أهوار الجنوب، جنة عدن، في طريقها للتراث العالمي وحماية اليونسكو

 

Al Mirbad- حيدر الجزائري:

أعلنت وزارة السياحة والاثار، عن قرب استكمالها متطلبات قبول أهوار جنوب العراق بلجنة التراث العالمي، وتأمين حماية منظمات دولية كاليونسكو، للحفاظ على تلك البيئة الطبيعة وإعادة معالمها التراثية والطبيعية.

وفيما أكدت لجنة إنعاش الأهوار في المجلس، وجود قرارات ممهدة لاستمالة تصويت تلك المنظمات لصالح الانضمام العالمي، عدها خبراء ومختصون زراعيون خطوة يكسبها العراق بزيادة حصصه المائية، وحقوق يستردها سكنة الأهوار المتضررين والنازحين، وضرورة لمنع تجفيف الأهوار مجدداً.

ورغم اشتهار العراق بالكثير من المواقع الأثرية، لكن اليونسكو اقتصرت حمايتها لموقعين عدتهما تراثاً عالمياً، وهما آثار الحضر جنوب غرب الموصل ، ومنطقة آشور ألأثرية في الشرقاط التي كانت ألعاصمة الأولى للآشوريين قبل ما يقارب 3500 عام.

وتعد منطقة الأهوار من المناطق المهمة في العالم والمحمية الطبيعية الأولى في العراق وتضم ابرز القطاعات الرطبة على مستوى الكرة الأرضية، كما انها من أهم مراكز التنوع الاحيائي في العالم لما تحتويه هذه المناطق من ثراء بايولوجي زاخر بمختلف أنواع الأحياء المائية والبرية والتنوع النباتي والطيور النادرة.

ويقول منسق الفريق الثقافي في وزارة السياحة والاثار لصياغة ملف ادراج الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي قحطان عبد علي في حديث لراديو المربد ان “الفريق وبعد جهد استمر لمدى عامين، شارف على الانتهاء من إعداد وكتابة ملف الأهوار وجمع الأدلة الكافية لقبوله لدى لجنة التراث العالمي، ليكون موقعاً دولياً مدرجاً على لائحة التراث العالمي”.

وأضاف عبد علي الذي يشغل ايضاً منصب مدير مفتشية آثار البصرة ان “الأهوار تعد من الملفات المختلطة الصعبة، كونها مناطق تراثية طبيعية وحضارية، وتضم أربعة مواقع أثرية كبيرة، وممتلكات كبيرة وهي الأهوار الأربعة الحمّار، والحويزة، الأهوار الوسطى، والحمّار الشرقي”.

وأشار إلى إن “مباحثات تجري مع اليونسكو ومنظمة حماية الطبيعة الدولية، من أجل التصويت على إدراج الأهوار ضمن التراث العالمي مطلع العام المقبل، وذلك لوجود دعم مسبق بإعلان الموافقة على المتنزه الوطني لاهوار بلاد مابين النهرين من قبل مجلس الوزراء العراقي”.

من جهته، يقول رئيس لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة، ربيع منصور الحلفي، ان “موافقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء المسبقة على اعتبار الأهوار محمية طبيعية، خطوة هامة ستعيد المعالم الطبيعية الى ما كانت عليه الأهوار قبل مئات أو آلاف السنين، إضافة إلى إدراجها ضمن التراث الثقافي العالمي بما يخص الأهوار والمناطق الرطبة، باعتبار ان العراق من الدول التي وقع على معاهدة رامسار التي ستحقق مكاسب عدة منها حماية تراث الأهوار”.

وعدّ الحلفي تلك القرارات “بالخطوات الممهدة لاستمالة قرار اليونسكو ومنظمة حماية الطبيعة العالمية، والتصويت لصالح إدراج أهوار العراق ضمن التراث العالمي وحصولها على مزايا ومكاسب هامة منها الحفاظ على الأهوار كتراث إنساني وحضاري مميز في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن احتوائه نباتات وطيور وأحياء مائية وحيوانات مميزة انقرض قسم منها والباقي مهدد بالانقراض، سيتم حمايتها وإعادتها إلى طبيعتها الأولى”.

وعن المزيد من تلك المزايا التي ينتظر تحقيقها، يقول المستشار الزراعي في ديوان محافظة البصرة الدكتور محسن عبد الحي دشر لراديو المربد ان “الأهوار ستكون بحماية منظمات دولية كاليونسكو، ومحمية طبيعة لايسمح بتدخل الإنسان فيها وتغيير معالمها”.

ويلفت دشر قائلاً “سيترتب على القرار والمعاهدة الدولية مزايا لاسترداد حقوق أهالي الأهوار النازحين أو المطرودين بسبب سياسات النظام السابق، إضافة الى استغلال الأهوار كبيئة ترفيهية يطلع عليها العالم بعد ان كانت مهداً للحضارات، واستقطاب الكثير من المهتمين في مجال التراث والعلوم وايجابيات اخرى نطمح ان تكون من المعالم التراثية في العراق”.

ويؤكد المستشار الزراعي ان “أنضمام الأهوار إلى التراث العالمي والتوصيات الدولية التي سيكسبها من تلك المعاهدات، سيلزم العراق والدول المتشاطئة معه بتأمين الحصص المائية اللازمة لهذه المناطق لاغمارها بالمياه، وبالتالي سيستفيد من المردود المائي، باعتبار جنوبه الذي يقع نهاية المصب، يعتبر الأكثر تضررا بسبب سياسيات دول الجوار المائية وبالأخص تركيا”.

وعلى خط مواز، يرى الخبير الزراعي ونقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء هاشم البدران، ضرورة “تدويل الوضع البيئي لهذه المنطقة لمنع العراق ودول الجوار الجغرافي من تجفيفها، كما حدث في النظام البائد عبر قرار سياسي”.

واصفاً الأهوار عبر حديثه لراديو المربد “بأحد أهم منابع الطبيعة العالمية ومحطة استراحة كونية للطيور، و تحمل مزايا بيئية وطبيعية وانسانية، وارث تاريخي واثاري عميق، واحتضنت العديد من الحضارات أشهرها حضارة سومر”.

واختتم البدران قائلاً “من المؤكد ان قرار انضمامها للتراث العالمي سيمنح المنطقة وضع مستقر يخدم العالم وليس فقط العراق، وهي ضرورة ينتظر إقرارها منذ أكثر من خمس سنوات”.

وبحسب مختصين فان أهوار جنوب العراق الحمّار المسحب والصلال والأهوار الجنوبية، كانت تعتبر منذ آلاف السنين مهد ومنبع الحضارة السومرية، ومنها انطلقت الكثير من العلوم إلى العالم، لكن سياسات النظام السابق في تجفيف الأهوار وإبادة سكنتها ممن يعتبرون من سلالات الحضارات الكلدانية والسومرية، غيّرت الكثير من هذه المعالم البيئية والإنسانية والوراثية، وبعد عام 2003 شهدت محاولات لاغمار الأهوار بالمياه بنسبة 60%، إضافة إلى العثور على اثار ومنحوتات ومخطوطات تشير إلى تلك الحضارات،

ويعد ملف الأهوار مركزياً مشتركا بين ثلاث وزارة وهي السياحة والآثار والبيئة و وزارة الموارد المائية، بعدما كانت تديره وزارة الدولة لشؤون الأهوار المنحلة.

وكان مجلس الوزراء العراقي قد وافق في (31 آب 2013)، على طلب إنشاء المتنزه الوطني لاهوار بلاد مابين النهرين، الذي قدمته وزارة البيئة وبالتعاون مع وزارة البيئة والأراضي والبحار الايطالية.

يشار الى ان مجلس النواب العراقي صادق على دخول العراق الى اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة واستخدامها الأمثل في 22 من كانون الثاني عام 2007 ليكون الدولة رقم 177 المنضمة إلى الاتفاقية.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *