابا اوجـين الرابع بأجـيال ، ويسبـقـون بـمثلـها إتحاد المشارقة بـروما ، يتحدثـون بإطلاع ووضـوح عن الكـلدان وعن بـلاد كـلدو وعن اللـغـة الكـلدانية ، ويميزون تماماً بين القـومية والدين ، وبـين المذهب النسطـوري واليعقـوبي والكاثـوليكي . وانظر كـيف أن التسمية الآثـورية اوالآشورية  غائـبة تـماماً عَن ساحة الـواقـع التاريخي الذي يشهـدون عـلـيه . 
 
2 – وهاك الآن نماذج من الـوثائـق الثبـوتية مستمـدة من المراسلات المحفوظة في ارشيـف قصر لامبـث مقـر رئيس أساقـفـة كانتيربري في لـندن .

1 – صورة من الرسالة التي بعثها الميطرابوليط النسطوري مار يوسب الى سيدةٍ انكليزية كريمة اسمها” وورن ” بتاريخ 13 آذار 1879  ، لاحـظـ كيف يُـعـرِّف هذا الأسقـف بنفسه وبشعبـه : ” مار يوسب ميطرابوليط الكلدان النساطرة المشرقييـن ” وختمـه الرسمي ( محيـلا يوسب ميطرابوليطا دكـلـدايي أي الضعيف يوسف رئيس أساقـفـة الكلدان .
2 – صورة من الرسالة التي كتبها وبعثها البطريرك شمعون روبين الى ادور رئيس أساقـفـة كانتيربري  ، في تشرين الأول سنة 1884 وهو يُـعرِّف نفسه بهذه الكلمات : ” من روبين ( روول ) شمعون بنعمة الله بطريرك جاثاليـق المشرق ، مُـدَبـِّر كنيسة الكلدان العريقـة ” وتأمَّـل في نـص المقـطـع الأخير من رسالته ” فـيكـون عَـونـُكم سبـباً لإتحاد أجـزاء الكنيسة الأربعـة . . . مع ختمـه : ” محيلا شمعـون بطريركا دكـلـدايي وتعني الضعيـف شمعون بطريرك الكلدان ” .
3 – صورة من الرسالة الأصلية التي كتبها آخر رهبان النساطرة ” ربـَّـن يونان ” وبعثها الى رئيس أساقـفـة كانتيربري ادور ، وذلك بتاريخ 8 تشرين الأول سنة 1884 ” كـلـداني ” ( كذا بالنـص الآرامي ) حيث يـقـول في السطرين 21 و22 ” إنـنا نمـنـح هذا السلام ( سلام المسيح ) لكُـلِّ مَن يقبـل سلامَـنا ، نحن النساطرة الكلدان المشرقييـن .
4 – رسالة الميطرابوليط خنانيشوع الى أبناء كنيسة المشرق في أبرشية اورمية وربوع كردستان ، كتبها سنة 1895 ، ووثـقـها بختمـه المألوف الذي يقـرأ : ” محيلا خنانيشوع ميطرابوليطا دكـلـدايي ”
5 – رسالة ثانية كتبها الميطرابوليط خنانيشوع في 13 ايلـول سنة 1906 ، وصادق عليها بختمـه ذاته بالقرب من عنوان الرسالة ” محيلا خنانيشوع ميطرابوليطا دكـلـدايي ” .
 
أضِـف الى ذلـك 

6 – الخـتـم المألـوف للـبـطـريـرك مار شمعون الحادي والعشرون ايشاي آخـر الـبـطاركة “الشمعونيـيـن” ، نـقـرأ فيه لقـبه الرسمي : ” محيلا شمعون بطريركا دكـلـدايي ” .

7 – خـتام رسالةٍ كتبها مار شمعون ايشاي البطريرك من نيقـوسيا في قـبرص بتاريخ العشرين من ايلـول سنة 1933 ولا يـزال يستخدم فيها الختم الذي يُـعـلـن عن لقـبـه الرسمي ” محيلا شمعون بطريركا دكـلـدايي ” وهـو يُـوقـع بالآرامية : ايشا شمعون بنعمة الله جاثاليق بطريرك المشرق ــ وقارن كُـلَّ ذلك بما كُـتـبَ لـه من لقـبٍ جـديـد بالإنكليزية ” بنعمة الله جاثاليـق بطريرك الآثوريين ” .

فتأمـل كيف أن الدجـل والتلفيـق مشوباً بالحـقد والتعـصب هو ديـدن ُ أشباه الكُـتـّاب والمفكرين  من أبناء الكلدان النساطرة  الذين انـتحـل آباؤهم التسمية الآشورية وهم مُـغـفـلـيـن ، وقد سار على منـوالهم أحـفادُهم دون فحصٍ وتمعـيـن ، وراحـوا بدون حياء أو خـجـل يدعـون أنفسهم بالآشورييـن رغـم علمهم بأنهم ( آشوريون مزيـَّـفـون ) . والمثـل يقـول : إذا فـقـد المـرءُ الخجـل يـُبـَرِّر في سبيل مأربـه كُـلَّ ما يفـعـل !

الشماس د. كوركيس مردو
عضو الهيـئـة التـنـفـيـذية
في الإتحاد العالمي للكُتـّاب والأدباء الكلدان
في 22 / 7 / 2010

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *