أطـفالـنا ملائـكة في كـنيسة مار توما الرسـول الكـلـدانية / سـدني


 

 

كان يوم السبت 5/10/2013 إحـتـفالاً مقـدساً في كـنيسة مار توما الرسـول الكـلـدانية في سـدني والتي هي بمثابة (( كاتـدرائية أبرشـيتـنا الكـلـدانية )) بمناسبة الـتـناول الأول لعـدد غـفـير من أطفال جاليتـنا ، لم أحـضره ولكـني حـضرتُ القـداس الإحـتـفالي في اليوم التالي الأحـد 6/10/2013 والـذي أقامه الأب ﭘـولس منـﮔـنا بمعـية الأب آدم وفي نـفـس الكـنيسة ولمعـظم أولـئك الأطفال ذاتهم فـكان دورهم رئيساً في صلوات القـداس ، كل ذلك بفـضل جـهـود مشكـورة من معـلمين ومعـلمات عـلموهم ودرّبوهم ، وأذكـر منهم الإخـوة والأخـوات الـذين رأيتهم أثـناء الـقـداس ( الإكـليريكي رودي ، الأخـت سهـيلة  ، الأخـت سالي ) بالإضافة إلى المعـلمات الأخـريات اللائي لم يتـواجـدن في هـذا القـداس وهـنَّ الأخـوات : أنجـلينا ، ميرنا ، مريم ، مارلين .

كان قـداساً بهـيّاً دلَّ عـلى أن المعـلمين بـذلـوا جـهـوداً تــُـثـنى عـليها حـيث زرعـوا الـبـذور الأولى لأسُس التعـليم المسيحي في نـفـوس أولـئك الأطفال الملائكة ، والإعـتراف بالخـطايا أمام الكاهـن لـتـقـديس ذاتهم من أجـل التحـضير لتـناول القـربان المقـدس جـسـد المسيح للمرة الأولى ، فـكانت أتعابهم مثمرة تجـسَّـدتْ في مشاركة أولـئك الأطفال في القـداس بجـدارة بتراتيلهم وصلواتهم ، فـشكـراً للمعـلمين جـميعـهم مرة ثانية .

 

إن القـداس كان رائعاً والأطفال يسَـبِّـحـون ويمجـدون الله بلغة أمتـنا ، اللغة الكـلـدانية الفـصحى وكـذلك باللهجة الكـلـدانية المحـكـية ، وكانت هـناك مشاركة جانبـية من قِـبَـل بعـض الأطفال المتـناولـين في قـراءة الطـلبات فأدّوها بلهـجـتـنا الكـلـدانية ــ وبعـض منها باللغة الإنـﮔـليزية ــ .

وقـد إستـفـسرتُ عـن مسألة مهـمة فـعـلمتُ أن من بـين الأطفال كان هـناك أطفال قادمون من إيران فـتـناولـوا القـربان المقـدس في كـنيستـنا ، بالإضافة إلى عـدد قـليل من أطفال جالـيتـنا العـراقـية يتـكلمون العـربـية في ( بـيوتهم ) ولكـن هـؤلاء جـميعـهم لم يجـدوا صعـوبة في تعـلـّم الصلوات والتراتيل بلغـتـنا الكـلـدانية ، فـهـنيئاً لهم ، بل هـنيئاً للمعـلمين والمعـلمات الـذين تعـبوا في تـدريـبهم .

وهـنا يجـدر بنا أن نـُـذكـِّـر كـل مَن يهـمه الأمر لـنـقـول له : مثـلما كانت اللغة العـربـية لغة ثـقافـتـنا في العـراق ! فالـيوم تكـون اللغة الإنـﮔـليزية هي لغة ثـقافـتـنا في بـلـدنا الـثاني أستراليا وأولادنا يـدرسونها إبتـداءاً من الروضة وحـتى أعـلى المراحـل الجامعـية  ونحـن نمارسها في العـمل وعـنـد مراجـعاتـنا لـدوائر الـدولة ، وعـليه نحـن بحاجة إليها بلا شك ، ولكـن فـرصتـنا لتـعَـلـُّم لغة آبائـنا وأمهاتـنا ( الكـلـدانية ) تـنحـصر في البـيت والكـنيسة سـواءاً من خلال التعـليم المسيحي أو الأنـشطة الأخـرى كالمسرحـيات وإجـتماعات الشباب أو محاضرات الأخـويات وغـيرها ، ولغـتـنا يجـب أن نـفـتخـر بها أياً كان منبعها القـروي تللسقـف ، زاخـو ، عـنـكاوا ، دهـوك ، عـقـرة ، ألقـوش ، تلكـيف ، شـيّوز ، عـقـرة ، …… . وإذا كان هـناك عـدد قـليل من المؤمنين غـدرتْ بهم الأيام ، بل بالأحـرى جـنى عـليهم أولـياء أمورهم فـلم يتـكـلموا معهم في الـبـيت بلغـتـنا ولم يتعـلموها …. نـقـول لهم ليس الوقـت متأخـراً ( تــَـعَـلـَّـموا !!! لتـفـتخـروا !!! ) عـلى الأقـل تـكـلـُّماً مثـلما عـمل المرحـوم الأب فـيليـب هـيلاي في زمانه فـصار يتـكـلمها بطلاقة .

وقـد لـفـت إنـتـباهي مجـموعة من هـؤلاء الأطفال وهـم يقـرؤون الطـلبات ، أن أحـدهم صلّى طِلبَـته باللغة الإنـﮔـليزية قائلاً : نـصلي من أجـل الكـثيرين المحـتاجـين ومن ضمنهم شعـبنا الكـلـداني :

We pray for the homeless, the exiles and refugees, especially, within our CHALDEAN PEOPLE. May they receive comfort from CHRIST. Who had no where to lay hie head: we implor eyou: Lord, have mercy on us.

 

 

وأؤكـد أن القـداس باللغة الكـلـدانية كان شيئاً رائعاً ، مع مشاركة بسيطة جـداً باللغة الإنـﮔـليزية ، ولم تكـن هـناك أية لغة أخـرى كالعـربـية مثلاً ، فـليسمع السامعـون !!.

هـناك نـقـطة ألـفـتُ نـظـر الإخـوة المعـلمين والملحـنين والمدربـين وهي أنـني لاحـظـتُ الأطفال وهـم يرنـمون ترتيلة ( مارَن إيشوع …. ) حـيث أن بعـض أبـياتها زاغـت عـن اللحـن الأصلي المألوف بصورة واضحة ! ولما سألتُ المعـلمين قالـوا بأنهم رغـبوا في التجـديـد وأنهم أخـذوا ذلك من الفـنان رائـد جـورج ! قـلتُ : إن التجـديـد مطلوب في كـل زمان ومكان ولكـن لـيس عـلى حـساب الأصالة ، إن الفـنان أو غـيره إذا أراد أن يؤلـف قـصيدة ويلحـنها حـسب ذوقه وإبـداعه ليخـرج بترتيلة أو أغـنية جـديـدة فـذلك رائع ولكـن لا يحـق له أن يُـشـوِّه الأصالة بحجة التجـديـد ، فالحـفاظ عـلى الأصالة هي من واجـب كـل أصيل .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *