ألا تباً .. للعملية السياسية !!

 
                                     

 

 

 

لعل من أكبر الأكاذيب التي أنطلت على العراقيين ككل بعد عام 2003 وأحلام التغيير التي راودتهم والسؤال هنا ( تغيير ماذا ! ) والأجابة بسيطة جدا ً وهي من ( السيء الى الأسوأ والأردأ ) وإلا أي تغيير ؟

 

العملية السياسية تلك الكذبة الكبرى التي أتت على الأخضر واليابس في العراق ولازال وأوصلته الى آخر صفوف الدول المتأخرة والمتخلفة في كل شيء وفي كل المجالات , العملية السياسية التي أتت بالفاسدين والفاقدي الوطنية والضمير .. ليصبحوا بين ليلة وضحاها الماسكين للسلطة والقابضين على رقاب الكل والمتحكمين بمقدرات واحد من أغنى بلدان العالم , أقول هذا ولا أبالغ حيث أن الأغلبية من هؤلاء ليسوا بسياسيين أصلا ً ولا يمتلكون المؤهلات لذلك وليست لديهم الكفاءة والمهنية للقيام بهذا الدور الصعب بل والصعب جدا ً , وليس لديهم أي حس وطني ! والذي هو أساس العمل السياسي , ولا تتوفر فيهم النزاهة التي هي الضمير الحي لتفضيل مصلحة الوطن على كل شيء .

 

الأكثرية من هؤلاء كانوا معارضين للنظام السابق ومقيمين في دول الجوار أو دول أخرى .. والمضحك المبكي أنهم حين أستلامهم للسلطة فعلوا أضعاف ما كانوا يعارضونه ! متناسين كل المباديء وضاربين عرض الحائط الوطن والمواطنين .. وجل أنجازاتهم لا شيء ! وكل ما قدموه لا شيء ! لا بل والطامة الكبرى أنهم أدخلوا البلد في نفق لا مخرج منه لعقود قادمة .. وأفشلوا وأفسدوا كل شيء بخلافاتهم وأختلافاتهم .. زرعوا ونشروا الفتنة والطائفية المقيتة والمحاصصة التي أفسدت الأخلاق والضمير حتى للمواطن البسيط !

 

أي عملية سياسية ؟ أنها مهزلة بكل معنى الكلمة .. أحزاب وكتل وجهات لا تمتلك من السياسة سوى الشعارات والأقوال .. متقنعة بقناع الوطنية ! مع شديد الأحترام والتقدير لكل مخلص ووطني ونزيه منهم والذين هم قلة قليلة جدا ً لا تقدم ولا تؤخر ! حتى وأن حاولوا فلن يستطيعوا شيئا ً حيال حيتان السلطة والفساد ! تلك الحيتان التي لا تشبع أبدا ً .

 

أي عملية سياسية ؟ انها صفقات ومصالح فقط  ! باسم الوطن والمواطن وحصص توزع على الكتل والأحزاب والمتنفذين الذين ضربت جذورهم عميقا ً في كل المؤسسات وفي هرم السلطة من أعلاه الى أسفله ! توافقات وأرضاءات بعضهم للبعض ومن مبدأ ( شيلني وأشيلك ) ! ولا نستثني إلا القليل ! والدليل على ذلك ما وصل إليه حال البلد في كل المجالات .. حيث القضاء مسيس لا بل ومشلول .. وهيئات النزاهة باتت غير نزيهة وأمتدت إليها أيادي الفساد وبالعديد من الطرق .. لتكمم الأفواه الناطقة بالحقوق والمطالبة بمحاسبة المقصرين والفاسدين !

 

أو ليست قمة المهازل أن تكون ميزانية البلد لعام 2014 مائة وبضعة عشر مليار من الدولارات ليصبح العراق مفلسا ً في عام 2015 عالنا ً للتقشف ويستجدي الدعم !

 

أي عملية سياسية ؟ والدستور خاطيء من الأساس وفيه الكثير من الملابسات وبشهادة الكثير من المطلعين وذوي الاختصاص ..

 

أي عملية سياسية ؟والبلد محكوم بالفساد والمحاصصة المقيتة .. حيث المناصب مقسمة وموزعة وعلى سبيل المثال .. رئيس الجمهورية كردي ورئيس الوزراء عربي ( شيعي ) ورئيس البرلمان عربي ( سني ) ما معنى هذا ؟ وبأي حق ؟ وماذا نسمي هذه العملية ؟ أو ليست المناصب للأكفأ والأنزه والأصلح دون أي أعتبارات أخرى ؟ ثم أليست هذه المؤسسات الأعلى في البلد لا بل العمود الفقري له .. وبيدها كل القرارات والتشريع والتنفيذ والمشاريع .. ألخ …. في كل ما يخص الوطن والمواطن .. وحدث ولا حرج عن الوزارات والدوائر والمؤسسات التي أصبحت هي الأخرى محصورة ومقيدة بفئات وأشخاص متنفذين .. حيث المحاصصة الكارثية أيضاً !! والتي أتت وفرضت أناس غير كفوئين وغير مؤهلين وغير نزيهين لشغل الكثير من المناصب العليا والحساسة ! لينتج عنها كل ما نراه اليوم من واقع في العراق , واقع العجائب والغرائب وكل ما لايصدق ..

 

أي عملية سياسية ؟ والسياسيون لا هم لهم سوى المكاسب والأمتيازات والأستحواذ على المناصب والكراسي لا بل وكل شيء ! وبأي ثمن !

 

أي عملية سياسية ؟ والوزارات محتكرة من قبل الكتل والأحزاب .. والكثير من الوزراء غير كفوئين وليسوا على قدر المسؤولية !

 

أي عملية سياسية ؟ والوزير الفلاني في الوزراة الفلانية اليوم .. وغداً في وزارة لا تمت بأي صلة للتي قبلها !! أين الكفاءة والمهنية والأختصاص في هذا ؟

 

أي عملية سياسية ؟ وحال البلد لا يوصف .. ولا مؤشرات الى أي تحسن أو تغيير لابل بالعكس !!

 

أي عملية سياسية ؟ ووراء كل حزب وكل كتلة .. مليشيات وحمايات ! تستنزف الملايين .. تعتقل وتعتدي وتتجاوز في الكثير من الأحيان .. غير مكترثة بأي نظام أو قانون !

 

أي عملية سياسية ؟ والعراق دولة بوليسية بأمتياز !

 

أي عملية سياسية ؟ والمدن العراقية لا بل وثلث العراق محتل من قبل الأرهاب .. والملايين تسكن المخيمات والعراء وفي أسوأ الظروف .. حيث المتاجرة بمأساتهم ومعاناتهم .. والأمثلة كثيرة ومتعددة ..

 

أي عملية سياسية ؟ والخلافات والأختلافات بين الكتل والأحزاب والقادة على أشدها .. مختلفون في كل شيء .. ومتخاصمون في كل الأمور .. حتى في المصائب التي حلت بالبلد .. متخبطون ولا يعرفون التصرف .. لا يحلون ولا يربطون في أي كبيرة أو صغيرة !

 

أي عملية سياسية ؟ وكل القوانين المهمة مهملة ومنسية فوق الرفوف !!

 

أي عملية سياسية ؟ والشراكة الوطنية والمصالحة باتت عداوة وحقد وانتقام .. والأقليات مهمشة ومهجرة ولا مكان لها من الأعراب !!

 

أي عملية سياسية ؟ وهيبة الدولة العراقية باتت مفقودة أو شبه معدومة على الصعيد الدولي والعالمي !!

 

أي عملية سياسية ؟ والبلد سائر الى المجهول .. والخراب والدمار في كل ركن من أركانه !

 

عفواً .. عن أي عملية سياسية تتحدثون ؟

 

ألا تبا ً لها من عمليــــــــــــــــــــــــــــــــة .

 

      غسان حبيب الصفار

        7 / 6 / 2015 / كندا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *